مؤشرات وحدة المقاومة السودانية

لقد طالعنا البيان المشترك الذي صدر من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان والحزب الشيوعي السوداني بتاريخ السابع من يناير الجاري، وذلك بعد لقاء الطرفين وتداولمها لمسائل السودان السياسية ومعادلاته الثورية القائمة، وفي إطار البحث عن الحلول اللازمة للأزمات الوطنية المتشابكة (من ساسها إلي رأسها)، والتي لا تحل إلا إذا تم إيجاد إرادة سياسية صلبة وخالصة للتغيير، كما لا تحل دون توحيد جهود المقاومة بمختلف مشاربها في مركز معارض واحد.
جاء هذا اللقاء الوطني ليبزر الأمل في نفوس السودانيين الذين ما زالوا يقاومون الظلم والإستبداد في كل مناطق السودان، وهذا التحول الذي حدث مؤخرا يسير في خط متزامن مع تصاعد المد الجماهيري المطالب بالحرية والسلام والديمقراطية والعيش الكريم، وهو ناتج من إرادة المعارضة والجماهير والتي نمت ونضجت وجاء وقت حصاد ثمارها، ذلك بتكوين حلف ثوري عريض يجمع كافة الراغبين في التغيير وبناء دولة المواطنة التي تستمد قوتها وشرعيتها من الشعب السوداني.
فيما يلي نستعرض النقاط التي وردت في البيان المشترك بين الحركة الشعبية والحزب الشيوعي…..

1/ إتفق الطرفين علي تطوير العمل المشترك بينهما وكآفة قوى المعارضة لوقف الحرب ومخاطبة القضية الإنسانية وحماية المدنيين وتصعيد النضال السلمي الجماهيري لإسقاط النظام.

2/ يعمل الطرفان والقوى الآخرى على توحيد المعارضة بكآفة أقسامها في مركز واحد مرن قادر على التصدي لمهام العمل اليومي وتصعيد النضال لإسقاط النظام وتعزيز العلاقات بين كآفة قوى المعارضة استنادا على ما تم التوافق عليه من تفاهمات ومواثيق لاسيما نداء السودان والإجماع الوطني والإنفتاح على القوى الإجتماعية الجديدة والتأكيد على دورها وموقعها وفي مقدمتها الشباب والمهنيين والنساء وكآفة الفئات التي رفدت العمل المعارض بدماء جديدة.

3/ أكد الطرفان ان توازن القوى يتجه لمصلحة شعبنا وقواه الحية وإن النظام قد فقد كل مقومات بقائه وتوفرت الشروط اللأزمة لإحداث التغيير وإسقاط النظام.

4/ المعركة مع النظام تظل طويلة ومعقدة وتحتاج لتراص الصفوف وإصطفاف العمل المعارض والتصدي للمهام اليومية وبناء لجان العصيان والمقاومة الشعبية والدفاع عن القضايا المعيشية ورفض ميزانية الحرب والجبايات التي يقوم بها النظام.

5/ العمل المشترك بين الطرفين وكآفة قوى المعارضة في جبهة العمل الخارجي وتقديم خطاب موحد للمجتمع الإقليمي والدولي ومطالبتهما بإتخاذ نهج جديد في التعامل مع القضية السودانية، وقيام حملات مشتركة حول القضايا الإنسانية وحماية المدنيين وفضح إنتهاكات حقوق الإنسان وإطلاق سراح المعتقلين ودعم نضال شعبنا بالداخل.

تعتبر هذه النقاط من أهم متطلبات الإنتقال الي تكوين المركز المعارض الموحد، وستفتح نوافذ التواصل بين أضخم الكتل المعارضة من قوى نداء السودان وقوى الإجماع الوطني والمهنيين ومنظمات المجتمع المدني والجبهة الثورية وقوى الشعب والشباب والنساء والقوى الآخرى الساعية الي التحرر والتغيير، ويصب هذا العمل برمته في مصلحة الشعب والوطن.
هذه خطوة مهمة في الإتجاه الصحيح، وتحتاج الي المزيد من الجهد لنسج خيط سميك لتتريز الوحدة الوطنية، والإمساك بقضايا السودان الإنسانية والسياسية، ومخاطبة المجتمع الإقليمي والدولي من منبر مشترك يمثل جميع السودانيين.
هذا العمل نتوقع أن تتبعه أعمال آخرى خاصة مع متابعتنا لبيانات القوى السياسية والشعبية خلال عصياني نوفمبر وديسمبر، والتي كانت تتجه في خط واحد إنطلق من عدت منابر ويصل الي اهداف وغايات مشتركة، تتمثل في التحرر السوداني وبناء الدولة السودانية الديمقراطية، وهذا بالضرورة من دوافع التحولات الجديدة في صفوف المعارضة، ولإستنضاج الوعي السياسي والثوري لإستمرار المقاومة وإستنهاض الهمم وإستخلاص الحلول الإيجابية لكل مشكلات الراهن والمستقبل السياسي والإقتصادي والأمني لدولة السودان الممتدة، حتمت ضرورة الواقع السياسي المعاش والواجب الوطني والأخلاقي، تلاقي القوى المعارضة للترتيب الجيد في مواجهة المتغيرات الداخلية والخارجية وإحداث نقلات نوعية لقضايا البلاد، تساعد في مجملها علي الخلاص من الدكتاتورية.
فلاح السودانيين في معركة الثورة السلمية يتوقف علي توحيد الرؤى وتبديد مخاوف البعض من المستقبل ومن ما وراء الثورة، ما يبثه النظام في إعلامه من أحاديث سلبية، يرنوا النظام عبرها لتفتيت التماسك بين المعارضة السلمية والمسلحة بوضع عقبات تحول دون التواصل والتساجل والإئتلاف، ولكنهم كانوا يرمون الحجارة في موضع ( مستثنى من قانون الجاذبية)، فها هم السودانيين المعارضين يتجمهرون في كل المواقع، ها هم يتواثقون ويتحركون لتحرير الخرطوم وإعادة إعمار السودان.
فالتحية لكل من حمل حمله من مسؤليات الوطن، والتحية لكل ثائر مد كفه للحرية والعدالة والديمقراطية.

سعد محمد عبدالله

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..