ما بين العظم اللامى و الدابة

لن أمل من تكرار هذه المقدمة , أن الهدف من هذه المقالات ليس هو إقناع القارئ بصحة مخرجاتى فلم يقتنع الناس برسالات السماء و مازالوا مختلفين و لذلك خلقهم و ليس الهدف تفسير الغيوب فلم أتناول منها إلا ماتناوله القرآن بمنطقه- و لكن الهدف هو و إيجاد وعى بعصمة رسم الوحى (القرآن الكريم) و معرفة أن مشكلتنا مع القرآن قبل أن تكون تطبيقية فهى لغوية فى المقام الأول و لا بد من معرفة معانى الترتيل و المثانى و المتشابه و كيفية المواءمة بينها و قد سبق ذكر ذلك فى مقالى (منهجية تفسير القرآن بالقرآن) و (كتاب مكنون)-الفهم الجيد عن خالقنا هو أول خطوة نحو نبذ التطرف و الغلو و الجهل و الطائفية و إحتكار النص الدينى (القرآنى ) الذى لم يفسره الرسول الأعظم.
المعصوم لم يفسر أو يؤول القرآن و ذلك دليل على منع إحتكار النص القرآنى و فتح الباب للإجتهاد-فكيف بنا و نحن بعد أكثر من ألف سنة و أربعمائة سنة نرجع إلى ترديد ما قاله السلف مع إحترامنا لهم-أليس فينا شخص رشيد!!!
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي:-
لو أن القرآن من الممكن أن يفسر .. لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بتفسيره .. لأن عليه نزل وبه إنفعل وله بلغ وبه علم وعمل .. وله ظهرت معجزاته . ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. اكتفى أن يبين للناس على قدر حاجتهم من العبادة التى تبين لهم أحكام التكليف فى القرآن الكريم وهى إفعل ولا تفعل .. تلك الأحكام التى يثاب عليها الإنسان ان فعلها ويعاقب إن تركها .. هذه هى أسس العبادة لله سبحانه وتعالى .. التى أنزلها فى القرآن الكريم كمنهج لحياة البشر على الأرض.
أما الأسرار المكتنزة فى القرآن حول الوجود ، فقد إكتفى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما علم منها .. لأنها بمقياس العقل فى ذلك الوقت لم تكن العقول تستطيع أن تتقبلها ، وكان طرح هذه الموضوعات سيثير جدلا يفلس قضية الدين ، ويجعل الناس ينصرفون عن فهم منهج الله فى العبادة الى جدل حول قضايا لن يصلوا فيها الى شىء والقرآن لم يأت ليعلمنا أسرار الكون ، ولكنه جاء بأحكام التكليف واضحة وأسرار الوجود مكتنزة .. حتى تتقدم الحضارات ويتسع فهم العقل البشرى.
فيكشف الله سبحانه وتعالى من أسرار الكون ما يجعلنا أكثر فهما لعطاءات القرآن لأسرار الوجود ، فكلما تقدم الزمن وكشف الله للإنسان عن سر جديد فى الكون ظهر إعجاز فى القرآن .. لأن الله سبحانه وتعالى قد أشار الى هذه الأيات الكونية فى كتابه العزيز .. وقد تكون الإشارة الى آية واحدة أو بضع آيات .. ولكن هذه الآية أو الآيات تعطينا إعجازا لا يستطيع العلم أن يصل الى دقته.
إنتهى إلإقتباس.
للحكم العادل على هذا المقال أرجو التكرم بالرجوع لمقالى السابق (الدابة المذكورة فى القرآن الكريم ليست حيوانا ناطقا) و مقال الاستاذ سامح عسكر بعنوان(بحث في أكذوبة تفسير المشايخ لدابة الأرض) على محرك البحث.
سبقت الإشارة فى مقال سابق( أسرار بيت المقدس) إلى إكتشاف العظم اللامى فى متحجرات قديمة وجدت فى منطقة بيت المقدس فى بعض أحافير لأشباه الإنسان و قد كان ذلك دليلا قويا على تمكن الإنسان من اللغة فى ذلك الزمان و قدسية المكان و حجة قوية على إصطفاء سيدنا آدم فيه و يلاحظ أن أول الآيات التى تحدثت عنه دلفت مباشرة إلى اللغة (وعلم آدم الأسماء كلها) و هناك آيتين أخريتين فى سورة البلد (ألم نجعل له عينين.و لسانا و شفتين) .
يلاحظ فى آيتى سورة البلد أن التركيز كان على العينين و اللسان و الشفتين-لو أخذنا بظاهر الآيتين فإن الأعمى و الأبكم ليسا مكلفين إذا كانا مميزين و هذا يتناقض مع الدين فالبصر مقصود به البصيرة هذا معنى واحد, أما ذكر اللسان و الشفتين إضافة ففي ذلك معنى عميق-معظم الحيوانات لديها هذين العضوين بيد أن لسان الإنسان و عضلات الشفتين أكثر تعقيدا مما تملكه باقى الكائنات ,التلازم بين بصر العين و اللسان و الشفتين هو ما خلق اللغة المنطوقة (الشفهية) و طورها لدى الإنسان.
المتتبع لتأريخ الدين السماوى و هو الإسلام من لدن نوح إلى بعث المعصوم يجد أن مسيره عبر اللغة و الذرية و الثقافة الشفهية التى تحمل العهد من ذرية إلى ذرية-يلاحظ أن القصص الدينى(الشفهى) حمل دائما قصص أقوام من تلك الذرارى حل بهم العذاب نتيجة لإنحرافهم عن العهد السماوى الذى وصلهم عبر أنبيائهم و هم منهم و فيهم و هذا يتناسب تماما مع العدل الإلهى إذ لا عذاب إلا بعد بلاغ (رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة).
منهم قوم نوح و ثمود و عاد و فرعون, فى قصة قوم نوح و بالرغم من أن الطوفان كان محليا حسب التحليل اللغوى و المنطقى السليم للقرآن الكريم هنالك آية فسرت خطأ تأثرا من المفسرين باقوال أهل الكتاب هى (و قلنا يا نوح أهبط بسلام منا و بركات عليك -1 و على أمم ممن معك-2 و أمم سنمتعهم-3 ثم يمسهم منا عذاب عظيم), واضح من أن منطوق الآية أن هناك أمم أخرى لم يصلها البلاغ و لم يشملها الطوفان.
إذن كانت الثقافة الشفهية القصصية عبر الذرية هى السائدة منذ بعث أدم ?أما بعث المعصوم فقد كان مرحلة جديدة-تحويل القبلة من بيت المقدس إلى مكة المشرفة(أم القرى) كان نهاية عهد الذرية المحدود و بداية عالمية الدعوة الغير محدودة و نزع لواء الشريعة من المسلمين الذين ضلوا الطريق(أهل الكتاب).
أول آية أنزلها أمين الوحى حبريل عليه السلام على المعصوم كانت (إقرأ) و كان ذلك إيذانا بإنتهاء عهد الثقافة الشفهية و بداية عهد الثقافة المكتوبة و كانت البشرية تخطو أول خطواتها نحو إنتشار اللغة المكتوبة فقد كان من يعلمون الكتابة و القراءة قليلا و فى أحيان كثيرة يقتصر ذلك على رجال الدين و الكهنة و كانت اللغة المكتوبة تسمى ب (النص المقدس).
و كانت (إقرأ) تلك نقطة تحول فى الدين التوحيدى ?كانت أول نص دينى غير خاضع للتبدلات توعد الخالق بحفظه فى آيات كثيرة جازمة ?خلافا لنصوص الرسل و الأنبياء السابقين.
إذن فالتحليل الخطى التأريخى يعلمنا بتعليم لغة شفهية أولا لإيصال بلاغ شفاهى لفئة محدودة(علم آدم الأسماء كلها) ثم بلاغات لفئات أكثر شفهيا ثم بلاغ مكتوب لأمة وسطية جغرافيا و إجتماعيا(إقرأ) ثم بلاغ مطبوع بعد إختراع المطبعة و مازال البلاغ فى ذلك العهد و ما بعده لم يصل لكل فئات المسكونة.
إذن فماذا نتوقع أن يكون وسيط البلاغ فى أيامنا هذى أيام العولمة؟
قبل الإجابة على هذا السؤال أشكر كل من إنتقد ظنى فى الدابة أنها هى الحاسوب و الإنترنت فقد حولوا ظنى ليقين بعد إعادة النظر فى الموضوع و ليس قصدى من هذا المقال الإنتصار فى الحجة ?فالهزيمة فى مجال الفكر هى إنتصار إذ قد تكون إستفدت تصحيحا لرأيك أو زيادة لعلمك أو لحلمك.
قول بعض فقهاء المسلمين فى الدابة :
نقل الرازي هذا التصور المشاع قائلا:أن طولها ستون ذراعا
وروي أيضا أن رأسها تبلغ السحاب
وعن أبي هريرة ما بين قرنيها فرسخ للراكب
وثانيها: في كيفية خلقتها، فروي أن لها أربع قوائم وزغب وريش وجناحان. وعن ابن جريج في وصفها: رأس ثور وعين خنزير وأذن فيل وقرن أيل وصدر أسد ولون نمر وخاصرة (بقرة) وذنب كبش وخف بعير
وثالثها: في كيفية خروجها عن علي عليه السلام أنها تخرج ثلاثة أيام والناس ينظرون فلا يخرج إلا ثلثها
وعن الحسن: لا يتم خروجها إلا بعد ثلاثة أيام
ورابعها: في موضع خروجها «سئل النبي من أين تخرج الدابة؟ فقال من أعظم المساجد/ حرمة على الله تعالى المسجد الحرام» وقيل تخرج من الصفا فتكلمهم بالعربية
وخامسها: في عدد خروجها فروي أنها تخرج ثلاث مرات، تخرج بأقصى اليمن، ثم تكمن، ثم تخرج بالبادية، ثم تكمن دهرا طويلا، فبينا الناس في أعظم المساجد حرمة وأكرمها على الله فما يهولهم إلا خروجها من بين الركن حذاء دار بني مخزوم عن يمين الخارج من المسجد، فقوم يهربون قوم يقفون …انتهى

