حسادة ..و ..يا (نادية) من أين لك هذا ؟!ا

مفاهيم
حسادة ..و ..يا (نادية) من أين لك هذا ؟!
نادية عثمان مختار
[email protected]

(الحسادة ماركة مسجلة عالميا وحصرياً على السودانيين) يا للهوووووول !!
هذه العبارة كانت ترددها صديقتي المقيمة في الخارج صاحبة الجواز الأجنبي وكنت انتقدها نقداً لاذعاً بحسبان أنها تظلم السودانيين (ظلم الحسن والحسين) ، فترد علي بقولها (يا زولة أنا ما بتكلم ساي والله مجربااااهم ياخ ديل يحسدوا الميت على شيلة العنقريب)!!
ولكن وبغض النظر عن حديث الصديقة الذي أعتبره مغلوطاً جداً.. سألت نفسي ( نادية أنتي حاسدة) ؟
كانت الإجابة فورية من (هاتف) هتف من داخلي وبشكل قاطع جدا ( لا طبعا أنا ما حاسدة) !!
الهاتف الذي رد بداخلي بهذه القطعية أشعرني كم هي (بغيضة ومنفرة) هذه الحسادة لدرجة تعافها النفس وتخشى أن تلتصق بها !!
الحسد هذه المفردة بسيطة الحروف بغيضة المعاني جعلتني أبحث عن فحواها في محرك البحث ( العم قوقل) فوجدت العجب العجاب وكان أول ما قرأته عن معنى الحسد هو ما يلي : (قالت طائفة من الناس: إنّ الحسد هو تمني زوال النعمة عن المحسود) !!
نعم .. ويقولون كل ذي نعمة محسود !!
ولو سمح لي عزيزي القاريء بتطبيق هذه النظرية على نفسي حتى أصل لنتيجة مفادها إني محسودة مثلا !!
سأسأل نفسي أولاً إذا كان ذلك كذلك علامَ يحسدونني ( مثلا) ؟!
مبدئياً لا أريد ولا ينبغي لي أن أنكر نعم الله علي ، فحالي ميسور ولكن مثلي مثل الكثيرين من أبناء هذا الشعب الطيب، لم تلدني أمي في مستشفى (الراهبات) بل جذبت رأسي من رحم أمي عليها رحمة الله ( فاطمة الداية ) وهي امرأة فاضلة أخرجت جميع أشقائي من رحم أمي لصخب الدنيا عدا اصغر أشقائي ( أمير وبوحة) لتعسر ولادتهما فأنجبتهما أمي في المستشفى الحكومي !
والدي رجل بسيط (عليه رحمة الله)، عمل في العسكرية حتى وصل رتبة الصول وربانا بحلال عرق جبينه و(بالفي والمافي) والحمد لله لم يحوجنا لأحد ولم ننم يوما وبطوننا على عروشها حتى ولو كان عشاؤنا (شاي سادة بالتمر) كما شربناه كثيرا لعدم وجود مال لشراء رطل السكر والحمد لله !!
تزوجت وأنا صبية من شاب جميل وعظيم إلا أن الأقدار ويد المنون التي أخذت أمي وأبي وشقيقي يوماً ؛ أبت إلا أن تحرمني من زوجي أيضاً ، وأنا في بداية ثلاثينيات عمري !
بدأت حياتي معه بسيطة وكبرنا سويا ، عمل بالكثير من المهن البسيطة (رحمه الله) إلا مهنته التي درسها هندسة الكهرباء، مات ولم يتركني وابنته معدمين والحمد لله ومن بعد موته واصلت العمل الإعلامي ودخلت في مجال التجارة واثبت فشلي فيها، ولكن الحمد لله لدي ما يكفيني وابنتي الوحيدة الحمد والشكر لله!
ماساقني لقول هذا الكلام وهذه المقدمة هو قرار اتخذته لابراء ذمتي المالية والانسانية وانتهاج الشفافية المهنية والانسانية ، خاصة وان (تجريما) لبعض الاعلاميين وسؤالاً عن (من أين لكم هذا) بدأ يتسيد المشهد قافزا بالزانة من المسئولين الحكوميين لفئة الاعلاميين وهذا جيد وممتاز وقد راقتني الفكرة فبادرت بكشف (من أين لي هذا) حتى من قبل أن يسألني أحد!!
لستُ امرأة ثرية برغم امتلاكي لشقة يعلم الله كيف شقينا حتى جمعنا واستكملنا ثمنها أنا وإبنتي حيث قمنا ببيع كل ما تركه لنا المرحوم وكل ما جمعناه من عملي ومعاش زوجي البسيط جنيها جنيها بعرق الجبين والدموع والأرق والحمد لله !
هي رسائل أحسها في الشفاه والعيون ترد تلميحا وتعريضا، همسا وجهرا لي ولغيري من زملاء مهنة المتاعب (من أين لكم هذا) وقد سأل أحدهم أستاذي عادل الباز من أين لك شقة في منطقة المهندسين الفاخرة بمصر ؟ والرجل لا يمتلك شقة هناك ولا يحزنون، وإنما هي مجرد إيجار، بل أنه حتى لا يمتلك شقة في الخرطوم !!
البعض ينظر للإعلاميين من الخارج دون معرفة ما بالداخل ويظنون أن (تحت القبة فكي) ولكن !
ونرجع لمرجوع الحسد .. عن نفسي لا أرى أن لدي ما احسد عليه فلا مال غير ما يكفي شر العوز ولا جمال غير وجه مقبول وخلقة (احمد الله عليها) ولا علم يفوق العلماء ولا ذكاء خارق ولا أي شيء فوق العادة والعادية !
ولكن تدهشني أسئلة مباشرة و(مغلفة) لبعض زملاء مهنتي في الصحافة والتلفزيون عن أملاك بحكم المعرفة أعلم أنهم لا يملكونها وعن (قبب) متيقنة أنه لا يقبع تحتها أي فكي !!
اسمحوا لي أعزائي القراء في مواصلة هذا (البوح) الإنساني معكم كلما سنحت الفرصة وهي فضفضة وحديث وعصف وجداني عن (مفاهيم) إنسانية، أرجو ان تتسع لها صدوركم.
نواصل..
و
الما بعرفك يجهلك !!
( عن أجراس الحرية)

