نص سردي :- (غرفة)

نص سردي :-
غرفة
غرفة بعيدة مهوى الأرض
منفردة
متنائية
أزاحها
إنحرف بها
ظلت بلا جغرافيا
عديمة الموقع
بلا تاريخ
كُسر سكونها
أُخمد نبضها
لم تعد غرفة
لكنها غرفة !!؟….
* * *
غرفة معلقة
بلا خارج
داخلها كثيف
كنتُ كل مفرداتها
لفظتني
إحتويتها
شظتني
كمنتْ شظاياي
بين جدرانها
سجنتني
لم أجرؤ
على فض أغشيتها
حملتني
سرتُ بها
صعدتُ
حيث الأعالي
كنت هنا
كانت هناك
كنا معاً
ظلت وكري الأثير
تدخلني
إنسرب منها
* * *
غرفة
وثيرة الحشايا
ناعمة النمارق
تمتص رهقه
تهدهدني
يبتلعه الكرى
بغتة يصحو
ينتبه
يستعيد أسرارها
يكتنفه الغموض !!؟…
تضللني
يستنطقها
يربكني الإبهام
يستبطن جوفها
تلتبس قمتها
تتأبطه
يمسك بتلابيبها
* * *
سرير مزدوج
خزانة ملابس
مشجب
كرسي فوتيل
طاولة ذات طابقين
غرفة
غريبة الأطوار
تتعاطى مع الكتب
تعاف رائحة الأطعمة
تطيق العطر الفواح
تستمرئ إستنشاق
دخان الأرجيلة
تستحلبه !!؟…
* * *
ثمة صحف تتراكم
تتكدس
تحت السرير
فوقه
بجواره
تعلوه قصاصات
مخطوطات
نتف ممزقة
قبالتها مرآة
تعكس مفردات تخيله
ورود و أشواك
يزيح شوك الورود
يتجسد “أبوذر الغفاري”
يغطي صفحة المرآة
يسود الإشراق
* * *
تعلو الغرفة
تتسامى
الطريق إليها جسور معلقة
تتراءى من بعيد
بين الصعود و الهبوط
عبر الأعلى و الأسفل
مدرجات
وديان
قيعان
سفوح
تتشظى
بقعاً خضراء
تطرز قمم الجبال
تلهب الخيال
تفجر المخبوء !!؟…
* * *
غرفتي منفى
جسدي غرفة
و أنا سماء زرقاء
حينما فتحت باب الحديقة
إنفرج ستار
وددت أن أقيم مأدبة
غدوتُ ذلك المسكون
بطاقة دفينة
بحضور طاغٍ
ربما تسورت الآتي
ثمة مسارات أخرى
لعلها مسرات !!؟…
( سر وئيداً )
قالها حارس المدينة
تراجعتُ
إحتميت بحلمي
غرفتي أورقت
صارت شجرة
أينعت ثمارها
لا تتدلى
قطوفها ليست دانية
دنوتُ
قبلتني أرضها
تيممتُ بترابها
تباعدتُ
كسحب قادتها الرياح
كدتُ أفقد غرفتي
لكنه لم يضل
إهتديتُ
ثمة ضوء ثاقب
* * *
كانت أشجار النيم
تلتف حول أسوار المدينة
تنسج غشاءً كثيفاً
من العتمة
بعد لأي إستعدتُ غرفتي
سكنت روحي
حدقت في الوجوه
قرأت عودة الروح
إشتعلت أملاً
ملأتْ الثورة جوانهم
تحفزتْ جوارحهم
إستفاقوا
لا شئ يحدث
سوى مطر
تساقط الكلمات
تغسلني
تفيض غرفته
يتدفق عبر نوافذها
وهج خاطف
يتحرر
يبتدع لغةً جديدة
تنضر الوجوه
تستقوي السواعد
تنضج السنابل
تهدر الشوارع
تتوحد المرامي
يعلو لغو الخطاب
يتواتر
يصير صادماً
لكنك لا تعوزك الحيلة
لن تعدم منفذاً
للولوج
عبر بوابة غرفتي المعلقة !!؟…

تعليق واحد

  1. غرفة فيصل مصطفى هنا تستدرجك وتجبرك على التفكير والتأمل في كنهها. أهي غرفة واحدة؟ أم عدة غرف؟ بدأ بتلك التي سكناها 9 شهور ثم تركناها، باكيين (إلا الزين)، مرورا بعدة غرف علي درب الحياة، إنتهاءا إلي تلك التي تنتظرنا 6 feet under، والتي سنذهب إليها تاركين من نحبهم ويحبوننا باكيبن؟ غرفة كرمز لمحطات الحياة؟

    شكرا للمبدع فيصل علي هذا النص الغني والمتقن.

    تصويب:
    لعلك ب
    ﻣﻸﺕْ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺟﻮﺍﻧﻬﻢ
    قصدت
    ﻣﻸﺕْ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺟﻮﺍنحهم

  2. شكرك نبيلاً الناقد (سوداني)
    ذلك الخطأ يبدو أنه طباعي
    أحاول عبر هذا السرد المنساب
    أن أكون مختلفاً
    هل أقدم إضافة !!؟…
    هل أُثير الأسئلة !!؟…
    ماذا عن التشويق !!؟…
    ماذا عن النشوة الماتعة !!؟…
    كل هذا لا يشغلني
    فقط أجنح الى المختلف !!؟…
    أكرمك الله
    الأعز (سوداني)

  3. غرفة فيصل مصطفى هنا تستدرجك وتجبرك على التفكير والتأمل في كنهها. أهي غرفة واحدة؟ أم عدة غرف؟ بدأ بتلك التي سكناها 9 شهور ثم تركناها، باكيين (إلا الزين)، مرورا بعدة غرف علي درب الحياة، إنتهاءا إلي تلك التي تنتظرنا 6 feet under، والتي سنذهب إليها تاركين من نحبهم ويحبوننا باكيبن؟ غرفة كرمز لمحطات الحياة؟

    شكرا للمبدع فيصل علي هذا النص الغني والمتقن.

    تصويب:
    لعلك ب
    ﻣﻸﺕْ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺟﻮﺍﻧﻬﻢ
    قصدت
    ﻣﻸﺕْ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺟﻮﺍنحهم

  4. شكرك نبيلاً الناقد (سوداني)
    ذلك الخطأ يبدو أنه طباعي
    أحاول عبر هذا السرد المنساب
    أن أكون مختلفاً
    هل أقدم إضافة !!؟…
    هل أُثير الأسئلة !!؟…
    ماذا عن التشويق !!؟…
    ماذا عن النشوة الماتعة !!؟…
    كل هذا لا يشغلني
    فقط أجنح الى المختلف !!؟…
    أكرمك الله
    الأعز (سوداني)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..