شعب يحترق

مات عثمان رمضان وهو يهتف بسقوط الديكتاتور . . مات بعد ان شهد فينا موت العداله التي تحتها جرفوا منازل الفقراء . . ليس ابتداء من سوبا الاراضي . . التي هدموا منازلها علي رؤوس الاطفال وقدموا اراضيها وليمه للاثرياء ورموا باهلها في مجاري السيل وهوامش الجبال . . وليس اخرها منزلهم الكائن بالاماب . . مجرد ماوي . . سلبوه من اقدام اسياد البلاد الطيبين جدا . . وافترشوه مرتعا للأجانب ولقطاء الارض . .
لسان حاله يقول لكم . . قتلوني بالحسره . . وانتم ايضا قد قتلوكم شرا من قتلتي . . قتلوكم بالسرطان الذي تفشي كما النار علي الهشيم . . فرخته فيكم سياساتهم العوجاء . . في كل ماكول وملبوس ومشروب . . اورثوكم الموت . . وبلادا يرفرف فيها علم الفساد بلا رقيب او حسيب . . قتلوكم بالكوليرا او كما يسمونها بلا خجل او استحياء الاسهالات المائيه التي حصدت ما حصدت من ارواح . . قتلوكم بالظلم والقمع والقهر وتكميم الافواه . . وحتي بالرصص الحي الذي حصدوا به ارواح طلاب عزل يهتفون بحق اصيل تقره الحقوق ومواثيق الانسان . . حين تحدوكم بالخروج والثوره من اجل تصحيح اوضاع بلادكم التي ينبقي ان تكونوا فيها احرارا لارادتكم المقهوره . . وكسروا اقلامكم واخرسوا السنتكم وابدلوا لسان حالكم ببغاوات تردد للطاغيه ان يعيش وينتصر . . ونجحوا ان يستبدلوا حماسكم بصمت القبور . . حتي عند لحظات الفجيعه . .
احترق جسده . . بعد ان علم ان امه كامله وقري باطفالها ونسائها قد احترقت في أقاليمكم المنكوبه براجمات ابابيل وشهاب وسجيل فخر الصناعه السودانيه . . بلا بواكي او نعي خجول . .
حين كنت تحترق . . كنت تعلم ان امه كامله بحجم البلاد الكبيره تحترق معك بالغلاء والفقر . . وتحترق عقولها بالتعليم الفطير . . الني . . والجامعات التي صارت اضحوكه يتخرج طلابها بعقول تلاميذ في المرحله الاوليه . . ليمنوا بهذا الانجاز المقروح علينا بان في عهدهم شهدت الجامعات توسعا . . جامعات الصفيح والكرتون التي ملأوا بها الازقه والشوارع . . بميزانيه بخسه لا تتعدي مصروفات القصر الرئاسي الفخيم الذي يمارسون منه سلطه القمع والبطش علي كل صوت ينطق بحق . .
وكلماتك . . او وصيتك للشعب بسقوط الديكتاتور كانت ستجاب . . لو انك ناديت حيا . . او شعبا لهبت ثوريته في اكتوبر وابريل . . ولكن معذره . . فهم ايضا احترقوا مثلك . . بشتي وسائل الحريق . . وارجوا ان لا تكون لا حياه لمن تناجي . .
ارقد بسلام . .
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..