مدني عند اللزوم

و نغني لك يا مدني
كما غني الخليل
ونقول :
تشبهين نفسك
يا شامة المداين
جديرة باسمك
تسطعين ملء روحه
فكل حرفٍ
متوَّجٌٌ بالنور
من حروفه
يضئ
سهما من قوسك المنير
قبل ان يطير
نحو العصر
و يفتح المسام للنسيم
و الازمنة الحديثة
لزرقة السماء
وسمرة الاديم
وضجة الصباح
وسهرة المساء
لساحة المعارض
و مسرح الجزيرة
لبهجة اللقاء
تورد الافكار
وليلة الاسمار
و الرفقة الوسيمة
لخضرة الضفاف
و زحمة الشوارع الحميمة
للحياة إذ تدور
حرةَ كشيمة
ممشوقةَ الامواج
من نيلك الخصيب
في موسم الدميرة
فالازرق النبيل
يعرف الجمال فيك
يا مدينتي
ويعرف التمرد
يفيض بالاشواق كل حين
تعانق الاسواق منك
و الشوارع
ووارف الظلال
لترضعين
ضفتين من زلال مائه
تورقان بالمعارف
وتضحكين
ثم ترتوين وعيا
يطارد الظلام و الجهالة
وزائف الكلام و الضحالة
مشاتل الحروف فيك
مغروسة ََجناينا جناين
و ساحة الرؤي
خصيبة التراب
حثيثة الخطي
فصيحة البيان
سليطة اللسان
مخضرة المعاني…
مدني ايتها العصية قبل العصيان
العصيان رهن اشارتك عند اللزوم
فهو يمشي هناك في الشوارع
هادئا يتامل النيل مع ود الفتِلّي
او ضاحكا يوزع النكات مع ود اعم فاروق في المناسبات
او لاعبا حريفا في الاهلي و الاتحاد
او عائدا بالاوفرول الازرق من مصانع النسيج او الصابون من احدي الورديات في مارنجان
او موقعا لحنا جديدا في دار اتحاد الموسقي او الغناء
اومحاسبا في البورد ياخذ اسرته السعيدة لنادي الجزيرة حيث ستشارك البنت الكبيرة في مسابقة الرقص و سط حماس الاهل و الجيران و الاصدقاء
لكنه العصيان سيهدر في الشوارع حين تستدعي الخرطوم اختها المتمردة التي لا يعجبها الظلام و لا فارغ الكلام
الان هو ما يسميه الدكاترة عند اللزوم
و ليس الزم يا مدني من دموع تسيل علي خدود الخرطوم
ليس الزم يا مدني من دموعٍ تسيل علي خدود الخرطوم
الخرطوم استباحها لصوص بسحنات دميمة يا مدني
و انت يا مدينتي كعهدك عند حسن الظن تماما و الميعاد
عاشت مدني الحرة
و عاشت كسلا الوريفة
و عاشت كل مدينة ترفع رايات العصيان في بلادي وكل قرية وكل شارع
فالكل يقينا علي الطريق
فعنما تكفهر سماء الوطن
لن تهدأ المداين في كل حواضره و لا في ربوعه الارياف
حتي يضحك مجددا سما الخرطوم حبيبتنا
وتطلع علي اجمل صباحات الوطن شموس الحرية
محمد الكارب
17/12/2016

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..