مقالات سياسية

الشرع والسلام ..!

«نصف ما أقوله لك لا معنى له .. لكني أقوله لعل النصف الآخر يبلغك» .. !جبران جبران خليل
(1)
ماذا فعل الله بتلك الأحاديث المرسلة عن ضرورة تطبيق مبدأ اختيار التوظيف بمعيار القوة والأمانة وإعمال مبدأ الشفافية والعدالة دون محاباة باسم حزب أو قبيلة أو جهة، ومراعاة عدالة التوزيع وأهمية تطبيقها بشفافية»؟! .. أين المتحدثون الأفاضل والمستمعون الكرام من مظاهر أبلسة الآخر، وتعميق نعرات الصفوية القبلية، وأوهام النقاء العرقي؟! .. وكيف لدولة ـ تقتات مشاريعها السياسية وتتغذى أجهزتها التنفيذية على مثل هذه المفاهيم ـ أن تنجح في تطوير أجهزتها الحكومية وخدماتها المدنية بعيداً عن لعنات القبلية وأوهام الأفضلية العرقية؟! .. ثم ما جدوى الحديث عن تطوير الخدمة المدنية وتنمية العنصر البشري وما نزال مهباً لكل مظاهر الجهوية والمحسوبية ..؟!
(2)
هل تقبل المرأة – في مجتمعنا – أن يتزوج زوجها من أخرى مع احتفاظه بها؟! .. وبافتراض أنها لا تقبل فهل تنكر ذلك على صديقتها التي فَعَلت؟! .. هل يرضى الرجل – في مجتمعنا – بأن يكون القرار النهائي في مشكلة أسرية لزوجته؟! .. وإن كان لا يقبل هل ينكر ذلك على جاره الذي يفعل؟! .. هل يتسامح الجد في أن يسمي أنسباء ابنه البكر حفيده الأول؟! .. وإلى أي مدى قد يشارك الأب ابنه أو ابنته في اختيار الزوج المناسب؟! .. وهل توافق الأم على خيار ابنها أو ابنتها، في حال اختلف عن خيارها مع توافر الصفات الأساسية التي يشترطها الدين في المخطوبة أو الخاطب ..؟!
(3)
الإجابات النموذجية على الأسئلة أعلاه تقتضي أن نجتهد أولاً في تفكيك استهبال الشعب، حتى نستوعب استعباط الحكومة! .. فتطوير مفهوم الحكم الرشيد في السودان يحتاج حساً براغماتياً في تقييم أزمات، ومطبات، وعلل، وأوجاع، ومزالق، ومهالك واقعنا الاجتماعي ثم السياسي، وهذا يعني ـ من الآخر ـ أن نجتهد في زراعة الناخب، قبل أن نشترك في صناعة الحاكم! ..هناك فرق ـ بطبيعة الحال ـ بين (التَغيُّر) و(التَغيير)، فالأول ينبع من ذات الشئ، والثاني يأتي من خارجه، لذا فنجاح أي تحول ديمقراطي يعتمد أولاً على كون الديمقراطية مطلباً شعبياً وليس وسيلة جماهيرية، وبهذا المعنى يكون غياب الديمقراطية وحدها غير كافٍ لإحداث تحول، بدليل أن بعض أنظمة الحكم العربي تشهد استقراراً سياسياً لأن شعوبها تعيش في رفاهية .. إذاً، يبقى المعيار الحقيقي، بعيداً عن المسميات، هو نجاح السلطة ـ أي سلطة ـ في توفير الحقوق الإنسانية، والسياسية، والاقتصادية، في ظل تعايش ديني، وتعددية إثنية، وسلام اجتماعي .. وإلا فـ على الشرع السلام ..!
اخر لحظة

تعليق واحد

  1. هل تذكرين عندما نقلتي إلينا نكته هنا عن سستر متعالية و (شايفة) حالها ووصفتيها في ذلك الوقت بأنها (مركبة مكنة دكتور). بالضبط هذه حالنا في السودان.

    لا يوجد عمل أبداً كلام في كلام في كلام………. حتى مللنا من الكلام…..

    كثرة كلام السودانيين ونقتهم يدركها أي عربي أو أجنبي زائر بمجرد ما يدخل الخرطوم……….. هالني سوء صالة المغادرة قبل شهر فقط من الآن، وهالني أكثر أن أشاهد برنامجاً تلفزيونياً يحكي عن ملحمة إعادة تأهيل هذه الصالة والجهات التي اشتركت فيها…… و…………. أيواااا يعني الصالة دي تم إعادة تأهليها…. يعني كانت غير….. اها مطارنا في الحالة دي هو مطار قروي مركب (مكنة مطار دولي)………….. مدننا غير مرتبة وشوارعها متسخة وغير مضاءة وفي نفس الوتق تشاهد قصوراً لا تجدها في الدول الغنية فهي إذا قرى (مركبة مكائن مدن)…………وهكذا ………… فكل شيء عندنا (مايكرو) و (نانو) نستحق عليه جائزة أول دلة في العالم تطبق تقنية النانو………….

