منهجية تفسير القرآن بالقرآن

حاولت فى كثير من مقالاتى إلقاء الضوء على بعض القضايا الاسلامية مستعينا بتأويل القرآن الكريم متخذا منهج تفسير القرآن بالقرآن الذى قال عنه إبن كثير بأنه أفضل التفاسير لارتفاع درجة اليقينية فيه , ترددت كثيرا فبل كتابة هذا المقال لأن الموضوع كبير و متشعب و حصره فى مقال قد يخل بالفائدة المرجوة لذا قد يضطر القارئ الكريم للإستعانة بالمراجع المعتمدة إن شاء التوسع أو الإستيثاق.
المنهج الذى إتبعته وجه إلى سهام النقد بالتهافت و التخريجات و الابتداع و السبب فى ذلك أن الناتج عنه كان غريبا عما تآلف عليه الناس فى القديم ممن آمنوا و ممن شكوا, المنهج له عدة محاور :-
شخص النبى الكريم صلى الله عليه و سلم:-
لنثق فى القرآن فعلينا ان نثق فى شخص وسيط الوحى الأكرم من حيث الخلق و معلوم ما عرف عنه من حسن الخلق و من حيث البينات الدالة على بعثه, أسم محمد لم يسم به احد قبل الرسول و لكن قد ورد إسم النبى صراحة و كناية فى كل رسالات الانبياء السابقين قبل بعثه , تردُ هذه الكلمة (מַחֲמַדִּים) في ترجمة عبرية للفقرة (16) في الإصحاح (5) من سفر نشيد الأناشيد من العهد القديم, وهذه ترجمة عربية لها: حلقُه حلاوة، وكله مشتهيات، هذا حبيبي، وهذا خليلي يا بنات اورشليم. لكن وعند الاستماع لـ (تلاوة) عبرية لهذه الفقرة، فإن المرء يسمع بوضوح كلمة (مَحمديم).
عند نسخ الكلمة (מַחֲמַדִּים) ، ولصقها على مترجم جوجل، فإنه لا يعطي ترجمة لها على المترجم الآلي لجوجل، أما إذا أدخلت الكلمة بدون الحرف الآخير، بهذه الصورة: (מַחֲמַדִּי). فهو يترجمها هكذا:
و قد جربتها بنفسي, الحرف (يم) فى العبرية يأتى للتبجيل و التفخيم. (Mhmdim)، (Mohammadi(
الوحى نطق به الرسول شفاهة و كما دونه كتاب الوحى و أشرف على رسمه شخصيا وترتيب السور و الايات فى المصحف ,يدلل عى ذلك أن كتب علوم القرآن قد أوردت ايضا أن بعض الكلمات قد صيغت بطريقة غير مالوفة بتوجيه من الرسول مثل و (السماء بنيناها بأييد و إنا لموسعون) يلاحظ أن (أييد )جعلت فيها يأئين و فى هذا معنى كبير, معظم الناس شكوا فى أمية الرسول أم لا و الهدف الالهى من أميته قبل الدعوة كان لئلا يقول الناس أن محمدا كتب القرآن, الراى الاصوب إن الله تعالى عندما قال للرسول إقرأ و ربك الاكرم الذى علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم ?فقد كانت تلك عزيمة من الملاك جبريل بأن يتمكن الرسول من القراءة بدون واسطة تعليم و الدليل على ذلك كلمة (من قبله) فى الآية( وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) العنكبوت/48هذه الكلمة لو ازيلت فالآية ستعنى أن الرسول لا يقرأ و لا يكتب مطلقا و لكن إضافتها تشى بان عدم الكتابة كان (من قبل).
تدوين السنة:-
كان لى عدة مقالات لمن شاء المراجعة فى تدوين السنة و أخطر ما فيها إتهام من يحاول إنتقاد ذلك التدوين بإنكار السنة لتحويل الأمر من نقاش علمى إلى مسألة القدح فى شخص الرسول أو الاتهام بإنكار ماهو معلوم من الدين بالضرورة، هذا كلام كبير و فضفاض و ماذا لو كان المعلوم خطأ!!!
أما ما هو أخطر من ذلك فهو قول السلفيين أن القرآن قطعى الثبوت ظنى الدلالة و السنة ظنية الثبوت قطعية الدلالة!!! هذا منطق غير يقينى بل أن القرآن قطعى الثبوت و قطعى الدلالة لكن المشكلة فى مسلماتنا الفكرية و أدواتنا.
منهجى لا يقوم على إنكار تدوين السنة ففيه أحاديث تنسجم مع المنطق الذى نعرفه كبشر و كمؤمنين و يمكن الرجوع للسنة إن وجدت فيها احاديث تنسجم مع القرآن أو مع الواقع أم للحصول على قرائن محتملة, تدوين السنة يجب ألا يناقض القرآن و لا ينسخه (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا) الكهف/27 , (بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) النحل/44 .
القرآن الكريم:-
الثقة فى القرآن الكريم تنبع من انه الكتاب السماوى الوحيد الذى لم تنله يد التحريف و التبديل و مازال بين ايدينا كما أنزل على الرسول, يجب الإنتباه إلى أن حروف العربية لم تكن منقطة و كانت تعرف بالسليقة وعندما كبرت دولة الخلافة نتيجة للفتوحات الإسلامية و خشى اللحن و الاخطاء أضيف للقرآن تنقيط الحروف و تشكيلها ثم علم النحو لاحقا و سنتكلم عن هذا فى حينه.
القرآن الكريم وصفه تعالى بأنه فى لوح محفوظ و أنه كتاب مكنون و لا يمسه إلا المطهرون, فى الحالة الأولى كان القسم بالسماء ذات البروج و الثانية بمواقع النجوم و هما قسمان عظيمان لمن يعلم عن عظمة الكون و أجرامه, اللوح المحفوظ له عدة معانى لكن أسلمها فى هذا السياق أن اصل القرآن موجود عند الله تعالى ليحفظه من التبديل و التحريف أما (كتاب مكنون) فقد أجرى عليه المفسرون نفس معنى اللوح المحفوظ بزيادة أن القرآن لا يجب أن يمسه إلا طاهر وهذا قول صحيح و معنى واحد أما المعنى العميق فكالآتى:-
كتاب مكنون : مكنون المعانى التى تحتاج إلى إظهار.
يمسه : ورد المس فى القرآن فى عدة مواضع مثل مسنى الضر, يتخبطه الشيطان من المس (الصرع),ذوقوا مس سقر و المعلوم بيولوجيا أن مستشعرات الالم تكون بالجلد , من قبل أن يتماسا (قبل الجماع) و معلوم بيولوجيا أن مركز اللذة يوجد فى المخ, كلها معانى محسوسة بالدماغ الذى هو مسكن العقل.
المطهرون : مثال لها فى القرآن( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس آل البيت و يطهركم تطهيرا) ,الرجس تشمل الكفر و العذاب و اللعنة و الذنوب و الشك و الريب,( وعهدنا إلى إبراهيم و إسماعيل أن طهرا بيتى للطائفين و العاكفين و الركع السجود) أى تطهيره من الاصنام و الشرك و أى أشياء أخرى قد تزعج الحجيج.
