كتاب مكنون

السلام عليكم, حاولت فى مقالى السابق(منهجية تفسير القرآن بالقرآن) أن أختصر إختصارا غير مخل وعلى الا يكون المقال ذو طول ممل و لكن حدث سجال بين متابعيين ذكيين ,تعلمت منهما ما ألهمنى فكرة هذا المقال الاضافى لمنهجية تفسير القرآن بالقرآن و التى تعتمد بالأساس على أن السلف بذلوا مجهودات مقدرة و لكننا نعتقد بأنهم لم يستخدموا الادوات المناسبة فى بعض الاحيان ,إما لقصور فى معلوماتهم الآنية ام للنقل و الاعتماد على المرويات غير الدقيقة و بعض الخرافات و الاساطير, و أن القرآن كتاب مكنون يحتاج لجهد و أدوات مناسبة لاستخراج معانيه القيمة.
و كما فكرت فى اضافة بند هام لموجهات التأويل و هو التفكير المنطقى و الذى تنطبق عيه كلمة (أولى الالباب) و تبعدنا عن (الذين فى قلوبهم زيغ) و يفسرون القرآن خطأ بحسن نية.
السجال مع المتابع الاول و يبدو أنه من المعجبين بمقالاتى و لكنه لا يود الاعتراف بذلك إنصب على نقطتين ,الاولى هى جوهرية بالنسبة لمنهجية تأويل القرآن إذ يظن صاحبنا جازما أن معظم التفاسير القديمة يمكن الاعتماد عليها و أن كلمة (مكنون) ليس معناها كما أسلفت فى مقالى وأنا أقر أن العيب فى إختصارى المخل و هذا تبيان أوضح للمعنى:-
ما يعلمنا القرآن من كلمة المس ما جاء في أغلب الآيات بمعنى ادراك و غالبا ادراك شيء مادي لشئ معنوي -أو غير حسي- أو العكس (ادراك شيء غير حسي لشيء حسي) أمثلة على ذلك:

وَيَا قَوْمِ هَـٰذِهِ نَاقَةُ اللَّـهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّـهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ ﴿٦٤﴾هود
لو قطعوا عنها المياه و الغذاء لكانت معصية لهذا النهي حتى لو لم يلمسوها

قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚإِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿١٨٨﴾ الأعراف

قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ﴿٥٤﴾الحجر

وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴿٨٣﴾الأنبياء

وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ﴿٤١﴾ص

لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ ﴿٤٨﴾ الحجر

السوء و الكبر و الضر و الشيطان و النصب(التعب) لا يلمسون بل يمسون, و هكذا بقية كلمات المس في القرآن, اذن مس القرآن هو ادراكه بل اكثر من ذلك إدراك ماخفى من معناه.

و المطهرون نعتقد انهم اما المتوضئون أو الملائكة, اسم مفعول فالله هو الذي يطهرهم و ليسوا هم متطهرون بمجرد ان توضأوا.

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴿٣٣﴾الأحزاب

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴿٦﴾المائدة
الوضوء أو التيمم من الناس و التطهير من الله, فالوضوء خطوة نحو التطهر و الله يطهر من يريد.

إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ﴿١١﴾الأنفال
ربط بين تطهير الله للمؤمنين بالماء و بين اذهاب رجز الشيطان, فهو ليس الوضوء فقط.

أما المطهرون -اسم مفعول- هم من طهرهم الله بالفعل بارادته هو عو و جل, بناءا على خطوات منا هي التطهر ليس بالوضوء فقط و انما باذهاب الرجز ان شاء الله و عصمهم من الذنوب و تطهير قلوبهم من الآفات و الأمراض القلبية و الهوى

فلا يدرك القرآن ادراكا كاملا الا هؤلاء, و كلما زادت طهارة القلوب -بجانب الجسد- من الهوى و الكبر و الغل و الشهوات الخ… زاد فهمنا و ادراكنا للقرآن الكريم

كلمة مكنون, هو الذي يتخفى عن الأعين و عن قابلية الادراك و ربطوها باللوح المحفوظ و لكن هي تستقيم مع معنى ان معاني كلمات القرآن خفية عن غير المطهرين.

