ذكرى رحيل الأستاذ محمد ابراهيم نقد

تمر هذه الأيام ذكرى رحيل المفكر والزعيم السياسي السوداني محمد ابراهيم نقد سكرتير عام الحزب الشيوعي والذي لبى نداء ربه بالعاصمة البريطانية لندن في 22 مارس 2012.
تعود جذوره الدنقلاوية إلى حفير مشو بالشمالية حيث إنتقلت العائلة إلى مدينة القطينة بالنيل الأبيض وهناك رأى النور في 15 من نوفمبر 1930م، بدأ تعليمه الأولي بمدرسة القطينة وأكمله بمدرسة حلفا ومنها إلتحق بمدرسة حلفا الوسطى التي ظهر فيها ميوله الأدبي والثقافي من خلال مشاركاته الفعالة في أنشطة المدرسة وفي حلفا شارك لأول مرة مع طلاب المدرسة في مظاهرات مناهضة للإستعمار في عام 1946م، بعد إكماله مرحلة الوسطى إلتحق بمدرسة حنتوب الثانوية التي زامل فيها الرئيس الأسبق جعفر نميري وفيها إنخرط في النشاط السياسي مع زملائه ضد الإستعمار، ثم إلتحق بكلية الآداب جامعة الخرطوم وفي السنة الثانية فصل منها في نوفمبر 1952 بعد سجنه شهراَ على خلفية مشاركاته في المظاهرات الطلابية ونشاطه السياسي الواضح، في ظل تلك الأحداث تلقى بعثة دراسية من إتحاد الطلاب العالمي فسافر إلى بلغاريا لدراسة الفلسفة وعلم الإجتماع بجامعة صوفيا وطيلة سنواته في أوربا كان طالبا وكادرا شيوعيا نشطا في بلغاريا وأوروبا الشرقية حتى أكمل تعليمه وعاد إلى السودان في العام 1958 حيث إلتحق بالحزب الشيوعي وتفرغ للعمل بالحزب كأحد كوادره.
كانت أول بداياته للعمل السري بعد إنقلاب اللواء إبراهيم عبود الذي أطاح بالنظام الديمقراطي في 17 نوفمبر 1958، وفي مطلع عام 1960 تم إعتقاله من مخبأه لمدة عام قضاها بين سجني كوبر وملكال، ثم واصل نشاطه السري إلى أن أطاحت الجماهير بالعسكر في ثورة شعبية في أكتوبر 1964 ومع خروج الأحزاب لتنظيم صفوفها بالعمل الجماهيري المعلن تفاعل الأستاذ نقد مع الحراك الحزبي وسط القاعدة الجماهيرية ومثل الحزب عن دوائر الخريجين حيث فاز بمقعده لدخول البرلمان في إنتخابات 1965.
خرج من البرلمان مع الإستاذة فاطمة احمد ابراهيم وآخرون من نواب الحزب الشيوعي إثر قرار جائر من نواب الأحزاب الأخرى بحل الحزب وطرد أعضائه الشيء الذي لم تقر بدستوريته المحكمة العليا ورغما عن ذلك لم يتسنى لأعضاء الحزب العودة لمقاعدهم داخل البرلمان.
وفي اعقاب المحاولة الإنقلابية التي قام بها الرائد هاشم العطا إنزوى محمد ابراهيم نقد ولم يظهر للعلن إلا في أعقاب الإنتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس جعفر نميري في أبريل 1985، واصل نشاطه السياسي ومشاركاته ومخاطباته التجمعات الجماهيرية ونزل مرشحا عن الحزب الشيوعي الذي كان سكرتيره العام في إنتخابات 1986 حيث فاز بدائرة العمارات والديوم ودخل الجمعية التأسيسية حيث كانت له صولات وجولات داخل تلك الدورة البرلمانية والتي إنتهت بإنقلاب الجنرالات الذي دبرته الجبهة الإسلامية القومية بقيادة حسن الترابي، قضى الإنقلابيون على النظام الديمقراطي وأدخلوا البلاد بعدها في نفق مظلم لم تفيق منه حتى اليوم…..!! في ظل الإنقلاب تم إعتقال نقد والعديد من كوادر الحزب وأحزابا أخرى حتى أطلق سراحه في عام 1991
وأمتد حبسه تحت الإقامة الجبرية وعلى أثرها إختفى عن الأنظار والحياة السياسية حتى ظهوره من جديد في العام 2005 بعد السماح للأحزاب بالظهور في ظل توقيع إتفاقية نيفاشا للسلام، إنخرط في تلك الفترة في العمل السياسي والإجتماعي والتي توجت بإنعقاد المؤتمر العام للحزب الذي جدد ثقته فيه كسكرتير عام في ينائر 2009 حيث تدرج الى أن وصل لقمة السلطة الحزبية منذ إختياره لعضوية اللجنة المركزية في المؤتمر الرابع للحزب عام 1967، لقد كان الأستاذ نقد رجلا متفوها بليغ الخطابة داخل أروقة البرلمان والإجتماعات الحزبية واللقاءات الجماهيرية، كثير الإطلاع والكتابة في مخبأه السري طيلة عهود الأنظمة الديكتاتورية، إجتماعيا مواصلا لكل أفراد المجتمع حتى أولئك الذين إختلفوا معه سياسياَ وفكرياَ فشاركهم أفراحهم وأتراحهم…!!
