أخبار السودان

قصف اليرموك هل يتسبب بأزمة للسودان؟

عماد عبد الهادي الخرطوم

ما زالت تداعيات قصف مجمع اليرموك السوداني للصناعات العسكرية قبل نحو أسبوعين تلقي بظلالها على المشهد السياسي في البلاد، وتؤثر ليس فقط على علاقة الحكومة بمعارضيها من الأحزاب، بل وعلى مؤسسات الحكومة نفسها وفي مقدمتها وزارة الخارجية.

فقد شكا وزير الخارجية علي أحمد كرتي من أن وزارته “آخر من يعلم” بالقصف الذي اتهمت به الخرطوم إسرائيل، وتحدث عن ضعف في التنسيق بينه وزارته وبقية الأجهزة الحكومية كشفته حادثة الاعتداء.

وأضاف في برنامج تلفزيوني أمس السبت أن الخارجية علمت بوصول البوارج الإيرانية إلى ميناء بورتسودان “من أجهزة الإعلام”.

تشويش
كما قال إن “وصول البوارج الإيرانية عمل على تشويش موقف الحكومة السودانية”.

وتحيي تصريحات الوزير الجدل القائم إزاء الدور الحاكم لوزارة الخارجية في رسم سياسة البلاد الخارجية وتنفيذها وتقويمها، في ظل شكاوى متزايدة من الوزارة من تدخلات مؤسسات أخرى في عملها، وهو ما أفسد ويفسد علاقات السودان بالآخرين.

ويرى دبلوماسيون وأكاديميون أن الخارجية لم تعد تمسك بكل ملفات السياسة الخارجية “مما أضعف دورها”. ويحذر هؤلاء مما يجره ذلك التدخل الخارجي من إضعاف لسيادة الدولة ووحدتها وتماسكها.

استثناء سوداني
ويعتقد أستاذ السياسة الخارجية بالمعهد الدبلوماسي بالخارجية عبد الرحمن أبو خريس أن صناعة السياسة الخارجية لأي بلد من المهام الأصيلة لوزارة خارجيته “وهو الأمر الذي لا ينطبق على السودان”.

ويعزو أبو خريس هذا الخلل إلى “مركزية القرار السياسي في البلاد الذي أثر على أداء الوزارة بشكل عام” مشيرا إلى مجموعة محددة تؤطر السياسة العامة للدولة بشقيها الداخلي والخارجي “مما ساعد في ترسيخ انطباع عام بأنها لا تتخذ إلا ما يتماشى مع النافذين في الدولة”.

ويضيف أن ما صرح به الوزير عن عدم علم وزارته بوصول البوارج الإيرانية يشير إلى وجود “خلل كبير”.

جرس إنذار
كما قال إن عدم استبعاد وزير الخارجية احتمال تعرض السودان لهجوم آخر يعد بمثابة “جرس إنذار من مغبة خلط أوراق السياسة الداخلية والخارجية للبلاد”.

لكن الخبير الدبلوماسي السفير الرشيد أبو شامة يعتقد أنه ما كان للوزير التصريح بعدم قدرة وزارته على التعاطي مع المؤسسات الأخرى بسبب سوء التنسيق “لأن الوضع المثالي أن يكون ذلك القول في اجتماعات المسؤولين الحكوميين المشتركة وليس نشره عبر أجهزة الإعلام”.

لكنه مع ذلك يرى أن الوزير غير ملام على توضيحاته لأنه يدافع عن موقف الوزارة أمام الرأي العام الذي تساءل عن صمت الوزارة لأيام بعد “الاعتداء الإسرائيلي”.

أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم الجيلي محمد أحمد فيري أن استلاب دور الخارجية في صناعة السياسة الخارجية وتصدي مراكز أخرى في النظام الحاكم للمهمة “أمر مقلق للغاية لأن ما ترتب على ذلك غاية في الوضوح”.

وقال للجزيرة نت إن الخارجية نجحت إلى حد ما في تحسين علاقات السودان بالغرب مما يستدعي دعمها لتنفيذ السياسات المناسبة لذلك.

وأشار إلى قدرات السودان في مناهضة المشروع الصهيوني انطلاقا من علاقاته العربية والإسلامية “أو حتى عن طريق علاقات متوازنة مع الدول الغربية”.
المصدر:الجزيرة

تعليق واحد

  1. السبب الرئيسي لمشاكل السودان هي ( الشلاقة ) ناس الحكومة عاوزين يكونوا فلسطينيين اكثر من الفلسطينين انفسهم ( والمثل يقول امشي عدل يحتار عدوط فيك ) يورطوا انفسهم في مشاكل هم مش قدرها هذا بالاضافة الي التصريحات المشارتره لبعض المسئولين ( واحد قال لو اسرائيل جات بالبر نلحقهم بالسواطير ) بالله دا كلام كل واحد يصرح على كيفه ووزارة الخارجية اخر من يعلم ….

  2. السبب الرئيسي لكل هذا الخلل بالبلاد انه المسؤولين بقوا ساكين مصالحهم الخاصة فكلهم او جزء مقدر منهم عشان ما اظلم آخرين اصبحوا تجار و رجال اعمال وناس بزنس اي شركة او مصنع او صفقة تجاريه او استثمار او تهرب ضريبي او اعفاءات جمركيه وراه اما مساعد رئيس او وزير او والي او معتمد او نائب برلماني او مسؤول حكومي ايا كانت درجته ياخ ديل ما خلوا حاجه في السوق ما دخلوا فيها حتى الحمامات العامة استثمروا فيها وطبعا نسوا حاجة اسمها مسؤولية وواجب و خطط للعمل و غيره و ما يذكروا مسؤولياتهم الا لمن تجيهم ضربة قوية زي ضربة اليرموك فيصحوا شويه و بعد فتره يتنسي الموضوع و(ترجع حليمه لقديمه) .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..