ثم علق الرازي على هذا التصور قائلا:..”واعلم أنه لا دلالة في الكتاب على شيء من هذه الأمور، فإن صح الخبر فيه عن الرسول قبل وإلا لم يلتفت إليه”..(التفسير الكبير 24/572)
و كأن الرازى أراد أن ينأى بنفسه عن هذا التصور المريب و قد كان تعليقه مسؤلا .
لنعد لمجمل الآيات التى إحتوت على أمر الدابة, قال تعالى:
وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ (81) ۞ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ (85) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(86) النمل.
لنتأمل الآيات أعلاه بعينين مفتوحتين و عقل منفتح خال من المسلمات و نرجع للفهم اللغوى لكلمة دابة فى نهاية الأمر.
تو ضح الآيات فى مبدئها أن المطلوب من الرسول ايصال البلاغ الذى لن يسمعه (يلقى إليه بالا ) إلا من لهم قابلية للإيمان و كلمة الناس هنا بحسب السياق راجعة لفئة من لا يؤمنون/لا يوقنون/يكذبون بآيات الله ?كلمة الناس فى القرآن تفهم حسب السياق.
الآيات توضح بجلاء أن الدابة المذكورة لن يؤمن بها من لا يوقنون بآيات الله أصلا و آيات الله هنا تعنى كتبه و آياته الكونية و ليست دابة معجزة,فقد وصفت المعجزات فى القرآن الكريم بأنها (سنة الأولين) وما يعزز هذا القول أن الله سبحانه فى الآيات أعلاه يقول بأن تعاقب الليل و النهار فقط كانا كافيين لإقناع من لا يؤمن بالله مما يدحض فرضية إرسال معجزة.
حسب الآيات ماذا تقول الدابة ؟ (تكلمهم أن الناس كانوا لا يوقنون بآيات الله) أى بالمعنى الواضح تنقل لهم بلاغ الرسل إلى الله و قصص الغابرين الذين حل بهم العذاب و البوار نتيجة لتكذيبهم الرسل و عصيانهم لربهم, نقطة على السطر.
و لنسأل أنفسنا سؤالا منطقيا ?هل الغرض من الدابة وسم المؤمنين و الكافرين على وجوههم حتى يعرفوا كما قالت المرويات؟ هذا أمر غير منطقى فالله يعرف ناسه ثم من يسم وجوه من ماتوا قبل الدابة, هل الغرض منها أن يؤمن أناس لا يؤمنوا بسهولة إلا أن تخرج لهم دابة متكلمة؟ هذا لا ينسجم مع العدل الإلهى فما ذنب من ماتوا كفارا قبل خروج الدابة و لم يحظوا بالفرجة عليها حتى يسلموا!!!! هل الغرض منها إستعراض للقدرة الإلهية ؟ لا داعى لذلك فيوم البعث كاف لذلك .
الآيات تتكلم عن أفواج من الناس أى أعداد كبيرة يسألون فى الآخرة سؤالا إستنكاريا (أكذبتم بآياتى و لم تحيطوا بها علما) ?هذا السؤال يدل على أن الله يعلم تمام العلم أنهم علموا بالبلاغ- الأعداد الكبيرة لا يبلغها فى زماننها هذا إلا الميديا التى يسيطر عليها الحاسوب و الإنترنت و تعكسها الأقمار الصناعية من خارج الأرض.
جملة (وقع القول عليهم) لها دور فى وضعين ذكرا فى الآيات ?الوضع الأول هو ظرف زمانى مرتبط بحدوث شئ, إذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم..الى آخر الآية, و الوضع الثانى ووقع القول عليهم بما ظلموا ?إختلف المفسرون فى المعنييين و لكن واضح أن الحالة الأولى هى إقامة الحجة على الناس بإيصال البلاغ لكل من على الارض و الحالة الثانية يوم القيامة(بما ظلموا ) أى علموا بالبلاغ و لكنهم لم يستجيبوا فاستحقوا الإدانة و العقوبة, مثال ذلك فى القرآن (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) 35-البقرة.
لنعد إلى كلمة دابة , فى القرآن الكريم إستخدمت دابة للدلالة على الكائنات الحية و منها الإنسان , و كلمة عجل على سبيل المثال فى القرآن تعنى العجل الذى نعرفه و لكن عجل بنى إسرائيل الذهبى ايضا أسمى عجلا مقرونا مع كلمة (أخرج لهم) و هنا لدينا مع الدابة (أخرجنا لهم) و أضيف إليها ?من الأرض ,أى أن الدابة ستكلمنا من خارج الأرض عبر الاقمار الصناعية و هذا من عالم الغيب, نسبة أفعال البشر إلى الله معروفة فى القرآن مثل ( قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده) ?هى الملابس , أو (والله خلقكم و ما تعملون), (و الخيل و الحمير و البغال لتركبوها و زينة و يخلق ما لا تعلمون).
أما من حيث إستخدام كلمة أخرجنا لهم مرتين لمعنيين مختلفين و كى لا أتهم بلى عنق الكلمات من قبل من هم غير معتادين على النسق القرآنى فمن سمات هذا النسق الإيجاز و إستخدام كلمة واحدة لغرضين فعليه أمثلة كثيرة منها (ألم نجعل الأرض كفاتا.أحياء و أمواتا), كفاتا تعنى قابضة – فالأرض بهذا المعنى جاذبة بقوة الجاذبية للأحياء عليها فلا يتطايرون فى الفضاء بسبب القوة النابذة المركزية الناتجة عن دورانها حول محورها و قابضة للأموات بإعادة تدوير أجسادهم البالية فى الأرض .
أما إذا رجعنا لأصل الإشتقاق اللغوى فمعظم المصادر مشتقة من أفعال و كلمة دابة مشتقة من الفعل دأب و هو يعنى
في لسان العرب: الدَّأْبُ العادَة والمُلازَمَة يقال ما زال ذلك دِينَكَ ودَأْبَكَ ودَيْدَنَكَ ودَيْدَبُونَكَ كلُّه من العادَة دَأَبَ فلانٌ في عَمَلِه أَي جَدَّ وتَعِبَ يَدْأَبُ دَأْباً ودَأَباً ودُؤُوباً فهو دَئِبٌ.
معنى دَأَبَ في المعجم الوسيط في العمل وغيره ـَ دأْباً، ودأَباً، ودُءُوباً: جدَّ فيه. وـ الشيءَ: دَأَباً: لازمه واعتاده من غير فُتُور. وـ الدابَّة: ساقها شديداً. فهو دائب، وهو وهي دَءُوب.( أَدْأَبَ ) العملَ وغيره: أدامه. وـ فلاناً: أحوجه إلى الدَّأَب. وـ الدَّابة: دَأَبَها.
