لغة القرآن..الألوهية و الربوبية

لغة القرآن لغة عجيبة تتميز بخواص كثيرة لا أحسب أن شخصى الضعيف قادر على حصرها كلها لكن أذكر منها الفصاحة و الإبانة و الإيجاز و المثانية و عدم التناقض و نعمة كبيرة لم تتأت للكتب السماوية التى سبقت, هى ثبات رسمه مع مرونة تأويله مما يجعله صالحا لكل زمان و مكان بحسب المتلقى.
القرآن بحكم أنه كتاب من عند الله الخالق الحكيم و بحسب وصف منزله جل و علا يحتاج إلى تعقل و تفكر و تدبر, يحزننى كثيرا أن أجد كثيرا من الناس مؤمنين و غير مؤمنين يتسرعون فى إطلاق الأحكام أو يتسرعون فى تاويل بعض الآيات التى تشير لبعض القضايا, التسرع ناتج من عوامل كثيرة أهمها عدم الغوص فى معانى المترادفات التى يتسرع الواهم إلى أن المعنى واحد فيها مع أن التدبر يشير أن المترادفات تشير إلى معانى مختلفة بحسب السياق و بعضها إصطلاحى بحسب السياق.
في (المنهج والمصطلح) يصنِّف خلدون مستويات ثلاثة للتَّعاطي مع اللفظ:
مستوى لغويَّاً يُقصر التَّعاطي معه بما لا يتجاوز دلالته المعجميَّة.
مستوى اصطلاحيَّاً حسب تعريفه الافتراضي، والمعرفة المراد منه إنتاجها.
مستوى شعاريَّاً يقيِّده بمنظور الجَّماعة السِّياسيَّة، العقديَّة، الإعلان التِّجاري .. الخ.
مع ذلك ينبغي ألا يُفهم، خطأ، أن الباب موصد، تماماً، في وجه أيِّ استخدام للفظ خارج دلالته المعجميَّة المباشرة، إذ قد يُكتب له حظ آخر من الاستخدام، مفرداً كان أو جمعاً، حين (يستقرُّ)، أيضاً، بدلالة أخرى مجازيَّة، أي استخدامه كمصطلح. وإذن فكلمة (يستقرُّ) هي، بالقطع، الكلمة المفتاحيَّة هنا، بكلِّ محمولاتها من معاني (الاستمراريَّة)، و(الرُّسوخ)، و(الثَّبات)، و(تواتر الاستخدام).
من الكلمات المتواترة فى القرآن هما إسمى الذات : الله و الرب, مما لا شك أن الله و الرب هما نفس المعنى فالله واحد و لكن له صفات و تصرفات متعددة-إذن فما مغزى الإسمين طالما يدلان على نفس الإله الذى ليس كمثله شئ.
فهم معنى و مغزى إستخدام الإسمين يحل كثيرا من المعضلات الفكرية و لنبدأ بإسم الجلالة الله:
الله سبحانه و تعالى ليس كمثله شئ فلا تدركه العقول و هو الأزلى السرمدى موجد الأشياء و القوانين التى تسير عليها و هو الوحيد القادر على خرق تلك القوانين.
الرب:
الرب هو الله لكنه يتبدى لنا فى إضطراد القوانين الطبيعية المنضبطة التى أوجدها فى الكون، قال تعالى :
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(54) الأعراف
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(12) فصلت
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا(12) الطلاق
تناولت مسألة الأرض و السموات السبع و عرش الرحمن فى مقالات سابقة ?أنظر (عرش الرحمن و السموات السبع 1)و 2 و (إضافة هامة جدا لمقالى عرش الرحمن), بإختصار السموات السبع هى ليست شكلا من أشكال البناء الكونى بل هى مستويات غيبية كل مستوى منها هو عبارة (سوفتوير) لتدبير شأن من شأن الأرض و العرش هو بمثابة وحدة المعالجة المركزية التى يتم فيها تدبير شؤون الأرض (عالم الربوبية).
عالم الربوبية تسير فيه الأمور بقوانين ثابتة لا تتغير و المتغيرات لا تظهر إلا بعد مضى آماد طويلة , الأمور فى عالم الربوبية تسير على قدمين: القوانين الطبيعية و المقادير اللذان حددهما الخالق المستوى على عرشه و و هو الوحيد القادر على إجراء التغيرات فى النتائج إن شاء , على سبيل المثال: الشمس و القمر بحسبان, انا كل شئ خلقناه بقدر, و خلق كل شئ فقدره تقديرا, و أنبتا فيها من كل شئ موزون, و السماء رفعها ووضع الميزان, و أنزلنا من السماء ماء بقدر, العالم الذى نعيش فيه مبنى فى معظمه على تصرفات الربوبية المضطردة ,و نسبة لطغيان عنصر العادة على عقولنا فقد نسينا أن حتى التصرفات الربوبية الثابتة فى باطنها كثير من الإعجاز فبالرغم من أن العلم الحديث مثلا أثبت أن الأجرام السماوية تدور حول بعضها و تثبت فى مدارتها نتيجة للتساوي بين جاذبية الأجرام الأكبر و القوة النابذة للاجرام الأصغر, إلا أنه لا يستطيع تفسير ثبات تلك الأجرام فى مدارتها لمليارات السنين دون قصور ذاتى أو إضطراب و منها المنطقة التى نعيش فيها من المجموعة الشمسية منذ أكثر من 4.5 مليار سنة و بالرغم من أن علم الاحياء قد عرف كثيرا من أسرار علم الأحياء إلا أنه لم يعرف سر الحياة و هكذا .