إذن المعنى هو أن المعانى المكنونة فى القرآن لن (يمسها أو يدركها العقل) مالم يكن طاهرا من الشك و الريب و الشرك و الاعمال غير الصالحة,أن يكون الإنسان صالحا لتلقى المعانى عقلا وفكرا و قلبا و عملا تماشيا مع قوله تعالى( و اتقوا الله و يعلمكم الله و الله بكل شئ عليم).
مثانية المعانى فى القرآن ستكون أوضح فى الآيات التالية و التى تعتبر (حجر رشيد القرآن) :
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هاد ) الزمر /23.
هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) آل عمران/7
وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيم ) الحجر/87 .
و لتكون الصورة أوضح للقارئ الكريم أرجو أن أحيله لمحرك البحث عن (الفرق بين لفظ نزل وأنزل في القرآن الكريم).
أهم مافى الآيات أعلاه أن القرآن هو (أحسن َالحديث) نقطة على السطر, أن القرآن متشابه و مثانى, فلنشرح مثانى أولا لان شرح متشابه يطول, ترتيب اسماء الاشياء فى القرآن الكريم يخضع لقاعدة الاسبقية أو الافضلية غالبا و قد يقول قائل و لم ذكراصحاب النار قبل أصحاب الجنة فى الاية (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۚ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ) الحشر/20 فقد ورد فى القرآن أن كل أنسان يولد و مقعده من النار جاهز و عليه ان يبذل جهده ليبعد عن ذلك المقعد,اذن هو ترتيب اسبقية (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) آل عمران /185
مثانى إختلف فيها المفسرون فى أنها تعنى السور السبع الطوال فى بداية المصحف وسميت كذلك لانها يثنى فيها ذكر الاخبار و العبر و المواعظ و آخرون قالوا وهو القول الارجح أنها فاتحة الكتاب, لان آياتها سبعة بالبسلمة و لانها بالرغم من أنها جزء من القرآن إلا أنها مميزة فلا تصح الصلاة إلا بها لذا فصلت الاية الاخيرة بينها و بين باقى القرآن (سبعا من المثانى و القرآن العظيم), أما مثانى فالمعنى بسيط جدا : ثنائى المعنى!! فلنر إن كانت هناك معانى ثنائية فى الفاتحة وهو منهج تجريبى معروف.
بسم الله الرحمن الرحيم: بالرغم من إشتقاق الكلمتين من مصدر واحد بيد أن الرحمن هو الذى شملت رحمته كل الخلائق و الرحيم هو من له رحمة خاصة للمؤمنين به و المتبعين لهديه.
الحمدلله رب العالمين: العالمون معناها الجمع الكثير من الناس أما هنا فتعنى رب كل العوالم.
الرحمن الرحيم: سبق شرحهما.
مالك يوم الدين : مالك يوم البعث و الجزاء و هو ايضا (الملك) الوحيد يوم الدين حسب إحدى القراءات.
اهدنا السراط المستقيم: السراط لغة هو الطريق أو السبيل أو المسلك و هنا هو الاستقامة فى العبادة و عمل الصالحات.
سراط الذين أنعمت عليهم: ظاهرها كل من أنعمت عليه بشئ و لكنها هنا تعنى كل من اسلم (اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتى و رضيت لكم الاسلام دينا).
المغضوب عليهم : كل من أغضب الله و لكنها هنا تعنى طائفة دينية معينة من السابقين لا أود ذكرها.
الضالين: ظاهريا تعنى كل من ضل و لكنها هنا تعنى طائفة دينية معينة من السابقين لا أود ذكرها.
إذن فالمثانية تعنى أن الكلمة قد تحمل معنيين أو أن الاية تحمل معنيين, وأحيانا المثانية تنتج عن فصل آية ماعن سياق الايات التى قبلها أو بعدها,و ما حل هذا التشابك؟ فلنر معنى متشابها لنقترب من الحل.
متشابها: قال معظم المفسرين أبهم معناه و مرده إلى الله و لكن قلة منهم و هم الاصوب قالوا يشبه بعضه بعضا و لا يناقض بعضه بعضا, أسلم طريق هو أولا فهم معنى متشابها مثانى و فى هذا قال تعالى ((مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ)) تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ((ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ ))يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ) هذا هو المفتاح!!!
المفتاح الثانى هو معرفة سياق الايات قال تعالى(هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)
هذه الاية مفتاح كبير , الذين فى قلوبهم زيغ مثانية حيث أنها تشمل نوعين من الناس :النوع الاول عدو للدين حيث أنه يسعى للفتنة عن طريق الغوص فى المتشابه و قد ذكر هذا النوع أولا لانه أكثر من يلجأ للمتشابه أما المؤمنين فلا يهتمون بالمتشابه كثيرا فهم قد آمنوا و إرتاحوا لايمانهم بأى كيفية كانت.
النوع الثانى من أنصار الدين و قلت هذا لان الآية قالت (إبتغاء تأويله) أى هو مؤمن حسن النية لكن فى قلبه زيغ عن سياق المعنى أو الايات أو نقصان فى معلوماته أو أن الاية لما يأت أوان فهمها, الآية ايضا عن طريق تحريك علامة الوقف قبل و بعد الراسخون فى العلم تعطى حالتين : الحالة الاولى- من لا يدرك مراد الله من الآيات و لكنه راسخ الايمان و بذلك راسخ العلم فيقول مازلت أؤمن بها حتى و لو لم افهمها, الحالة الثانية- يدركون مراد الله لرسوخ قدمهم فى العلم و يزدادوا إيمانا و قد ختمت الاية بأن الفريقين من اولى الالباب, قطعا معنى أن القرآن لا يعلم تأويله الا الله كلام غير منطقى فما معنى أن ينزل الينا كتاب هداية و إرشاد بلغتنا ثم يقول لنا لن تعلموا معناه !!!!!
أنواع التشابه: –
1-التشابه اللفظى و هو أن تعرف مراد الله من الكلمة من باقى آيات الكتاب مثلا خليفة تعنى بشرا يخلفون بشرا لكن لا بد من الانتباه لسياق الكلام حتى لا يحدث (زيغ) ففى قصة سيدنا آدم مثلا واضح أنه لم يكن أول البشر لقول الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء- فكان واضحا ان آدم و ذريته اعدوا لخلافة ذلك السلف و ليس لخلافة الله فى الارض كما اشيع.
3-التشابه المعرفى و هو أن ينبطق معانى أية أو آيات على معلومات جديدة تكتشف كل حين و يجب الخذر مع المعرفة البشرية النسبية و المتغيرة فمثلا قال علماء النشوء أولا أن الحياة على كوكب الارض نشأت فى الماء قبل مئات ملايين السنين و لكن أحدث الكشوف العلمية الآن ترجح أنها نشأت فى طين البراكين والينابيع و المستنقعات الساخنة من كائنات وحيدة الخلية.
