هل نعود الى تبجيل المعلم؟

مقال كتبته قبل أكثر من عام ، ولكن الحادثة المروعة التي تسببت في وفاة المعلمة رقية صلاح -لها المغفرة والرحمة- جعلتني انفض عنه الغبار وانشره ، عله يجد اذن مسئول واعية …
المقال :
هل ابيات شوقي والتي نكررها كثيرا هل لها في ارض الواقع نصيب ؟ أم اننا نعمل ضد معاني هذه الابيات ؟ وها هو شوقي رحمه الله يقول :
قم للمعلم وافه التبجيلا**كاد المعلم ان يكون رسولا
ولكن لماذا المعلم ؟ولماذا الوقوف له احتراما وتبجيلا؟ ذلك ان له التأثير الساطع في صناعة الأجيال ، وبما له من قدرات وطاقات وانشراح وفأل وامل ، ولكن إن انعدم ذلك ، فسنرى ما هو سئ ومقيت ، وأن العملية التعليمية قد انحدرت وسقطت الى الحضيض . المعلم بحق هو المقياس الصادق للتعليم في كل مكان ، فإن صلح حاله صلح حال التعليم ونما وازدهر .
في وقت سابق كان للصحفي والاعلامي بابكر حنين حوار طويل مع مهدي ٱبراهيم. عراب نظام الانقاذ ، وساله عن الركود والانهيار في التعليم ، فأجاب الرجل : بان النظر الى الحالة التعليمية ونقدها بعيدا عما قامت الانقاذ من إنشاء الجامعات وفتح المزيد من المعاهد والكليات واتاحة الفرص امام الأعداد الكبيرة من الطلاب لينالوا قسط التعليم ويحصلوا على أعلى الدرجات ، فهو خوض من المعاضة بغير دليل . ولم يمضي على حديث مهدي ابراهيم في تلفزيون السودان الا أيام قليلة ، حتى طالعتنا الاخبار بنتيجة امتحان معادلة القانون لمجموع اربعة ٱلاف واربعمائة وعشرون طالبا ، نجح منهم اربعمائة وستة وستون طالب ، بنسية نجاح ١١٪ .مما يعكس انهيار العملية التعليمية ، و ابدى أحد اساتذة القانون في السودان حزنه واسفه على هذه النتيجة المزرية ، وقال ان الاسباب عائدة الى أن المناهج الموجودة في الجامعات مناهج عقيمة ، وبعض الجامعات تدرس القانون بطرقها الخاصة دون الخضوع منهج ، وبسبب سياسة التعريب غير المدروسة .
ٱن هذا الفشل في مجال علم القانون ينطبق على العديد من مجالات التعليم المختلفة ، وهو انذار ينادي بان هلموا جميعا لوقف هذا الانهيار في التعليم ، والذي تنكره حكومتنا الرشيدة ، متعللة بأعداد الجامعات واعداد الخريجين ، متناسية القول بانكم كقثاء السيل .
وفي يوم الحادي عشر من شهر ديسمبر (٢٠١٥) وفي خطبة الجمعة والتي أعلن من خلالها خطيب الدولة بان هناك انهيار تام في التعليم في المناهج وفي المعلم ، وقال : ان المعلم ترك التعليم لأن مرتبته ليست كما كانت في السابق ، وقال : إن اردت اصلاح البلد يجب ان يكون المعلم في اعلى المراتب . فهل ستضطر الدولة الى مراقبة خطباء الجمعة ، حتى لا يكون هناك اختلاف بين خطبهم واقوال السياسين في وسائل الاعلام المختلفة . فعراب النظام يعلن الا انهيار في التعليم بل تطور وارتفاع وحداثة بينما خطيب الجمعة المعبر عن راي الدولة يقول بالانهيار التام في التعليم ومناهجه وحال المعلم .
ولما كنا في هذا المقال بصدد حال المعلم الذي وصل الى وضع يرثى له ، مما انعكس على انهيار التعليم ، ولك ان تسأل عن راتب المعلم أين هو من رواتب الضباط والعسكريين ورجالات الامن العام والأمن الخاص وضباط وعساكر الحراسات ، أله من المخصصات مثل ما لهم من مخصصات وامتيازات؟ ولك أن تسأل عن عدد المعلمين الذين لا يملكون مسكن مريحا او غير مريح ، وكم عدد الذين يعانون من دفع قيمة الايجار العالية والتي لا يقوى على مجابهتها الراتب كله ، فكيف يؤمن بقية احتياجات اسرته ، وكيف يكون المعلم صافي الذهن ، خالي البال من تفاكير هموم المعيشة حتى يعطي بصفاء ويبدع في العطاء ، وكما قيل فاقد الشئ لا يعطيه .