و لا ننسى التوازن البديع بين صنوف الأحياء الذى أدى لنشأة علم التوازن البيئى الحيوى و أدى للتعرف على شجرة الحياة التى جلس الإنسان على قمتها فى تصميم يدل على مصمم ذكى خلف كل تلك الصور البديعة من الخلق و التدبير .
آيات جلية توضع الفرق بين التصرفات الإلهية و التصرفات الربوبية :
وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59) الإسراء
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا(13) الشمس
كان قوام حياة قوم صالح البيوت الفخمة التى كانوا ينحتونها فى الجبال تفاخرا و رفاهية و تجارة القوافل على ظهور الإبل-فجعل الله لهم معجزة حسية (مبصرة) ناقة نحتها لهم من الصخر و نفخ فيها الروح و لذا جاءت التسمية (ناقة الله) و ليس ناقة الرب.
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(260) البقرة
طلب سيدنا إبراهيم المعجزة من ربه ليطمئن قلبه و عندها كان الرد بأن (الله ) عزيز حكيم.
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(259) البقرة
لاحظ فى قصة هذا النبى و الذى رأى إعجاز الموت و البعث بعينيه لم يستخدم تعبير الرب هنا مطلقا, إذن فواضح من السياق متى تستخدم كلمتى الله و الرب فى السياق القرآنى.
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ۖ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ(115)
الحواريون سألوا سيدنا عيسى عليه السلام :هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء- فأتت الإستجابة من (الله) لأنه أمر خارق للعادة فكلنا يعلم متطلبات الوليمة و المائدة و لكنها أتت من عند الله مباشرة بدون واسطة دنيوية.
ظاهرة العلم الحديث و فتنة الربوبية:
ظاهرة العلم الحديث بنيت على على قياس المقادير التى أودعها الخالق فى الكون و القوانين التى تحكمها بناء على حواسنا و أدواتنا و كما بنيت ايضا على معاداة الدين الذى إختلط بكثير من الاباطيل و سبب كثيرا من الظلم لبنى الإنسان و معاداة العلم بأيدى الجهلة و المستبدين: الشمس و القمر بحسبان,السماء رفعها ووضع الميزان, الذى قدر فهدى,و خلق كل شئ فقدره تقديرا,إنا كل شئ خلقناه بقدر.
كثير من العلماء مؤمنين بالله و لكنهم يعتقدون بأن الأديان أنسنت الإله بإضافة صفات إليه لا توجد إلا لدى البشر و هم بالاضافة لما سبق من اسباب الجفوة بين العلم و الدين كفروا بالاديان مع إيمانهم بالإله, الرد على ذلك بسيط فاولا و أخيرا ليست هناك أديان اصلا هو دين واحد هو الإسلام و شرائع متعددة و كتب قد حرفت الا واحدا إلتزم الخالق بألا يتم يتم تحريفه و صدق وعده.
القرآن لم يؤنسن الإله لكن الصفات المنسوبة إليه هى فى معظمها فى مقام الربوبية , أنظر أخى القارئ الكريم إلى قصة سيدنا موسى عليه السلام و هذه الايات:
وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22) وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ( رَبِّ) إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) قَالَ ذَٰلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ۖ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ ۖ وَاللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ(28)
استجاب الرب لموسى بأن هيا له من أسباب الدنيا عملا و زوجة و نسبا ?لم يستجب الله بأن ينزل عليه كنزا من السماء مثلا!!
صار ت الطبيعة التى هى مظهر من مظاهر الربوبية إلها مفترضا لدى العلماء الماديين بتوقف المعجزات و التى كانت رسائل قوية للعقل البدائى للإنسان, و هكذا حدثت الجفوة بين العلم و الدين و أسرار الدين الواحد (الإسلام ) هى بين دفتى المصحف و قد يسره الله لنا و أمرنا بتعقله و تدبره فهل من مدكر.
المترادفات التى تتشابه فى المعنى كثيرة و فك طلاسمها رهين بالإكثار من قراءة القرآن و تدبر معانيه و منها السماء,الأرض, السموات, السموات و الأرض , البشر, الإنسان, ارجو أن أتمكن من معالجتها فى مقالات قادمة.