4- التشابه الظاهرى و هو وجود مترادفات تشبه بعضها بعضا فى اللفظ أو الآلية و لكنها تختلف فى المعنى و هم كثر مثل( أنظر,أنظر كيف ,رأى ,بدا) (ضرب فى ,ضرب ب, ضرب على, ضرب فوق,ضرب بين) (أنزل , نزل لكم و فيكم و عليكم) (إكتسب و كسب) (نبلوكم و نبتليكم).
بصفة عامة فإن من لا يفهم مراد الله فى موضع يقول هذا متشابه و لا يعرف معنى متشابه الا أن المصطلح يفهم منه أنه مبهم و على كل حال فالمحكم أكثر من المتشابه.
5- التشابه الناقص مثلا تبادل الايات فى قصة سيدنا آدم بين خلقه من الطين و خلقه من تراب, المفسرين لم يفرقوا بينهما على أساس أن الطين هو تراب اضيف إليه ماء مع ان المعنى مختلف فى كل حالة كما أشرت فى مقالات سابقة.
الترتيل كما عرفه معظم المفسرين هو التجويد و هم بهذا قد خلطوا بين التلاوة و الترتيل, أما أبو العباس من السلف الصالح فقال (ما أَعلم الترتيل إِلاَّ التحقيق والتبيين والتمكين) و هذا هو الاصوب فدون خوض فى مصطلحات معقدة فقد قال تعالى (و رتل القرآن ترتيلا) (و رتلناه ترتيلا) فالترتيل لغة هو صف الاشياء و ترتيبها و بهذا المعنى يشمل التجويد و صف المعانى مع بعضها و صف الايات المختلفة التى تتحدث عن موضوع واحد و توجد مفرقة عن بعضها و هكذا ,إضافة ترتيلا الى رتل تفيد إستخدام عدة أدوات مثل اللغة و التشابه و المثانية إلخ.
الحكمة من المتشابه و المثانى و الترتيل
1-الله الذى خلقنا يعلم أن اللغة كائن حى يتغير بمرور الزمن و لما كان هذا آخر كتاب سماوى منزل اراد الله أن يكون معناه خالدا بوضع معانى أصطلاحية للكلمات حتى لا تحدث بلبلة فى العقيدة و المعاملات و هذا مبدا معروف حتى فى القوانين الوضعية ,تجد فى بداية القانون معانى إصطلاحية تستخدم لضمان الفهم و التطبيق الصحيح للقانون,فالباحث الحصيف فى القرآن يجد ضالته فى معنى الكلمة الإصطلاحى فى بحثه عن أشباهها.
2- المتشابه المعرفى حكمته فى المعرفة على قدر الحاجة أو فى الوقت المناسب و هذا مبدا معروف لدينا حتى على المستوى الشخصى أو العائلى أو الحكومى و الدولى, وهناك دول مثلا تفرج عن ارشيفها الوطنى كل خمسين سنة .
3- عدم هجر القرآن ,عندما يكتشف المؤمن أن المعانى لا تلين له يضطر للإكثار من قراءة المصحف.
4-الانسان مخلوق ملول بطبعه و يحب التحدى و الإكتشاف و لقد خاطبه سبحانه متحديا (و لقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) و (افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها).
5-المثانية أحيانا فيها مرونة فى التطبيق و هذه حكمة إلهية بالغة فما ينفع قبل الف عام قد لا ينفع الآن.
6-بعض الغموض فى القرآن فيه فتنة لضعفاء الايمان و فيه ايضا تعريف للإنسان بمحدودية علمه مهما بلغ فالغرور مع الخالق ليس من صفات المؤمن.
موجهات عامة:-
1-الاكثار من تلاوة القرآن يجعل العقل الباطن قادرا على ربط المعانى مع بعضها و تحليلها فكل يوم تكتشف شيئا جديدا.
2- سياق الايات احيانا يحكم المعنى الاصلى لها وجب الانتباه عند تحليل آية ما إلى ما قبلها و ما بعدها.
3-يجب الانتباه إلى كيفية إستخدام قواعد اللغة العربية فى القرآن و خصوصا الافعال الثلاثة الامر و الماضى و المضارع و كذلك إستخدام الحروف , و قد يخطئ كثيرمن المفسرين لهذا السبب , فمثلا فى أية (إنا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا) قالوا بأن الفاء فى (فجعلناه) هى فاء السببية و استخرجوا معنى خاطئا بذلك و عند المراجعة إتضح لى بأن فاء السببية لا تدخل على الماضى بل على المضارع فقط , اذن فهى فاء عطف و معنى آخر مختلف تماما!!!!
4- قراءة التأريخ قراءة صحيحة و عدم إخراج الاسلام من سياقه التأريخى .
5-الاطلاع على انواع التفاسير المختلفة قديمها و حديثها.
6-متابعة المكتشفات العلمية فى علوم الاحاثة والاحياء و الفلك و الجيلوجيا و غيرها من العلوم.
7-عدم ربط النظريات العلمية بالكفر فمثلا نظرية التطور لاحظت المظاهر الخارجية لعملية التطوير التى قام بها الخالق فظن التطوريون أن الحياة نشأت ذاتيا دون إله و لكن القرآن يقول (الذى خلق فسوى .و الذى قدر فهدى) (الذى أعطى كل شئ خلقه ثم هدى),فواضح من القرآن أن الله هو من وضع تلك القوانين الابتدائية التى بدأت بها الحياة ثم قام بهداية التنوع الاحيائى نحو التدرج و رفع الانسان على رأس سلم الكائنات, (قل سيروا فى الارض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة)بمناسبة النشأة فقد وردت فى ثلاث أماكن فى القرآن : النشأة الاولى و هى الطين, النشأة الاخرة هى عملية التطوير و التكيف و التى مازالت مستمرة فى خلايا كل الكائنات عن طريق الجينات و قد أثبت العلم الحديث و الملاحظات ذلك كما أن الاية وردت بصيغة المضارع (ينشئ), النشأة الاخرى هى نشأة يوم البعث.
علم الفلك مثلا يخبرنا القرآن أن الله هو من وضع الشمس و القمر و النجوم فى مداراتها و لكننا كلنا تعلمنا فى المدرسة أن التوازن بين جاذبية الاجرام الضخمة و القوة الطاردة المركزية للأجرام الاصغر هو من يحفظ تلك الاجرام فى مداراتها و لم يقل لنا أحد بان ذلك كفر.
نظرية التطور لم يفهمها الملحدون و لم يفهمها المتدينون المتعصبون و هم فريقان يختصمون,و نقتصر على أن العلم البشرى قد يخبرنا كيف و لكن الدين يخبرنا لماذا و هو مبدأ الغائية الذى تاه فيه الفلاسفة و المفكرون.
6- يجب الانتباه فى حالة تفسير الآيات التى يسبقها قسم أو التى يسبقها (هل) بمعنى قد للتحقيق مثل هل أتى على الانسان حين من الدهر , فالقسم دائما يكون باشياء عظيمة القدر و بعده يكون المعنى بنفس العظم.