( الدَّأْب ـ الدَّأَب ): العادة والشأن. يقال: ما زال هذا دأبه.
و فى القرآن الكريم :
((كَدَأْبِ)) آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ(11) آل عمران
قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ ((دَأَبًا ))فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ(47) يوسف
وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ((دَائِبَيْنِ ))ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَار(33) إبراهيم, إشارة(أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون)86/النمل
و الآية الاخيرة فيها إشارة خفية لتناظرها مع الآية (86) من سورة النمل التى تشير لتعاقب الليل و النهار (دوران الأرض)و إحتوائها لمعنى الدأب و كذلك القمر الصناعى فهو الفضاء و فى فلك خاص به و نسميه (القمر الصناعى) و دائب الدوران و دائب العمل.
و فى سورة النمل ذاتها إشارتين أخريتين: تنقل الهدهد ما بين سليمان عليه السلام و مملكة سبأ إشارة لدورة الإتصالات و فك شفرة اللغات ?لغة الطير و لغة النمل, بل إن فى قصة وادى النمل إشارة لأمر أكثر غرابة ?لم يعرف الناس إلا فى عصرنا هذا أن النمل له لغة و أن معظم هيكل النمل مصنوع من مادة السيليكا( يحطمنكم سليمان و جنوده).
فى اللغة العربية عموما الأشياء غير المحددة تلصق بها صفة التأنيث مثال : قافلة,آلة ,مصيبة, آفة, نازلة, أضف إلى ذلك دابة فهى كانت لدى العرب تطلق على أى شئ يركبونه ذكرا كان أم أنثى و يحمل صفة (دائب) أى مجد و كثير الحركة ?و كان أصدق وصف يمكن أن يطلق من قبل عالم الغيب على القمر الصناعى هو كلمة (دابة)و لكن لا متلقى القرآن فى ذلك الحين و لا الناس قبل مائة سنة كان يمكن أن يتخيلوا الثورة المعلوماتية الحديثة التى بدأت منذ آلاف السنين بالعظم اللامى ثم اللغة الشفهية ثم الكلمة المكتوبة ثم المطبوعة ثم إنتهت بالقمر الصناعى و أداته الإنترنت الدائب على مدار الاربع و عشرين ساعة.
و بالمناسبة- أفضل التأويلات القديمة خمنت أن الدابة هى إنسان يخاطب كل الناس بلغاتهم و يقيم عليهم الحجة و ما الحجة هى إلا إيصال البلاغ الإلهى و فى أيامنا هذى أفضل تأويل كان للباحث الجزائرى فريد قبطنى الذى قال بأن الدابة هى المطبعة و لكنى موقن بأن (القمر الصناعى) و أداتيه الحاسوب و الانترنت هو أكثر شمولا لكل أرجاء المسكونة و يخاطبها من خارج الأرض بكل لغاتها و يعكس كل معلومة دنيوية كانت أم أخروية و سخر لنا (دائبا) مثل الشمس و القمر اللذين سخرا (دائبين).
إما إستخدام لفظ المفرد لكلمة (دابة) فكما أسلفت لا يدل بالضرورة على شئ محدد أو شئ واحد فى عدده بيد أن من الممكن أن يدل على ظاهرة فنحن نقول مثلا إختراع السيارة و لا نقول إختراع السيارات و نقول إكتشاف النار و لا نقول إكتشاف النيران.
هذا المقال ليس دحضا لقدرة الله القادر على كل شئ و لكن دحضا للتفسير الخاطئ لكتاب الله و إتباع المرويات بقدسية تامة دونما إعمال للعقل فحتى المعجزات يمكن تعقلها- أما أكبر أخطاء المفسرين فهى إقتطاع بعض الآيات من سياقها العام كما حدث فى آية الدابة مما أدى لضياع المعنى و المغزى و أسوأ شئ كان تسمية الدابة المخرجة ب (دابة الأرض) ?تلك هى حشرة الأرضة مما يدلل على أهمية الدقة عند تناول معانى كتاب الله.
صيحة فى وادى التطرف الدينى:
لا لإحتكار الدين و إستغلالنا بإسمه , لا لإحتكار النصوص و تغليب رأى على آخر , لا لتقزيم الفكر الإسلامى و سجنه فى ما قبل العصور الوسطى و لا لتغليب المرويات على القرآن الكريم ?كتاب الله المعجز الذى لا تنقضى عجائبه.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تحياتي يا صلاح فيصل
    أحياناً الإندفاع في كتابة المقدمة يؤدي إلي التشويش علي الفكرة نفسها !
    و لكي أوضح دعني أقتبس عنك الآتي [ …. (إقرأ) و كان ذلك إيذانا بإنتهاء عهد الثقافة الشفهية و بداية عهد الثقافة المكتوبة و كانت البشرية تخطو أول خطواتها نحو إنتشار اللغة المكتوبة….]
    إنني أعلم أنك تعلم أن الكتابة قد بدأت قبل ذلك بكثير و أعلم أنك تعلم لماذا سميت المعلقات بالمعلقات ؟؟؟ فلماذا تقع أنت في هذا الخطأ ؟؟؟
    أكتب لك ذلك لأن ما تكتبه يطلع عليه الكثيرون وتاريخ البشرية معروف فلا يمكن أن تكتب فكرة واحدة وتجعلها كأنها أمر لا جدال حوله
    إنني أقدر مجهودك في الدفاع عن رأيك ولكن ليس بالضرورة أن يكون هو الصواب ! فقط أريد تنبيهك إلي حقيقة ما بعد ظهور دابة الأرض فحسب رأيك إن الكمبيوتر مع الإنترنت هي علامة آخر الزمان ؟؟؟
    لا تتوقع أن يصدق ذلك كثيرون !!!
    من ناحية فلسفية أنا أعتقد أن نهاية الزمان بالنسبة للشخص هي موته فلا يستطيع بعد الموت أن يتوب أو يكفر عن ذنوبه
    إذا لم تطلع علي مقالات بروفيسور نبيل حامد بشير التي تناول فيها رأي الياباني عن العرب فأعتقد إنها ستنفعك كثيراً لكي لا تسقط في أخطاء سقط فيها الكثيرون قبلك