و هذا لا يعكس فقط أزمة لغوية, و لكن هناك أزمة أخرى هي تحويل كل القيم الى ماديات بمعنى انه انحصر التقديس فقط على تقديس الورق و غلاف المصحف و أشكال طباعة الحروف بالوضوء قبل لمسه !, و نسينا تماما ان الأولى تقديس المعاني و تصديق انه لا يمكن ان نرزق علم الكتاب في عقولنا و لا يمكن ان نرزق الحكمة منه الا اذا طهرنا عقولنا و قلوبنا تهيئة لهذه المعاني لأن تستقر فيها.

أما إستخدام القرآن لكلمة يمسه ففيها سر عجيب فبالرغم من المعانى الكثيرة للكلمة فمن المعلوم أن المس أخف من اللمس و الكلمة بهذا المعنى لا تعنى فقط الادراك العادى بل مافوق العادى ,ادراك ذوى الالباب الذين يقرأون السطور و مابين السطور!!!
أما الاعتراض الثانى فكان من نفس المتابع, فقد قال أن الآيات (إنا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا) لا تعنى ماذكرته أنا فى مقالاتى السابقة بل تعنى أن الله خلق الانسان سميعا بصيرا ليبتليه و هذا تعسف فى تفسير النص و تقديم و تأخير لا مبرر له ,و قد اصر على موقفه فأعجله المتابع الثانى برد مفحم أعجبنى و جعلنى أطمئن بأن هذه الامة ستفك اسرار القرآن الكريم لا ريب طالما نناقش بعضنا بهذه الرؤية و هاهو رده أقتبسه كما هو و حقوق الطبع محفوظة له,ألم اقل بانى أتيت هنا لأتعلم!!!
وأما الآيتان: ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ *وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ *وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ* فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَةَ) فلم تكتفيا بذكر نعمة البصر والكلام كحجة للابتلاء ولكن أردفتا بالهداية لطريقي الخير والشر أو الكفر والايمان ليكتمل سبب الابتلاء ولو قلت أن السمع والبصر والكلام هي شرط للابتلاء لكان للأبكم والأطرش والأصم عذر في رفع التكليف والابتلاء عنه وهذا ليس بصحيح كما تعلم فكل مجازى بحسب قوة الحجة عليه بقدر ما أوتي من النعم فإنه محاسب عليها وهذا مفهوم على عموم الفقه والسنة ولا حاجة للتفصيل.إنتهى الاقتباس
و أورد فيما يلى تفسير الرازى لآيات اشد وضوحا من سورة السجدة عن خلق الانسان و الايات تدعم فى تتابع متصل لا مجال للتقديم و التأخير فيه خلق الانسان من طين ثم حعل نسله من سلالة من طين ثم تسويته و نفخ الروح فيه و جعل السمع و الابصار و الافئدة, الرازى إرتبك عند تفسير هذه الايات الدالة بوضوح على خلق الانسان عبر السنن المألوفة و حاول لى التفسير لياتى بما إئتلف عليه عليه عقل الناس من مسلمات و لنر ماذا قال:
وقوله: {وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسان مِن طِينٍ} قيل المراد آدم عليه السلام فإنه خلق من طين، ويمكن أن يقال بأن الطين ماء وتراب مجتمعان والآدمي أصله منى والمنى أصله غذاء، والأغذية إما حيوانية، وإما نباتية، والحيوانية بالآخرة ترجع إلى النباتية والنبات وجوده بالماء والتراب الذي هو طين.

{ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9)}
وقوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مّن مَّاء مَّهِينٍ} على التفسير الأول ظاهر لأن آدم كان من طين ونسله من سلالة من ماء مهين هو النطفة، وعلى التفسير الثاني هو أن أصله من الطين، ثم يوجد من ذلك الأصل سلالة هي من ماء مهين، فإن قال قائل التفسير الثاني غير صحيح لأن قوله: {بدأ خلق الإنسان… ثم جعل نسله} دليل على أن جعل النسل بعد خلق الإنسان من طين فنقول لا بل التفسير الثاني أقرب إلى الترتيب اللفظي فإنه تعالى بدأ بذكر الأمر من الابتداء في خلق الإنسان فقال بدأه من طين ثم جعله سلالة ثم سواه ونفخ فيه من روحه وعلى ما ذكرتم يبعد أن يقال: {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ} عائد إلى آدم أيضاً لأن كلمة ثم للتراخي فتكون التسوية بعد جعل النسل من سلالة، وذلك بعد خلق آدم !!!
سبحان من تعهد لنا بحفظ القرآن و صدق ووجدناه كما شاء الله رغم ما يقوله المفسرون, فلم يتجرأوا عى تحريف كلم القرآن عن مواضعه و لكنهم تركوا لنا تراثا يستحق المراجعة.
ما أود قوله هنا و الشكر للمتابعين الذين اثار النقاش معهم هذه النقطة أننا لسنا فقط نحتاج لتفسير القرآن بالقرأن بل نحتاج ايضا لمعرفة السياق القرانى و نحتاج أيضا أن نصل لمرحلة (مس) المعنى اللطيف الذى لا يكون واضحا فى بعض المواضع,ما سبق ذكره يمثل أمثلة و من الممكن أن يضاف بعضها ,مثال:
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا(110) الكهف
التفسير الشائع
قوله تعالى : قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أي لا أعلم إلا ما يعلمني الله – تعالى – ، وعلم الله – تعالى – لا يحصى ، وإنما أمرت بأن أبلغكم بأنه لا إله إلا الله فمن كان يرجو لقاء ربه أي يرجو رؤيته وثوابه ويخشى عقابه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا. إنتهى.(القرطبى)
لكن الأمر ليس بهذه البساطة فلو لا حظنا الامر الالهى فى الاية (قل إنما أنا بشر مثلكم) ثم تكملتها تلاحظ أن فى الآية أمر آخر إضافى وخفى ,هو أمر للمؤمنين بألا يشركوا بالله الرسول كما فعلوا مع عزير و مع المسيح عليه السلام حيث أن الرسول بشر مثله و مثل البشر الآخرين, تفسير القرطبى كان يمكن أن يكون صحيحا لوحذفت جملة (قل إنما أنا بشر مثلكم).
أضافة أخيرة ,القواميس العربية مشكلة خصوصا قاموس المعانى ,هو جيد لكنه فى أحيان كثيرة يأخذ معانيه من كتب المفسرين و أحيانا لا تجد ضالتك المنشودة ,أسلم قاموس و هو موجود أونلاين هو قاموس معاجم اللغة و هو معجم شامل يحتوى على :- تاج العروس,مختار الصحاح,لسان العرب و الصحاح فى اللغة.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. السلام عليكم … من المتابع الاول حيدر الذي يختفي تحت اسم ود الحاجة.
    أسعد الله صباحكم
    قبل التعليق : قال اخونا فيصل : (( لسجال مع المتابع الاول و يبدو أنه من المعجبين بمقالاتى و لكنه لا يود الاعتراف ))
    انا لدي سجالات مثل هذه مع بعض اقاربي من سكان الثورات (المهدية) و يبدو ان هذا داب اهل الحارات القديمة في الثورة!

    اولا قال تعالى : ” فجعلناه سميعا بصيرا” هذا قول الله و ليس قولي و لو فكر صاحبك زول قليلا لوجد ان ايات سورة البلد ذكر فيها البصر ( العين ) و النطق ( اللسان و الشفتين) و لم يذكر السمع مع انه مقدم على البصر و الكلام في طيات كتاب الله و بالتالي من قلة العلم عدم فقه ان الله سبحانه و تعالى يذكر في كتابه احيانا البعض للدلالة على الكل , فذكر السمع و البصر فقط فيه ما يكفي من التنبيه .
    ثانيا: لو اخذ كاتب المقال او متابعه (زول) دقيقة من وقتهما الثمين و واصلوا قراء الاية التالية في سورة الانسان : ” هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (4) إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) ” انا هديناه هي معنى قوله تعالى ” و هديناه النجدين” اي اعطيناه من الحواس و الادراك يبين له طريق الخير و الشر
    واضح جدا ان مشكلتكما هي الاستعجال في نقد الاخر و ذمه بدل التمهل و التريث و القراءة حول الموضوع قبل الرد على الاخرين!!!
    من مشاكل النخبة السودانية الاستعجال و عدم التمحيص و الاكتفاء بقليل من البحث و ربما من اجل هذا يصفنا البعض بالكسل.