خشية الاطالة,أختم مقالى هذا بأن كلمة (العلم) عند الملحدين تعنى العلم المادى و كلمة (العلم) فى القرآن فسرها السلف بأنها تعنى العلم الشرعى و الدينى لكن هذا غير صحيح و لا يجوز فهى كلمة تشمل كل أنواع العلوم ,القرآن الكريم ليس كتابا علميا بالمعنى الحرفى لكلمة علوم عندنا و لكنه كتاب هداية و إرشاد فيه إشارات لانواع شتى من علومنا فوجب أن من يتصدى لتفسير او تأويل القرآن ان يكون ملما من كل علم بطرف,حجر القرآن على العلم الشرعى يؤدى للتصادم بين العلم و الدين و قد يؤدى إلى نبذ الدين و سجنه فى المسجد كما حدث فى دول الغرب التى سجنت الدين فى الكنيسة.
ما أوردته فى هذا المقال المتواضع هو نتاج رحلة بين الشك و اليقين و تعامل مع كتاب الله لاكثر من ثلاثين عاما وإطلاع على تفاسير مختلفة و مناهج أخرى ووجدت أن افضل يقين هو فى الايمان بما إحتواه و الاكثار من قراءته و تفسيره بما ورد فيه, و قراءة العالم حولى قراءة صحيحة بعقل منفتح فى إطار العقيدة السليمة القائمة على التوحيد و طلاقة القدرة الالهية و أن السنن الكونية المضطردة التى أودعها الخالق هى الاساس و ان المعجزة هى الاستثناء بالرغم من أنها تجوز فى حق الخالق القادر على كل شئ, من كفروا بالاله ظنوا أن القوانين التى أودعها هى التى تسير الكون ذاتيا و غرهم علمهم ببعضها.
من أعجبه هذا المقال فليحاول البحث عن معنى غامض عليه فى القرآن و ليشاركنا النتائج لنتعلم من بعضنا و شكرا.
[email][email protected][/email]
مقال شيق وبه فكر تجديدي طيب شكرا عليه
ارجو الاطلاع على التفسير الذى قام به المفكر الاسلامى عدنان الرفاعى
فتح الله عليك وهداك الله والمسلمين اجمعين مقال اكثر من رائع قمة الابداع
فتح الله عليك وهداك الله والمسلمين اجمعين مقال اكثر من رائع قمة الابداع
بعد التحية
قبل مناقشة فكرة المقال ,افتتح كاتب المقال مقاه بالقول: ((ا ما هو أخطر من ذلك فهو قول السلفيين أن القرآن قطعى الثبوت ظنى الدلالة و السنة ظنية الثبوت قطعية الدلالة!!!)))
لا ادري من أين أتى كاتب المقال بهذا التعيم عن السلفيين !!! و بالمناسبة ذكر كاتب المقال هذا القول سابقا قبل عدة ايام .
نبهت كاتب المقال كثيرا على أنه يعمم من دون دليل او تثبت و هذا أمر معيب , جد معيب.
قال صاحبنا : (( -عدم ربط النظريات العلمية بالكفر فمثلا نظرية التطور لاحظت المظاهر الخارجية لعملية التطوير التى قام بها الخالق فظن التطوريون أن الحياة نشأت ذاتيا دون إله و لكن ))
هذا كلام مضحك .
معروف للجميع أن نظرية التطور تنكر الخالق و قد ولدت وسط الالحاد و تلقفها الملحدون كجزء أصيل يثبت عقيدتهم و دينهم .
أما دينيا فلا يوجد اي مبرر لها حتى لو جردت من معانيها الاحادية .
عمليا أيضا فشلت هذه النظرية في اثبات ان التقدم في وظائف الكائنات الحية و التفاضل تم بترتيب زمني متسق فهناك الكثير من الفجوات و المفارقات كما انه بالامكان الاتيانبنظريات مخالفة و باستخدام نفس المعلومات المتوفرة.
تحياتي أخ صلاح :
أتمني أن تواصل ماتقوم به من نشر علم نافع , و تواصل تحمل التدافع الذي تثيره مقالاتك بصدر رحب .
أتفق معك تماما في عدم قصر فهم كلمة (العلم) فى القرآن ” بأنها تعنى العلم الشرعى و الدينى فقط” . و أذهب أبعد من ذلك بالقول بأن المقصود ب “سنة الله” المذكورة في القرآن “فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا” هي كل القوانين الكونية و تشمل , سنة الله , كل قوانين علم الاجتماع المعروف منها الآن و ماسيعرف منها إلي يوم الدين .
وهي القوانين التي بموجبها تقوم الحضارات و الأمم و تنهار , و بموجبها ينجح الافراد و يفشلون دنيويا .
و سنة الله فيما يلي الإنسان من قوانين تنطبق علي المسلمين وعلي غير المسلمين . لذا فقد ساد المسلمين العالم عندما التزموا بتلك السنن والآن يسود العالم من يتبع تلك السنن من غير المسلمين , فتلك القوانين الإلهية الصارمة تنطبق علي الجميع بصرامة و دقة متناهيتين .
كلام جميل ومفيد جدا نفعنا الله بعلمك وفتح لك من ابواب الحكمة
ذكر الاخ فيصل : (( (إنا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا) قالوا بأن الفاء فى (فجعلناه) هى فاء السببية و استخرجوا معنى خاطئا بذلك و عند المراجعة إتضح لى بأن فاء السببية لا تدخل على الماضى بل على المضارع فقط , اذن فهى فاء عطف و معنى آخر مختلف تماما!!!!))
تعليق : المقصود هو أن الفاء للسبب و ليست للعطف و هذا من ناحية المعنى و ليس من ناحية الاعراب و مشكلة الاخ فيصل أنه يضيق احيانا و يتوسع جدا في بعض الاحيان من دون تبرير .
و هذه الفاء يسميها البعض فاء العلة و العلة في اللغة مرادفة للسبب لذا يقول البعض انها سببية و لا يقصدون الاعراب
و من الامثلة على هذا النوع من فاء التعليل قوله تعالى “:قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ”
أما العطف الذي يدعيه صاحب المقال فهو لحاجة في نفسه و لكي يوافق هواه فيما يتعلق بنظرية التطور الباطلة
و للفائدة اليك اعراب قوله تعالى ” إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك و انحر”
و في الاعراب دخلت فاء السببية على فعل الامر
إنا : حرف نصب وتوكيد ، والنون ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم “إن”.
أعطيناك : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير جمع المتكلم والنون ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
الكوثر : مفعول به ثان منصوب بالفعل وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. والجملة الفعلية في محل رفع خبر ّإن.
فصل : الفاء فاء السببية والعطف و”صلّ” فعل أمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
لربك : جار ومجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره . وهو مضاف والكاف مضاف اليه مبني على الفتح في محل جر.