[email][email protected][/email]
ممتاز..بارك الله ف علمك
جاييك يا استاذ صلاح فلا العرش كمبيوتر ولا مجلس ملوك throne ولا الصور بوق او قرن horn ولكن عرش الرحمن هو بناؤه وعرشه للحياة في الارض او ان شئت من ذلك خلقه من الاحياء في الارض فباتفاق المفسرين ان. نسبة عرش الرحمن كنسبة بيت الله وهو ليس للسكنى فالعرش ليس للجلوس ولا الاعتلاء وباتفاق الجميع ان الله منزه عن ذلك وان اضافة صفة العظيم والكريم والمجيد في آيات ذكر العرش لا تعود للعرش وانما لرب العرش ولذلك ترد مرفوعة او مكسورة حسب موقع الموصوف من الاعراب فلا نقل مثلا (رب العرش العظيم ) بكسر الميم الا اذا كان اسم الذات مكسورا وكذلك جاء في الحاقة (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) وقد اتفقنا انه تعالى منزه عن ان يسعه شيء من خلقه أو يحمل عليه فدل العرش هنا على معنى غير. معنى throne واذا كان ذلك كذلك فما هو العرش المقصود وما الغرض من حمله بواسطة الملائكة بعد تشقق السماء وفتح ابوابها وتنزيل الملائكة لأي غرض غير حمل عرش الحياة والمخلوقات لاسيما المكلفة منها كالثقلين واخذهم خارج الكون الدنيوي لبعد سماوي آخر أخروي لأن الكون الدنيوي في مسيرة انكماش عكسي للفناء بعدما كان في تمدد بعد انفجار نشوئه فيوم القيامة يفتح الله ابواب السماء وينزل الملائكة لأخذ الناس لمكان الحساب الجنة والنار وهو بعد رابع خلاف الدنيا لا تدور افلاكه ومن ثم لازمن فيه ولا ممات وهناك شواهد كثيرة على ما نقول
ام الصور فهي جمع صورة فينفخ فيها كما نفخ فيها اول مرة لتعود ويبعث كل انسان بصورته الدنيوية ليحاسب عليها وهذه مجرد اشارات وسنعود للتفصيل ان لزم الأمر وشكرا على اثارة الموضوع مرة اخرى
بارك الله فـيك يا اسـتاذ واراك تـسـير فى نفـس الـطريق الذى انـتهـجـه المفكر الأسلامى السورى الـدكتور المهندس / محمد شـحـرور وغـيره امـثال : د . عـدنان الرفاعـى وعـدنان ابراهيم واسلام بحيرى وغـيرهم . فعلا القرآن يحتاج الى تـفـسير جديد يـتناسب مع عصرنا هـذا لأن القرآن لكل زمان ومكان . فـمن غـير المعقول والممكن ان نـسـير على تـفـسيرات العلماء السابقون الذى كانوا مفـيدين للناس فى زمنهم الذى عاشوا فيه . يجـب اعادة تـفـسـير القرآن من جـديد وتغـيير مناهـم الجامعات واسلوب التعـليم الخ … حـتى نـسـتـفـيـد من ما ورد فى القرآن لـزمـننا هـذا وشكرا.
ممتاز..بارك الله ف علمك
جاييك يا استاذ صلاح فلا العرش كمبيوتر ولا مجلس ملوك throne ولا الصور بوق او قرن horn ولكن عرش الرحمن هو بناؤه وعرشه للحياة في الارض او ان شئت من ذلك خلقه من الاحياء في الارض فباتفاق المفسرين ان. نسبة عرش الرحمن كنسبة بيت الله وهو ليس للسكنى فالعرش ليس للجلوس ولا الاعتلاء وباتفاق الجميع ان الله منزه عن ذلك وان اضافة صفة العظيم والكريم والمجيد في آيات ذكر العرش لا تعود للعرش وانما لرب العرش ولذلك ترد مرفوعة او مكسورة حسب موقع الموصوف من الاعراب فلا نقل مثلا (رب العرش العظيم ) بكسر الميم الا اذا كان اسم الذات مكسورا وكذلك جاء في الحاقة (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) وقد اتفقنا انه تعالى منزه عن ان يسعه شيء من خلقه أو يحمل عليه فدل العرش هنا على معنى غير. معنى throne واذا كان ذلك كذلك فما هو العرش المقصود وما الغرض من حمله بواسطة الملائكة بعد تشقق السماء وفتح ابوابها وتنزيل الملائكة لأي غرض غير حمل عرش الحياة والمخلوقات لاسيما المكلفة منها كالثقلين واخذهم خارج الكون الدنيوي لبعد سماوي آخر أخروي لأن الكون الدنيوي في مسيرة انكماش عكسي للفناء بعدما كان في تمدد بعد انفجار نشوئه فيوم القيامة يفتح الله ابواب السماء وينزل الملائكة لأخذ الناس لمكان الحساب الجنة والنار وهو بعد رابع خلاف الدنيا لا تدور افلاكه ومن ثم لازمن فيه ولا ممات وهناك شواهد كثيرة على ما نقول
ام الصور فهي جمع صورة فينفخ فيها كما نفخ فيها اول مرة لتعود ويبعث كل انسان بصورته الدنيوية ليحاسب عليها وهذه مجرد اشارات وسنعود للتفصيل ان لزم الأمر وشكرا على اثارة الموضوع مرة اخرى
بارك الله فـيك يا اسـتاذ واراك تـسـير فى نفـس الـطريق الذى انـتهـجـه المفكر الأسلامى السورى الـدكتور المهندس / محمد شـحـرور وغـيره امـثال : د . عـدنان الرفاعـى وعـدنان ابراهيم واسلام بحيرى وغـيرهم . فعلا القرآن يحتاج الى تـفـسير جديد يـتناسب مع عصرنا هـذا لأن القرآن لكل زمان ومكان . فـمن غـير المعقول والممكن ان نـسـير على تـفـسيرات العلماء السابقون الذى كانوا مفـيدين للناس فى زمنهم الذى عاشوا فيه . يجـب اعادة تـفـسـير القرآن من جـديد وتغـيير مناهـم الجامعات واسلوب التعـليم الخ … حـتى نـسـتـفـيـد من ما ورد فى القرآن لـزمـننا هـذا وشكرا.
السلام عليكم,
حاول كاتب المقال ربط اسم الرب بالسنن الكونية الثابتة فقال (الرب هو الله لكنه يتبدى لنا فى إضطراد القوانين الطبيعية المنضبطة التى أوجدها فى الكون) و لكن في هذا الربط نظر و هو غير صحيح .
