أخبار السودان

عزيزي القارئ أكمل باقي الحلم

(1)
الديمقراطية في دول العالم الثالث مثل جلد البقر تحتاج إلى زمن حتى تتحول إلى (حذاء) يلبسه الطاغية.
(2)
المواطن السوداني اشتكى وبكى واحتج ونقنق ورطن وحاول أن يغير أوضاعه نحو الأفضل، ولكنه لم يجد الاستجابة لا من حكومته ولا من معارضته ولا من الجالسين في الوسط لا إلى هولاء ولا إلى أولئك.. فاكتب يا تاريخ أنه حاول فنال شرف المحاولة وسعى ولم يدرك النجاح!
(3)
ومجزرة خان شيخون السورية والتي قُتِلَ فيها عدد كبير من الأطفال بواسطة سلاح بشار الكيماوي جعلت إسرائيل الدويلة الكافرة تستنكر وتندد بهذه المجزرة وتصف ما حدث بأنه جريمة ضد الإنسانية (بالله شوف الأوضاع في سوريا تحنن الكافر) بينما الجانب العربي والمسلم ترك حتى الشجب والإدانة والاستنكار ومارس الصمت والسكوت؛ بينما عند وقوع تفجيرات بطرسبيرج بروسيا قامت عدد من الدول العربية والإسلامية بإرسال رسائل تعزية للحكومة الروسية وأعلنت وقوفها وتضامنها مع الشعب الروسي ضد الإرهاب..
والحمد لله لم تصل على الضحايا صلاة الغائب.
ولما ارتكب بشار الأسد ونظامه مجزرة خان شيخون التزمت الحكومات العربية والإسلامية قصورها ومكاتبها والتزمت الهدوء ولسان حالها يقول: (وإحنا مالنا ديل سوريين بقتالوا في بعض) ومتى تترك الدول العربية والإسلامية العمل بالمنطق الجحوي (نسبة إلى جحا) الذي قالوا له إن النار اندلعت في قريتكم فقال: الحمد لله بعيدة عن داري فقالوا إنها في دارك فقال الحمد لله بعيدة عن (سروالي)!! وسكت الراوي عن إكمال قصة جحا رأفة ورحمة بالسادة القُراء.
(4)
وجدي الكبير المهدي الإمام أو المهدي الجد يسألني: السودان عملتوا فيه شنو؟ وأنا صامت صامد.. فيضربني بسوطه الغليظ: ما تتكلم يا جنى؟ وأنا لا أجد إجابة، فقال: أوع تكونوا بعتوهو؟ ولا قسمتوه؟ ولا جاء زول غريب واحتلاهو؟ ما ترد يا جنى؟ ولما اشتد الضرب علي قلت له: شوف يا جدي السودان باعوه وقسموه واحتلوه الناس الحُمر والصُفر والحبش والعبرة والغصة تكاد تقتل جدي للمرة الثانية ومن خلال دموعه يقول لي: أها أولادي وأحفادهم عملوا شنو؟
فقلت: لو قلت ليك حتدقني؟ فقال: خلاص تاني ما بدقك، خلاص إتكلم، فقلت له: يا حاج والله أولادك متشاكلين مع بعض والواحد فيهم بقى يشاكل ضلو وانقسموا وكل واحد فيهم لبس ليهو أم جكو وعمل ليهو حزب – طلب منى مواصلة الكلام – قلت له: بس الحمد لله ولدك الصادق بقى رئيس وزراء. وفرح جدي الكبير وقال لي: طيب دا كلام كويس وبعد داك الحصل شنو؟
فقلت له: شالوه من الحكم وخلوه زي ابن بطوطة لافي من دولة لدولة وفي ناس اتهموه بأن سيفه مع المعارضة وقلبه مع المؤتمر الوطني. قاطعني جدي: شنو المعارضة دي؟
وشنو المؤتمر الوطني دا؟ فقلت له: دي قصة طوووويلة و..و..وتضايق جدي من كثرة السرد والحكي.
فلوح لي بالسوط وقال: شوف يا جنى طممت بطني والكلام اقصرو هسع الحاصل شنو؟ فقلت له: الصادق رجع للبلد فسألني جدي: رجع لشنو؟ فلم أرد؛ ثم سألني: أها أولاد ولدي الصادق عملوا شنو؟ فتوكلت على الله وقلت له: اشتغلوا مع المؤتمر الوطني وتاني جدي سألني: المؤتمر الوطني دا شنو؟ وأترك لك عزيزي القارئ مهمة إكمال باقي الحلم.
(5)
والكُتاب هم رُسل للإعلام فهم يعلمون الناس من حولهم بما يجري ويحدث ويبينون لهم ما يُحاك ضدهم من دسائس ومؤامرات ويعرضون لهم مشاكلاتهم وقضاياهم وقد يدفعون الثمن حياتهم وهو ما كان يفعله دكتور زهير السراج والأستاذ عثمان شبونة؛ اللهم فك أسرهما وحظرهما وعجل لهما بالنصر وبالفرج وردهما سالمين غانمين إلى القُراء والمحبين.
الجريدة
______

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..