أن انهيار التعليم سببه اهمالنا للمعلم فلا احترام ولا تبجيل ، ولا وضع اقتصادي يدعمه لينهض بواجبه . ولربما يتحجج اهل القرار بان الوضع الاقتصادي برمته وضع سيئ فكيف تطالبون اهل السلطة ان يقفوا الى جانب المعلم. ونقول لهم إن كان ٱل البيت الحكومي يعيشون عيشة المعلم البسيطة والتي من بساطتها لا يرى له أثر في حياة الناس ، لقلنا أننا نتفق معكم ان الوضع الاقتصادي صعب ، ولكن ان بعض ال السلطة واهلهم وذويهم وصحبهم وجندهم ينعمون بالخيرات والمخصصات ويفرحون ويمرحون ، والمعلم لا بيت يؤيه ولا راتب يكفيه ثم فوق ذلك يتأخر راتبه لشهور، فذلك ما لا عدل فيه ولا احسان بل ظلم بين .
أنني ادعو لقيام جمعيات مناصرة المعلم ، ونطالب ان يكون للمعلم راتب يكفيه ومسكنا ياويه ووسيلة مواصلات تقله الى مدرسته، وبدل ملابس وهندام حتى نقف له احتراما وتبجيلا . ويكون له يوم مميز معروف بيوم المعلم .
وأضف الى ذلك بيئة مدرسة سليمة ومهيئة ليقوم باداء واجبه على اكمل وجه ، ونقطف ثمار عطائه ، ولا نهوض لأمة الا بنهوض التعليم فيها ، وهناك العديد من النماذج التي وقفت للمعلم احتراما وتبجيلا فأصبحت من الدول العظمى .
وعندما نذكر المعلم فأننا لا نقتصر على مرحلة دون مرحلة ، فالمعلم على العين والرأس من المرحلة الابتدائية وما قبلها وحتى اساتذة الجامعات ،فمن المعيب أن يكون رؤساء اتحاد الطلاب لهم من المخصصات والرعاية والعناية من الدولة أكثر مما يناله المعلم.
وأنني لأنادي أن يتم تفعيل نقابة المعلمين وان تنال دورها في النهوض بالمعلم وٱعادة الاحترام والتبجيل له ، لعلنا نجد تلك الصورة الزاهية التي كانت للمعلم في الماضي ، حيث كان هو امنية الراغبة في الزواج (….شرطا يكون لبيس من هيئة التدريس) ، ولما كانت المعلمة تنال من الاحترام والتقدير ان تجد الغناء يحعلها مادة له (المعلمة لي بلدنا مفيدة ..المعلمة ربنا يزيدها) .
فهل يجد هذا النداء الاذن الصاغية لنعود بالمعلم الى سابق سيرته ، لينهض لنا بالتعليم الذي انهار وتمرغ بالوحل .
بقلم :
أسماء عبداللطيف
[email][email protected][/email]
المعلم والعملية التعليمية والتربوية :
نناشد اخوانا وابناءنا المعلمين وكذا ابناءنا الطلاب ان نعيد السيرة الى وقت جيلنا حينما كنا نرى في المعلم هو مثلنا ونكن له كل الاحترام حتى بعد فراقنا المرحلة التي درسنا فيها وهنا اسمحوا لي ان اذكر ان احد ابناء عمومتي درسني في المرحلة الاولية في الستينات بمدرسة طيبة النعيم الاولية واشهد الله حتى يومنا هذا واسأل الله له العافية والشفاء حتى يومنا هذا لا اتذكر مطلقا ان ناديته باسمه المجرد وإنما اناديه استاذي أو استاذ الطيب حسب ما يتطلب الموقف على الرغم من انه اخي وصلة الرحم هي الاقرب شرعا ولكن لقناعتي بان الصفة التي اكتسبها صفة المعلم او الاستاذ تطغى معنويا على صفة النسب وهنا نقول لإخواننا وأبنائنا المعلمين إن الهدف من العملية التعليمية هو تزويد التلميذ أو الطالب بالقيم والتعاليم الحميدة والمثل العليا وإكسابه المعارف والمهارات العلمية والأدبية المختلفة وكذلك ضبط سلوكياته وتهيئته ليصبح فردا نافعا في المجتمع لذا فقد بني التعليم على التربية أي يمكن أن نقول بأن التعليم تربية والتربية تعليم فعلى الاستاذ أن يتعامل مع التلميذ بأنه أخ أو أخت أو أبن أو بنت دون أن يربط ذلك بالأجر الدنيوي الذي يتقاضه على عمله والفرق بين هذا وذاك كالفرق بين النائحة التي تأخذ الأجر من أجل التباكي على الميت والثكلى التي تبكي حزنا على عزيز فقدته فإذا أراد المعلم أن يكون محبوبا من الطالب وأهله فعليه حب الطالب وذلك من خلال حسن تعليمه وتربيته وعلى المعلم أن يتذكر دائما بأنه مربي قبل أن يكون معلم لذا فان أسوء ما يتصف به المعلم في تعامله مع تلاميذه التمييز بينهم وهذا يعتبر من الظلم الذي حرمه الله ورسوله فيجب أن يحسن المعلم الظن بالطالب ولا يوجه له الاتهام بناء على ظن أو شك كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لأن نخطئ في العفو خير لنا عند الله من أن نخطئ في العقوبة) كما يجب أن يهتم المعلم بمشاكل التلاميذ ويجد لها الحل بالطريق العلمية والتربوية بعيدا عن الاثارة وخلق جو عكر بين التلاميذ فإذا كان المعلم عاجز عن إدارة الصف فليفتش في داخله فربما يكون هنالك مكمن الخلل وعليه أن يجعل مخافة الله هي هدفه لذا على الذين يقومون باختيار المعلمين أن يختاروا الاكثر كفاءة والمتميز والسليم من الضغوط النفسية والعصبية وان ينال دورات في الارشاد الطلابي.
