بشرى سارة للمهلوسين !ا

مفاهيم

بشرى سارة للمهلوسين !!

نادية عثمان مختار
[email protected]

( لسانك حصانك ..إن صنتو صانك ..وإن خنتو خانك) !!
دوماً يجيء على بالي هذا المثل المشهور عندما أسمع تصريحات حكومية تثير زوبعة من غبار الأعمدة الصحفية وتحرك الرأي العام ، وترفد مجالس ( الونسة) في كل الأوساط الإعلامية والطلابية وغيرها من فئات المجتمع بمادة دسمة (للشمشرة) !!
( البنقو لا يصنف مخدرات) !! كانت هذه التصريحات (العجيبة) كما وصفها البعض و(الخطيرة) كما وصفها البعض الآخر هي ما جاء به مسئول كبير فى الدولة !!
تصريحات رأى فيها بعض (المساطيل) ضالتهم واعتبروها (فتوى) حكومية بـ (تحليل) البنقو !!
ولا تستغرب عزيزي القاريء من قولهم (تحليل البنقو) فطالما صرحت (الحكومة) ممثلة في وزير داخليتها بأنه لا يعد مخدرا عالمياً أو بحسب ما جاء في التصريحات إذن فهذه فتوى ضمنية بعدم حرمانيته (دنيويا) ، ودنيويا هذه لأنني لا استطيع أن انسب للسيد الوزير أنه حرمها دينيا؛ فالرجل لم يقل إلا ان البنقو لا يعد عالميا ضمن المخدرات او كما قال بحسب التصريحات نصا (البنقو ليس مصنفاً عالمياً ضمن المخدرات، وزاد: لحد الآن ما عندنا المخدرات المصنفة عالمياً، والبنقو دا مصنف من المواد المهلوسة. وتابع: حقو ما نظلم شبابنا في الجامعات).!!
ولكن يا سيدي الوزير عليك أن تتيقن بعد هذا القول بانه يمكن لتجار البنقو الاتجار به دون ان يستطيع احدا من رجال الشرطة القاء القبض على تاجر يبيع البنقو في الطريق العام، او داخل الحرم الجامعي بحسبانه ليس مخدرا يعاقب عليه القانون!!
من اليوم فصاعدا لا يستطيع العميد أو من ينوب عنه، او امن الجامعة منع الطلاب من تعاطي الطلاب للبنقو في فناء الجامعة ووسط الزميلات بمزاااااج ودون أدنى خوف من رقابة ولا رادع، خاصة بعدما دافع السيد الوزير عن شباب الجامعات بقوله (لا تظلموا شباب الجامعات)!!
يا حسرة على الطلاب الذين كانوا يتعاطون البنقو في الخفاء باعتباره مخدرات وتعاطيه يعد جريمة كبرى فأولئك لم يعلموا انه ليس مخدرات بالمفهوم العالمي!!
يا الهي !!
كنت أتحدث مع شقيقي طالب القانون بالأمس ودار النقاش بيننا حول تصريحات السيد وزير الداخلية فيما أدلى به من تصريحات وقوله بان البنقو لا يعد عالميا من المخدرات وحقيقة ذهل أخي وظن أن الصحفي الذي جاء بالخبر ربما أخرج تصريحات السيد الوزير من سياقها، وإخراج التصريحات من السياق صارت (الشماعة) التي يعلق عليها السادة المسئولون زلات ألسنتهم وغرابة تصريحاتهم، ويحملون الصحافة مسئولية سوء الفهم، ولكن من الطبيعي أن يكون في الصحفيين واحد (مخه تخين) ولكن ان يكون عدد كبير من الصحفيين ناقلين للخبر ذاته ومخرجين اياه من سياقه فذلك هو (اللي موش ممكن ابدا .. ابدا ) كما قالت كوكب الشرق الراحلة ام كلثوم!!
الحاصل الآن نريد من السيد الوزير ان لا يلقي باللوم على احد غير لسانه ان رأى الشباب يتعاطون البنقو في المركبات العامة وفي حرم الجامعات وفي المنتديات المفتوحة وبيوت المناسبات وفي سوق الله اكبر وبالنهار الواضح المافاضح !!
عليه ان يتيقن ان البشرى السارة التي زفها لبعض الشباب من متعاطي هذا الشيء المسمى بنقو ستسعدهم ايما سعادة وما تقولوا كمان الشيشة ممنوعة في البلد .. عييييييك !!
تلومون الصحافة ان كتبت وانتقدت واستهجنت واستنكرت وحتى ولو سخرت من بعض أقوالكم يا أيها المسئولين ولكن إن نظرتم لما تصرحون به بالعين الناقدة فصدقوني ستجدون أن تصريحاتكم غرييييبة وأكثر من محيرة ومحزنة والله !!
ياجماعة البنقو ما مخدرات ؟
يا الهي .. سمح المخدرات شنو ؟!!
و
صابحني دائما (منسطل) مع الاعتذار للأغنية !!
( اجراس الحرية)