تجربة 19 ديسمبر وممارسة جلد الذات

حزب المؤتمر الوطني الحاكم كان كالأبله حينما استخدم نظرية(الدفاع بالنظر) واكتفى بالنظر الى صور شوارع العاصمة في قياس فشل ونجاح العصيان المدني وفات عليه ان القياس الحقيقي هو الكم الهائل من الشعور العام وسط الشعب السوداني تجاه ذلك اليوم . كما فات عليه أن 19 ديسمبر ليس هو مايريده شباب العصيان المدني وإنما هو بمثابة عيد حصاد لثمار عظيمة وهي توحيد الصفوف وتوجيه الغاية نحو التغيير .ونبض الشارع السوداني لايقاس بحركة الناس في الشوارع وإنما بالتفكير عمقيا في الكيف وهو كيف استطاعت حملة العصيان المدني في أن تجمع الشعب السوداني على قلب رجل واحد. وإذا إعتمدنا النظرية الاخيرة سيستمر العصيان مرارا وتكرارا إلى أن تتكون رياح التغيير .
وقد بدأت أصوات النقد عالية وسط المجموعات الشبابية المكونة للعصيان بعد تجربة الامس (الاثنين ) نسبة لانهم ينطلقون داخل الفضاء الاسفيري الواسع لدرجة تكاد تسمع أفكارهم وأرائهم وانتقاداتهم دون الخوف من التسريب ومحاولات تهكير إرادتهم لأنهم ينادون بمطلب ليس سرياً وهو ( حتمية التغيير ) وقد كان يومي 27 سبتمبر و19 ديسمبر محطتي تجارب لذلك المطلب ونجحت المحطة الاولى (27 نوفمبر) دون أدنى شك. أما المحطة الثانية ( 19 ديسمبر) لانقول أنها أخفقت حتى لانظلم دعاة نجاحها ولانقول أنها نجحت حتى لانتهم دعاة فشلها بالعمالة وغيرها من الاتهامات . وسأذكر في عدد من النقاط المكاسب التي ستعيد القطار الى مساره ويقوي شوكة المجموعات الشبابية المكونة للعصيان المدني حتى تواصل جهودها بقوة أكثر مما مضى :
أولا: أن حملة العصيان قبل بلوغ اليوم 19 ديسمبر زادت من رصيد المجموعات الشبابية المكونة للعصيان المدني باستقطاب العديد من المجموعات وقوائم تتضمن فئات مختلفة صحفية وفنية وفكرية وسياسية وأدبية وشعرية .
ثانيا: إن تلك المجموعات الحديثة تكونت داخل حظيرة الوسائط الاجتماعية التي تتمتع ببيئة أكثر فعالية في طرح الافكار والمقترحات مع إمكانية أن تحمي نفسها من الخروقات الامنية ويستطيع أفراد تلك المجموعات أن يجتمعوا في مكان وزمان واحد. وهذا في أرض الواقع يكاد يكون مستحيلا أن يجتمع قرابة 500 شخص أو قل 100 شخص لنقاش موضوع معين.
ثالثا: أن المجموعات التي تكونت ستزيد من دائرة المشاركة في عملية (حتمية التغيير) بجانب المجموعات الشبابية المكونة للعصيان المدني عبر طرح أفكارها ورؤاها .
رابعا: وهذا ماأختم به وأتمنى أن تستوعبه المجموعات الشبابية المكونة للعصيان المدني أنه لابد من التنسيق مع المجموعات التي تكونت أخيرا لتفادي الاخطاء وتجويد الاداء وتنويع الافكار وبالتالى تكبر رياح التغيير لتصبح عاصفة تقتلع نظام المؤتمر الوطني من جذوره بسهولة.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. من أهم النقاط التى تسجل فى صالح (الهبةالديسمبرية)هى ان الشباب وجد له دارآ يتكئ على جدرانها ويتفاكر مع أنداده،بل وأحيانآ مع بعض عواجيز النشاط السياسي و بكل ندية بخلاف الدور العتيقة للأحزاب والتى يكاد الداخل فيها تصتك ركبتاه من طقوس كأنها ديار رهبان لو لم ترتدى أزياء القرون الوسطى فلن تعرف و قدينظر اليك شذرآ. ما علينا فهؤلاء الشباب وجدوا لهم ملاذ و سبورة ضخمة يراها حتى عمر البشير أعمى كافورى !ونجحوا كذلك فى توحيد أطفال الرياض فى صفوفهم مرورآ بالشماسة و حتى المعاشيين تحت لواء واحد :-أغرب عن سماواتنا أيها القشير!

  2. من أهم النقاط التى تسجل فى صالح (الهبةالديسمبرية)هى ان الشباب وجد له دارآ يتكئ على جدرانها ويتفاكر مع أنداده،بل وأحيانآ مع بعض عواجيز النشاط السياسي و بكل ندية بخلاف الدور العتيقة للأحزاب والتى يكاد الداخل فيها تصتك ركبتاه من طقوس كأنها ديار رهبان لو لم ترتدى أزياء القرون الوسطى فلن تعرف و قدينظر اليك شذرآ. ما علينا فهؤلاء الشباب وجدوا لهم ملاذ و سبورة ضخمة يراها حتى عمر البشير أعمى كافورى !ونجحوا كذلك فى توحيد أطفال الرياض فى صفوفهم مرورآ بالشماسة و حتى المعاشيين تحت لواء واحد :-أغرب عن سماواتنا أيها القشير!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..