    الأغرب من كل ذلك أن الكل يتحدث في الكل………… أبرز مثال راسخ في ذهني وزيرة الشئون الاجتماعية (طيبة الذكر) الأستاذة/ سامية أحمد التي طواها النسيان. فقد التقاها التلفزيون مطولاُ بمطار الخرطوم (الدولي) وهي تتحدث إلى المواطنين على الهواء والنيران مشتعلة في طائرة الخطوط الجوية السودانية القادمة من دمشق، تحدثت مطولاُ وأفتت وأكدت وفندت وقالت كلاماً كثيراً في غياب مدير عام الطيران أو وزير النقل فهي وزيرة شئون اجتماعية (مركبة مكنة وزير نقل)، قسي على ذلك ……… الكلام كتييير والعمل قليـــــــــــل. والله استطيع أن أجزم قبل أن أفتح أي قناة سودانية ماذا سأجد من مواد ومن سأجد من أشخاص…….. هناك نكتة شهيرة تقول أن جميع مواطني البحرين قد ظهروا على شاشة التلفاز………. ولكن هذه النكتة تنطبق علينا نحن تماماً… أمة المديح والغناء والكلام المسيخ أمة يقول ناس أي كلام وبرضو (مركبين مكنات علماء)…………… حتى قناة knowledge المكتوبة هكذا knowledg أصبح ظهور صاحبها المتصابي على كل القنوات يفوق عدد ظهور آل البنا وسارة أبو وأبو شنبات بتاع الدراما داك مش عارف اسمه……. صاحب هذه القناة عالم حقيقي لكنه (مركب مكنة مصلح)… أها دا كيفنو.

    رحم الله من عرف قدر نفسه.

  2. هل تذكرين عندما نقلتي إلينا نكته هنا عن سستر متعالية و (شايفة) حالها ووصفتيها في ذلك الوقت بأنها (مركبة مكنة دكتور). بالضبط هذه حالنا في السودان.

    لا يوجد عمل أبداً كلام في كلام في كلام………. حتى مللنا من الكلام…..

    كثرة كلام السودانيين ونقتهم يدركها أي عربي أو أجنبي زائر بمجرد ما يدخل الخرطوم……….. هالني سوء صالة المغادرة قبل شهر فقط من الآن، وهالني أكثر أن أشاهد برنامجاً تلفزيونياً يحكي عن ملحمة إعادة تأهيل هذه الصالة والجهات التي اشتركت فيها…… و…………. أيواااا يعني الصالة دي تم إعادة تأهليها…. يعني كانت غير….. اها مطارنا في الحالة دي هو مطار قروي مركب (مكنة مطار دولي)………….. مدننا غير مرتبة وشوارعها متسخة وغير مضاءة وفي نفس الوتق تشاهد قصوراً لا تجدها في الدول الغنية فهي إذا قرى (مركبة مكائن مدن)…………وهكذا ………… فكل شيء عندنا (مايكرو) و (نانو) نستحق عليه جائزة أول دلة في العالم تطبق تقنية النانو………….

    الأغرب من كل ذلك أن الكل يتحدث في الكل………… أبرز مثال راسخ في ذهني وزيرة الشئون الاجتماعية (طيبة الذكر) الأستاذة/ سامية أحمد التي طواها النسيان. فقد التقاها التلفزيون مطولاُ بمطار الخرطوم (الدولي) وهي تتحدث إلى المواطنين على الهواء والنيران مشتعلة في طائرة الخطوط الجوية السودانية القادمة من دمشق، تحدثت مطولاُ وأفتت وأكدت وفندت وقالت كلاماً كثيراً في غياب مدير عام الطيران أو وزير النقل فهي وزيرة شئون اجتماعية (مركبة مكنة وزير نقل)، قسي على ذلك ……… الكلام كتييير والعمل قليـــــــــــل. والله استطيع أن أجزم قبل أن أفتح أي قناة سودانية ماذا سأجد من مواد ومن سأجد من أشخاص…….. هناك نكتة شهيرة تقول أن جميع مواطني البحرين قد ظهروا على شاشة التلفاز………. ولكن هذه النكتة تنطبق علينا نحن تماماً… أمة المديح والغناء والكلام المسيخ أمة يقول ناس أي كلام وبرضو (مركبين مكنات علماء)…………… حتى قناة knowledge المكتوبة هكذا knowledg أصبح ظهور صاحبها المتصابي على كل القنوات يفوق عدد ظهور آل البنا وسارة أبو وأبو شنبات بتاع الدراما داك مش عارف اسمه……. صاحب هذه القناة عالم حقيقي لكنه (مركب مكنة مصلح)… أها دا كيفنو.

    رحم الله من عرف قدر نفسه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..