شعب واحد جيش واحد

أما قبل :
الموقف النبيل للقوات المسلحة الذي أدهش العالم العربي عندما هدد الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم باجتياح دولة الكويت، وأرسلت الجامعة العربية قوات مشتركة من الدول العربية لصد العدوان ، من ضمنها كتيبة لقواتنا المسلحة ، وعندما انتهت المهمة وهم في المطار عائدين إلي ارض الوطن ،تقدم احد الأمراء وسلم كل جندي ظرف به مال وهدايا ،فأمر قائد الكتيبة جنوده أن يضعوا الظرف علي الأرض ، فنفذ الجميع الأوامر بدون سخط وتذمر ، ثم تحركوا إلي طائرتهم تاركين الظرف علي الأرض ، وقال القائد للأمير نحن لسنا مرتزقة وهذا واجبنا .
هكذا هم أبناء القوات المسلحة أمانة وشهامة واستقامة ،ويضربون أروع الأمثال ببسالتهم وصمودهم دفاعا عن حياض الوطن وحماية الشعوب المستضعفة .
أما بعد :
شاعر الشعب محجوب شريف في قصيدته الرائعة حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي ترجم أمنيات وأمال وطموحات الشعب علي ما يجب أن يكون عليه وطنهم ، فكل الشعب السوداني ما عدا الفئة الباغية يحلم بوطن خير ديمقراطي تسود فيه العدالة والمساواة وتكون المواطنة أساس للحقوق والواجبات ويكون فاعل وفعال في محيطة الإقليمي والدولي .
حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي … وطن للسلم أجنحتو
ضد الحرب أسلحتو … عدد ما فوقو ما تحتو .. مدد للارضو محتلة … سند للإيدوا ملوية ..
النظام عكس مضمون هذه الأبيات تماما وعمل علي إشعال الحروب وازكي نار الفتنة وأحاك المؤامرات ورعى الإرهاب والارتزاق من الحروب ، والضحايا دائما هم المدنيين وجنود القوات النظامية المغدور بهم لإرضاء رغبة الساسة الانتهازيين .
نظام الإنقاذ منذ قدومه عمل علي إضعاف الجيش وأحال معظم شرفاء القوات النظامية إلي الصالح العام ، وتكوين الدفاع الشعبي كقوات موازية للجيش بصلاحيات اكبر ، تم استخدامها في حرب الجنوب بعد أسلمتها باعتبارها حرب مقدسة ،واعتمد علي جهاز الأمن بعد أن منحه ميزانية مفتوحا ليقوم مقام الجيش ، وأخيرا الاعتماد علي العصابات والمليشيات لتقوم بحمايته تحت مسمي الدعم السريع ، فالنظام يعلم جيدا أن عقيدة القوات المسلحة مرتبطة بالشعب وبالوطن وهي اكبر من أن تحمي مصالح حزبية ضيقة لذلك تم أضعافها وتغييبها لتكون علي الرصيف تشاهد خراب ودمار الوطن .
فكل أبناء وبنات الشعب السوداني قرروا أن يكون هذا العام نهاية العصبة الحاكمة وفي سبيل ذلك أعلنوا العصيان المدني كبداية ولكي تكتمل الصورة بسطوا أياديهم بيضاء للقوات المسلحة ليجسدوا شعار جيش واحد شعب واحد ، وحان ألان أن ينتفض الشرفاء من ضباط وجنود القوات المسلحة وينحازوا إلي الشعب ، فالعدو مشترك ويجب إزالته من خارطة الوطن ، وان الإسفين الذي حاول النظام أن يصنعه بين الشعب وقواته المسلحة أهون من خيط العنكبوت ، والشعب قال كلمته واتخذ قراره ، وعلي القوات النظامية أن تحميه من المرتزقة وتحقن دمه وان تبر قسمها في حماية الوطن والمواطن وتقلل تكلفة التغيير ، فالشعب تقدم خطوات في طريق التغيير وألان الكرة في ملعب القوات النظامية وعليها أن تتقدم وتعزل النظام حسب رغبة الشعب وتجبره علي تسليم السلطة في وضح النهار لا كما استلمها في الليل البهيم .
طريق التغيير طويل ويجب أن يسير الشعب والقوات المسلحة فيه جنبا إلي جنبا ويبتدعوا الطرق والآليات التي تقلل من كلفة التغيير وتنجزه في اقرب وقت ، لتشرق شمس الحرية علي الوطن بعد طول غياب .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..