كان رجلاَ سياسياَ ومفكراَ بارزاَ ترك عدداَ من المؤلفات القيمة التي تغذت بها المكتبة السودانية ولا شك إنها ستخدم كل باحث لمعرفة المزيد في الشأن السوداني.
ومن مؤلفاته:
1- حوار حول النزعات المادية في الفلسفة العربية والإسلامية،، دار الفارابي،، بيروت 1992
2- قضايا الديمقراطية في السودان، المتغيرات والتحديات،، دار الثقافة الجديدة،، القاهرة 1992
3- علاقات الأرض في السودان، هوامش على وثائق تمليك الأرض، دار الثقافة الجديدة،، القاهرة 1993
4- علاقات الرق في السودان،، دار الثقافة الجديدة،، القاهرة 1995
5- حوار حول الدولة المدنية،، دار عزة للنشر والتوزيع،، الخرطوم 2003
كل تلك المؤلفات القيمة تركها المفكر والسياسي البارز محمد إبراهيم نقد، وفي العام 2011 داهمه المرض وتلقى دعوة لعلاجه على حساب الدولة لكنه رفض بعزة الرجال وسافر إلى لندن مطلع العام 2012 للعلاج على نفقته الخاصة حيث وقف الكثيرون من زملائه ومحبيه وتلامذته إلى جانبه إلى أن فاضت روحه ولبنى نداء ربه بالعاصمة البريطانية في 22 مارس 2012 عن عمر ناهز 82 عاما قضى الكثير منه في العمل السري لأجل هذا الوطن،، نقل جثمانه ليوارى الثرى في الوطن الذي أحبه وعانى الكثير من أجله سنوات وسنوات،، وبمرور ذكراه هذه الأيام نتذكر مسيرة حياته وكل نضالاته من أجل وطن معافى ينعم فيه كل أبنائه بالأمن والسلام والحرية والديمقراطية.
…..أبوناجي…
[email][email protected][/email]
محمد إبراهيم نقد من مواليد مدينة القطينة (1930 م – 22 مارس 2012) زعيم سياسي سوداني. تلقى تعليمه الأولى والوسطى بالعديد من مدن السودان حيث ظل متنقلاً مع عمه. شارك في المظاهرات ضد الاستعمار عام 1946 م إبان مرحلة الحراك السياسي لمؤتمر الخريجين. تلقى تعليمه الثانوى بحنتوب الثانوية وكان من بين زملاء دفعته الرئيس الاسبق نميرى. وشارك خلال الدراسة في المظاهرات التي كان ينظمها طلاب المدرسة المساندة للحركة الوطنية كالمظاهرات المؤيدة لإضراب الجمعية التشريعية.
يؤمن بقيام دولة ذات نظام علماني.
برزت ميوله للأنشطة الثقافية بالجمعية الأدبية، وكان مشرفاً على جمعية التمثيل والمسرح التي قدمت أعمالاً لخالد أبو الروس وشكسبير وجورجي زيدان.
أكمل دراسته الجامعية بجامعة صوفيا (بلغاريا) وتخرج من كلية االفلسفه بعد أن فصل من جامعة الخرطوم كلية الاداب.
عاد للسودان وتفرغ للعمل السياسى في سكرتارية الحزب الشيوعى السودانى.
اختفى لمباشرة مهام العمل السياسي السري بعد الإطاحة بالنظام الديمقراطي في 17 نوفمبر 1968 م واعتقل لمدة عام.
