أيسر الطرق لتفادي عيوب الأجنة الخلقية

القاهرة – في بداية القرن الواحد والعشرين زادت نسبة تشوهات الأجنة والعيوب الخلقية خصوصًا في مصر التي وصلت فيها هذه النسبة من ‏2 إلى 3%، أي ما يمثل ولادة نحو ‏50‏ ألف طفل سنويًا يعانون من هذه العيوب أو التشوهات الوراثية‏.

وهذه الزيادة تعود إلى ارتفاع نسبة التلوث في الهواء والماء والغذاء والاستخدام الواسع للأدوية دون إشراف طبي أثناء الحمل وتأخر سن الحمل عند الأمهات‏،‏ وهي ايضا نتيجة طبيعية لتأخر سن الزواج‏.‏

وانتشرت التشوهات في صفوف الأطفال حديثي الولادة بصورة ملفتة للنظر، وتمثلت تلك التشوهات في العيوب الخلقية وشلل الأطفال وضمور العضلات إلى جانب ظاهرة التوائم الملتصقة، وهذه الظاهرة تحرم الأطفال المولودين بتلك الحالة من التمتع بحياة خالية من المعاناة، وليت الأمر يقف عند هذا الحد وإنما يؤدي ذلك الى انتشار الحزن داخل الأسرة بأكملها.

ويرى د. فادي أحمد أستاذ أمراض النساء والتوليد والعقم أن ظاهرة التوأم أصبحت واضحة، فبعد أن كان الطبيب يعدها حالة نادرة، اصبح الآن يستقبل ثلاث أو أربع حالات سنويًا، وذلك نتيجة لخروج أثر من بويضة بسبب تناول الأدوية عند المصابين بالعقم أو هرمونات متوفرة في الطعام أو خلل في معادلة لإحداث توازن في النسل وذلك بفعل الإنسان.

وأشار إلى “أنه لا يمكن تحديد السبب المباشر للتوأم، ويضيف إلى أن الحامل بالتوأم تحتاج إلى رعاية خاصة لأنها تتعرض للكثير من المشكلات، وتتعرض لنقص في الغذاء لأن الطفلين في احتياج لغذاء متكامل، وذلك من خلال غذاء الأم، وفي العادة يكون حجم الرحم أكبر وتلد الأم قبل موعدها بـ3 أسابيع، وبعد الحمل والتغذية السليمة يحتاج التوأم إلى رعاية خاصة من خلال التغذية، وقد لا يكفي لبن الأم لتوفير احتياجاتهم مما يتطلب لبنًا صناعيًا، ولهذا يجب أن تخضع الأم لإشراف الطبيب قبل وبعد الحمل لمنع أي تشوهات بالحمل”.

وتقول د. سميرة علي أستاذ طب الأطفال “إن أسباب التوأم الملتصق ترجع إلى الأساليب الحديثة في علاج العقم، فهناك نوع من الأدوية التي تنتج لتقوية المبيض، وتخرج أكثر من بويضة وينتج عنها توأم، في حين أن ظاهرة التوأم كانت نادرة في الماضي أما الآن فأصبحت منتشرة على المستوى العالمي، والنوع الآخر ينتج عن التلقح المجهري أو طفل الأنابيب، حيث توضع أكثر من بويضة في الرحم، فتكون إمكانية حدوث التلقيح لأكثر من بويضة أكبر وبذلك ينتج التوأم”.

وتضيف “إن عمليات التوأم كانت تحدث في الماضي في بعض العائلات عن طريق الوراثة أما الآن فتنتج بسبب العلاج، ولا يعد التوأم مشكلة اجتماعية، وإنما تكمن الخطورة في حدوث تشوهات لهما نتيجة للقصور في الرعاية الطبية”.

