ضرار صالح ضرار ـ قرن من التاريخ (2)

[CENTER]ضرار صالح ضرار ـ قرن من التاريخ
الجزء الثاني
[/CENTER]

تحدثنا في الجزء الأول عن السيرة الذاتية للأستاذ ضرار صالح ضرار، وبما أن كل الذين يعرفونه يعرفونه على أنه مؤرخ فقط والكثير لا يعرفون بأنه أديب والذين درسوا قصيدته (يا كناراً قد تغنى في القفار) يعتقدون أنها قصيدته الوحيدة ولكنها اشتهرت لأنها كانت ضمن المقرر المدرسي. ونحن هنا نلقي الضوء على بعض قصائده المناسبة لهذا المقام من ديوانيه “لذيذ كل ما كان” و”ضياء وضباب”. وفي مناسبة أخرى بإذن الله نتحدث عن كتبه الأدبية مثل “هل كان عنترة سودانياً” و”الحب في شعر العقاد”.

قال الشاعر ضرار في الرثاء رحمه الله وأدخله فسيح جناته بإذنه تعالي وهو يرثي أمير المحسنين بشرق السودان الشيخ محمد البربري:

حياتك لا تعادلها حياة وموتك لا يعادله ممات

ففي الأولى علوت ولن تجارى وعند الموت ظللنا في سبات

علوت عن المطامع لا تبالي أهذا الكون تبر أم نواة

وفي رثاء الإمام عبدالرحمن المهدي قال:

لم يبك طرفي ولن يبكي عليك فما خلقت إلا لكي تستنهض الهمما

فعلمتنا كيف نلقى البأس مضطرباً والجمع ملتطماً والشر محتدماً

علمتنا الصبر والأحداث محدقة فليس يرهبنا أن حشدها قدما

وفي الأسد السوداني الأمير عثمان دقنه قال:

فيض من الإلهام يسري كالسنا في الخاطر

ما زال يعصف في الضلوع وبالفؤاد الحائر

يا ملهم الشعراء يا وحي البيان الزاخر

شيّدت مجدك بالسداد وبالفعال النائر

وفي رثاء زميله بالكلية أحمد عبدالوهاب قال:

قضاء ليس يدفعه الشباب وأمر لا ينهنهه المصاب

تلاحقنا المنون فلا قضاء نلوذ به ولا بحر عباب

فصبراً يا فؤادي اليوم صبراً فإن حياتنا الدنيا سراب

فهذا اليوم أحمد لا يلبي ولم يسمع له أبداً جواب

وقال في الزعيم الهندي غاندي:

أنت في الأرض يا زعيم الهنود شعلة الحق في ظلام الوجود

وفي ديوانه لذيذ كل ما كان

قال عن الإمام عبدالرحمن المهدي:

سليل المجد الراحل السيد عبدالرحمن المهدي:

شاهدت نعشك في الأكتاف كالعلم والأرض خاضعة الأبصار في ألم

وقال في قصيدة عن الأستاذ والمربي الجليل عبدالرحمن علي طه:

كتبت إليك من بلد الحديد ـ كتاباً ضج من خبب البريد

بعثت إليك أسود في بياض ـ وقد يغنيك عن بيض وسود

ومثلك من تفهم كل نفس ـ ويعلم بعض أسرار الوجود

ولي في (الفخر) عندكم مثال ـ (وإبراهيم) في العزم الوطيد

فبثهما سلام أخ حميم ـ يرى ذكراهما مثل السجود

وقل للساكنين خذوا سلاماً ـ وشوقاً جاء من قلب مريد

وهاك قصيدتي في جوف ظرف ـ فإن فتى (الرضا) بيت القصيد

وكتب قصيدة عن محمد بن القاسم الثقفي الذي فتح بلاد السند وهو في التاسعة عشر من عمره:

سرى كالنور يخترق القتاما ـ ويقتحم الدجنة والظلاما

ويمعن في مسالكها ولوجاً ـ ويحسر عن محارمها اللثاما

وينشر في دنا الفوضى نظاماً ـ يظل على مدى الدنيا سلاما

له جيشان من نور ونار ـ لمن فقد البصيرة أو تعامى

وقال عن أستاذه عبدالله محمد عمر البنا العام 1946م:

إلى رب القصائد والمعاني ـ مليك الناظمين مدى الزمان

إلى البناء ذي القدح المعلى ـ ومن ملك المشاعر بالبيان

إليك كتبت يا شيخي كتاباً ـ يسوق إليك شوقي وافتتاني

فبالبناء يفخر كل جيل ـ وليس (ضراره) صنواً لبان

من أهم انجازاته وما أكثرها أنه شارك في إعداد موسوعة الأمير سلطان بن عبد العزيز.

