طوبى للذين يكنزون الرجال .. !!

سيظل أناسٌ كُثر في قائمة الخاسرين دوماُ ، ذلك لأنهم لا يُقدِّرون الإنسان حق قدره ، يدفعهم في ذلك حب ذواتهم و المبالغة في الإعتداد بها ، تجدهم يعتقدون أن آخر مبلغ العلم عندهم ، وهم في ذات الأوان ميالون إلى (إعلام) الآخرين بما يعتقدون أنه مفخرة كونهم لا يتنازلون ولا يتزحزحون عن رأيي أو إتجاه (على سبيل المثال لهذا الدنس الإعلامي) الألفاظ والجُمل المشهورة التي تم بثها بعض من يدعون إحترافية العمل السياسي على شاكلة (الزارعنا اليجي يقلعنا) و(ألحس كوعك) و(موصوها وأشربوا مويتها) .. وغير ذلك الكثير من أدبيات المصطلح السياسي الجديدة في عصرنا هذا الذي على ما يبدو أصبح معتركاً لحمى الرداءة والقباحة وإنعزال الأخلاق و الجمال شأن ذلك ما يتم إنتاجه من الأغاني الهابطة والأفلام الفاضحة ولا غرابة في ذلك فمؤشرات الإتساق بائنة و واضحة والطيور على أشكالها تقع ، لكن ما يهمني من أمر (الفجور) في التعبير عن الخصومة هو في نهاية الأمر ما يمكن أن يعطيه من مؤشرات لوجود إشكالية سيكولوجية لدى المبالغين والسافرين في إزكاء نار خلافاتهم مع الآخرين بعيداً عن واحة الحكمة والتعقل ، من منطلق إستصغارهم وإسترخاصهم لقيمة الإنسان على المستوى العام ، لذلك تجد أمثال هؤلاء الأقرب والأوثق تجاوباً مع أنظمة الحكم الإستبدادي والإدارة الأبوية التي تعترف برأي مخالف ، ثم تجدهم من ناحية أخرى الأكثر إستعداداً لخسارة الآخرين بلا تريث وإستبانة في الرؤية لما يدور بينهم و بين اولئك من جوهريات وشكليات في الخلاف ، لديهم الإستعداد الفطري للتخلي عن علاقات مديدة و لو كانت في إطار القرابة الزمالة والصداقة وغيرها من أوجه الصلات الإنسانية المختلفة ، بعضهم يكتب في واجهة صفحاته الإسفيرية (إذا أراد أحدهم أن يخرج من حياتك فلا تتردد في إيصاله الباب مودعاً ثم لا تنسى أن تُغلق الباب خلفك جيداً) .. أليس في هذا ما يدعو إلى الفجور في الخصومة والإعتقاد الواهم في الذات بأن كل ما ينشأ منها صحيح و لا تشوبه شائبه ، سمعت الأقدمين من آبائنا يقولون أن معرفة الرجال كنز ، لذلك أنا واحد من الناس لم و لن أترك أحداً يخرج من حياتي بيسر وسهولة دون أن يستنفذ مني كل جهد للحفاظ على (ما إستثمرته) فيه ، إن مبدأ التسامح والتغاضي عن صغائر الأمور وترك الباب موارباً لإمكانية دخول من خرجوا وأعتقدت يوماً أنهم (أعداء) لأنهم خالفوك الرأي أو حتى أخطئوا في حقك ، يجب أن يطغى ويعم في حياتنا مقابل ما يحدث اليوم من فجور فعلي و لفظي في الخصومات السياسية والفكرية والثقافية والأسرية والقانونية ، لأن في ذلك ما يدعو إلى إستنتاج إتصافك بما يفيد تحقير الآخرين وإسترخاصهم وإتساع دائرة الإعتداد بالذات في أعماقك الخفية ، فلنكن أقوياء وحازمين عند الحاجة ولنتسم أيضاً باللين والحكمة وإتساع الصدر لتقبل الإعتذار والرجوع إلى الحق لمن حولنا و لو لم تربطنا بهم مصالح ، إن عوَّدنا النفوس على ذلك وآمنا بهذا المبدأ سينمو حتماً في أعماقنا عاجلاً أم عاجلاً ما يمكن أن يدفعنا لقبول الآخر وقبول العدل والحيادية والحرية والديموقراطية والتعاضد الوطني والإنساني .
صحيفة الجريدة

تعليق واحد

  1. سلمت يمينك وصدق لسانك فصدق قولك فلله ابوك لا فض فوك ولله درك ودر الذين انجبوك يا ابن عبدالحميد الفضل عبدالحميد

  2. سلمت يمينك وصدق لسانك فصدق قولك فلله ابوك لا فض فوك ولله درك ودر الذين انجبوك يا ابن عبدالحميد الفضل عبدالحميد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..