ما توهمنا الدم في جراد العشر !!!

بسم الله الرحمن الرحيم

أكثر ما يثير عجبي من الناس في تعاملهم مع رأس النظام ..هو التعويل على صفات شخصية .. كالقول بأنه بسيط وابن بلد ..قياساً إلى تواجده في الاجتماعيات سواء أكانت تعازي أو حتى وكيل أنكحة لعلية قوم دعوه لزيجات ذرياتهم..وما يفقع المرارة على سائد القول ..تسويق زعماء معارضين لهذه النظرة كما ورد عن الصادق المهدي مؤخراً..في سياق التعويل على تدخله لتغيير طبيعة النظام ومساره أو مراجعة قرارات مثل زيادة أسعار غاز الطبخ ..حتى صدم الذين توهموا بموقفه الداعم للقرار.
ما يقع فيه الناس من خطيئة في هذا الجانب ..هو الركون إلى ما هو ذاتي مهما كان تأثيره ..مولين ظهورهم إلى هو موضوعي .. المتمثل في طبيعة النظم الشمولية وأحزابها من جهة..وطبيعة الولاة الذين عقبوا الخلافة الراشدة في التاريخ الاسلامي الذي يتوهم التيار الذي أتى بالنظام بأنهم معيدي أمجاده من جهة أخرى .. علاوة على قول فرعون ..ما أريكم إلا ما أرى ..وعوامل أخرى.
قياساً إلى ما سبق ..فإن كل القرارات في الواقع ..مصدرها رأس النظام لا موظفيه من الوزراء الذين لا يقيم لهم وزناً.. كونه رئيسهم في الحزب والدولة ..وليرجع الناس إلى قرارات سبتمبر وتوليه كبر إعلانها عن وزير المالية..ثم كبر الخطة (ب) في قتل المتظاهرين في لقائه مع صحيفة عكاظ السعودية وهو لما يزال في الأشهر الحرم..
والأمر ينسحب على البرلمان..فمن منهم أنفق ماله للفوز..أو بذل جهده الخاص للترشح ؟ لذلك كان على الناس قراءة موافقة الحزب على القرارات ليعلموا أن رئيسه قد أعطى الإشارة ..ويدركوا عجز البرلمان ليس عن مناهضة القرار ..بل جمع التوقيعات اللازمة لاستيفاء إجراء في ذلك ..ولاكتفاء رئيس البرلمان باتصال وزير المالية من هاتفه الجوال مُبلغه الخبر..وموقعه الدستوري ما ترتجف له فرائص الرئيس..ناهيك عن الوزراء في الدول الديمقراطية..
وستظل الخيبة تكلل رؤوس أفراد الشعب ..ما لم يدركوا أن مثل هذه المصائب..إنما مصدر سيلان الدم فيها ..سكين يظنونها حريرا..فقوموا إلى مناهضتكم..ولا تتوهموا الدم في جراد العشر.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..