نص سردي :- خارج السياق

نص سردي :-
خارج السياق
كبرق يلتمع خطفاً
و ذاكرة تتوهج لماماً
حينما تُفتح نوافذ مؤصدة
على حين بغتة
تتدفق مياه الأزرق
هدارة
مفتونة بعنفوانها
تغزو عنوة تخوم الأبيض
فيتلقاها موسعاً
ما بين ضفتيه
كجواد مضياف
و عند إقترانهما
أصدح بأنشودتي
شدواً شجياً
معمداً بالعزائم
و نجمة الفجر
تتضاءل متخافتة
كولوج النهار في الليل
كإنسلاخ الليل من النهار !؟!؟….
* * *
خرج ذات حين
مدلهماً
غريباً
يتخبط
خبط عشواء
تتخطفه مواطن الإغتراب
تطويه الأحابيل
مقصياً !!؟…
يتعلق بأذيال الرحائل
لا يلوي على شئ !؟!؟….
مصلوباً !!؟…
على بوابات المدن الغريبة
يستعيد هناءات العمر الزاهر
يتخايل له كمدن السراب
بعيدة و قبض ريح
تذهب جفاءً !؟!؟….
و يمكث في المنافي متوحداً
بلا إسناد !!!؟….
* * *
كنت مفردة حوشية
بل حدثاً عارضاً
يتوارى بين ثنايا نص شعري
أفلته يراع شاعر أرعن
فظل يبحث عن حشد
لم أجد منبراً
و ضل السبيل الى الحشد
أترسم خطى اللاحقين
و لا ينظر الى السابقين
كأني موجة حمقاء
تتقاطر صوب رمال الشاطئ
متكسرةً
غدوتُ مقبلاً
صدته جحافل العسكر
فضضتُ مظروفي المختوم بالأحمر
فلم يجد سره !؟!؟…
طفقتُ أخفي سوأتي
من ورق كتبه المرتجعة
عُصف برهطي !!؟…
فما عاد ذلك الفتى الصنديد
ثاقب الأشياء
تقهقرتُ مدحوراً
مهدور المصير
لائذاً بغربتي !!؟…
* * *
قرين البين
شفه الحنين
لتلك الأزمنة المتباعدة
غافل إنتباهه !؟!؟…
تذكرتُ المناهل العذبة
تعلق بأهدابها
طفقتُ أروي أشواقي
بتجلياتها
غرق في لجة الحلم
إنتشلتُ وعي
إصطدم بأفق مسدود
أغلقتُ بوابات العودة
تشرنق في محارته
خفقتْ فوق هامتي
رآية بيضاء !!؟…
* * *
طوته عقود السنين
غلفتْ المهاجر سيمائي
طمستْ تمايزه
بهتتْ ألوان هويتي
إستحالتْ رمادية
ذهبتْ ريحي
أنحسرتْ أمواجه
ضعف تدفقها
إرتحلتُ هائماً
بلا يقين !؟!؟….
ضل
تهتُ
تتعرج سبله
ألج مداخل الأنفاق
دالفاً الى منتهاها
تتلمس عيناه ضوءً
عالقاً بالأفق !!؟…
* * *
هذه لحظة الندم الصادم
الكوميديا السوداء !!؟…
موت الأشواق النبيلة
إنسحاب آخر الرجال الثائرين
عن صدارة التصدي
إلتفاف أضلاع المثلث
حول مركز الدائرة
عبر أحابيل الدهاة
و سدنة الطغاة الغاصبين
* * *
هذا زمان القتل البارد
إنحسار المذاق الطازج
إندثار زهارة الحياة
و هيمنة الأهواء !؟!؟…
و حضور الموت كثيفاً !؟!؟….
حيث تُختصر البراءة في المهد !!؟…
* * *
إنطوى
إنطويتُ
كبا
كبوتُ
تلاحقه طيور الظلام
تلاحقني
فرَّ
فررتُ
* * *
منبوذاً
مُلْقى على قارعة الطريق
تتلمس خطاه الوئيدة
أرضاً رخوة !!؟…
تتعدد مهاجره
أوغلتُ في التنائي
على حين غِرة
إنفتح نصي
ظل مبتوراً
بلا نهاية !؟!؟….
لستُ الراوي
أنا السارد
كمفردة تشع بالدلالات
إنتزعتْ عنوة عن سياقها
فظللتُ خارجه
أرصد وميضاً
تحت الرماد !؟!؟….

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ستُ الراوي
    أنا السارد
    كمفردة تشع بالدلالات
    إنتزعتْ عنوة عن سياقها
    فظللتُ خارجه
    أرصد وميضاً
    تحت الرماد !؟!؟….

    * تحياتي.. اخ فيصل.. نص جميل وباهر.. نحي فيك هذا الروح التجديدي الجامح..لم تعد تطيق أي شكل تقليدي للسرد .. وواضح أنك لا تؤمن بتلك الحدود البالية للأجناس وتمارس عمليا عولمتها وخلطها عمدا.. لفتح أفاق جديدة للمعنى.. فلا يوجد متمرد أشرس وأقوى من فكرة “المعنى” نفسها.

    هذا النص يشتغل في برادايم جديد.. تتوحد فيها ارادة القصة القصيرة مع ارادة الشعر(قصيدة النثر).

    مودتي

    عبد الماج

  2. طال غيابك
    أخي عبد الماجد عبد الرحمن
    الناقد المتجاوز المختلف
    فكدت أفقد بوصلتي
    و يتراخى نزوعي
    صوب مساراتي التي إحتفرتها
    عبر عقدي من الزمان !!؟…
    أنعم بك من ناقد عاشقاً للتجريب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..