أخبار السودان

الديمقراطيون يحتفظون بالأغلبية في «الشيوخ».. والجمهوريون في «النواب»

احتفظ الديمقراطيون بسيطرتهم على مجلس الشيوخ، بعد سيطرتهم على مقاعد اشتعلت فيها المنافسة مع الحزب الجمهوري في ماساشوستس وإنديانا، كما احتفظوا بالمقاعد التي يشغلونها في المجلس السابق بما في ذلك ولايات فيرجينيا وميسوري، وحققوا انتصارات ملحوظة في ولايات فيرجينيا وأوهايو وكونتيكيت. وبذلك أصبح مجلس الشيوخ يضم 53 ديمقراطيا و45 جمهوريا واثنين من المستقلين.

وبدورهم، احتفظ الجمهوريون بالهيمنة في مجلس النواب، وفاز 239 جمهوريا مقابل 195 ديمقراطيا، إضافة إلى عضو مستقل واحد. وتظهر هذه النتائج أن الكونغرس سيستمر في مواجهة انقسام حزبي كبير، مع قدرة الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ على التأثير على أجندة واشنطن خلال العامين المقبلين. ومن المتوقع أن يشهد الكونغرس مزيدا من التأزم حول القضايا الرئيسية خلال السنوات الأربع القادمة في الولاية الجديدة للرئيس أوباما، حيث سيكون على مجلسي الكونغرس التحرك لمواجهة ما يسمى بالهاوية المالية، بعد الارتفاع الكبير في عجز الموازنة، وسيستلزم ذلك اتخاذ إجراءات جذرية فيما يتعلق بالضرائب وتخفيضات الميزانية وسقف الدين العام.

وقد أصيب الجمهوريون بخيبة أمل من نتائج مجلس الشيوخ، بعد تخطيطهم للفوز بأغلبية مساوية للديمقراطيين، لكن الهزيمة لحقت بهم. وكان أبرز الانتصارات التي حققها الديمقراطيون فوز إليزابيث وارين على السيناتور الجمهوري المعتدل سكوت براون في ولاية ماساشوستس. وتعد إليزابيث وارين (63 عاما) أستاذة القانون في جامعة هارفارد، من أبرز النشطاء في مجال الدفاع عن حقوق المستهلكين وحقوق التقاعد لكبار السن وشبكات التأمين الاجتماعي. وفي الخطاب الذي ألقته بمناسبة فوزها تعهدت بمحاسبة الأغنياء الكبار وبحماية التأمينات الاجتماعية للمتقاعدين، وأكدت أنها ستعمل على أن يدفع المليونيرات والمليارديرات الالتزامات المفروضة عليهم.

وقد فازت تامي بالدوين (50 عاما) في ولاية ويسكونسن لتكون أول امرأة مثلية الجنس (سحاقية) تشغل منصب سيناتور عن الحزب الديمقراطي، وقالت في خطاب عقب فوزها «لا تخطئوا، فأنا فخورة بأنني تقدمية من ويسكونسن». كما فازت نانسي بيلوسي بمقعدها في مجلس النواب عن ولاية كاليفورنيا. وفاز النائب الديمقراطي جو دونيلي مسجلا مفاجأة كبيرة في سباق مجلس الشيوخ عندما فاز ضد مرشح تيار الشاي ريتشارد ميردوخ.

أبرز المفاجآت أيضا جاءت بعودة أحد أفراد عائلة كيندي إلى الكونغرس، بفوز جو كيندي الثالث (32 عاما) وهو ابن عضو مجلس النواب السابق وحفيد السيناتور روبرت كيندي. وقد فاز على منافسه الجمهوري شين بيليت في معركة للفوز بمقعد النائب الليبرالي بارني فرانك الذي أعلن تقاعده عن العمل.

ورغم سقوط حلم بول رايان في أن يصبح نائبا للرئيس – بعد هزيمة المرشح الجمهوري ميت رومني – فإنه استطاع الاحتفاظ بمقعده نائبا عن ولاية ويسكونسن، وهو المقعد الذي يشغله مند عام 1998 ويسمح القانون الأميركي بالمنافسة على كلا المقعدين (نائبا للرئيس ونائبا لمجلس النواب) ويشغل رايان منصب رئيس لجنة الميزانية في مجلس النواب.

في المقابل، تمثلت أبرز الهزائم للحزب الديمقراطي في خسارة النائب الديمقراطي بن شاندلر إعادة انتخابه لمقعده الذي شغله لخمس دورات، وفوز الجمهوري اندي بار عليه. وفازت عضو تيار الشاي المستقل ميشيل باكمان – التي حظيت بشهرة واسعة خلال الفترة القصيرة التي قدمت فيها نفسها كمرشحة للفوز بترشيح الحزب الجمهوري على انتخابات الرئاسة وانسحبت بعد فترة قصيرة – على الديمقراطي الثري جيم غريفز بعد معركة ساخنة في ولاية مينيسوتا. وفي تكساس فاز الجمهوري تيد كروز على الديمقراطية كاي بابلي محققا فوزا سهلا.

ومع فوز الرئيس أوباما بفترة ولاية ثانية، واحتفاظ الديمقراطيين بسيطرتهم على مجلس الشيوخ، فإنهم يشعرون بقدر أكبر من الجرأة والحماس للمضي في مخططاتهم لفرض ضرائب أعلى على الأغنياء، وضرائب أقل على أبناء الطبقة المتوسطة لخفض عجز الميزانية.

وأولى القضايا التي سيوجهها الكونغرس خلال الأسبوع المقبل – بعد عودة الكونغرس من عطلته – ستكون محاولات التوصل إلى اتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين لمواجهة انتهاء التخفيضات الضريبية التي أقرها الرئيس السابق جورج بوش والبدء في خفض تلقائي في الإنفاق الحكومي. ويبحث الكونغرس فرض ضرائب أعلى لتحصيل 400 مليار دولار وإجراء خفض 100 مليار دولار في الإنفاق العسكري الذي يعد خفضا تلقائيا نافذ المفعول في يناير (كانون الثاني). ويحذر الاقتصاديون من أن الجمع بين الإجراءين قد يدفع البلاد إلى الركود مرة أخرى.

وعلق تيري مادونا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرانكلين والمارشال بولاية بنسلفانيا، قائلا «إن النتائج تشير إلى أنه سيكون لدينا مجلس نواب يسيطر عليه الجمهوريون يميل إلى اليمن ومجلس شيوخ يسيطر عليها الديمقراطيون ويميل إلى اليسار، وسيكون من الصعب جدا التوصل إلى حل وسط». ويشير مراقبون سياسيون إلى أن الفجوة الحزبية المستمرة سوف تجعل من الصعب تمرير التشريعات الرئيسية في الكونغرس.

وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ هاري ريد «الآن الانتخابات قد انتهت، وحان الوقت لوضع السياسة جانبا والعمل معا لإيجاد الحلول». فيما أكد رئيس مجلس النواب الجمهور ي عن ولاية أوهايو جون بوينر استعداده للعمل مع أي شريك سواء كان جمهوريا أو ديمقراطيا، وقال «الشعب الأميركي يريد حلولا، وعلينا إيجاد أرضية مشتركة واتخاذ خطوات معا لمساعدة اقتصادنا على النمو وخلق فرص العمل، وهو أمر حاسم في حل قضية الدين».

الشرق الاوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..