يجب على المعلم أن يصحح ورقة التلميذ دون النظر من هو هذا التلميذ ولا يجوز له إدخال عامل المحبة والكراهية وعليه أن يكون عادلا فلا يظلم تلميذ وليتذكر بأن الله حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما لذا فان رسالة التدريس تحتاج لقدر من الذكاء والحلم وسرعة البديهة والمثابرة وتحمل المشاق ولكن من طبيعة بعض المدرسين الشدة والغلظة التي تستخدم في غير محلها مما يولد الكراهية بينه والتلاميذ وقد صدق الله تعالى في قوله (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم)
أنني ادعو لقيام جمعيات مناصرة المعلم
الاخت الاستاذة اسماء العلم… العلم… العلم…
اود ان اكون احد اعضاء جمعية مناصرة المعلم ارجو قبول طلبي.
المعلم والعملية التعليمية والتربوية :
نناشد اخوانا وابناءنا المعلمين وكذا ابناءنا الطلاب ان نعيد السيرة الى وقت جيلنا حينما كنا نرى في المعلم هو مثلنا ونكن له كل الاحترام حتى بعد فراقنا المرحلة التي درسنا فيها وهنا اسمحوا لي ان اذكر ان احد ابناء عمومتي درسني في المرحلة الاولية في الستينات بمدرسة طيبة النعيم الاولية واشهد الله حتى يومنا هذا واسأل الله له العافية والشفاء حتى يومنا هذا لا اتذكر مطلقا ان ناديته باسمه المجرد وإنما اناديه استاذي أو استاذ الطيب حسب ما يتطلب الموقف على الرغم من انه اخي وصلة الرحم هي الاقرب شرعا ولكن لقناعتي بان الصفة التي اكتسبها صفة المعلم او الاستاذ تطغى معنويا على صفة النسب وهنا نقول لإخواننا وأبنائنا المعلمين إن الهدف من العملية التعليمية هو تزويد التلميذ أو الطالب بالقيم والتعاليم الحميدة والمثل العليا وإكسابه المعارف والمهارات العلمية والأدبية المختلفة وكذلك ضبط سلوكياته وتهيئته ليصبح فردا نافعا في المجتمع لذا فقد بني التعليم على التربية أي يمكن أن نقول بأن التعليم تربية والتربية تعليم فعلى الاستاذ أن يتعامل مع التلميذ بأنه أخ أو أخت أو أبن أو بنت دون أن يربط ذلك بالأجر الدنيوي الذي يتقاضه على عمله والفرق بين هذا وذاك كالفرق بين النائحة التي تأخذ الأجر من أجل التباكي على الميت والثكلى التي تبكي حزنا على عزيز فقدته فإذا أراد المعلم أن يكون محبوبا من الطالب وأهله فعليه حب الطالب وذلك من خلال حسن تعليمه وتربيته وعلى المعلم أن يتذكر دائما بأنه مربي قبل أن يكون معلم لذا فان أسوء ما يتصف به المعلم في تعامله مع تلاميذه التمييز بينهم وهذا يعتبر من الظلم الذي حرمه الله ورسوله فيجب أن يحسن المعلم الظن بالطالب ولا يوجه له الاتهام بناء على ظن أو شك كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لأن نخطئ في العفو خير لنا عند الله من أن نخطئ في العقوبة) كما يجب أن يهتم المعلم بمشاكل التلاميذ ويجد لها الحل بالطريق العلمية والتربوية بعيدا عن الاثارة وخلق جو عكر بين التلاميذ فإذا كان المعلم عاجز عن إدارة الصف فليفتش في داخله فربما يكون هنالك مكمن الخلل وعليه أن يجعل مخافة الله هي هدفه لذا على الذين يقومون باختيار المعلمين أن يختاروا الاكثر كفاءة والمتميز والسليم من الضغوط النفسية والعصبية وان ينال دورات في الارشاد الطلابي.
يجب على المعلم أن يصحح ورقة التلميذ دون النظر من هو هذا التلميذ ولا يجوز له إدخال عامل المحبة والكراهية وعليه أن يكون عادلا فلا يظلم تلميذ وليتذكر بأن الله حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما لذا فان رسالة التدريس تحتاج لقدر من الذكاء والحلم وسرعة البديهة والمثابرة وتحمل المشاق ولكن من طبيعة بعض المدرسين الشدة والغلظة التي تستخدم في غير محلها مما يولد الكراهية بينه والتلاميذ وقد صدق الله تعالى في قوله (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم)
أنني ادعو لقيام جمعيات مناصرة المعلم
الاخت الاستاذة اسماء العلم… العلم… العلم…
اود ان اكون احد اعضاء جمعية مناصرة المعلم ارجو قبول طلبي.