كان رحمه الله متعدد المواهب ـ شاعر وأديب ومؤرخ مؤلفاته تحكي قصة حياته. كان متسامحاً وإنسانياً في تعامله مع الآخرين لا يعرف الغضب ولا الإنفعال. وكان يحتفظ بمكتبة عامرة.

إن تأبين المؤرخ ضرار مناسبة لنذكر فيها سعدالدين فوزي (مصور) الشاعر والأديب والشيخ البنا وعبدالرحمن علي طه والبربري وغير متجاهلين إمام الهدى الإمام محمد أحمد المهدي والإمام السيد عبدالرحمن المهدي والإمام السيد الصديق والإمام السيد الهادي رحمهم الله جميعاً. ساعد المؤرخ ضرار الكثير من طلاب العلم في إعداد رسائلهم في الماجستير والدكتوراه وفي البحوث وكان منزله العامر كعبة لطلاب العلم والأدب في مدينة الرياض بالسعودية.

وأخيراً لا بد من الإشادة بالسيدة الزوجة التي هيأت له الجو لكي ينتج ويبدع ـ أم الكابتن سيف الدولة والدكتورة المهندسة هند. كان رجل عائلة وبيت نبيه ومكتبة غنية. قال الشعر في زوجته أعانها الله وكان الجد الحنون لأحفاده ومنهم من سوف يسير على دربه بإذن الله تعالى. كان هاديء الطبع ليس له خصوم وكل الناس أصدقاؤه. كان نشطاً في نادي الخريجين من أول فترة عمله متطوعاً في السكة الحديد ببورتسودان أثناء الحرب العالمية الثانية. قال الشعر في أرض الجزيرة ومدح أهلها الكرام عندما سافر مشياً على الأقدام من سنار إلى الخرطوم مروراً بالعمارة وأربجي بلد أحبابه آل علي طه. كذلك طاف بكثير من مناطق الشرق خاصة جنوب مدينة طوكر، وعندما عمل معلماً في خورطقت تعرف على كل قبائل كردفان وقراها وتاريخها.

كان المؤرخ ضرار عالماً نفسانياً أنظر كيف شرح موت الحجاج وهو يعاني من إعدامه لسعد بن جبير وكيف كان العقاد يعاني من الحب في شيخوخته. كان ضرار عارفاً بالنفس الإنسانية. وكم تحدث عن إيجابيات السلام ودمار الحروب، أنظر قصيدته في محاكمات نورمبيرج. كان وثائقياً يحتفظ ببعض الوثائق مثل خطابات الزعيم الأزهري للوالد، وفرمانات (قرارات) الدولة العثمانية في سواكن وغيرها الكثير، كان قليل الكلام إلاّ عندما يطلب منه أن يتكلم ولكنه كثير الأفعال الفكرية والأدبية في مواضيع مهمة جداً، أنظر قصيدته في سواكن ـ تاريخ مجيد أو مرثية الإمام عبدالرحمن المهدي. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.

سليمان صالح ضرار
[email][email protected][/email]

‫6 تعليقات

  1. مع احترامنا الشديد لاخوك ربنا يرحمو ويغفر ليهو الا انو مرات عندو شطحات وتغيير فى الحقائق الراسخة لدى عامة الناس كقوله الصحابة هاجروا الى السودان وليس إلى الحبشة دا طبعا مثال واحد فقط واخوك زول عادى جدا ما عارف حكاية التقديس دى اخدتوها من منو ،، مرات بتحسسنا انو اخوك دا ملك من الملائكة ما بشر ،، فى قناعة لازم تعرفها اى زول كان دكتور او اديب او مؤرخ او بروفسور ما يحتاج لتلميع وتشهير ونشر سيرته الذاتية بالطريقة دى ،، أعماله هى اللى حتتكلم عنه ولا شعوريا حتلقى الناس تتكلم عنه لانها استفادت من كتاباته ومن علمه ، اما الزول اللى يشعر بالنقص فيحتاج لمثل هذه الكتابات والنشر والاعلام وغيره ،،،

    1. السفيه

      .