  2. يا زول : مامعنى قوله تعالى :”إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ”
    هذا يعني وجود العقل و الا فالمجانين يسمعون و يبصرون !
    لو انك تقرا كتاب الله كثيرا او تدرك البديع من العربية لفهمت الامر و وفرت على نفسك و علينا هذا الجدل

  3. السلام عليكم … من المتابع الاول حيدر الذي يختفي تحت اسم ود الحاجة.
    أسعد الله صباحكم
    قبل التعليق : قال اخونا فيصل : (( لسجال مع المتابع الاول و يبدو أنه من المعجبين بمقالاتى و لكنه لا يود الاعتراف ))
    انا لدي سجالات مثل هذه مع بعض اقاربي من سكان الثورات (المهدية) و يبدو ان هذا داب اهل الحارات القديمة في الثورة!

    اولا قال تعالى : ” فجعلناه سميعا بصيرا” هذا قول الله و ليس قولي و لو فكر صاحبك زول قليلا لوجد ان ايات سورة البلد ذكر فيها البصر ( العين ) و النطق ( اللسان و الشفتين) و لم يذكر السمع مع انه مقدم على البصر و الكلام في طيات كتاب الله و بالتالي من قلة العلم عدم فقه ان الله سبحانه و تعالى يذكر في كتابه احيانا البعض للدلالة على الكل , فذكر السمع و البصر فقط فيه ما يكفي من التنبيه .
    ثانيا: لو اخذ كاتب المقال او متابعه (زول) دقيقة من وقتهما الثمين و واصلوا قراء الاية التالية في سورة الانسان : ” هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (4) إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) ” انا هديناه هي معنى قوله تعالى ” و هديناه النجدين” اي اعطيناه من الحواس و الادراك يبين له طريق الخير و الشر
    واضح جدا ان مشكلتكما هي الاستعجال في نقد الاخر و ذمه بدل التمهل و التريث و القراءة حول الموضوع قبل الرد على الاخرين!!!
    من مشاكل النخبة السودانية الاستعجال و عدم التمحيص و الاكتفاء بقليل من البحث و ربما من اجل هذا يصفنا البعض بالكسل.

  4. يا زول : مامعنى قوله تعالى :”إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ”
    هذا يعني وجود العقل و الا فالمجانين يسمعون و يبصرون !
    لو انك تقرا كتاب الله كثيرا او تدرك البديع من العربية لفهمت الامر و وفرت على نفسك و علينا هذا الجدل

  5. الاخ صلاح فيصل : حسب علمي فان بلى و ابتلى بنفس المعنى العام و هذا يعني ان معناهما العام واحد و لكن ربما كانت هناك بعض الفروق الطفيفة و الاختيار ليس من معاني بلى و لا ابتلى , في بعض الحالات يكون الاختبار لاختيار مجموعة او فرد و لكن كما هو واضح فان المعنيين منفصلين مثل الامتحان و النجاح
    قوله تعالى (ليبلوكم أيكم احسن عملا) و قوله تعالى : ( نبتليه ) في سورة الانسان و قوله تعالى ” و نبلوكم بالشر و الخير فتنة ” كلها تدل على الاختبار و ليس الاختيار

    وصف بعض الفضلاء بأنهم لم يحفظوا القرءان من الامور التي استطيع تحديدها في اغلب الحالات , من خلال منطقه او كلامه سواءا كان متحدثا او كاتبا و هذا الامر يستطيع ملاحظته كل من حظي بنصيب طيب من علوم القرءان الكريم.
    أخيرا : نحن لسنا في ملاكمة. أنا اتوقف عن النقاش اذا وصلنا لمرحلة القناعات او اذا كان الامر يحتمل عدة احتمالات و اختار الاخر احدها أما عند بناء الحجج على معلومات خاطئة فهنا يجب الرد و بيان خطأ المعلومة. و بالمناسبة هناك نقاط لست أنا على قناعة بها و لكن لم اثرها اما لتعدد الاحتمالات او لانها أمر جانبي و يسير.
    قال الاخ زول : ((فعلا كلام صلاح فيصل في محله! يبدو انك مازلت شابا وثابا لا تستقر بفكرك على مسألة ما وهل اوفيت حقها ام لا. ))
    رد : يا زول , اذا كنت على خطأ فبين لي أين أخطأت اما حكاية شاب او شايب هذه , فليس العلم بالاعمار و اعتقد أننا كلنا في مرحلة عمرية تؤهلنا لنيل اعلى الدرجات من ناحية العمر. و استقراري واضح في تعليقاتي.
    سبق ان ذكرت لكل ان نقاشي مع الاخ فيصل و الذي يقع ضمن نفسير قوله تعالى ” فجعلناه سميعا بصيرا ” كان بخصوص نظرية داروين و لم يكن الحديث عن التكليف و هذا الامر اي الابتلاء او التكليف جاء عرضا , لذا اكتفيت منه بما احتاج اليه و انت تداولت الامر كما لو أننا نتحدث بالاساس عن التكليف

