حكومة وفاق أم حكومة عكننة ‏

نقـــــطة فــــــــــارقة ــ إزاء وطن بأكمله :‏
تكاد تكون المرحلة الراهنة التى يمر بهاء السودان بمثابة مرحلة دقيقة ونقطة فارقة فى تاريخ ‏السودان الحديث فـ (التحول المزمع والمرتقب ) فإما أن يؤسس لأمن وسلم واستقرار وبناء ‏وإعمار وإما أن يمهد لإشاعة الخوف وحرب شعواء وفوضى وزعزعة وهدم ودمار وإثر ذلك ‏تتقطع أوصال الوطن .. ووقتها لا يجدى نفعا البكاء على اللبن المسكوب أو (الفتنة نائمة لعن ‏الله من أيقظها) وكيل تبادل الإتهامات ؛من أيقظها حقا ؟! :الحكومة أم المعارضة ؟! أنت ‏‏(القاضى ) وإليك وفق قضاء نزيه ومستقل (أفتينا ).!!.‏
عــــــرض حـــــــــال ـ حيال شعب بأسره :‏
إن حياة الشعب السودانى فى خضم كل ذلك لم تبلغ درجة الهناء ولا أدنى مستوى من الرفاهية ‏ولا أدنى حد من رغد العيش وإثر ذلك مورس ضد هذا الشعب شتى أنواع التضليل والتدليس ‏والغش إزاء عقليته ذات العبقرية الفذة من بين الشعوب قاطبة ؛ وكذا الحال ذاق هذا الشعب ‏شتى أصناف بؤس العيش والعناء والتعب إلى درجة العيش فى رصيف الزمن وشاطئ ‏الظروف المرة والبائسة وسائر اللامبالاة المنظمة وعن قصد وسبق إصرار بقضايا ومقادير هذا ‏الشعب الكريم ومدى العبس المقترف بلا سبب مشروع حيال حقوق وممتلكات ومكتسبات ‏وموروثات هذا الشعب المفضال .. الواقع أصدق شهادة .. لكن أؤكد القول بأن الكرامة ‏المسلوبة التى أُنتزعت ستعاد ولو بعد حين بعزيمة هذا الشعب المقدام الذي لا بد أن يستجيب ‏القدر حيال تلك الكرامة التى لها يوم من الأيام دان له تحت المواجع تستعد.‏
توجسات بشأن حكومة الوفاق المرتقبة :‏
يتم تداول أطراف الحديث هذه الأيام بشأن الحكومة التى يُزعم تشكيلها فى الأمد القريب ‏أوالمنظور ؛ بما يثير تساؤلات عدة يلابسها كثير من التوجسات والترددات حول ماهية هذه ‏الحكومة وكيفية المعايير التى يستند إليها فى التشكيل أو التكوين ؛عموما سيغادر أناس ‏المناصب سيما من القدامى وسيحل محلهم آخرين (وجوه جديدة) وهذا على حد ذاته يجعل ‏الباب موارب أمام خيارات شتى قد تفضى إلى تكتلات جديدة أو تحالفات وليدة أو إثارة كيديات ‏ومؤامرات من هنا ومن هناك وإثرها تندلع الفوضى وأعمال التخريب وتنداح حلقة العدائيات بما ‏يفسد الجو العام للعملية الوفاقية التى أتت بها ومن أجلها فى الأساس هذه الحكومة المزمعة ‏‏(قيد التشكيل الجديد )..وإبانها بدلا من أن تكون حكومة وفاق تصبح بقدرة قادر (خميرة عكننة ‏‏) تؤسس لفوضى عارمة لا تطال آثارها السالبة والأكثر هدم الذين ظلموا خاصة ؛ وتكون ‏المحصلة النهائية الفشل الذريع والصيرورة بإتجاه العدم وأيلولة الأوضاع إلى مرحلة بائسة ‏يصعب الرجوع منها إلى مرحلة ما قبل حكومة الوفاق .. لماذا ؟!!‏
ماهية التكهنات بالفشل :‏
هناك تكهنات قوية تنبئ بمدى فشل الحكومة الجديدة المرتقبة فى إدارة شئون البلاد بإحكام ‏بما يؤسس لنقلة حقيقية نحو الأفضل والدليل على ذلك يتمثل فى :‏
أولا/ إن تشكيل الحكومة لم تكن فيه روية وتأنى بما يتيح فرصة كافية لجميع الممانعين كى ‏ينخرطوا فى العملية السلمية أو الوفاقية كافة ؛ إلى ذلك فإن تعجيل تشكيل الحكومة يجعلها ‏هشة التكوين لا تسطيع الصمود أمام الشد والجذب المجتمعى والإقتصادى والسياسى السودانى ‏وسائر المقاومات والصروف والأنواء .‏
ثانيا / إن المعايير التى أستند إليها فى تكوين هذه الحكومة ليست بأوفر حظا من سابقاتها ‏وكانت نتيجتها فى كل المرات الفشل وعلى نفس الطريق هذه المرة صوب الفشل وجميعها ‏على بعضها إدمان الفشل لأنها أتت بتكرار ذات سبل الفشل .‏
ثالثا/ إن القائمين على أمر تشكيل الحكومة لا يتورعون من العواقب الوخيمة التى ستترتب ‏على هذا التشكيل ومدى كون سبله مرتجلة وغير مدروسة فيها تجاوز لإرادات القيادات الوطنية ‏المعتبرة والمؤثرة فى المعادلة السياسية فى البلد بحكم وزنهم الجماهيرى الذى يمثل رقم لا ‏يمكن تجاوزه عقلا إلا عن جهل أو مكابرة .‏
رابعا / إن الذين يعكفون على تشكيل الحكومة المزمعة غير جديرين ولا قديرين بأمر تشكيلها ‏لأنهم لا يضعون إعتبار للمسئولية الوطنية والتاريخية التى تحتم عليهم ضرورات الاستناد إلى ‏أنجع السبل التى تقود إلى تهيأة المناخات لأجواء معافاة من أى إقصاء أو تجاوز لأحد وإتاحة ‏مساحة للتداول والتباحث بشأن عملية الوفاق الوطنى بما يفضى لوفاق حقيقيى وأكمل بأفق ‏أوسع تمهد جميعها لحل أشمل .‏
إعـــــــــــادة نظر ـ مناشدة :‏
فى الختام وفى ظل كل ما تقدم ذكره ألم يكن حريا بهم وبنا من العمل الدؤوب لأجل إعادة ‏النظر فى مجمل ما جرى ولا يزال يجرى بشأن عملية الوفاق الوطنى وبما يسمو على عملية ‏المناشدة هذه إلى وضعية الحتمية التى تستوجب النزول على المسئولية الوطنية التى تحتم ‏علينا جميعا التجرد عن إعمال أى معايير ضيقة أو هوى شخصى والتعامل بحكمة وفق ‏موضوعية مع المسائل والأمور التى تعد من صميم القضايا المصيرية والأكثر علوق ببقاء ‏الوطن أو زواله إلى العدم غير مأسوف على تلكم المواقف الخجولة الأكثر ضبابية وهشاشة ‏وما خالجها من إنعدام للضمير الحى الذى كان يتوخى له استشعار تلك المسئولية الوطنية ‏الحقة . ‏

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..