تعليق واحد

  1. مفتوحة لك عقولنا وقلوبنا استاذتنا الفاضلة فضفضي متل ما بدك،،،،،،،،،،،،،،، ياريت لو واحد بس من اصغر منسوبي الموتمر يفضفض لنا مثلك ماذا كان وكيف هو الآن؟؟؟ والشال حاجة مايزعيين نرجموا في ابو جنزيير ولا يحزنزن بس بس ارحل عنا وخلي المستفبل افضل لأبناءه وأبنائنا

  2. كان في حسادة تكون علي ابتسامتك الجميلة دي ……….والله يديك شقة تاني عشان تاجريها اصلو دا بقا استثمار كل السودانيين وما عارف بيجيبو مستاجرين من وين؟

  3. من المواضيع الجميله التي طرحت هذا المقال الرائع واتمني ان تواصل الاستاذة نادية كما جاء في نهاية مقالها ونواصل لسبب بسيط هو ان الصحفيون متهمون بانهم يتحدثون عن اي شي وينزعجون عندما يتحدث الناس عنهم سلبا او حسدا ومن حق ناس قرعيتي راحت ان يعرفوا من يحدثهم ويشتم الجميع علي مسامعهم دون ان يعرفوا من هو وماذا يملك ومن اين له وما هو تعليمه الخخخ وعلي كل هذا عصف وجداني رائع من كاتبة رائعه نحتاجها في هذا الزمن

  4. الحمد لله

    التحية للأبنة نادية الشجاعة وإليكم أقول:

    لقد كتبت بنتنا هذه أو قل الأخت الصغيرة كلاما أقسم أنه إنتزع دمعة من عيني .
    صحيح أنه شأن شخصي ولكنه يمكن أن يعمم ولو تم هذا لما رأينا جبال الخرسانات المسلحة في المدن والبوادي والفرقان .

    ليتنا نأخذ من مقال هذه الصحفية ما ينفغنا ولا باس إن نترك الباقي لأن بعضنا ينظر أحيانا للجزء الفارغ من الإناء فيقول مالنا وخصوصياتها .