  6. في الرد على حيدر ود الحاجة
    شوف يا أخ ود الحاجة الأخ صلاح فيصل مشكور أدخلنا في نهج جديد لتفسير القرآن الكريم وهو نهج لا غنى له عن لغة القرآن كونه كتاب الله المقروء مع كتابه المنظور وهو كونه الذي خلق ومن ثم توجيب واجب القول بعدم تناقض كلام الله تعالى مع حقائق خلقه ولا ينبئك مثل خبير. كذلك وبما أن اللغة تدل على مدلول فان المدلول أو المقصود الحق لا يجب ان يختلف سواء استدل عليه من القرآن أو الكون أي حقائق العلم الكوني التي يصل اليها عقل الانسان. ومن ثم فإن تفسيرات السلف في الأمور الشرعية من عبادات وتكاليف قد لا يشوبها غبار الجهل بحقائق الأشياء التي لم تتكشف في زمانهم وبالتالي نأخذها اتباعا لهم مالم يتبين لنا خطأوها بذات المنهجية التي توصلوا بها اليها. أما في الأمور الاعتقادية المتعلقة بذات الله وصفاته كونها وثيقة الصلة بل مرتبطة تماما بخلقه فلا مجال لقدسية أقوال السلف في هذا المجال اذ أن التفسير مرتبط بمستوى و درجة العلم البشري بحقائق الكون بل الراجح والحالة هذه ترجيح مفاهيم الخلف على السلف بما توفر لهم من علم لم يكن متاحا للسلف. ونعطيك مثلا لتفسير السلف لكلمة (أحوى) في سورة الأعلى فتفسير الغثاء الأحوى عندهم هو المائل للحمرة أو السواد اشارة الى لون نبات المرعى بعد يبسه و جفافه بينما أظهر العلم الحديث أن العلف الجاف أكثر تركيزا واحتواء للمواد الغذائية من العلف الأخضر كونه مخفف التركيز الغذائي بسبب كثرة الماء فيه فصار التفسير الأصح لكلمة أحوى وهي صيغة تفضيل لفعل حوى من الاحتواء أي اكثر احتواء فانتقلنا لهذا المعنى الحديث دون الاخلال بمفردة اللغة العربية التي استخدمها النص القرآني. أخلص من هذا أننا بصدد منهجية جديدة لفهم وتفسير القرآن ابتدرها الأ خ صلاح فيصل في هذه الراكوبة واقول الراكوبة لوجود مثل هذا النهج خارجها وقبلها وهذا المنهج قائم على العلم بحقائق العلم الحديث وليس على مجرد النقل من المشايخ او السلف وينبغي على من يتدخل في مثل هذه الحوارات حول هذه المنهجية أن يكون لديه الحد الأدنى من معرفة كيفية الموازنة بين قول السلف والعلم الحديث بحيث يكون له الإلمام الكافي بكليهما حتى يؤتي النقاش ثمرته في اثراء وبلورة هذه المنهجية. ولا يفيد الدخول في هذه النقاشات بأسلوب الاخ ود الحاجة الذي وصفه الأخ صلاح فيصل بالملاكمة فلا عرفنا انه يريد التعلم ام يريد مجرد الافحام والانتصار لذاته فيقفز من هنا الى هناك دون منهجية حتى في الحوار. فمن أراد التعلم عليه إما أن يسأل أسئلة صريحة بكل أدب واحترام فيجد الاجابة وان لم يفهم الاجابة لجهله بمقدماتها ومنطلقاتها فله أن يطلب شرح المفاهيم التي تتأسس عليها الاجابة حتى يفهم ولا يظل يدور في متاهة لم يؤهل نفسه لخوض غمارها ولا يمكنه الخروج منها بالقفز هنا وهناك وبالتنطع دون اظهار أي فهم يغري محاوره بالأخذ والرد معه. فمن العبث مجاراة شخص لا يميز بين الحواس والعقل بأن تبين له علاقة كل منها بالعقيدة أو التكليف الالهي ليتبين السبب. ولم يكن من المعقول ترك مسألة المحاججة والتحول لشرح علاقة العقل بالحواس وكيف أن العقل هو مركز كل الحواس ومشغلها ومترجمها فاذا ضمرت او فقدت هذه الحواس يسقط التكليف القائم والمؤسس على العقل. ولايزيده تكرار الاجابة الا زوغانا وتنطعا فيقول ان نقاشي مع الاخ صلاح كان عن نظرية داروين وليس عن التكليف وكأنه يريد احتكار النقاش الذي ابتدره صلاح بينهما فقط ومتبرم بدخول غيره فيه وبانه لا يدري عن خلفية النقاش حتى. ومع ذلك احب أن أعلم ود الحاجة الذي نفضني من النقاش بتعجيزي عن القول بشأن نظرية التطور والبقاء للأقوى فهية (نظرية) علمية بحثت في حقائق الأحياء كما خلقها الله. بالطبع هو لم يقل بخلقها من الله ولم ينف ذلك وما اراد ذلك فقد كان فقط يبحث فيها كما هي متتبعا بداياتها ومراحل تطورها الى ما صارت اليه كما نراها اليوم مما تبقى منها ولم ينقرض. اذن فهي نظرية علمية وصوابها وبطلانها مسألة يقررها العلم نفسه وليس الفقه الديني التقليدي الذي لم يصل ركابها من العلم بعد ويجب ان يكون على الحياد طالما لم تمس النظرية مفهوم الدين لخلق الله للكون بأحيائه وجماده. ولكن ان كان داروين قد تنطع ونسب ما يحدث للكائنات الحية في مسيرة تطورها وصراعها لبقاء الأقوى منها ليد خفية غير الله لكان له شأن مع علماء الدين في كل الأديان وليس الدين الإسلامي فحسب. وعليه فان صحت النظرية او بطلت علميا فلا شأن لذلك بالدين خاصة ان الاديان جاءت لمخاطبة البشرالمتمدن ولم تتنزل على الانسان الحجري او المتوحش. كما أن سنة التطور التي كشف عنها داروين تثبت بقاء العنصر البشري في صراع البقاء للأقوى لأن الله خصه بالعقل وهو سبب بقائه وليس بالقوة او الصخامة الجسمانية التي شارك بها غيره من الأحياء في مراحل التطورالتي كشف عنها داروين. نعم لقد قال الرجل بأن البقاء كان للأقوى وعنى بذلك القوة المادية وهو قول حق لا ينكره عارف بجيولوجية الارض ولكننا نرى الان بعد أن غلبت الطبيعة الفيزائية الطبيعة الاحيائية وما عاد الصراع منحصرا فقط بين الأحياء فصارت القوة الغالبة هي قوة العقل وليس القوة المادية التي يستطيع العقل خلقها او تدميرها.