وانحر : الواو واو العطف . و”انحر” فعل أمر مبني على السكون معطوف على الأول والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت .
هناك أمور عدة يطلقها كاتب المقال من دون تبريرات و منها
1.قوله ((و كلمة (العلم) فى القرآن فسرها السلف بأنها تعنى العلم الشرعى و الدينى لكن هذا غير صحيح و لا يجوز فهى كلمة تشمل كل أنواع العلوم)) من أين اتى كاتب المقال بهذا الفهم ؟
2. قوله (( عدم ربط النظريات العلمية بالكفر فمثلا نظرية التطور )) نظرية التطور قائمة اساسا على الكفر و اغلب من نبه على ذلك لم يكونوا مفسرين , فالنظرية كما هو معروف ظهرت قريبا بل كانوا اشخاصا مهتمين او مشتغلين بكل من العلمين الشرعي و الدنيوي من العاملين في المجال التربوي او نحوه.
3. في تفسير قوله تعالى : “لا يمسه الا المطهرون ” قال كاتب المقال : ((ذن المعنى هو أن المعانى المكنونة فى القرآن لن (يمسها أو يدركها العقل) مالم يكن طاهرا من الشك و الريب و الشرك و الاعمال غير الصالحة))
من أين أتيت بهذا التفسير الذي لا يتفق مع اسلوب القرءان فعند الحديث عن المعنى نجد في القرءان الكريم الفاظا مثل يفقهون و يعقلون . أما عند الحديث عن الامور الحسيةاو النفسية نجد كلمات مثل كلمة مس كما في قوله تعالى : ” و إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ
المعاني لا تمس و انما تدرك او تعقل او تفقه و تفهم و بالتالي هذا التفسير غير مقبول لغة او منطقا كما انه لا دليل عليه من القرءان او السنة .
يا زول تحية طيبة
اقتباس
أن المعنى ليس فقط (انا خلقنا الانسان وجغلناه سميعا) وانما (خلقنا الانسان ولكي نبتليه جعلناه سميعا بصيرا) فهناك سبب لجعله سميعا بصيرا بعد خلقه من النطفة والأمشاج؛ إذاً فجعلناه هنا لبيان سبب جعل السمع والبصر وهو إرادة الخالق ابتلاءه، والله أعلم
لا يجوز إعادة ترتيب كلمات الله فهذا يخل بالمعنى و الله دقيق فى كلماته,من الاوفق تأويلها كما هى!!!!
قرأت هدية الاخ فيصل و لم اجد فيها اية هدية و ان كان يقصد (واللَّمْسُ يُقَالُ فيما يكونُ معه إِدْرَاكٌ بحاسَّةِ اللَّمْسِ ) فالادراك الذي يراد هنا لشيء حسي و ليس لمعنى عقلي
يا صديقي , ما نقلته انت من القاموس في هديتك أدناه حجة عليك و ليست لك
مقال شيق وبه فكر تجديدي طيب شكرا عليه
ارجو الاطلاع على التفسير الذى قام به المفكر الاسلامى عدنان الرفاعى
فتح الله عليك وهداك الله والمسلمين اجمعين مقال اكثر من رائع قمة الابداع
فتح الله عليك وهداك الله والمسلمين اجمعين مقال اكثر من رائع قمة الابداع
بعد التحية
قبل مناقشة فكرة المقال ,افتتح كاتب المقال مقاه بالقول: ((ا ما هو أخطر من ذلك فهو قول السلفيين أن القرآن قطعى الثبوت ظنى الدلالة و السنة ظنية الثبوت قطعية الدلالة!!!)))
لا ادري من أين أتى كاتب المقال بهذا التعيم عن السلفيين !!! و بالمناسبة ذكر كاتب المقال هذا القول سابقا قبل عدة ايام .
نبهت كاتب المقال كثيرا على أنه يعمم من دون دليل او تثبت و هذا أمر معيب , جد معيب.
قال صاحبنا : (( -عدم ربط النظريات العلمية بالكفر فمثلا نظرية التطور لاحظت المظاهر الخارجية لعملية التطوير التى قام بها الخالق فظن التطوريون أن الحياة نشأت ذاتيا دون إله و لكن ))
هذا كلام مضحك .
معروف للجميع أن نظرية التطور تنكر الخالق و قد ولدت وسط الالحاد و تلقفها الملحدون كجزء أصيل يثبت عقيدتهم و دينهم .
أما دينيا فلا يوجد اي مبرر لها حتى لو جردت من معانيها الاحادية .
عمليا أيضا فشلت هذه النظرية في اثبات ان التقدم في وظائف الكائنات الحية و التفاضل تم بترتيب زمني متسق فهناك الكثير من الفجوات و المفارقات كما انه بالامكان الاتيانبنظريات مخالفة و باستخدام نفس المعلومات المتوفرة.
تحياتي أخ صلاح :
أتمني أن تواصل ماتقوم به من نشر علم نافع , و تواصل تحمل التدافع الذي تثيره مقالاتك بصدر رحب .
أتفق معك تماما في عدم قصر فهم كلمة (العلم) فى القرآن ” بأنها تعنى العلم الشرعى و الدينى فقط” . و أذهب أبعد من ذلك بالقول بأن المقصود ب “سنة الله” المذكورة في القرآن “فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا” هي كل القوانين الكونية و تشمل , سنة الله , كل قوانين علم الاجتماع المعروف منها الآن و ماسيعرف منها إلي يوم الدين .
وهي القوانين التي بموجبها تقوم الحضارات و الأمم و تنهار , و بموجبها ينجح الافراد و يفشلون دنيويا .
و سنة الله فيما يلي الإنسان من قوانين تنطبق علي المسلمين وعلي غير المسلمين . لذا فقد ساد المسلمين العالم عندما التزموا بتلك السنن والآن يسود العالم من يتبع تلك السنن من غير المسلمين , فتلك القوانين الإلهية الصارمة تنطبق علي الجميع بصرامة و دقة متناهيتين .
كلام جميل ومفيد جدا نفعنا الله بعلمك وفتح لك من ابواب الحكمة
ذكر الاخ فيصل : (( (إنا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا) قالوا بأن الفاء فى (فجعلناه) هى فاء السببية و استخرجوا معنى خاطئا بذلك و عند المراجعة إتضح لى بأن فاء السببية لا تدخل على الماضى بل على المضارع فقط , اذن فهى فاء عطف و معنى آخر مختلف تماما!!!!))
تعليق : المقصود هو أن الفاء للسبب و ليست للعطف و هذا من ناحية المعنى و ليس من ناحية الاعراب و مشكلة الاخ فيصل أنه يضيق احيانا و يتوسع جدا في بعض الاحيان من دون تبرير .
و هذه الفاء يسميها البعض فاء العلة و العلة في اللغة مرادفة للسبب لذا يقول البعض انها سببية و لا يقصدون الاعراب
و من الامثلة على هذا النوع من فاء التعليل قوله تعالى “:قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ”
أما العطف الذي يدعيه صاحب المقال فهو لحاجة في نفسه و لكي يوافق هواه فيما يتعلق بنظرية التطور الباطلة
و للفائدة اليك اعراب قوله تعالى ” إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك و انحر”
و في الاعراب دخلت فاء السببية على فعل الامر
إنا : حرف نصب وتوكيد ، والنون ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم “إن”.