  2. أما الأسرار المكتنزة فى القرآن حول الوجود ، فقد إكتفى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما علم منها
    يعني الرسول (ص) كان مرسال ساكت؟
    ولما الصحابة يجيهو يقولوا ليهو الدابة دي موضوعة شنو؟ يقوم يقول ليهم ما عارف او سيبكم من الأمور “التي إن بدت لكم تسؤكم” ولا ده كلام مخاطب بيهو ناس حيجوا بعد قرون؟

  3. الأخ صلاح السلام عليكم
    أخشى أن يكون اشتقاقكم لكلمة دابة في الآية 82 من سورة النمل من فعل دأب من الدأب أو الدءوب كما في قوله تعالى (كدأب آل فرعون) غير موفق وبالتالي ما بنيت عليه من استنتاجات. في اعتقادي أن أصل الكلمة من دب بتشديد الباء يدب اي يمشي او يزحف او يتحرك على سطح الارض او يطير فوقها. كما في سورة النور وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ ۖ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ….) ولم تقدم سببا مقنعا لصرفها عن مقصود الحركة الذاتية ولو قلت عربة او قطار او طيارة لكان االاشتقاق من دب يدب صحيحا ويصح ان تبني عليه الاستنتاج الذي يخدم غرضك ان كان ممكنا ~ أما الدأب فلا توصف به الحركة في حد ذاتها وان جاز ذلك في وصف حالها كتعاقب الليل والنهار. (دائبين) واذا كنت تريد أن هذا الشيء (الدابة) دائم الكلام فلماذا لم يستخدم النص القرءاني اشتقاقا معلوما في اللغة من فعل دأب كما في سورة البراهيم (وسخر لكمالشمس والقمر دائبين) وهما من خلق الله وتسخيره والاقمار الصناعية من صنع البشر ودأبها ليس كدأب التسخير الرباني كما لا يمكن وصف الشمس والقمر بأنهما دابتين فما التخريج والمخارجة لديك؟