  7. تحية طيبة

    ألحمد لله أنت تفهمنى تماما,اجو أن أضيف أنى لم أركل علوم السلف ,فمنهج تفسير القرآن بالقرآن ليس بدعة وقد تعلمناه من السلف و لكن حدث لهم تشويش نتيجة لقلة معلوماتهم العلمية و كثرة المرويات التى ورثوها و سببت لهم إرهابا فكريا.

  8. الاخ صلاح فيصل : حسب علمي فان بلى و ابتلى بنفس المعنى العام و هذا يعني ان معناهما العام واحد و لكن ربما كانت هناك بعض الفروق الطفيفة و الاختيار ليس من معاني بلى و لا ابتلى , في بعض الحالات يكون الاختبار لاختيار مجموعة او فرد و لكن كما هو واضح فان المعنيين منفصلين مثل الامتحان و النجاح
    قوله تعالى (ليبلوكم أيكم احسن عملا) و قوله تعالى : ( نبتليه ) في سورة الانسان و قوله تعالى ” و نبلوكم بالشر و الخير فتنة ” كلها تدل على الاختبار و ليس الاختيار

    وصف بعض الفضلاء بأنهم لم يحفظوا القرءان من الامور التي استطيع تحديدها في اغلب الحالات , من خلال منطقه او كلامه سواءا كان متحدثا او كاتبا و هذا الامر يستطيع ملاحظته كل من حظي بنصيب طيب من علوم القرءان الكريم.
    أخيرا : نحن لسنا في ملاكمة. أنا اتوقف عن النقاش اذا وصلنا لمرحلة القناعات او اذا كان الامر يحتمل عدة احتمالات و اختار الاخر احدها أما عند بناء الحجج على معلومات خاطئة فهنا يجب الرد و بيان خطأ المعلومة. و بالمناسبة هناك نقاط لست أنا على قناعة بها و لكن لم اثرها اما لتعدد الاحتمالات او لانها أمر جانبي و يسير.
    قال الاخ زول : ((فعلا كلام صلاح فيصل في محله! يبدو انك مازلت شابا وثابا لا تستقر بفكرك على مسألة ما وهل اوفيت حقها ام لا. ))
    رد : يا زول , اذا كنت على خطأ فبين لي أين أخطأت اما حكاية شاب او شايب هذه , فليس العلم بالاعمار و اعتقد أننا كلنا في مرحلة عمرية تؤهلنا لنيل اعلى الدرجات من ناحية العمر. و استقراري واضح في تعليقاتي.
    سبق ان ذكرت لكل ان نقاشي مع الاخ فيصل و الذي يقع ضمن نفسير قوله تعالى ” فجعلناه سميعا بصيرا ” كان بخصوص نظرية داروين و لم يكن الحديث عن التكليف و هذا الامر اي الابتلاء او التكليف جاء عرضا , لذا اكتفيت منه بما احتاج اليه و انت تداولت الامر كما لو أننا نتحدث بالاساس عن التكليف