      يخاطبنى السفيه بكل قبح وآنف أن أجيب على السفيه
      لأن السفه فى الأنذال إرث إلى الولد المدلل من أبيه
      يجمعها من الأجداد دهرا ليورثها ، متى اكتملت ،بنيه
      فتلقى كل منهم دبليوسيهاً تجمعت الوساخة ملء فيه
      وإذ ما بزَّ واحدُهم أخاه يقربه أبوه ، ويصطفيه
      ويكلؤه بعين السفه حتى يشب وطوق السفه فيه

      ________________________________

      دبليوسيها W C أى ( بيت ماءٍ )

  2. رحم الله العملاق ضرار رحمة واسعة بقدر ما أعطى وبقدر ماقدم لكل السودان في كل المعارف التي توثقها انت ياسليمان ..نرجو المزيد من تاريخ هذا الرجل الكبير فهو نبع لا نستطيع الرواء منه مهما شربنا ..شكرا لك اخي سليمان ونحن في انتظار المزيد.

  3. يرحمه الله

    شعره فصيح لأنه استاذ لغة عربية وأكيد كان يجيد لهجات الشرق المحلية الرطانة..

    ارجو ان لا يكون شعره طلبا لعائد مادي او معنوي او وظيفي فرثاؤه للشيخ البربري المعروف بالثراء العريض وكذلك رثاء زعيم طائفة الانصار عبدالرحمن المهدي ثم مدحه لعبدالرحمن علي طه الذي كان موظفا كبيرا في معهد بخت الرضا ثم مديرا ووزيرا للمعارف..

    نسأل الله له الرحمة والغفران ..

    1. كل يرى الناس بعين طبعة واقبح القبيح ظن السوء في غير اهله وفي انسان ترك الدنيا الفانية ولا يقدر الرد عليك ولكن له رب عليم عزيز . أخي العزيز لن اسئ لك ، فقط لأن الوالد كان لايرضى برد الإساءة بمثلها على الرغم من أني قادر ان ارد لك الصاع صاعين ولكنك شخص اعماه الحسد فاصبح ينفث سمه رغبة في الظهور . لم يكن ضرار بحوجة للمال من أحد فقد أكرمه الله بفضله عن سؤال من دونه ولم يحتاج مركز او منصب فقد عرفه القاص قبل الدان وعبر علمه الى الخارج قبل الداخل فإذا كان جهلك اعماك عن سيرة إخوة لك فاسأل الله أن لا يعمي بصيرتك بحسدك.
      مدحه للبربري وغيرهم كان لأنهم كانوا من مدينة واحده تجمعهم علاقات اسريه واجتماعيه وحب لوطن واحد.
      سيف الدولة ضرار

    2. كل يرى الناس بعين طبعة واقبح القبيح ظن السوء في غير اهله وفي انسان ترك الدنيا الفانية ولا يقدر الرد عليك ولكن له رب عليم عزيز . أخي العزيز لن اسئ لك ، فقط لأن الوالد كان لايرضى برد الإساءة بمثلها على الرغم من أني قادر ان ارد لك الصاع صاعين ولكنك شخص اعماه الحسد فاصبح ينفث سمه رغبة في الظهور . لم يكن ضرار بحوجة للمال من أحد فقد أكرمه الله بفضله عن سؤال من دونه ولم يحتاج مركز او منصب فقد عرفه القاص قبل الدان وعبر علمه الى الخارج قبل الداخل فإذا كان جهلك اعماك عن سيرة إخوة لك فاسأل الله أن لا يعمي بصيرتك بحسدك.
      مدحه للبربري وغيرهم كان لأنهم كانوا من مدينة واحده تجمعهم علاقات اسريه واجتماعيه وحب لوطن واحد.وعمر البنا كان استاذه فاعترافا بجميله لأستاذه نظم فيه القصيدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..