  4. السلام عليكم
    الاخ صلاح فيصل , ألا ترى أنك تمارس الطغيان الفكري او الدكتاتورية الفكرية بحملك للقراء الكرام على الاعتقاد بأمور لم تؤسس لها بطريقة سليمة؟ قصة تفسيرك للدابة بأنها الحاسوب قد مضت كما مضت سنة الاولين , و انت في هذا المقال لم تأت بجديد.
    و من ذلك مثلا :
    1.قولك (( كان أصدق وصف يمكن أن يطلق من قبل عالم الغيب على القمر الصناعى هو كلمة (دابة)و))في محاولة لتفسير ان الدابة هي الحاسوب و لكن هذه المحاولات فاشلة فالدابة هي ما يدب على الارض و من ذلك قولنا للثعبان في الدارجة السودانية ( دبيبا) , أما القمر الصناعي فالانسان أن يسمى سابحا . قال الله تعالى بعد الحديث عن الشمس و القمر في سورة يس ” و كل في فلك يسبحون”.
    الحاسوب لا يدب اي لا يسير , فكيف يكون دابة ؟ هل كل ذلك من أجل عيون صلاح؟

    2. قولك ((فى قصة قوم نوح و بالرغم من أن الطوفان كان محليا حسب التحليل اللغوى و المنطقى السليم للقرآن الكريم هنالك آية فسرت خطأ تأثرا من المفسرين باقوال أهل الكتاب هى (و قلنا يا نوح أهبط بسلام منا و بركات عليك -1 و على أمم ممن معك-2 و أمم سنمتعهم-3 ثم يمسهم منا عذاب عظيم), واضح من أن منطوق الآية أن هناك أمم أخرى لم يصلها البلاغ و لم يشملها الطوفان))
    تعليق: أولا هناك خطأن في نقل الاية و الصحيح هو ” : قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ” ثم إنه من البدع التي أتى بها صاحبنا الترقيم في داخل الاية و أحيانا وضع الاقواس داخل الاية للتنبيه على أمر ما. أنا عادة أتأكد من الاية قبل الاستشهاد بها بالرغم من حفظي و الحمدلله و ذلك لأن الخطأ و النسيان واردان حتى من متقني الحفظة , لذلك تقي الممارسات العلمية الانسان من كثير من الهفوات
    قوله تعالى ” قيل يا نوح أهبط بسلام منا و بركات عليك و على أمم ممن معك” ظاهر المعنى هنا هو أن الامم مع نوح عليه السلام و من الاخطاء التي وقعت انت فيها مع توفر مصادر المعلومات في هذا العصر بشكل لم يسبق له مثيل هو أنك لم تدرك أن الامة تطلق على مجموعة من الناس صغيرة كانت او كبيرة . أما قوله تعالى ” و أمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم” فهي ظاهرها ان هذه الامم ستأتي بعد نوح عليه السلام , فالله سبحانه يقول: ” و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا”
    3. قوله تعالى : ” وا ذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ”
    و الواضح من معنى الاية هنا أن هذه الدابة تخرج عندما يقع القول عليهم أي عندما يستحقون العذاب , قال الله تعالى في سورة أخرى : ” ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون ” و عبارة ” أن الناس كانوا باياتنا لا يوقنون هي ?حسب فهمي- تعليل لسبب خروج الدابة .
    4. هنا يتضح خطأ كاتب المقال في قوله (( و آيات الله هنا تعنى كتبه و آياته الكونية و ليست دابة معجزة,فقد وصفت المعجزات فى القرآن الكريم بأنها (سنة الأولين) )) و حتى لا يخطئني كاتب المقال و يتهمني ب ( الارهاب الفكري) كما سبق ان قال ذلك لي , ساذكر له قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام : ” قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين(106) فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِين(107 ) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ” و ناقة صالح عليه السلام ايضا ءاية.
    كلمة ءاية ليست خاصة بالسنن الكونية و كاتب المقال مخطيء تماما في تعميمه هذا.