  9. في الرد على حيدر ود الحاجة
    شوف يا أخ ود الحاجة الأخ صلاح فيصل مشكور أدخلنا في نهج جديد لتفسير القرآن الكريم وهو نهج لا غنى له عن لغة القرآن كونه كتاب الله المقروء مع كتابه المنظور وهو كونه الذي خلق ومن ثم توجيب واجب القول بعدم تناقض كلام الله تعالى مع حقائق خلقه ولا ينبئك مثل خبير. كذلك وبما أن اللغة تدل على مدلول فان المدلول أو المقصود الحق لا يجب ان يختلف سواء استدل عليه من القرآن أو الكون أي حقائق العلم الكوني التي يصل اليها عقل الانسان. ومن ثم فإن تفسيرات السلف في الأمور الشرعية من عبادات وتكاليف قد لا يشوبها غبار الجهل بحقائق الأشياء التي لم تتكشف في زمانهم وبالتالي نأخذها اتباعا لهم مالم يتبين لنا خطأوها بذات المنهجية التي توصلوا بها اليها. أما في الأمور الاعتقادية المتعلقة بذات الله وصفاته كونها وثيقة الصلة بل مرتبطة تماما بخلقه فلا مجال لقدسية أقوال السلف في هذا المجال اذ أن التفسير مرتبط بمستوى و درجة العلم البشري بحقائق الكون بل الراجح والحالة هذه ترجيح مفاهيم الخلف على السلف بما توفر لهم من علم لم يكن متاحا للسلف. ونعطيك مثلا لتفسير السلف لكلمة (أحوى) في سورة الأعلى فتفسير الغثاء الأحوى عندهم هو المائل للحمرة أو السواد اشارة الى لون نبات المرعى بعد يبسه و جفافه بينما أظهر العلم الحديث أن العلف الجاف أكثر تركيزا واحتواء للمواد الغذائية من العلف الأخضر كونه مخفف التركيز الغذائي بسبب كثرة الماء فيه فصار التفسير الأصح لكلمة أحوى وهي صيغة تفضيل لفعل حوى من الاحتواء أي اكثر احتواء فانتقلنا لهذا المعنى الحديث دون الاخلال بمفردة اللغة العربية التي استخدمها النص القرآني. أخلص من هذا أننا بصدد منهجية جديدة لفهم وتفسير القرآن ابتدرها الأ خ صلاح فيصل في هذه الراكوبة واقول الراكوبة لوجود مثل هذا النهج خارجها وقبلها وهذا المنهج قائم على العلم بحقائق العلم الحديث وليس على مجرد النقل من المشايخ او السلف وينبغي على من يتدخل في مثل هذه الحوارات حول هذه المنهجية أن يكون لديه الحد الأدنى من معرفة كيفية الموازنة بين قول السلف والعلم الحديث بحيث يكون له الإلمام الكافي بكليهما حتى يؤتي النقاش ثمرته في اثراء وبلورة هذه المنهجية. ولا يفيد الدخول في هذه النقاشات بأسلوب الاخ ود الحاجة الذي وصفه الأخ صلاح فيصل بالملاكمة فلا عرفنا انه يريد التعلم ام يريد مجرد الافحام والانتصار لذاته فيقفز من هنا الى هناك دون منهجية حتى في الحوار. فمن أراد التعلم عليه إما أن يسأل أسئلة صريحة بكل أدب واحترام فيجد الاجابة وان لم يفهم الاجابة لجهله بمقدماتها ومنطلقاتها فله أن يطلب شرح المفاهيم التي تتأسس عليها الاجابة حتى يفهم ولا يظل يدور في متاهة لم يؤهل نفسه لخوض غمارها