انتخب عضواً بالبرلمان عن دوائر الخريجين في عام 1965 م مرشحاً عن الحزب الشيوعي. ولم يكمل الدورة نسبة لصدور قرار حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان.
أصبح سكرتيراً عاماً للحزب الشيوعي السوداني عقب اغتيال عبد الخالق محجوب في عام 1971 م ثم اختفى من نظام مايو حتى انتفاضة أبريل 1985 م.
انتخب عضواً بالبرلمان عن الحزب الشيوعى السودانى عام 1986. وظل يباشر مهام العمل النيابي والسياسي حتى يونيو 1989 م.
باشر العمل السياسي حتى انعقاد المؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي السوداني في يناير 2009 م حيث تم انتخابه سكرتيراً سياسياً للحزب الشيوعي.
محتويات
كتبه ومؤلفاته عدل
“قضايا الديمقراطية في السودان”
“حوار حول النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية”
“علاقات الأرض في السودان: هوامش على وثائق تمليك الأرض”
“علاقات الرق في المجتمع السوداني”
“حوار حول الدولة المدنية.”{1}
وفاته عدل
توفي محمد إبراهيم نقد في يوم 22 مارس 2012 م في لندن بعد أن سافر إليها طلباً للعلاج.
شكرأ على هذا التعريف القيم بحياة رفيقنا محمد إبرهيم نقد-عبد الرحمن. تقبله الله على حياة كرسها لخدمة الكادحين والمستضعفين.
محمد إبراهيم نقد من مواليد مدينة القطينة (1930 م – 22 مارس 2012) زعيم سياسي سوداني. تلقى تعليمه الأولى والوسطى بالعديد من مدن السودان حيث ظل متنقلاً مع عمه. شارك في المظاهرات ضد الاستعمار عام 1946 م إبان مرحلة الحراك السياسي لمؤتمر الخريجين. تلقى تعليمه الثانوى بحنتوب الثانوية وكان من بين زملاء دفعته الرئيس الاسبق نميرى. وشارك خلال الدراسة في المظاهرات التي كان ينظمها طلاب المدرسة المساندة للحركة الوطنية كالمظاهرات المؤيدة لإضراب الجمعية التشريعية.
يؤمن بقيام دولة ذات نظام علماني.
برزت ميوله للأنشطة الثقافية بالجمعية الأدبية، وكان مشرفاً على جمعية التمثيل والمسرح التي قدمت أعمالاً لخالد أبو الروس وشكسبير وجورجي زيدان.
أكمل دراسته الجامعية بجامعة صوفيا (بلغاريا) وتخرج من كلية االفلسفه بعد أن فصل من جامعة الخرطوم كلية الاداب.
عاد للسودان وتفرغ للعمل السياسى في سكرتارية الحزب الشيوعى السودانى.
اختفى لمباشرة مهام العمل السياسي السري بعد الإطاحة بالنظام الديمقراطي في 17 نوفمبر 1968 م واعتقل لمدة عام.
انتخب عضواً بالبرلمان عن دوائر الخريجين في عام 1965 م مرشحاً عن الحزب الشيوعي. ولم يكمل الدورة نسبة لصدور قرار حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان.
أصبح سكرتيراً عاماً للحزب الشيوعي السوداني عقب اغتيال عبد الخالق محجوب في عام 1971 م ثم اختفى من نظام مايو حتى انتفاضة أبريل 1985 م.
انتخب عضواً بالبرلمان عن الحزب الشيوعى السودانى عام 1986. وظل يباشر مهام العمل النيابي والسياسي حتى يونيو 1989 م.
باشر العمل السياسي حتى انعقاد المؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي السوداني في يناير 2009 م حيث تم انتخابه سكرتيراً سياسياً للحزب الشيوعي.
محتويات
كتبه ومؤلفاته عدل
“قضايا الديمقراطية في السودان”
“حوار حول النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية”
“علاقات الأرض في السودان: هوامش على وثائق تمليك الأرض”
“علاقات الرق في المجتمع السوداني”
“حوار حول الدولة المدنية.”{1}
وفاته عدل
توفي محمد إبراهيم نقد في يوم 22 مارس 2012 م في لندن بعد أن سافر إليها طلباً للعلاج.
شكرأ على هذا التعريف القيم بحياة رفيقنا محمد إبرهيم نقد-عبد الرحمن. تقبله الله على حياة كرسها لخدمة الكادحين والمستضعفين.