  5. اولا اعذرني لعدم اكمال قراءة المقال حيث توقفت عن قراءته بمجرد قولك أن العقول في عهد النبوة لم تكن مهيئة لفهم كنوز القرآن، اقول لك يا اخي هل تريد ان تفهمنا ان عقلك استطاع فهم كنوز القرآن فيما عجز عقل ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير ومصعب بن عمير وووالخ؟؟!!
    فالعقول التي آمنت وصدقت بالاسراء والمعراج (والتي يكذبها او يختلف حولها انسان العصر) والعقول التي استوعبت قول سيدنا عمر يا سارية الجبل لقادرة على استيعاب بل استوعبت مكنون وكنوز القرآن وسكوتهم عن ذلك له تبريراته يمكنك الاطلاع عليها ان اردت. ومن الردود وتعليقات الاخوة فهمت انك فسرت الدابة بالحاسوب ، فهناك حديث معناه ان من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ،فالسؤال من اعطاك الشرعية والاذن لكي تفسر القرآن برأيك؟ فالقرآن كما اجمعت الامة يفسر بالقرآن وبسنة وقول المعصوم وبأقوال الصحابة والتابعين فقط ،فهل انت ضمن هؤلاء؟
    اخيرا يظهر من كتابتك للاية(قيل يا نوح اهبط بسلام الخ) بطريقة خاطئة كما ذكر احد المعلقين، مما يعني ان حسك اللغوي ومقدراتك اللغوية وحدسك القرآني لا يرتقي لمستوى تنبيهك الى الخطأ في النص القرآني ،لعمرك أن الذي لا يملك الاحساس المرهف والانتباه للخطأ في النص فهو لا يرتقي لان يكون مفسرا فافهم .

  6. انها سياحه ممتعه استاذ صلاح ولا يعيبها انها اجتهادات شخصيه فمل ما يردنا الان ما هو الا اعمال فكرى شخصى فى قضايا قديمه لا حكر ولا تضييق على من ادلى فيها برايه .
    احسن ما سمعت فى تفسير الدابه هو قول القاءلين بان المقصود بها سيدنا عيسى المسيح عندما ياتى اواخر الايام ليملا الارض عدلا ويعود بها الى السلم وينهى تغول الاسماء الالهية بعضها على بعض فترجع كما خلقها الخالق الى الجمال بدلا عن الجلال على اعتبار ان المسيح سيقضى على ابليس وسينتهى بالتالى حكم الدجال والشيطنة التى نعرفها الان وهذه هى البركه المقصوده بقول النبى تعطى الارض بركتها … وسيدنا عيسى لن يكون نبيا بنزوله مرة اخرى الى الارض بل سيكون وليا محمديا يعمل بشرع سيددنا محمد وينقيه من كل ما لحق به من تسلط عبر السنين والقرون … سيدنا عيسى هو نفسه “المهدى ” الذى اشتهر امره وافسدد كثير من الناس بسبب اسم المهدى … هذه الحقيقه تؤكدها الايات الاولى من سورتى البقره وال عمران .
    فى وصف سيدنا عيسى ( دابة الارض ) يقول بن عربى الفيلسوف الصوفى : هو، ادم اللون ، اصهب وهو من االعجم لا من العرب ، اقرب الى الطول منه الى القصر كانه البدر الازهر ويقول ان اسمه عبدالله وانه قد التقى به لقاء برزخيا وقضى معه عدة شهور . اذن فدابة الارض فى راى الكثير من كبار اهل التصوف هى عيسى المحمدى الذى سيملا الارض عدلا مثلما ملات جورا وظلما وبهذه الكيفيه فانه قد يجد ما ذكرتموه من معطيات حضارة اليوم موجودا بل هى وجدت اصلا من اجله وهو الذى يكلم الناس عبرها وليست هى ، وبالتالى فليس هناك خلاف والله اعلم .