اذ أن الرب ( بال التعريف ) اسم من اسماء الله تعالى و لا تطلق كلمة الرب الا على الله و يتضمن معاني الخلق و الانعام و كلمة رب في اللغة تعني : المالك و السيد و المربي و القيم و المنعم و من ذلك قوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام : ” يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا” أي يسقي سيده و هو ملك مصر.
أما اذا استقرءنا مواضع كلمة الرب في القرءان الكريم فنجد انها تأتي كثيرا مع الدعاء لان المعنى يتناسب مع طلب العون من الخالق الرازق المنعم و هناك ايات كثيرا و منها : ” ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة و في الاخرة حسنة و قنا عذاب النار: و ” رب اجعلني مقيم الصلاة و من ذريتي ” ” رينا ما خلقت هذا باطلا , سبحانك فقنا عذاب النار.
و على هذا الاساس فإن قول موسى عليه السلام ” ربِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ” من هذا القبيل و لا علاقة له بالسنن الكونية”
قال تعالى ” الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ” فمن المعلوم بالضرورة ان امور الاخرة ليست من السنن الكونية و التي هي في الدنيا فقط
استاذ صلاح تشكر على المقال وفى ذات الغاية المرفق أدناه
نشر د.مقبول التيجانى بصحيفة الراكوبة
المقالات
السياسة
تشريح مفهوم الإله…
تشريح مفهوم الإله…
04-12-2017 07:22 PM
لاحظ الإنسان منذ فترة ما قبل التاريخ وجود قوة كونية أو الهية تؤثر في إدراكه للأشياء في محيطه الخاص و لم تكن له القدرة علي تفسير الكثير مما حوله من الظواهر الطبيعية و الأسئلة الغامضة.
لاحظ الإنسان الأول أن السمة الأساسية لتلك القوة الكونية هي العطاء و الهبة لكل ما يتمتع به من حياة و خيرات في حياته اليومية.
لكنه عجز و ما زال يعجز عن ادراك ذات و ماهية تلك القوة الكونية التي سبقت وجود وعيه علي كوكب الأرض و ظل يشعر بتجليات و خصائص لتلك القوة الكونية في وعيه الذاتي عبر مستويات عدة.
المستوي الأول لتجلي تلك القوة الإلهية للعقل البشري هو الفكرة العامة و الإحساس المعنوي بأن هناك قوة إلهية تتمتع بخصائص واهبة و محبة و رحيمة و شديدة العقاب في وقت واحد تستوي علي عرش الأمر و النهي في منزلة الربوبية.
المستوي الثاني الأدني من الأول لتجلي تلك القوة الإلهية هو استشعار أن تلك القوة الإلهية تتمتع بخصائص الحكمة و الرحمة و العفو.
المستوي الثالث هو استشعار أن تلك القوة الإلهية تتمتع بخاصية العلم و الفهم و الإدراك.
المستوي الرابع لتجلي الإله للوعي البشري هو استشعار أن تلك القوة الإلهية تتمتع بخصائص العدل و حفظ النظام و القوانين.
المستوي الخامس للتجلي هو استشعار أن تلك القوة الإلهية تفعل و تنجز الأعمال المختلفة و انها المصدر الاعلي للقوة.
تلك المستويات الخمسة المختلفة للخصائص الإلهية تجلت للعقل البشري مُنذ القِدَم و تم تفسيرها في البدء في بلاد الرافدين بنظريّة تعدد الآلهة و أن هناك إله أب و ابن و أم و آلهة أخري شغيلة. تطور ذلك المفهوم المتعدد لاحقاً ليصبح كل إله متخصص مرتبط بكوكب معين كما في الحضارة الإغريقية القديمة.
النبي إبراهيم قدم رؤية مختلفة و هي أن هذه الخصائص الإلهية المختلفة التي تتجلي للعقل البشري في مستويات عدة كأنها آلهة متعدّدة هي لإله واحد غير مدرك الذات و لكنه متعدد الأسماء و الصفات.
أيضا تمت الملاحظة أن كل اسم إلهي يتجلي للعقل البشري مرتبط بتصاريف كونية محددة.
حافظت الديانات الهندوسية و البوذية علي الإطار العام للنظرية التعددية اللاهوتية المبنية علي التجلي للوعي البشري مع بعض التغييرات.
في الفلسفة المسيحية تجلت تلك الخصائص الإلهية المتعددة في الوعي الإنساني للإله الواحد الذات في شكل خصائص الأب و الإبن و الروح القدس من غيّر ان تقدح في وحدانية الذات. لذلك فإن النقد المتسرع الذي يقدم للفلسفة المسيحية فيه كثير من قصر النظر علي إختلاف طوائفهم.
تبنّي الإسلام الفلسفة اليهودية للخصائص الإلهية المتعددة المتجلية للعقل البشري في مستويات عدة بتحويلها الي اسماء حسني لإله واحد الذات تتوزع علي خمسة مجموعات رئيسية حسب التشابه في الخاصية الوظيفية.
لذلك فإن مسألة الإيمان بوجود إله هي مسألة عقلية بإمتياز و هي وليدة وعي العقل البشري الأول مبتدر السؤال.
أيضا يجب أن نفرق بين كنه و ذات ذلك الإله التي لا تتجلي و بين خصائصه و أسماءه التي تتجلي للعقل البشري في مستويات عدة.