أعطيناك : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير جمع المتكلم والنون ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
الكوثر : مفعول به ثان منصوب بالفعل وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. والجملة الفعلية في محل رفع خبر ّإن.
فصل : الفاء فاء السببية والعطف و”صلّ” فعل أمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
لربك : جار ومجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره . وهو مضاف والكاف مضاف اليه مبني على الفتح في محل جر.
وانحر : الواو واو العطف . و”انحر” فعل أمر مبني على السكون معطوف على الأول والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت .
هناك أمور عدة يطلقها كاتب المقال من دون تبريرات و منها
1.قوله ((و كلمة (العلم) فى القرآن فسرها السلف بأنها تعنى العلم الشرعى و الدينى لكن هذا غير صحيح و لا يجوز فهى كلمة تشمل كل أنواع العلوم)) من أين اتى كاتب المقال بهذا الفهم ؟
2. قوله (( عدم ربط النظريات العلمية بالكفر فمثلا نظرية التطور )) نظرية التطور قائمة اساسا على الكفر و اغلب من نبه على ذلك لم يكونوا مفسرين , فالنظرية كما هو معروف ظهرت قريبا بل كانوا اشخاصا مهتمين او مشتغلين بكل من العلمين الشرعي و الدنيوي من العاملين في المجال التربوي او نحوه.
3. في تفسير قوله تعالى : “لا يمسه الا المطهرون ” قال كاتب المقال : ((ذن المعنى هو أن المعانى المكنونة فى القرآن لن (يمسها أو يدركها العقل) مالم يكن طاهرا من الشك و الريب و الشرك و الاعمال غير الصالحة))
من أين أتيت بهذا التفسير الذي لا يتفق مع اسلوب القرءان فعند الحديث عن المعنى نجد في القرءان الكريم الفاظا مثل يفقهون و يعقلون . أما عند الحديث عن الامور الحسيةاو النفسية نجد كلمات مثل كلمة مس كما في قوله تعالى : ” و إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ
المعاني لا تمس و انما تدرك او تعقل او تفقه و تفهم و بالتالي هذا التفسير غير مقبول لغة او منطقا كما انه لا دليل عليه من القرءان او السنة .
يا زول تحية طيبة
اقتباس
أن المعنى ليس فقط (انا خلقنا الانسان وجغلناه سميعا) وانما (خلقنا الانسان ولكي نبتليه جعلناه سميعا بصيرا) فهناك سبب لجعله سميعا بصيرا بعد خلقه من النطفة والأمشاج؛ إذاً فجعلناه هنا لبيان سبب جعل السمع والبصر وهو إرادة الخالق ابتلاءه، والله أعلم
لا يجوز إعادة ترتيب كلمات الله فهذا يخل بالمعنى و الله دقيق فى كلماته,من الاوفق تأويلها كما هى!!!!
قرأت هدية الاخ فيصل و لم اجد فيها اية هدية و ان كان يقصد (واللَّمْسُ يُقَالُ فيما يكونُ معه إِدْرَاكٌ بحاسَّةِ اللَّمْسِ ) فالادراك الذي يراد هنا لشيء حسي و ليس لمعنى عقلي
يا صديقي , ما نقلته انت من القاموس في هديتك أدناه حجة عليك و ليست لك
اريد ان اعرج على بعض النقاط التي ذكرها فيصل و ( زول ) و هي غير صحيحة ”
1.قال فيصل : ((لكن لا يحق لاى مفسر أن يقول أن الله سبحانه و تعالى صنع تمثالا من الطيم ثم نفخ فيه الروح, لا توجد آية بهذا المعنى. ))
الرد : ماذا تقول لمن أنكر طلوع الشمس كل صباح ؟!!! و لكن لمصلحة القراء الكرام , قال الله تعالى : ” وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) ”
و قال تعالى : ” إِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ” هذين النصين كافيين لتفنيد قول صاحبنا العزيز و لقد أوردت النص الثاني لكي لا يقول صاحبنا بأن الانسان هنا ليس ءادم عليه السلام و انما اسلافه من البشر كما قال ذلك سابقا , فأوردت الاية الثانية لاقفل هذا الباب.
2.قال الشيخ الغلامة فيصل : ( (أنت فى نبتليه بالاضافة لانك حرفت الكلم عن مواضعه أضفت لام ل (نبتليه) …احذر))
تعليق : هذا الكلام مضحك جدا !!!!! و حكاية (أنت حرفت )هذه لا تستحق الرد و هي تمام مثل قولهم ( رمتني بداءها )
أولا اساس الجدل في موضوع هل الفاء للعطف او للسبب كان هو قول فيصل بأن قوله تعالى : ” إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا”
حيث قال فيصل ان الفاء هنا للعطف و هذا حسب قوله يعني التطور و رددت أنا عليه بقولي ( ان الفاء هنا لبيان سبب كونه سميعا بصيرا هي للسببية) و المعنى واضح فيما قلته و غاية ما يمكن ان يقوله الشخص العاقل انه لا يتفق معي في فهمي و لكن لا سبيل الى الحديث عن التحريف او نحوه
ثانيا : لو كان الامر للعطف لاستخدمت كلمة ( ثم) و مرجعيتي هنا من القرءان الكريم و اذا صاحبنا يلتزم بمنهج تفسير القرءان بالقرءان اولا , فلا أدري كيف فات عليه ذلك؟؟؟
قال تعالى في سورة المؤمنون : ” لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ “الشاهد انه عند الانتقال الى مرحلة خلق الحواس استخدمت كلمة ثم للتراخي و لم تستخدم الفاء التي تفيد التعقيب.