ولا يمكنه الخروج منها بالقفز هنا وهناك وبالتنطع دون اظهار أي فهم يغري محاوره بالأخذ والرد معه. فمن العبث مجاراة شخص لا يميز بين الحواس والعقل بأن تبين له علاقة كل منها بالعقيدة أو التكليف الالهي ليتبين السبب. ولم يكن من المعقول ترك مسألة المحاججة والتحول لشرح علاقة العقل بالحواس وكيف أن العقل هو مركز كل الحواس ومشغلها ومترجمها فاذا ضمرت او فقدت هذه الحواس يسقط التكليف القائم والمؤسس على العقل. ولايزيده تكرار الاجابة الا زوغانا وتنطعا فيقول ان نقاشي مع الاخ صلاح كان عن نظرية داروين وليس عن التكليف وكأنه يريد احتكار النقاش الذي ابتدره صلاح بينهما فقط ومتبرم بدخول غيره فيه وبانه لا يدري عن خلفية النقاش حتى. ومع ذلك احب أن أعلم ود الحاجة الذي نفضني من النقاش بتعجيزي عن القول بشأن نظرية التطور والبقاء للأقوى فهية (نظرية) علمية بحثت في حقائق الأحياء كما خلقها الله. بالطبع هو لم يقل بخلقها من الله ولم ينف ذلك وما اراد ذلك فقد كان فقط يبحث فيها كما هي متتبعا بداياتها ومراحل تطورها الى ما صارت اليه كما نراها اليوم مما تبقى منها ولم ينقرض. اذن فهي نظرية علمية وصوابها وبطلانها مسألة يقررها العلم نفسه وليس الفقه الديني التقليدي الذي لم يصل ركابها من العلم بعد ويجب ان يكون على الحياد طالما لم تمس النظرية مفهوم الدين لخلق الله للكون بأحيائه وجماده. ولكن ان كان داروين قد تنطع ونسب ما يحدث للكائنات الحية في مسيرة تطورها وصراعها لبقاء الأقوى منها ليد خفية غير الله لكان له شأن مع علماء الدين في كل الأديان وليس الدين الإسلامي فحسب. وعليه فان صحت النظرية او بطلت علميا فلا شأن لذلك بالدين خاصة ان الاديان جاءت لمخاطبة البشرالمتمدن ولم تتنزل على الانسان الحجري او المتوحش. كما أن سنة التطور التي كشف عنها داروين تثبت بقاء العنصر البشري في صراع البقاء للأقوى لأن الله خصه بالعقل وهو سبب بقائه وليس بالقوة او الصخامة الجسمانية التي شارك بها غيره من الأحياء في مراحل التطورالتي كشف عنها داروين. نعم لقد قال الرجل بأن البقاء كان للأقوى وعنى بذلك القوة المادية وهو قول حق لا ينكره عارف بجيولوجية الارض ولكننا نرى الان بعد أن غلبت الطبيعة الفيزائية الطبيعة الاحيائية وما عاد الصراع منحصرا فقط بين الأحياء فصارت القوة الغالبة هي قوة العقل وليس القوة المادية التي يستطيع العقل خلقها او تدميرها.

  10. تحية طيبة

    ألحمد لله أنت تفهمنى تماما,اجو أن أضيف أنى لم أركل علوم السلف ,فمنهج تفسير القرآن بالقرآن ليس بدعة وقد تعلمناه من السلف و لكن حدث لهم تشويش نتيجة لقلة معلوماتهم العلمية و كثرة المرويات التى ورثوها و سببت لهم إرهابا فكريا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..