الطريقة أو المستوي الذي يتجلي لك الإله فيه في وعيك الدّاخلي يحدد طريقة تخيلك له و نوع تديّنك و مرتكزاتك العقدية.
قد يتجلي لك الإله في مستوي واحد أو مستويين أو في كل المستويات الخمسة في وقت واحد أو قد يتأرجح وعيك بين تلك المستويات في أوقات مختلفة.
في بعض الديانات تتجلي الخصائص المزكرة الموجبة للإله كالقوة و العقاب و البطش و غيرها و في ديانات أخري تتجلي الخصائص المؤنثة السالبة للإله كالرحمة و اللطف و المغفرة و غيرها مما يجعل كأنه يوجد تناقض أو ثنائيات في الكون.
لكن الإله في الأصل غيّر معلوم الذات و لا يجوز له التأنيث أو التزكير كما في الحضارة الإسلامية العروبية التي تمجد الرّجل.
أيضا حصر قضية الإله في المجتمعات البشرية الأولي منبع التساؤل و ربطه بالتخلف العلمي آنذاك يعتبر تصور قاصر لان ذات الجدلية الوجودية المتعلقة بالإله مستمرّة الي الآن في الوعي الجمعي الإنساني بالرغم من التطور العلمي و التقني الهائل الذي تشهده البشريّة.
الفرق الوحيد هو أن تصور العقل البشري البشري للإله يتغير و يتطور بالتوازي مع التطور في المقدرات العلمية و تصبح قضية الإله خاضعة للعقلنة المستمرة.
لذلك من المفيد جداً للبشرية الآن إيجاد تصور عقلي معاصر للإله و عدم ترك هذه الساحة الانطولوجية المهمة خالية تماماً للخرافات و الأساطير و المرويات التاريخية.
بإمكانك أن تلغي الإيمان تماماً من حياة النَّاس و بإمكانك أن تبقي عليّ الإيمان مع النزع منه للايدولوجيا و الدوقما و التاريخانية و هذا ما تحتاجه المُجتمعات البشرية المعاصرة.
هذا الإيمان الجديد يمكن أن يؤثر و يتأثر إيجابا بالمنجزات العلمية و التقنية المعاصرة و يُنمي الخيالات البشرية المختلفة.
إيمان جديد يدرك فيه الفرد أنه جزء من كل و أن الحكمة الإلهية الكليّة تتحقق بتكاتف حكمة أفراد البشرية و أن الرؤية المجرّدة الموضوعية هي بمثابة عيّن إلهية تتحقّق حين يتحد الإنسان مع ذاته الإنسانية العُليا في أعلي درجات الوعي العقلية و يتحد أيضا مع الآخر الإنساني باعتبارهم نسخ فردية.
في ذلك الوقت يمكن أن يتطوّر مفهوم جديد للإله يختلف عن إله المُجتمعات الطفولية الأولي للبشرية أو إله العصور الوسطي المظلمة المستغل سياسياً.
بهذا التطور يمكن أن تقترب الإنسانية أكثر و أكثر إليّ المعني الحقيقي للإله أو منبع التساؤلات الوجودية.
عذرا استاذ صلاح لأهمية مقالاتك ومحاولة تنقيح ماعلق بمفاهيم مغلوطة وغير صحيحة بالفكر الدينى عموما ومحاولة الانتهازيين استغلال عاطفة البسطاء فى التدين لتحقيق مكسب دنيوى
لذلك رجاء خاص لاتدخل فى تفاصيل المعانى ودلالاتها ونرجو الاهتمام بالافكار الكلية لتوصيل الفكرة حتى لانتوه معك فى تفاصيل معانى اللغة العربية (الكلمة الواحدة لها اكثر من معنى والمدافعين عنها يقال لها هذا ثراء )خير الكلام ما قل ودل
وبصراحة اعجبنى مقال د المقبول جدا اهتم بالافكار الكلية بغض النظر (اتفقنا معه أو لا)
ولان المقال مفيد وله نفس الهدف الذى تسعى إليه لذا ارفقته لك سابقا كما قلت سابقا شمعة من هنا وش
معة من هناك تنير الدرب للاخرين
اقتباس رد الأستاذ صلاح
(وصف سبحانه القرآن الكريم بانه لسان عربى (مبين) وتأسيسا على ذلك فأنا ضد التفسير الباطنى للقرآن الكريم, لكنى أعترف بالمجاز-فعندما يقول تعالى أن له يد فله يد لكنها قطعا ليست كأيدينا و بالتالى عندما يقول أنه عرش فله عرش, إن أى ملك فى الدنيا أو رئيس أو شيخ قرية له حاشية تنفذ أوامره و تدبرها مع عصر ممالكهم فما بالك بملك السموات و الارض, كيف نكون أكثر تنظيما و ترتيبا من الله و مملكته اعظم.)