ثالثا: جدال فيصل بأن فاء السببية لا تدخل على الماضي اقرار ضمني منه بصحة تفسيري و لكنه ذهب الى امر غير مؤثر لصرف النظر عن أن قوله بفاء العطف و ربط ذلك بنظرية التطور كان خاطئا
رابعا: كما قلت أنا سابقا بأن استخدام مصطلح السببية او التعليل مهم لو كنا نتحدث عن الاعراب او النحو و لكن حديثي كان من ناحية المعنى فقط و في هذا الحال الدقة في الكلمات ( الاصطلاحية) غير مطلوبة , طالما أني بينت مقصدي و لا اتحدث في الفن ذي العلاقة ( وهو هنا النحو او الاعراب) و لتوضيح الفكرة أكثر : لو قال أحد و هو يتحدث عن معاني الكلمات إن كلمة ( أسوأ) هي اسم (من حيث تقسيم الكلام الى اسم و فعل و حرف ) تبخيس او تحقير فكلامه صحيح . أما اذا كان يتحدث في النحو فكلامه هنا خطأ لأن هذا النوع من الاسماء اصطلح على تسميته نحويا بمصطلح ( اسم تفضيل)
قال ( زول ) : ((لأخ فيصل بعد الدراسة وجدت فعلا أن فاء (فجعلناه) هي للعطف على (خلقنا) وليس السمع والبصرعلة للابتلاء وعبارة سميعا بصيرا تذكير للإنسان بنعمة السمع والبصر وكمال النعمة….الخ ))
تعليق: كلامك يا (زول) خبط عشواء و لي سؤال بسيط : ماذا تعني بقولك ((لأن علة الإبتلاء هي الهداية )) ؟ اذا هدي الانسان فما الحاجة للابتلاء ؟ الابتلاء اساسا لتمحيص المهتدي من غير المهتدي
اقرأ ان شئت قوله تعالى : ” وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ”
وقوله تعالى : ” ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ *وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ *وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ* فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَةَ ٍ”
أولا مثاني يعني إن إياته تحتوي علي الوعد( البشري) والوعيد
ثانياً قول الملائكة أتحعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء
كان سؤال الملائكة استفسارا وسؤال إبليس استنكارا وكانوا يطمعون في الخلافة للتكريم وكانت حكمة الله في أكرإمهم سابقا وإ سكناهم السماء وتمييزهم بكثير من الملكات قبل بني أدم حيث أعلمهم الله بإن ذرية أدم سيكون فيها فساد وسفك دماء. فلما أمرهم بالسجود لادم سجد الملائكة لتأكيد صدقهم بانه لا معبود سواه وتنفيذا لأمره وأن الله يعلم مالايعلمون ولله الحكمة الكاملة
فكانت الحكمة لطاعة الملائكة تكريماَ لأدم بأن الله شرفهم بإن جعلهم المسؤولون عن كل خطوات بني أدم لتسجيل أعمالهم ورصد حسابهم للجزاء وتسخير الكون عن طريقهم لبني أدم والإستغفار لهم وحكمته أن يجعل إبليس من المنظرين حتي النفخة الثانية ولإضلالهم من عرشه بالأرض الذي جعله شبيها بعرش الرحمن وذلك بحسده لبني أدم للخلافة وطغيانه بعصيان أمر الله حيث حتميته للنار
ثالثاَ النشاة الأخرى تكون شبيهة بالنشأة الأولي حيث كنا أجنة لا نعلم شيئا ويخلقكم في ما لا تعلمون
رابعاَ
بخصوص تكوين الحياة
– كان الله ولم يكن شيء قبله فهو الأول الذي ليس قبله شيء وهو الأخر فليس بعده شيء وليس كمثله شيء وهو الأحد وليس له كفؤاً أحد وكان عرشه على الماء تنزه في أسمائه وصفاته وافعاله وهو في كل مكان غيبي وليس الإمكنه المادية العالمين ويطلع علي كل الأمكنه المادية والغيبية حيث إعتقد بإنه تكون الدخان من الماء وتم خلق الأرض والجبال ولم ترسى وتثبت والسماء بفصلها من الأرض متجمعة والأشجار والأقوات والملائكة والجن والدواب في المرحلة الأولي ( سته أيام) حتي يوم السبت وتلك الإيام غيبية لازمن لها
أاما المرحلة الثانية بدات من يوم الجمعة حيث أستوا الله علي السماء(ولله الفوقية والإستواء فعل) وفصل السموات لسبع سموات و ارسي الجبال وثبتها ودحى الأرض وسطحها وأخرج منها الماء والمرعي وخلق أدم و خلق الشمش والقمر وجعل عدة الشهور 12 شهراً وذلك في يومين من أيام الدنيا(24 ساعة)
تحية للمكنى زول
اقتباس
وأما الآينان: ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ *وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ *وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ* فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَةَ) فلم تكتفيا بذكر نعمة البصر والكلام كحجة للابتلاء ولكن أردفتا بالهداية لطريقي الخير والشر أو الكفر والايمان ليكتمل سبب الابتلاء ولو قلت أن السمع والبصر والكلام هي شرط للابتلاء لكان للأبكم والأطرش والأصم عذر في رفع التكليف والابتلاء عنه وهذا ليس بصحيح كما تعلم فكل مجازى بحسب قوة الحجة عليه بقدر ما أوتي من النعم فإنه محاسب عليها وهذا مفهوم على عموم الفقه والسنة ولا حاجة للتفصيل.
Like
قال الاخ فيصل : ((نك أول من قال لى فى مقال سابق بأن الفاء هى فاء السببية و لكنك تراجعت الآن))
تعليق : أنا لم اتراجع لاني عندما قلت الفاء للسببية لم اكن اتحدث عن الاعراب و لا عن النحو و انما كنت اتحدث عن المعنى , و بينت انا في هذا المقال و قبله بأن الشخص اذا كان يتحدث في فن ما فهو ليس مطالبا بالتقيد بالمصطلحات الخاصة بفن ْاخر .
السببية او التعليلية كلمتان مترادفتان و يجوز استخدام واحدة بدل الاخرى في غير فن النحو و لنكن اكثر دقة في غير الاعراب.
النقطة الرئيسة ان تفسيري للاية كان صحيحا و تفسير فيصل كان خاطئا و لهذا لم يجرؤ اخونا على مناقشة التفسير.
مع مودتي
اريد ان اعرج على بعض النقاط التي ذكرها فيصل و ( زول ) و هي غير صحيحة ”
1.قال فيصل : ((لكن لا يحق لاى مفسر أن يقول أن الله سبحانه و تعالى صنع تمثالا من الطيم ثم نفخ فيه الروح, لا توجد آية بهذا المعنى. ))
الرد : ماذا تقول لمن أنكر طلوع الشمس كل صباح ؟!!! و لكن لمصلحة القراء الكرام , قال الله تعالى : ” وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) ”
و قال تعالى : ” إِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ” هذين النصين كافيين لتفنيد قول صاحبنا العزيز و لقد أوردت النص الثاني لكي لا يقول صاحبنا بأن الانسان هنا ليس ءادم عليه السلام و انما اسلافه من البشر كما قال ذلك سابقا , فأوردت الاية الثانية لاقفل هذا الباب.
2.قال الشيخ الغلامة فيصل : ( (أنت فى نبتليه بالاضافة لانك حرفت الكلم عن مواضعه أضفت لام ل (نبتليه) …احذر))
تعليق : هذا الكلام مضحك جدا !!!!! و حكاية (أنت حرفت )هذه لا تستحق الرد و هي تمام مثل قولهم ( رمتني بداءها )
أولا اساس الجدل في موضوع هل الفاء للعطف او للسبب كان هو قول فيصل بأن قوله تعالى : ” إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا”
حيث قال فيصل ان الفاء هنا للعطف و هذا حسب قوله يعني التطور و رددت أنا عليه بقولي ( ان الفاء هنا لبيان سبب كونه سميعا بصيرا هي للسببية) و المعنى واضح فيما قلته و غاية ما يمكن ان يقوله الشخص العاقل انه لا يتفق معي في فهمي و لكن لا سبيل الى الحديث عن التحريف او نحوه
ثانيا : لو كان الامر للعطف لاستخدمت كلمة ( ثم) و مرجعيتي هنا من القرءان الكريم و اذا صاحبنا يلتزم بمنهج تفسير القرءان بالقرءان اولا , فلا أدري كيف فات عليه ذلك؟؟؟
قال تعالى في سورة المؤمنون : ” لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ “الشاهد انه عند الانتقال الى مرحلة خلق الحواس استخدمت كلمة ثم للتراخي و لم تستخدم الفاء التي تفيد التعقيب.
