لقد سئمنا… سئمنا، من حروب النظام المفتعلة

لقد سئمنا… سئمنا، من حروب النظام المفتعلة.
بقلم: عبد الجبار محمد ادم*

فى بعض المناطق المقفولة بجنوب السودان كما افتعلها الانجليز سابقا فى عام 1929م، شرع بعض من تجار الشمال في بيع بعض السلع التموينية باسواق الجنوب السودانى، ونسبة لأن معظم التجار كانوا يرتدون الجلباب ويجلبون البضائع فقد أطلق عليهم لفظ “الجلابة” ، وكما يعرف الجلابة اقليميا ودوليا على انهم جالبوا الرق من السودان الذى كان يطلق على بعض دول جنوب الصحراء.
بعد تاسيس حركة تحرير جنوب السودان فى الخمسينات، والحركة الشعبية لتحرير السودان فى الثمانيات من القرن الماضى، صار مصطلح الجلابة يطلق على كل وآفد من السودان الشمالى الجغرافي وبينهم قوات الجيش السوداني وميلشيات قوات الدفاع الشعبى فى حقبة الانقاذ الاولى
“ما قبل المفاصلة 99م” لمحاربة الجنوبيين ونحت الحرب الاهلية فى الجنوب طابعا عقائديا.
أما باقليم دارفور، فقد كان الصراع بين القبائل الرعوية من المجموعات العربية والمزارعين من المجموعات الزنجية، وكان الصراع يحل بواسطة الادارة الاهلية، واحتدم الصراع من صراع تقليدي بين القبائل فيما بينها الى صراع مسلح بين القوات المسلحة وحركات دارفور، وكما إستغل نظام الانقاذ الثانية “ما بعد المفاصلة 99م” المجموعات العربية من قبائل البقارة وهى مجموعة رعوية تشتهر برعى الابقار في حرب جنوب السودان التى إتخذت طابعا عقائديا، وبنفس استراتيجة فرق تسد انشأ نظام الانقاذ الثانية بدارفور بعض من مجموعات الابالة والجوادة “الجنجويد” كمليشيات لمحاربة الحركات الدارفورية المسلحة وقد نحت الحرب بدارفور منحى عرقى بين العرب والزنجة.
هذا الاستغلال السياسى غير المبرر من قبل نظام الانقاذ الشمولى أضحى مكشوف المعايير ووآضح المعالم أمنياً وسياسياً على حد سواء، ليس فقط لحركات الهامش المسلحة بل لكافة الشعوب السودانية، سواء من القوى السياسية، او مؤسسات المجتمع المدنى وغيرها، إذا ليس كل جلابي وجنجويد يمثل عدو للهامش، بل إنما هو جزء من الهامش وأدآة ومخلب قط مستغلة من قبل النظام لتوطيد الحكم.
بعد انفصل الجنوب سوف ينحى حزب المؤتمر الوطنى منحى اخر فى تاجيج حرب مفتعلة بين الشمال والجنوب، او بين قبيلتى المسيرية والدينكا فى منطقة ابيى، وسوف تأخذ الحرب منحى حرب شمولية بين دولتى شمال وجنوب السودان، وسوف تهدر مذيدا من دماء السودانيين.
وبقناعات السودانيين ولفهم حقيقى لمفهوم الجلابة والجنجويد، والوعى لممارسة النظام سياسة فرق تسد بين السودانيين، وافتعال النظام حروب واهية لضرب الهامش بالهامش ليبقى فى المركز “الخرطوم” محتكرا للسلطة والثروة، قناعات السودانيين لمفهوم الجلابة والجنجويد تمثل جزءا من التسوية السياسية بعد الانتفاضة السودانية المفصلية والتاريخية القادمة.

عبد الجبار محمد ادم.
قائد كتائب ( جند الوطن) ? الخرطوم.
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..