أولاً يا أخ صلاح
إن الله تعالى عن الشبه بالمخلوق ولم يثبت لنفسه شبهاً بأي شيء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولم يرد (مطلقاً) في القرءان أنه أثبت لنفسه تعالى عضواً من أعضاء الجسم ولو كان لا يشبه أعضاء الإنسان، فالله تعالى ليس بجسم وما ورد من تعبيرات قرءانية تضمنت ذكر بعض الأعضاء الجسمية فورد على سبيل التعبير المجازي الاستعاري المعروف في لغة العرب والذي يتضمن ويشير إلى معان محددة ليس من بينها إثبات وجود العضو المتضمن في العبارة وجوداً حقيقياً كما لو قلت أنت في عيني أو أنهم تحت يدي أو (ايدي فوق ايدك) فإنك قطعاً لا تقصد أن لديك عينين أو يدين فعلاً فقد تكون أعمى أو مبتور اليدين ولكن يبقى المعنى المجازي المراد وهو أنك تحت مراقبتي ورعايتي وحمايتي إلخ فالسياق الذي ورد به ذكر هذه الأعضاء في كافة مواضعه لم يرد في معرض إثبات لحقيقة هذه الأعضاء عند الله تعالى ولكن لإفادة المعنى المتعارف عليه بالغة العرب وهو معنى مجازي تستعار له الأعضاء كالعين واليد ومنها قوله تعالى عناصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) داود ) فداود ليس وحده ذا أيد فكل البشر خلقهم الله بأيد وقطعاً ليس المراد إثبات الأيدي لداود وإنما المقصود القوّة والبطش الشديد في سبيل الله والصبر على طاعته.
الأخ صلاح إن ردك هذا هو مذهب الجسمية السلفية التيمية الذين يقولون إن الله (تعالى عن تخرصاتهم علوا كبيرا) كما ورد في حديث الله شاب أمرد جعد قطط فهم يؤمنون بالجسمية مبدئاً فلا معنى لقولهم بعد هذا وعبارتهم المشهورة (من غير تمثيل ولا تعطيل) وهو قول من لا عقل له إذ كيف تثبت وجود العضو لله ثم تقول بلا تمثيل فالتمثيل قد وقع بمجرد اثبات الأعضاء لله تعالى فصار مثل المخلوقات فماذا بقي من التمثيل اللهم إلا إذا يقصدون أن يد الله تعالى مثلا ليست كيد الانسان مثلما يد الفيل ليست كيد الانسان.
يا أخ صلاح كنت أحسبك لبرالياً عقلانياً لا تتبع القول (النقل) إلا بعد أن تفقهه وتعيه وترده إلى العقل والمنطق وأنت مؤمن حقاً بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وكل صفاته ومشيئته وقدراته وأفعاله من غير أعضاء كما لنا واذا كان هو تعالى قد أعطانا هذه الأعضاء فهو غني عنها ولم يثبت شيئاً منها لذاته تعالى في القرءان بل إن فكرة إثباتها مخالفة لصفته تعالى فهو ليس بجسم كما يعتقد تلاميذ ابن تيمية من الوهابية أمثال ابن عثيمين وبن باز وأبواقهم في مصر أمثال صاحب قناة البصيرة فهم عمي لا يعقلون
السلام عليكم,
حاول كاتب المقال ربط اسم الرب بالسنن الكونية الثابتة فقال (الرب هو الله لكنه يتبدى لنا فى إضطراد القوانين الطبيعية المنضبطة التى أوجدها فى الكون) و لكن في هذا الربط نظر و هو غير صحيح .
اذ أن الرب ( بال التعريف ) اسم من اسماء الله تعالى و لا تطلق كلمة الرب الا على الله و يتضمن معاني الخلق و الانعام و كلمة رب في اللغة تعني : المالك و السيد و المربي و القيم و المنعم و من ذلك قوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام : ” يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا” أي يسقي سيده و هو ملك مصر.
أما اذا استقرءنا مواضع كلمة الرب في القرءان الكريم فنجد انها تأتي كثيرا مع الدعاء لان المعنى يتناسب مع طلب العون من الخالق الرازق المنعم و هناك ايات كثيرا و منها : ” ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة و في الاخرة حسنة و قنا عذاب النار: و ” رب اجعلني مقيم الصلاة و من ذريتي ” ” رينا ما خلقت هذا باطلا , سبحانك فقنا عذاب النار.
و على هذا الاساس فإن قول موسى عليه السلام ” ربِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ” من هذا القبيل و لا علاقة له بالسنن الكونية”
قال تعالى ” الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ” فمن المعلوم بالضرورة ان امور الاخرة ليست من السنن الكونية و التي هي في الدنيا فقط
استاذ صلاح تشكر على المقال وفى ذات الغاية المرفق أدناه
نشر د.مقبول التيجانى بصحيفة الراكوبة
المقالات
السياسة
تشريح مفهوم الإله…
تشريح مفهوم الإله…
04-12-2017 07:22 PM
لاحظ الإنسان منذ فترة ما قبل التاريخ وجود قوة كونية أو الهية تؤثر في إدراكه للأشياء في محيطه الخاص و لم تكن له القدرة علي تفسير الكثير مما حوله من الظواهر الطبيعية و الأسئلة الغامضة.
لاحظ الإنسان الأول أن السمة الأساسية لتلك القوة الكونية هي العطاء و الهبة لكل ما يتمتع به من حياة و خيرات في حياته اليومية.
لكنه عجز و ما زال يعجز عن ادراك ذات و ماهية تلك القوة الكونية التي سبقت وجود وعيه علي كوكب الأرض و ظل يشعر بتجليات و خصائص لتلك القوة الكونية في وعيه الذاتي عبر مستويات عدة.
المستوي الأول لتجلي تلك القوة الإلهية للعقل البشري هو الفكرة العامة و الإحساس المعنوي بأن هناك قوة إلهية تتمتع بخصائص واهبة و محبة و رحيمة و شديدة العقاب في وقت واحد تستوي علي عرش الأمر و النهي في منزلة الربوبية.