  7. تحياتي يا صلاح فيصل
    أحياناً الإندفاع في كتابة المقدمة يؤدي إلي التشويش علي الفكرة نفسها !
    و لكي أوضح دعني أقتبس عنك الآتي [ …. (إقرأ) و كان ذلك إيذانا بإنتهاء عهد الثقافة الشفهية و بداية عهد الثقافة المكتوبة و كانت البشرية تخطو أول خطواتها نحو إنتشار اللغة المكتوبة….]
    إنني أعلم أنك تعلم أن الكتابة قد بدأت قبل ذلك بكثير و أعلم أنك تعلم لماذا سميت المعلقات بالمعلقات ؟؟؟ فلماذا تقع أنت في هذا الخطأ ؟؟؟
    أكتب لك ذلك لأن ما تكتبه يطلع عليه الكثيرون وتاريخ البشرية معروف فلا يمكن أن تكتب فكرة واحدة وتجعلها كأنها أمر لا جدال حوله
    إنني أقدر مجهودك في الدفاع عن رأيك ولكن ليس بالضرورة أن يكون هو الصواب ! فقط أريد تنبيهك إلي حقيقة ما بعد ظهور دابة الأرض فحسب رأيك إن الكمبيوتر مع الإنترنت هي علامة آخر الزمان ؟؟؟
    لا تتوقع أن يصدق ذلك كثيرون !!!
    من ناحية فلسفية أنا أعتقد أن نهاية الزمان بالنسبة للشخص هي موته فلا يستطيع بعد الموت أن يتوب أو يكفر عن ذنوبه
    إذا لم تطلع علي مقالات بروفيسور نبيل حامد بشير التي تناول فيها رأي الياباني عن العرب فأعتقد إنها ستنفعك كثيراً لكي لا تسقط في أخطاء سقط فيها الكثيرون قبلك

  8. أما الأسرار المكتنزة فى القرآن حول الوجود ، فقد إكتفى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما علم منها
    يعني الرسول (ص) كان مرسال ساكت؟
    ولما الصحابة يجيهو يقولوا ليهو الدابة دي موضوعة شنو؟ يقوم يقول ليهم ما عارف او سيبكم من الأمور “التي إن بدت لكم تسؤكم” ولا ده كلام مخاطب بيهو ناس حيجوا بعد قرون؟

  9. الأخ صلاح السلام عليكم
    أخشى أن يكون اشتقاقكم لكلمة دابة في الآية 82 من سورة النمل من فعل دأب من الدأب أو الدءوب كما في قوله تعالى (كدأب آل فرعون) غير موفق وبالتالي ما بنيت عليه من استنتاجات. في اعتقادي أن أصل الكلمة من دب بتشديد الباء يدب اي يمشي او يزحف او يتحرك على سطح الارض او يطير فوقها. كما في سورة النور وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ ۖ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ….) ولم تقدم سببا مقنعا لصرفها عن مقصود الحركة الذاتية ولو قلت عربة او قطار او طيارة لكان االاشتقاق من دب يدب صحيحا ويصح ان تبني عليه الاستنتاج الذي يخدم غرضك ان كان ممكنا ~ أما الدأب فلا توصف به الحركة في حد ذاتها وان جاز ذلك في وصف حالها كتعاقب الليل والنهار. (دائبين) واذا كنت تريد أن هذا الشيء (الدابة) دائم الكلام فلماذا لم يستخدم النص القرءاني اشتقاقا معلوما في اللغة من فعل دأب كما في سورة البراهيم (وسخر لكمالشمس والقمر دائبين) وهما من خلق الله وتسخيره والاقمار الصناعية من صنع البشر ودأبها ليس كدأب التسخير الرباني كما لا يمكن وصف الشمس والقمر بأنهما دابتين فما التخريج والمخارجة لديك؟

  10. السلام عليكم
    الاخ صلاح فيصل , ألا ترى أنك تمارس الطغيان الفكري او الدكتاتورية الفكرية بحملك للقراء الكرام على الاعتقاد بأمور لم تؤسس لها بطريقة سليمة؟ قصة تفسيرك للدابة بأنها الحاسوب قد مضت كما مضت سنة الاولين , و انت في هذا المقال لم تأت بجديد.
    و من ذلك مثلا :
    1.قولك (( كان أصدق وصف يمكن أن يطلق من قبل عالم الغيب على القمر الصناعى هو كلمة (دابة)و))في محاولة لتفسير ان الدابة هي الحاسوب و لكن هذه المحاولات فاشلة فالدابة هي ما يدب على الارض و من ذلك قولنا للثعبان في الدارجة السودانية ( دبيبا) , أما القمر الصناعي فالانسان أن يسمى سابحا . قال الله تعالى بعد الحديث عن الشمس و القمر في سورة يس ” و كل في فلك يسبحون”.
    الحاسوب لا يدب اي لا يسير , فكيف يكون دابة ؟ هل كل ذلك من أجل عيون صلاح؟