ويرى د. كمال أحمد أستاذ أمراض النساء والتوليد ان ظاهرة التوأم أصبحت ظاهرة ملحوظة وتأتي عن طريق بويضة واحدة وحيوان منوي واحد، وعادة ما تنشط البويضة وتنقسم مع تقدم سن الأم مشيرا، الى ان ت الأم الحامل بتوأم حتاجإلى رعاية شديدة أثناء الحمل حتى لا تتعرض لمضاعفات أهمها ضغط الدم، وسكر الحمل، إلى جانب أن وضع الجنين داخل الرحم يسبب مشكلات أثناء الولادة، مما يزيد نسبة الولادة المبتسرة أو القيصرية والتدخل الجراحي والنزيف، وهذا يتطلب رعاية ومتابعة على الأقل كل ثلاثة أسابيع، وبعد الولادة تحتاج الأم إلى أخذ بعض الأدوية ولبن إضافي لاستكمال الرضاعة للتوأم.

ويضيف “إن الأطباء انتبهوا لتلك الظاهرة خصوصًا عند وجود مشكلات عقم، فمن الضروري ان نقلل عدد الأجنة في أثناء الحقن المجهري أو أطفال الأنابيب واحد أو اثنين حتى لا تحدث ظاهرة التوأم، وبعد عمل الموجات الصوتية والتأكد من وجود توأم يقومون بمتابعة الحمل بشكل مكثف منذ مراحله الأولى حتى نصل إلى نهاية الحمل”.

ويؤكد “يفضل وجود الحامل داخل المستشفى لاستكمال الرعاية الطبية من تغذية ومتابعة مباشرة ومنع المضاعفات في وقتها والتوجه إلى الطبيب مباشرة في حالة نزول أي دم، حتى لا يكون هناك مشكلات ومضاعفات في المشيمة، وعليها تناول الفيتامينات والكالسيوم، ويجب أن تكون الولادة عند الطبيب، وأن يحتوي الغذاء على الحديد المتوفر في الكبد والجرجير والعسل الأسمر والتفاح والباذنجان والكالسيوم المتوافر في اللبن والبيض، ولا يجب أن تبذل الأم مجهودًا زائدًا لأنها معرضة لسقوط الجنين والولادة المبسترة.

وقال د. سيد علي، أخصائي في طب الأطفال “إن التوأم أكثر احتياجًا إلى الرعاية لأنهما غير مكتملين. حيث أن عمرهما داخل الرحم أقل من 36 أسبوعًا ويدخلا الحضَّانة، كما أن نتجت عن التوأم المتماثل مشكلات نتجت عن انقسام بويضة واحدة، حيث يتغذى طفل على حساب الآخر فوجب على الأم عمل المعاينة الطبية للكشف عن الأشياء الوراثية داخل الرحم من خلال تحليل السائل الموجود حول الجنين، مع مراعاة أخد الأم لحمض الفوليك في الأشهر الثلاثة الأولى لمنع أي تشوهات أو أمراض عصبية وضمان نمو سليم للمخ والحبل الشوكي والأطراف العصبية، وعملية الالتصاق تكون بين توأم متماثلين عن بويضة واحدة وحيوان منوي واحد لم يكتما انفصالهما، ولا يمكن حتى الآن تحديد إذا كان الطفلان داخل الرحم ملتصقين أو منفصلين نتيجة وضعهما الأفقي في الرحم.

ويجب على الأم التركيز على البروتينات في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل خصوصًا المواد الغذائية التي تحتوي على الحديد مثل الفول والسبانخ وعدم تناول الشاي والأدوية، ولا تأخذ أي فيتامينات إلا بعد بداية الشهر الرابع وبعد استشارة الأطباء ويوضح أنه بعد الحمل يجب عمل تحاليل للطفلين للتأكد من عدم إصابتهما بالسكر أو الأنيميا والاهتمام بغذاء الأطفال ؛ خصوصًا السوائل على الأقل ثلاثة لترات من الماء واللبن والعصائر، والبعد عن تناول الأم للأطعمة المسبكة والتوابل والملوخية والبصل والثوم، وتناول السمك المشوي والجرجير والعسل الأسمر، ويجب أن تجد الأم رعاية كاملة سواء من الزوج أو من الأسرة.

(وكالة الصحافة العربية).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..