الحركة الشعبية تقود مشروع الوعي والإستنارة نحو التغيير

افتتح عدد من القادة السودانيون جامعة كوش استيت خلال الأيام السالفة بمنطقة كاودا ذات التاريخ الثوري القديم، وكان لا بد من التوقف عند هذا الحدث التاريخي العظيم الذي جاء في ظل أوضاع سياسية وعسكرية مشتعلة علي مدار سنوات طويلة.
وعلي الرغم من الصراعات المسلحة الدائرة في تلك المناطق، تمكنت الحركة الشعبية لتحرير السودان من وضع برنامج التنمية ضمن اولوياتها ما قادها لتنفيذ مشروع تشيد جامعة كوش استيت، وهو عمل تنموي فريد من نوعه في تاريخ الحركات التحررية في السودان وعموم القارة الإفريقية، وهو أيضا مؤشر مبشر لكل الطلاب السودانيين الذين تم إخراجهم من دائرة التعليم بالتهميش الممنهج او بقرارات الفصل السياسي من الجامعات السودانية وما شابه ذلك، وسيكون امامهم فرص جديدة لمواصلة تعليمهم والحصول علي شهاداتهم في عدت مجالات ويستحقونها كمواطنيين سودانيين وكبشر متواجدين علي سطح الكرة الأرضية لهم حقوق نصت عليها مواثيق دولية ومنها حق التعليم، فكما افتتاح جامعة كوش استيت مثل فتح شرفة أمل للإستنارة العلمية، هو ايضا واجهة حضارية تبرز الثقافات السودانية المتعددة والمتنوعة وتهيئ المناخ للطلاب كيما يمارسوا انشطتهم الثقافية والسياسية والإجتماعية بهدف بناء شخصيات تستطيع قيادة الدولة السودانية في المستقبل الأتي.
جامعة كوش استيت انجاز كبير يؤرخ لحضارة مملكة كوش التي كانت واحدة من منارات الحضارة الإنسانية في بلادنا، فعرف السودانيين في ماضيهم التليد عدد من الممالك، وتوارثوا سيرها علي مر الزمان، ولكل مملكة قصة مختلفة، وفي كل قصة تعاليم تكشف مدى أصالة ووعي تلك المجتمعات.
الحركة الشعبية تقود ثورت التحرر في السودان منذ إنفصال دولة جنوب السودان وإنكار النظام الإنقاذي للميثاق الذي ابرم تحت مسمى (الإتفاق الإطارئ)، وفي كل مراحل الثورة تقدم الحركة الشعبية قضايا الإنسان علي القضية السياسية، ونذكر هنا (اربعة – 4) مواقف من ما مواقف كثيرة، ونستشهد بها علي صدق الحركة الشعبية في سعيها لتحرير السودان وبناء دولة مواطنة للجميع، ومنها الموقف الأول – توقيع رئيس الحركة الشعبية مالك عقار علي اتفاق مع منظمة اليونسيف والأمم المتحدة في جنيف، يهدف الإتفاق إلي منع تجنيد الأطفال دون سن (الثامنة عشر – 18)، وهو اتفاق يؤكد مسؤلية قيادة الحركة الشعبية واهتمامها بقضايا الإنسان واحترامها للقوانيين الدولية، والموقف الثاني – هو موقف اطلاق سراح عدد كبير من جنود النظام الإنقاذي، وذلك بعد الإتفاق الذي تم بين الحركة الشعبية ومجموعة سائحون علي أن تتولى منظمة الصليب الأحمر مهام إستلامهم وتسفيرهم إلي السودان، لكن ظل النظام يرفض اطلاق سراحهم ويماطل في الأمر نسبة للحرج الذي تسببت به الحركة الشعبية للنظام خاصة وأن النظام وقتها يواصل حبس مواطنيين سودانيين تهمتهم شرف الإنتماء للحركة الشعبية، والموقف الثالث – هو زيارة الأمين العام للحركة الشعبية الأستاذ ياسر عرمان إلي جنوب كردفان، وكانت الزيارة بعد إنتهاء الجولة التفاوضية الخامسة عشر، حيث شاهد الجميع كيف يتعامل القادة مع مواطنيهم وكيف أثار ياسر عرمان ضحكات الأطفال وهم حوله كالأزهار اليانعة وهو يصافحهم بحب الأب للأبناء، وكان السبب وراء فشل الجولات التفاوضية السابقة، هو تمسك الحركة الشعبية بضرورة حل القضايا الإنسانية قبل الدخول في التفاوض السياسي.
والموقف الرابع – هو بناء جامعة كوش استيت والتي بصددها نكتب اليوم مملوئين بالأمل الذي اشرق من كاودا المحررة فأنار السودان بأكمله، وهي جامعة جامعة لكل السودانيين وتطورها يعطي الطلاب مستقبل افضل، ونعتبرها بداية لمزيد من الخدمات المدنية والإنسانية حتي يأتي السلام الشامل فيتحول الجميع إلي بناء دولة السودان الجديد، دولة العدالة والديمقراطية والتنمية المتوازنة.
أخيرا نتقدم بالتحية لقيادة الحركة الشعبية علي الأعمال التنموية التي شاهدناها وسعدنا بها، والتهنئة للسودانيين الحالمين بوطن يسع الجميع.

سعد محمد عبدالله
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. و الموقف الخامس : تسليم الأمم المتحدة كميات ضخمة من الألغام المضادة للأفراد من غنائم الحرب مع النظام

    مقال رائع أخ سعد فكلنا يحلم بسودان جديد يسع الجميع فأول الغيث قطرة

  2. و الموقف الخامس : تسليم الأمم المتحدة كميات ضخمة من الألغام المضادة للأفراد من غنائم الحرب مع النظام

    مقال رائع أخ سعد فكلنا يحلم بسودان جديد يسع الجميع فأول الغيث قطرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..