    2. قولك ((فى قصة قوم نوح و بالرغم من أن الطوفان كان محليا حسب التحليل اللغوى و المنطقى السليم للقرآن الكريم هنالك آية فسرت خطأ تأثرا من المفسرين باقوال أهل الكتاب هى (و قلنا يا نوح أهبط بسلام منا و بركات عليك -1 و على أمم ممن معك-2 و أمم سنمتعهم-3 ثم يمسهم منا عذاب عظيم), واضح من أن منطوق الآية أن هناك أمم أخرى لم يصلها البلاغ و لم يشملها الطوفان))
    تعليق: أولا هناك خطأن في نقل الاية و الصحيح هو ” : قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ” ثم إنه من البدع التي أتى بها صاحبنا الترقيم في داخل الاية و أحيانا وضع الاقواس داخل الاية للتنبيه على أمر ما. أنا عادة أتأكد من الاية قبل الاستشهاد بها بالرغم من حفظي و الحمدلله و ذلك لأن الخطأ و النسيان واردان حتى من متقني الحفظة , لذلك تقي الممارسات العلمية الانسان من كثير من الهفوات
    قوله تعالى ” قيل يا نوح أهبط بسلام منا و بركات عليك و على أمم ممن معك” ظاهر المعنى هنا هو أن الامم مع نوح عليه السلام و من الاخطاء التي وقعت انت فيها مع توفر مصادر المعلومات في هذا العصر بشكل لم يسبق له مثيل هو أنك لم تدرك أن الامة تطلق على مجموعة من الناس صغيرة كانت او كبيرة . أما قوله تعالى ” و أمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم” فهي ظاهرها ان هذه الامم ستأتي بعد نوح عليه السلام , فالله سبحانه يقول: ” و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا”
    3. قوله تعالى : ” وا ذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ”
    و الواضح من معنى الاية هنا أن هذه الدابة تخرج عندما يقع القول عليهم أي عندما يستحقون العذاب , قال الله تعالى في سورة أخرى : ” ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون ” و عبارة ” أن الناس كانوا باياتنا لا يوقنون هي ?حسب فهمي- تعليل لسبب خروج الدابة .
    4. هنا يتضح خطأ كاتب المقال في قوله (( و آيات الله هنا تعنى كتبه و آياته الكونية و ليست دابة معجزة,فقد وصفت المعجزات فى القرآن الكريم بأنها (سنة الأولين) )) و حتى لا يخطئني كاتب المقال و يتهمني ب ( الارهاب الفكري) كما سبق ان قال ذلك لي , ساذكر له قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام : ” قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين(106) فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِين(107 ) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ” و ناقة صالح عليه السلام ايضا ءاية.
    كلمة ءاية ليست خاصة بالسنن الكونية و كاتب المقال مخطيء تماما في تعميمه هذا.

  11. اولا اعذرني لعدم اكمال قراءة المقال حيث توقفت عن قراءته بمجرد قولك أن العقول في عهد النبوة لم تكن مهيئة لفهم كنوز القرآن، اقول لك يا اخي هل تريد ان تفهمنا ان عقلك استطاع فهم كنوز القرآن فيما عجز عقل ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير ومصعب بن عمير وووالخ؟؟!!
    فالعقول التي آمنت وصدقت بالاسراء والمعراج (والتي يكذبها او يختلف حولها انسان العصر) والعقول التي استوعبت قول سيدنا عمر يا سارية الجبل لقادرة على استيعاب بل استوعبت مكنون وكنوز القرآن وسكوتهم عن ذلك له تبريراته يمكنك الاطلاع عليها ان اردت. ومن الردود وتعليقات الاخوة فهمت انك فسرت الدابة بالحاسوب ، فهناك حديث معناه ان من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ،فالسؤال من اعطاك الشرعية والاذن لكي تفسر القرآن برأيك؟ فالقرآن كما اجمعت الامة يفسر بالقرآن وبسنة وقول المعصوم وبأقوال الصحابة والتابعين فقط ،فهل انت ضمن هؤلاء؟
    اخيرا يظهر من كتابتك للاية(قيل يا نوح اهبط بسلام الخ) بطريقة خاطئة كما ذكر احد المعلقين، مما يعني ان حسك اللغوي ومقدراتك اللغوية وحدسك القرآني لا يرتقي لمستوى تنبيهك الى الخطأ في النص القرآني ،لعمرك أن الذي لا يملك الاحساس المرهف والانتباه للخطأ في النص فهو لا يرتقي لان يكون مفسرا فافهم .

  12. انها سياحه ممتعه استاذ صلاح ولا يعيبها انها اجتهادات شخصيه فمل ما يردنا الان ما هو الا اعمال فكرى شخصى فى قضايا قديمه لا حكر ولا تضييق على من ادلى فيها برايه .
    احسن ما سمعت فى تفسير الدابه هو قول القاءلين بان المقصود بها سيدنا عيسى المسيح عندما ياتى اواخر الايام ليملا الارض عدلا ويعود بها الى السلم وينهى تغول الاسماء الالهية بعضها على بعض فترجع كما خلقها الخالق الى الجمال بدلا عن الجلال على اعتبار ان المسيح سيقضى على ابليس وسينتهى بالتالى حكم الدجال والشيطنة التى نعرفها الان وهذه هى البركه المقصوده بقول النبى تعطى الارض بركتها … وسيدنا عيسى لن يكون نبيا بنزوله مرة اخرى الى الارض بل سيكون وليا محمديا يعمل بشرع سيددنا محمد وينقيه من كل ما لحق به من تسلط عبر السنين والقرون … سيدنا عيسى هو نفسه “المهدى ” الذى اشتهر امره وافسدد كثير من الناس بسبب اسم المهدى … هذه الحقيقه تؤكدها الايات الاولى من سورتى البقره وال عمران .
    فى وصف سيدنا عيسى ( دابة الارض ) يقول بن عربى الفيلسوف الصوفى : هو، ادم اللون ، اصهب وهو من االعجم لا من العرب ، اقرب الى الطول منه الى القصر كانه البدر الازهر ويقول ان اسمه عبدالله وانه قد التقى به لقاء برزخيا وقضى معه عدة شهور . اذن فدابة الارض فى راى الكثير من كبار اهل التصوف هى عيسى المحمدى الذى سيملا الارض عدلا مثلما ملات جورا وظلما وبهذه الكيفيه فانه قد يجد ما ذكرتموه من معطيات حضارة اليوم موجودا بل هى وجدت اصلا من اجله وهو الذى يكلم الناس عبرها وليست هى ، وبالتالى فليس هناك خلاف والله اعلم .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..