قصة رجل مُعلَّق بين جنسيتين

سنين الخدمة الطويلة التي قضاها نلسون ليول بقوات الشعب المسلحة والتي وصلت إلى 18 عاما، كانت سبباً كافياً ليكون محملاً بمشاعر انسانية وذكريات عديدة جمعته برفاق السلاح الذين جاب معهم البلاد طولاً وعرضاً.. وهو مثله ككثير من أبناء الجنوب، كما أكد لنا أنه ظل وفياً للعلاقات التي ربطته بالخرطوم – ناس ومكان..
يول بعد أن أنهى خدمته العسكرية بسبب الانفصال قرر الرجوع إلى الخرطوم مرة أخرى.
مشوار العودة من جوبا إلى الخرطوم كان محفوفاً بالمخاطر، يحكي ويقول: ( تحركت بالبر من مدينة واو، وأثناء ذلك واجهت مشاكل أمنية عديدة، من قبل حملة السلاح الذين يطلبون منك دفع مبالغ مالية نظير المرور والعبور، ندفعها مجبرين تحت تهديد السلاح ما يصل إلى اربعة آلاف جينه، وقد يتكرر الأمر في منطقة أخرى).
المبلغ المالي الذي دفعه وصل إلى 25 ألف جنيه، كانت آخر ما تبقى في جيبه، وعندما وصل إلى مدينة المجلد، طلب من شقيقته مبلغاً مالياً يمكنه من الوصول إلى الخرطوم، وكان له ما أراد، وصل أخيرا إلى منزل شقيقته في الحاج يوسف حي التكامل مربع 1.
لكن لماذا عاد ليول إلى الخرطوم؟
الرجل الأربعيني أب لتسعة أطفال مازالوا في سن الدراسة. جاء الى الخرطوم لاستكمال إجراءات معاشه، من أجل أن يكمل أبناؤه دراستهم، خاصة وأن المشاكل الأمنية كما قال، قد تحرمهم من مواصلة الدراسة.. يتحدث بحسرة عن أنه أصبح غير مطمئن على حياتهم ، خاصة وأن منزله قد تعرض للنهب والسرقة جراء الاحداث التي تفجرت بين سلفا ومشار.
يرى ليول أن الخرطوم هي الأكثر أمناً وأماناً، وهذا ما يبحث عنه الآن .. يقول : ( الناس في مدن الخرطوم، مطمئنين، لا تشعر بأنهم مهددين بالموت أو الجوع، و أنا فقدت أخي بسبب الصراعات المسلحة، و أحاول أن أنجو بباقي أهلي من جحيم الحرب).
ليول الآن بصدد استخراج أوراق ثبوتية من قبل مفوضية اللاجئين، إلا أن الإجراءات أخذت وقتاً طويلاً، فالرجل لابد أن يكون صاحب جنسيتين من السودان وجنوب السودان، وما أن تستخرج من الخرطوم حتى تبعث إلى جوبا، ومن ثم تعود مرة أخرى إلى الخرطوم وبعدها يستلم معاشه ..

اخر لحظة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..