منظمو الهالوين بالأردن: عبدة شيطان أم شباب مولع بالغرب؟

عمان ? أثار احتفال عدد من الشباب بعيد “الهالوين” في إحدى مقاهي عمان جدلا كبيرا في الشارع الأردني، حيث اعتبر البعض أن الظاهرة تحد سافر لقيم الشعب الأردني، فيما أكد آخرون أن الظاهرة تتشابه كثيرا مع طقوس عبدة الشيطان.

وذكرت صحيفة “الغد” الاردنية ان “اعمال شغب محدودة اندلعت مساء الجمعة عندما حاول شبان غاضبون منع اقامة احتفالية هالوين في احد مقاهي حي عبدون الراقية بعمان”.

واضافت ان الشبان الذين رأوا ان الحفل “يتنافى وعادات الاردنيين” حاولوا اقتحام المقهى، مشيرة الى ان الحادث تخلله تراشق بالحجارة واحراق بعض الممتلكات فضلا عن حصول ازدحامات مرورية خانقة استمرت حتى ساعات الصباح الاولى.

و”الهالوين” أو عيد القديسين هو أصلا احتفال غربي يقام في ليلة 31 تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام، وتشمل الأنشطة المرافقة له الخدع، وارتداء الملابس الغريبة والأقنعة، وتروى القصص عن جولات الأشباح في الليل، وتعرض التلفزيونات ودور السينما بعض أفلام الرعب، كما يقوم العامة بتزيين البيوت والشوارع باليقطين والألعاب المرعبة والساخرة.

ونددت جماعة الاخوان المسلمين في الاردن السبت بإقامة احتفال الهالوين، وقالت في بيان على موقعها الالكتروني “تابعنا باستياء بالغ واسف شديد ما جرى مساء امس من احتفالات وطقوس للشواذ وعبدة الشيطان في احد مقاهي عمان وتحت حماية ورعاية امنية مشددة”.

واضافت ان “الامر يشكل تحديا سافرا لقيم الشعب الاردني وهويته العربية والاسلامية وانتهاكا صريحا لاحكام الدين والعادات والتقاليد وكل تعاليم الشرائع السماوية والذوق السليم والفطرة الانسانية”.

ودانت الجماعة “التسهيلات ومنح التراخيص الرسمية لمثل هذه الاوكار”.

وعبر أردنيون عن استيائهم من السلطات التي “سمحت بهذا الاحتفال داخل أماكن آمنة في ظل الأزمة الاستثنائية الكبيرة التي يمر بها الأردن”، لافتين إلى أن ذلك يتناقض بشكل كامل مع شعارات اصلاح المجتمع التي رددتها كل حكومات الدوار الرابع، حسب صحيفة “الأنباط” الأردنية.

ونقلت الصحيفة عن مواطنين مجاورين لمكان إقامة الحفل قولهم “ان المنظر الذي ظهر عليه المحتفلون بالهالويين خادش للحياء وبعيد عن أخلاق المجتمع الأردني بكل أطيافه ومكوناته”.

وتساءلوا “كيف نستقبل هؤلاء بالافراح والليالي الملاح ونحن نعيش في دولة دينها الرسمي الإسلام”.

ونفت أمانة عمان علمها بتنظيم الحفل، قائلة على لسان مسؤول فيها فضل عدم ذكر اسمه، إن “المقهى منظم الاحتفال، مرخص بالفعل، لكن نحن لم نمنح أي جهة في عبدون ترخيص نصب خيمة لإقامة أي احتفال من نوعه.. وأن مسؤولية التجاوز إن وقع من اختصاص جهات أخرى”.

وكفّر منظر التيار السلفي الجهادي في الشمال عبد شحادة الطحاوي منظمي الحفل، مطالبا الأمة بقمعهم.

وقال الطحاوي إن “موقفنا من هؤلاء أنهم كفار، ويجب معاداتهم والتبرؤ منهم ومن أفعالهم، ونطالب كل المسلمين في الأردن الوقوف في وجه هؤلاء”.

من جهته أخرى، استنكر الكاتب باتر محمد علي وردم الهجوم الذي تعرض له الحفل، مشيرا إلى وجود فرق كبير بين حفل “الهالوين” وطقوس عبدة الشيطان.

وأضاف في مقال بصحيفة “الدستور الأردنية “ما حدث في عبدون كان احتفالا لمجموعة من الشبان بعيد الهالوين الغربي والذي يتضمن استخدام ملابس تنكرية وأشكال من عالم الرعب والتي تتضمن أحيانا أقنعة للشكل المتوقع للشيطان”.

وأكد أن الهجوم على الحفل هو نتيجة “تحريض مستمر ونشر لمعلومات خاطئة وعدم معرفة بالحقائق”، مشيرا إلى أن “عبدة الشيطان مجموعة قليلة جدا من الأشخاص والذين قد لا يكون لهم وجود في الأردن يمارسون سلوكياتهم الشاذة في مواقع مغلقة وسرية ولم يسبق لهم ابدا أن ظهروا في العلن وفي موقع معروف”.

وأضاف أن “الهالوين” ظاهرة دخيلة عن المجتمع الأردني وغير متناسقة مع قيمه و”لكن هذا لا يعني أبدا أن هؤلاء الشبان هم كائنات غريبة وشريرة وخارجة على الملة (..) وهم لم يسرقوا المال العام ولم يطلقوا الرصاص على أحد ولم يتجاوزوا القانون، وليس من المفيد ابدا شيطنتهم بهذه الطريقة”.

وعادة ما يحدث خلط بين احتفال “الهالويين” واحتفالات عبدة الشياطين، رغم أني الاثنين يقابلان برفض كبير في عدد كبير من المجتمعات العربية باعتبارهما يسيئان للقيم والأخلاق والدين.

ميدل ايست أونلاين

تعليق واحد

  1. الحمدلله الثقافة المهببة بتاعة الهالوين دي ما وصلت عندنا

    شنو الفايدة من انك تخلع خلق الله و توقف قلوبهم بأقنعة كائنات اقبح من اللمبي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..