هل هم قراصنة (عاطفيون) جدد…؟(هكرز) القلوب…الاختباء بين دهاليز (الإسفير)..!

الخرطوم: مروة عمارة
الساعه تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل، وهي لا تزال تقف أمام تلك المرآة داخل غرفتها، وهي محتارة في ما ترتديه بعد ساعات، ما بين فستان رمادي تتخلله خطوط حمراء وما بين جاكت جينز ازرق اللون، وحيرتها ربما تكون مبررة فهي بعد ساعات ستلتقي بذلك الشاب الذي خطف قلبها دون أن تراه، وذلك بعد أن جمعتهما ونسة على موقع الفيس بوك الشهير، وامتدت علاقتهما لتصل الى شهرين كاملين، تبادلا من خلاله كل كلمات الغرام، ونشأت بينهما علاقة عاطفية تختلف كثيراً عن مثيلاتها، فهي علاقة ليس للصورة فيها تأثير، (على الاقل قبل تحديد ميعاد اللقاء الاول)، والذي بعده يمكن أن تستمر العلاقة أو تفشل، بعد أن تكتشف الفتاة أو الشاب أن الصورة التي قاما برسمهما لبعضهما البعض ما هي الا (اكذوبة) كبيرة تنتهي بنهاية اللقاء.
رقم غلط:
وللتطورات التي افرزتها العولمة ومع انتشار وسائل الاتصال بكل اشكالها اصبح العالم قرية صغيرة واصبح التعارف من خلالها سهلاً جدا، ومما لا شك فيه أن هذه التطورات ساهمت مساهمة كبيرة في شتى المجالات، ولكن البعض صار يستخدمها استخدام سيئاً حيث بدأت الاستخدامات الخاطئة في استغلال التكنلوجيا منذ عهد الهواتف وحكاية (الرقم غلط)، واستمرت اليوم حتى وصلت المواقع الالكترونية التعارفية والتي تبدأ بمجرد تسلية ثم تنتهي بكارثة أو صدمة نفسية.
هروب:
الطالبة الجامعية آية محمد قالت انها من اكثر الاشخاص الذين قاموا بالتعامل مع الارقام الخاطئة، وانه لا مانع لديها من معرفه الاشخاص بهذه الطريقه، وتحكي انه في احدى المرات تلقت مكالمة عن طريق الخطأ من شخص يدعى (….)، وقامت بالتواصل معه وطلب منها أن يراها… وتواصل وهي تضحك انها صدمت حين رأته فقد كان يرتدي (معطف برد) في عز الصيف، فأخبرته انها سوف تقوم بتقديم صديقاتها وتعود اليه، واضافت: (بصراحة لقد هربت واصبحت لا اجيب على مكالماته).
عادي جداً:
وتقول الموظفة مريم أحمد: (بالنسبة إلى اعتبر أن هذا الامر هو شيء غير واقعي وفيه عدم ثقة بالنفس، لان هذه الفتاة أو هذا الشاب اذا كان واثقا من نفسه لم يكن ليتعلق بشخص (مجهول ) لا يعرف عنه سوى حديثه عن نفسه. وتضيف مريم أن الحب أو الزواج عبارة عن شراكة ومن اهم شروط المشاركة المعرفة التامة بهذا الشخص.
تسلية بس:
وتضيف الطالبة بالمرحلة الثانوية هبة أحمد انها تعتبر أن هذا الموضوع عادي جداً، لانه وبالنسبة لها عبارة عن تسلية وتدريب لها بالنسبة للحياة الواقعية لانها إن لم توفق فيه فلن يصيبها ضرر اياً كان نوعه.
خطورة كبيرة:
ومن النقطة الاخيرة لحديث هبة اعلاه، قمنا بسؤال أستاذة علم النفس آمال أحمد حول الموضوع وهل يخلو من الخطورة كما تعتقد بعض الفتيات؟ فقالت إن فكرة التعرف على الأشخاص عبر الأنترنت بغرض الحب أو الارتباط يعد في حد ذاته خطوة غير سليمة باعتبار أن عملية التعارف غالبا ما تتم في ظروف وطقوس (خيالية)، وتضيف الاستاذه آمال أن هناك كثيرا من تلك الحالات التي لم ترَ النور، وبالفعل باءت بالفشل ,لأنه لم تتوفر فيها الظروف الملائمة لنشأتها.
صدمات متعددة:
ويوافقها في الرأي الباحث الاجتماعي محمد الخليل أحمد الذي يعتقد أن استسهال البعض لفكرة اقامة علاقة عبر الانترنت، هو نوع من انواع (اللامبالاة) وعدم الإلمام بمخاطر ما قد يترتب على ذلك من صدمات نفسية واجتماعية، واضاف الخليل: (تقيم الفتاة أو الشاب علاقة عاطفية عبر تلك المواقع بغضر التسلية ولا يضع في اعتباره أن تلك العلاقة يمكن أن تتحول لحب حقيقي يموت فور خروجه للضوء (بمعنى الاصطدام بشخصية مختلفة تماماً عن تلك التي تعيش في الانترنت)… وبالتالي المزيد من المشاكل والصدمات).

السوداني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..