ثالثا: جدال فيصل بأن فاء السببية لا تدخل على الماضي اقرار ضمني منه بصحة تفسيري و لكنه ذهب الى امر غير مؤثر لصرف النظر عن أن قوله بفاء العطف و ربط ذلك بنظرية التطور كان خاطئا
رابعا: كما قلت أنا سابقا بأن استخدام مصطلح السببية او التعليل مهم لو كنا نتحدث عن الاعراب او النحو و لكن حديثي كان من ناحية المعنى فقط و في هذا الحال الدقة في الكلمات ( الاصطلاحية) غير مطلوبة , طالما أني بينت مقصدي و لا اتحدث في الفن ذي العلاقة ( وهو هنا النحو او الاعراب) و لتوضيح الفكرة أكثر : لو قال أحد و هو يتحدث عن معاني الكلمات إن كلمة ( أسوأ) هي اسم (من حيث تقسيم الكلام الى اسم و فعل و حرف ) تبخيس او تحقير فكلامه صحيح . أما اذا كان يتحدث في النحو فكلامه هنا خطأ لأن هذا النوع من الاسماء اصطلح على تسميته نحويا بمصطلح ( اسم تفضيل)
قال ( زول ) : ((لأخ فيصل بعد الدراسة وجدت فعلا أن فاء (فجعلناه) هي للعطف على (خلقنا) وليس السمع والبصرعلة للابتلاء وعبارة سميعا بصيرا تذكير للإنسان بنعمة السمع والبصر وكمال النعمة….الخ ))
تعليق: كلامك يا (زول) خبط عشواء و لي سؤال بسيط : ماذا تعني بقولك ((لأن علة الإبتلاء هي الهداية )) ؟ اذا هدي الانسان فما الحاجة للابتلاء ؟ الابتلاء اساسا لتمحيص المهتدي من غير المهتدي
اقرأ ان شئت قوله تعالى : ” وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ”
وقوله تعالى : ” ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ *وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ *وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ* فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَةَ ٍ”
أولا مثاني يعني إن إياته تحتوي علي الوعد( البشري) والوعيد
ثانياً قول الملائكة أتحعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء
كان سؤال الملائكة استفسارا وسؤال إبليس استنكارا وكانوا يطمعون في الخلافة للتكريم وكانت حكمة الله في أكرإمهم سابقا وإ سكناهم السماء وتمييزهم بكثير من الملكات قبل بني أدم حيث أعلمهم الله بإن ذرية أدم سيكون فيها فساد وسفك دماء. فلما أمرهم بالسجود لادم سجد الملائكة لتأكيد صدقهم بانه لا معبود سواه وتنفيذا لأمره وأن الله يعلم مالايعلمون ولله الحكمة الكاملة
فكانت الحكمة لطاعة الملائكة تكريماَ لأدم بأن الله شرفهم بإن جعلهم المسؤولون عن كل خطوات بني أدم لتسجيل أعمالهم ورصد حسابهم للجزاء وتسخير الكون عن طريقهم لبني أدم والإستغفار لهم وحكمته أن يجعل إبليس من المنظرين حتي النفخة الثانية ولإضلالهم من عرشه بالأرض الذي جعله شبيها بعرش الرحمن وذلك بحسده لبني أدم للخلافة وطغيانه بعصيان أمر الله حيث حتميته للنار
ثالثاَ النشاة الأخرى تكون شبيهة بالنشأة الأولي حيث كنا أجنة لا نعلم شيئا ويخلقكم في ما لا تعلمون
رابعاَ
بخصوص تكوين الحياة
– كان الله ولم يكن شيء قبله فهو الأول الذي ليس قبله شيء وهو الأخر فليس بعده شيء وليس كمثله شيء وهو الأحد وليس له كفؤاً أحد وكان عرشه على الماء تنزه في أسمائه وصفاته وافعاله وهو في كل مكان غيبي وليس الإمكنه المادية العالمين ويطلع علي كل الأمكنه المادية والغيبية حيث إعتقد بإنه تكون الدخان من الماء وتم خلق الأرض والجبال ولم ترسى وتثبت والسماء بفصلها من الأرض متجمعة والأشجار والأقوات والملائكة والجن والدواب في المرحلة الأولي ( سته أيام) حتي يوم السبت وتلك الإيام غيبية لازمن لها
أاما المرحلة الثانية بدات من يوم الجمعة حيث أستوا الله علي السماء(ولله الفوقية والإستواء فعل) وفصل السموات لسبع سموات و ارسي الجبال وثبتها ودحى الأرض وسطحها وأخرج منها الماء والمرعي وخلق أدم و خلق الشمش والقمر وجعل عدة الشهور 12 شهراً وذلك في يومين من أيام الدنيا(24 ساعة)
تحية للمكنى زول
اقتباس
وأما الآينان: ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ *وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ *وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ* فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَةَ) فلم تكتفيا بذكر نعمة البصر والكلام كحجة للابتلاء ولكن أردفتا بالهداية لطريقي الخير والشر أو الكفر والايمان ليكتمل سبب الابتلاء ولو قلت أن السمع والبصر والكلام هي شرط للابتلاء لكان للأبكم والأطرش والأصم عذر في رفع التكليف والابتلاء عنه وهذا ليس بصحيح كما تعلم فكل مجازى بحسب قوة الحجة عليه بقدر ما أوتي من النعم فإنه محاسب عليها وهذا مفهوم على عموم الفقه والسنة ولا حاجة للتفصيل.
Like
قال الاخ فيصل : ((نك أول من قال لى فى مقال سابق بأن الفاء هى فاء السببية و لكنك تراجعت الآن))
تعليق : أنا لم اتراجع لاني عندما قلت الفاء للسببية لم اكن اتحدث عن الاعراب و لا عن النحو و انما كنت اتحدث عن المعنى , و بينت انا في هذا المقال و قبله بأن الشخص اذا كان يتحدث في فن ما فهو ليس مطالبا بالتقيد بالمصطلحات الخاصة بفن ْاخر .
السببية او التعليلية كلمتان مترادفتان و يجوز استخدام واحدة بدل الاخرى في غير فن النحو و لنكن اكثر دقة في غير الاعراب.
النقطة الرئيسة ان تفسيري للاية كان صحيحا و تفسير فيصل كان خاطئا و لهذا لم يجرؤ اخونا على مناقشة التفسير.
مع مودتي