  5. سلامات الراكوبه وناسها الحلوين
    اذا كنت نادية بتاعت سودانييز وبتاعت البوتيك وهارموني فنحن بنحبك لله فى لله وربنا يرزقك على نيتك وانتى اسعي ومايهمك وقالو السعاية بى قدم سيدا وعلى مااعتقد مرة اتقاطعتا مع واحدة فى الفيس بوك اسمها نادية مختار ان انجلش وادتني المثل ده وشايف طريقتك كلها امثال وتراث وده بدل على تربيتك حقت الحبوبات وافتخري ايما فخر بوالديك ربنا يرحمهم ويحسن اليهم وزوجك كذلك وقالو المحسود مرزوق انسي بس وعيشي ايامك وحافظي على نفسياتك فى الكتابة علشان فى ملايين وانا من ضمنهم بنحب كتابتك ومقالاتك وياريت لو عندك صفحة فى الفيس بوك نلويك ليك فيها ونتكي معاك تغرفي لينا فيها عصيدة بى لايوق وكباية جبنة وونسة الحبوبات المابتكمل وامثالك المليانة وشحمانة رغبة ياريت تحققيها لى والالاف من القراء وربنا يحفظك ويغتي عليك وبتك العسل بالمناسبة زيك
    تصبحوا على وطن

  6. اختى ناديا الناس تحسدك على الاريحية والبساطة و قبولك للاحزان …………………………………. ربنا يحفظك ويحفظ لك الصغيرة ويبعد عنك الحسد

  7. ,وقديماً قيل : (( في الناس الحسد))
    ,,,,, انا شخصياً ضد التعميم , كأن نقول الشعب الفلاني كذا ,, مدحاً او قدحاً او نعتاً عادياً لاقدح ولا مدح ,, فالحسد يمكن ان يكون ماركة مسجلة لكل من قل ايمانه وضعف يقينه…
    ……………….ز وقد نواصل,,,,,,,,,,,,,

  8. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

    يـا بت الصـول ، شكراً للمقـال – وربنـا يديم عليك النعم – ويحفظ بنتك ?

    أتوقع كل إنسـان فيه نسبة حسد ? إنشـاء الله نسبتك تؤول إلى الصفر ….
    والحسد عـادل يبدأ يبدأ بصـاحبه فيقتله….. فالحسد قـاتل عـادل …..

    وذكر في صحيح البخاري أن هنـاك حسد غبطة ? وسمي حسد مجازاً ? وهو تمنى حصول النعمة التي عند المنعم عليه من غير أن تزول عنه- ويغلب عليهـا الطـاعات وحسن الخلق.
    وقد ورد حديث ان آبي هريرة في هذا المعنى.

  9. لك التحايا وجميلة نافذتك المطله عل الجمال .جمال السودان الاصيل الممثل فيك روحا ووجها .في خضم البكاء والعويل والاخبار التي لاتسر رغم تبطينها بالشفافية المطلوبة واقعا فانت مثل عزة واخواتها من بنيات السودان الجميل الائي يسعين بحثا عن العيش الكريم.وانت لاتحسدين (بالفتح) ولكنك تحسدين(بالكسر) علي التسامح النفسي العصي علي المنال. فلك الف تحية .

  10. تحياتنا لكي يااستاذة نادية
    لو عملنا بنظام من اين لك هذا في السودان؟
    لما اصبح هنالك فقير في السودان،نحاسب أنفسنا قبل ان نحاسب واجمل لو كان يوميا حتي تكون ضمائرنا نظيفة ونجنب انفسنا القال والقيل.
    علي ولاة أمرنا ان يحاسبوا انفسهم اولا لان صلاح الراعي في صلاح الرعية .
    تبسمك في وجهه أخيك صدقة وان كنت محسودة فمنها.اللهم ادمها لكي ولنا .
    آمين

  11. متعك الله بالصحة والعافية اختي ناديه وبارك لك في ابنتك وجعلها من الصالحات جميل ان تتدفق الاحاسيس والمشاعر بهذه الصورة الرائعة فهو حديث النفس مع النفس ومحاسبتها قبل فوات الاوان اتمنى ان نكون جميعا من المحاسبين لانفسنا قبل يوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم …..

  12. تجاوز عمرى الخمسين والله ما تمنت شئ يملكه انسان اخر ولم تحدثينى نفسى فى يوم ان احسد انسان لاننى كنت راضى بما عندى واجده خير كثير عند ما انظر للا خرين اضف الى ذلك الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب سبب اخر كنا فى العائلة لايوجد حاسد فينا

  13. العايز يحسد مالقى غير الصحفيين والصحفيات ؟؟ __ مافى ناس لاعلم ولاخلقة ولااخلاق وعايشين فى نعيم __ ماتحسدوهم ؟؟

    الناس الظهرت مع حكومة السجم بدون أى مؤهلات الا الانتماء ___

    الحسد لامثال ديل شرعى 100% لانهم فئة استغلالية __

    اما حديثك عن الجمال بعتبره تواضع ليس الا ___ ربنا يزيدك جمال ويرزقك بابن الحلال ___

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..