المستوي الثاني الأدني من الأول لتجلي تلك القوة الإلهية هو استشعار أن تلك القوة الإلهية تتمتع بخصائص الحكمة و الرحمة و العفو.
المستوي الثالث هو استشعار أن تلك القوة الإلهية تتمتع بخاصية العلم و الفهم و الإدراك.
المستوي الرابع لتجلي الإله للوعي البشري هو استشعار أن تلك القوة الإلهية تتمتع بخصائص العدل و حفظ النظام و القوانين.
المستوي الخامس للتجلي هو استشعار أن تلك القوة الإلهية تفعل و تنجز الأعمال المختلفة و انها المصدر الاعلي للقوة.
تلك المستويات الخمسة المختلفة للخصائص الإلهية تجلت للعقل البشري مُنذ القِدَم و تم تفسيرها في البدء في بلاد الرافدين بنظريّة تعدد الآلهة و أن هناك إله أب و ابن و أم و آلهة أخري شغيلة. تطور ذلك المفهوم المتعدد لاحقاً ليصبح كل إله متخصص مرتبط بكوكب معين كما في الحضارة الإغريقية القديمة.
النبي إبراهيم قدم رؤية مختلفة و هي أن هذه الخصائص الإلهية المختلفة التي تتجلي للعقل البشري في مستويات عدة كأنها آلهة متعدّدة هي لإله واحد غير مدرك الذات و لكنه متعدد الأسماء و الصفات.
أيضا تمت الملاحظة أن كل اسم إلهي يتجلي للعقل البشري مرتبط بتصاريف كونية محددة.
حافظت الديانات الهندوسية و البوذية علي الإطار العام للنظرية التعددية اللاهوتية المبنية علي التجلي للوعي البشري مع بعض التغييرات.
في الفلسفة المسيحية تجلت تلك الخصائص الإلهية المتعددة في الوعي الإنساني للإله الواحد الذات في شكل خصائص الأب و الإبن و الروح القدس من غيّر ان تقدح في وحدانية الذات. لذلك فإن النقد المتسرع الذي يقدم للفلسفة المسيحية فيه كثير من قصر النظر علي إختلاف طوائفهم.
تبنّي الإسلام الفلسفة اليهودية للخصائص الإلهية المتعددة المتجلية للعقل البشري في مستويات عدة بتحويلها الي اسماء حسني لإله واحد الذات تتوزع علي خمسة مجموعات رئيسية حسب التشابه في الخاصية الوظيفية.
لذلك فإن مسألة الإيمان بوجود إله هي مسألة عقلية بإمتياز و هي وليدة وعي العقل البشري الأول مبتدر السؤال.
أيضا يجب أن نفرق بين كنه و ذات ذلك الإله التي لا تتجلي و بين خصائصه و أسماءه التي تتجلي للعقل البشري في مستويات عدة.
الطريقة أو المستوي الذي يتجلي لك الإله فيه في وعيك الدّاخلي يحدد طريقة تخيلك له و نوع تديّنك و مرتكزاتك العقدية.
قد يتجلي لك الإله في مستوي واحد أو مستويين أو في كل المستويات الخمسة في وقت واحد أو قد يتأرجح وعيك بين تلك المستويات في أوقات مختلفة.
في بعض الديانات تتجلي الخصائص المزكرة الموجبة للإله كالقوة و العقاب و البطش و غيرها و في ديانات أخري تتجلي الخصائص المؤنثة السالبة للإله كالرحمة و اللطف و المغفرة و غيرها مما يجعل كأنه يوجد تناقض أو ثنائيات في الكون.
لكن الإله في الأصل غيّر معلوم الذات و لا يجوز له التأنيث أو التزكير كما في الحضارة الإسلامية العروبية التي تمجد الرّجل.
أيضا حصر قضية الإله في المجتمعات البشرية الأولي منبع التساؤل و ربطه بالتخلف العلمي آنذاك يعتبر تصور قاصر لان ذات الجدلية الوجودية المتعلقة بالإله مستمرّة الي الآن في الوعي الجمعي الإنساني بالرغم من التطور العلمي و التقني الهائل الذي تشهده البشريّة.
الفرق الوحيد هو أن تصور العقل البشري البشري للإله يتغير و يتطور بالتوازي مع التطور في المقدرات العلمية و تصبح قضية الإله خاضعة للعقلنة المستمرة.
لذلك من المفيد جداً للبشرية الآن إيجاد تصور عقلي معاصر للإله و عدم ترك هذه الساحة الانطولوجية المهمة خالية تماماً للخرافات و الأساطير و المرويات التاريخية.
بإمكانك أن تلغي الإيمان تماماً من حياة النَّاس و بإمكانك أن تبقي عليّ الإيمان مع النزع منه للايدولوجيا و الدوقما و التاريخانية و هذا ما تحتاجه المُجتمعات البشرية المعاصرة.
هذا الإيمان الجديد يمكن أن يؤثر و يتأثر إيجابا بالمنجزات العلمية و التقنية المعاصرة و يُنمي الخيالات البشرية المختلفة.
إيمان جديد يدرك فيه الفرد أنه جزء من كل و أن الحكمة الإلهية الكليّة تتحقق بتكاتف حكمة أفراد البشرية و أن الرؤية المجرّدة الموضوعية هي بمثابة عيّن إلهية تتحقّق حين يتحد الإنسان مع ذاته الإنسانية العُليا في أعلي درجات الوعي العقلية و يتحد أيضا مع الآخر الإنساني باعتبارهم نسخ فردية.
في ذلك الوقت يمكن أن يتطوّر مفهوم جديد للإله يختلف عن إله المُجتمعات الطفولية الأولي للبشرية أو إله العصور الوسطي المظلمة المستغل سياسياً.
بهذا التطور يمكن أن تقترب الإنسانية أكثر و أكثر إليّ المعني الحقيقي للإله أو منبع التساؤلات الوجودية.
عذرا استاذ صلاح لأهمية مقالاتك ومحاولة تنقيح ماعلق بمفاهيم مغلوطة وغير صحيحة بالفكر الدينى عموما ومحاولة الانتهازيين استغلال عاطفة البسطاء فى التدين لتحقيق مكسب دنيوى
لذلك رجاء خاص لاتدخل فى تفاصيل المعانى ودلالاتها ونرجو الاهتمام بالافكار الكلية لتوصيل الفكرة حتى لانتوه معك فى تفاصيل معانى اللغة العربية (الكلمة الواحدة لها اكثر من معنى والمدافعين عنها يقال لها هذا ثراء )خير الكلام ما قل ودل
وبصراحة اعجبنى مقال د المقبول جدا اهتم بالافكار الكلية بغض النظر (اتفقنا معه أو لا)
ولان المقال مفيد وله نفس الهدف الذى تسعى إليه لذا ارفقته لك سابقا كما قلت سابقا شمعة من هنا وش
معة من هناك تنير الدرب للاخرين
اقتباس رد الأستاذ صلاح
(وصف سبحانه القرآن الكريم بانه لسان عربى (مبين) وتأسيسا على ذلك فأنا ضد التفسير الباطنى للقرآن الكريم, لكنى أعترف بالمجاز-فعندما يقول تعالى أن له يد فله يد لكنها قطعا ليست كأيدينا و بالتالى عندما يقول أنه عرش فله عرش, إن أى ملك فى الدنيا أو رئيس أو شيخ قرية له حاشية تنفذ أوامره و تدبرها مع عصر ممالكهم فما بالك بملك السموات و الارض, كيف نكون أكثر تنظيما و ترتيبا من الله و مملكته اعظم.)
أولاً يا أخ صلاح
إن الله تعالى عن الشبه بالمخلوق ولم يثبت لنفسه شبهاً بأي شيء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولم يرد (مطلقاً) في القرءان أنه أثبت لنفسه تعالى عضواً من أعضاء الجسم ولو كان لا يشبه أعضاء الإنسان، فالله تعالى ليس بجسم وما ورد من تعبيرات قرءانية تضمنت ذكر بعض الأعضاء الجسمية فورد على سبيل التعبير المجازي الاستعاري المعروف في لغة العرب والذي يتضمن ويشير إلى معان محددة ليس من بينها إثبات وجود العضو المتضمن في العبارة وجوداً حقيقياً كما لو قلت أنت في عيني أو أنهم تحت يدي أو (ايدي فوق ايدك) فإنك قطعاً لا تقصد أن لديك عينين أو يدين فعلاً فقد تكون أعمى أو مبتور اليدين ولكن يبقى المعنى المجازي المراد وهو أنك تحت مراقبتي ورعايتي وحمايتي إلخ فالسياق الذي ورد به ذكر هذه الأعضاء في كافة مواضعه لم يرد في معرض إثبات لحقيقة هذه الأعضاء عند الله تعالى ولكن لإفادة المعنى المتعارف عليه بالغة العرب وهو معنى مجازي تستعار له الأعضاء كالعين واليد ومنها قوله تعالى عناصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) داود ) فداود ليس وحده ذا أيد فكل البشر خلقهم الله بأيد وقطعاً ليس المراد إثبات الأيدي لداود وإنما المقصود القوّة والبطش الشديد في سبيل الله والصبر على طاعته.
الأخ صلاح إن ردك هذا هو مذهب الجسمية السلفية التيمية الذين يقولون إن الله (تعالى عن تخرصاتهم علوا كبيرا) كما ورد في حديث الله شاب أمرد جعد قطط فهم يؤمنون بالجسمية مبدئاً فلا معنى لقولهم بعد هذا وعبارتهم المشهورة (من غير تمثيل ولا تعطيل) وهو قول من لا عقل له إذ كيف تثبت وجود العضو لله ثم تقول بلا تمثيل فالتمثيل قد وقع بمجرد اثبات الأعضاء لله تعالى فصار مثل المخلوقات فماذا بقي من التمثيل اللهم إلا إذا يقصدون أن يد الله تعالى مثلا ليست كيد الانسان مثلما يد الفيل ليست كيد الانسان.
يا أخ صلاح كنت أحسبك لبرالياً عقلانياً لا تتبع القول (النقل) إلا بعد أن تفقهه وتعيه وترده إلى العقل والمنطق وأنت مؤمن حقاً بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وكل صفاته ومشيئته وقدراته وأفعاله من غير أعضاء كما لنا واذا كان هو تعالى قد أعطانا هذه الأعضاء فهو غني عنها ولم يثبت شيئاً منها لذاته تعالى في القرءان بل إن فكرة إثباتها مخالفة لصفته تعالى فهو ليس بجسم كما يعتقد تلاميذ ابن تيمية من الوهابية أمثال ابن عثيمين وبن باز وأبواقهم في مصر أمثال صاحب قناة البصيرة فهم عمي لا يعقلون