جـريمة ابتـزاز فريـدة في كسـلا

جـريمة ابتـزاز فريـدة في كسـلا

د.ابومحــمد ابوامــنة
المكتب القيادي لمـؤتمر البجــا

جاء في الانباء هذا الاسبوع ان مواطنا من فبيلة البني عامر ومعه شقيقته بينما كان متجها من الريف الي مدينة كسلا بالقدمين وقفت امامه عربة يمتلكها احد الرشايدة وطلب السائق منه الركوب ليوصلهما الي كسلا. وبحسن نية رضي المواطن بالعرض وصعد بالخلف وترك المكان الامامي لشقيقته لتركب فيه.
وبمجرد صعوده وقع ما لم يكن في الحسبان. اذ اقتادته عصابة الرشايدة الى مكان مجهول واوسعوه ضربا وركلا حتي فقد الوعي ودخل في حالة صحية خطيرة ورموا به في الخلاء للهلاك. لحسن الحظ جاء بعض الاهالي وقاموا يايصاله للمستشفي حيث تمت الاسعافات اللازمة بالعناية المكثفة. وعندما افاق اخطره اخوه ان عصابة من الرشايدة اختطفت شقيقته وتطلب فدية مقدارها 5 مليون جنيه مقابل اطلاق سراحها, والاقاموا باغتصابها فردا فردا. لم يبقي امام الشقيق الا الدفع.
انها جريمة فريدة من نوعها, لم يشهد السودان مثيلا لها من قبل. ان الرشايدة كما هو معروف للجميع قبيلة عربية نزحت من الحجاز في القرن التاسع عشر وعاشت وسط الفبائل البجاوية بالشرق التي فتحت لها الصدور وشاركتهم المرعي والماء علي قلته وامنت لهم السلام وحرية التنقل في كل ارجاء بلاد البجا. والتزم شيوخ الرشايدة بالاعتراف بالعرف واحترام التقاليد البجاوية ودفع مبالغ معينة يتفق عليها مقابل الماء والمرعي.. وفوق ذلك عدم ادعاء ملكية الارض.
قبل البجا قبائل الرشايدة رغم شح الماء ومحدودية المراعي. عاشت قبائل الشرق بمن فيهم الرشايدة علي وئام تام عبر الدهور, مع احترام للعرف والقلد وملكية الارض. لقد شارك الرشايدة البجا في معاناتهم, من تعرض للتهميش وللمجاعات المتتالية والجفاف والتصحر ونفوق للحيوان والانسان وكذلك للامراض التي تنتشر في الشرق من سل وسوء تغذية وغيرها من الامراض.
الا انه في الاونة الاخيرة برزت بعض ظواهر تقوم بها عصابات منفلتة من الرشايدة. هذه الظواهر تشكل تهديدا خطيرا للوئام والنسيج الاجتماعي الذي ساد بين الرشايدة وقبائل الشرق الاخري. من ضمن هذه الظواهر النشاط المحموم الذي تقوم به عصابات الرشايدة لتهريب السلاح والبشر من القرن الافريقي الي الاقطار المجاورة مما عرض اولا العديد من مراكب الصياديين للاغراق وقتل السماكة بصورايخ تنهال عليهم من حيث لا يدرون. جراء هذا فقدت قبائل البجا مئات من خيرة شبابها وثانيا صارت الصواريخ تنهال علي الطرق الامنة التي تستقلها عربات مواطنين آمنين, مما ادي الي تخريب الطرق وتعريض حياة المواطنين للخطر, وخاصة وان الدولة مشغولة بحروبها مع مواطنيها في دارفور وفي مواجهات محتملة مع الحركة الشعبية وبالاستعداد لاشعال النيران في جبال النوبة وفي ابيي.
كل هذه الانتهاكات لم تكن تمس الانسجام والتواصل القبلي بشكل مباشر. الي ان ظهرت ظاهرة اختطاف النساء والاغتصاب والابتزاز. انما ظاهرة غريبة وشاذة ودنيئة لم تعرفها قبائلنا من قبل. لم يعرفها الرشايدة الشرفاء. عرفناهم كعرب وكمسلمون متمسكين بالاخلاق الحميدة وبالاصالة والوفاء. عرفناهم اخوانا نعم الاخوان.
فمن اين اتي هؤلاء المجرمون بهذه الممارسات؟ هل هم تنتمون لقبيلة الرشايدة العريقة؟!
ان البني عامر وباقي قبائل الشرق, بل كل الشعب السوداني لا يمكن ان يرضي بممارسة اعتصاب بناتهم والابتزاز المادي, هذه الممارسات الاجرامية غير معروفة لدينا. انها تهدد النسيج والتواصل الذي كان سائدا بين قبائل الشرق. انها ظاهرة خطيرة يجب وضع حد لها الآن وقبل فوات الاوان.
المعروف ان ابناء الرشايدة يطيعون قياداتهم القبيلية طاعة عمياء وينصعون لتعليماتها ولذلك علي الزعمات القبلية ان تدين هذا التصرف اللاخلاقي واللاسلامي ادانة واضحة, عليها ان تحضر المجرمين للمحاسبة القانونية وللقلد وان ترد المال لاصحابه, حتي لا ينفلت البعض ويريق الدماء دفاعا عن شرف القبيلة.

تعليق واحد

  1. الدكتور ابو امنه
    السلام عليكم
    هذا الحدث مدان واذا تم ارتكابه بواسطة اي شخص رشيدي ام غير رشيدي ونحن كقيادات شابه للقبيله لا يسرنا واذا تاكدنا منه سنبذل اقصي ما نملك لايقافه  .
    ان ما ورد في المقال يدعو للسلام ويعطي معلومات قيمة عن ما يجري في الشرق وما سيجري من سلام اجتماعي .
    واعتقد ان كانت هنالك انفلاتات امنيه فهي نتيجة للاضطرابات الامنيه الماضيه والتسليح العشوائي .
    والرشايده كغيرهم ومنذ تأسيس نظام الحكم المحلي في السودان كانوا يدفعون ضرائب القطعان والزكاة للمجالس ولم يدفعوها لاشخاص ابدا او لقبيلة اخري ولا ينبغي .
    موضوع التهريب في الشرق لا ينحصر عند الرشايده بل هناك افراد من كل قبائل الشرق تمارسه وارجو ان تكون امينا وتعترف بذلك فالشرق ارض حدوديه ويسكنها اجناس اخري غير الرشايده وليس كلهم ملائكه .
    وقبيلة الرشايده عانت من التهريب الذي تمارسه قلة محدوده منفلته وقد دفعت ثمن ذلك في مقتل العديد من ابنائها بدون ذنب وتحت بند الشر يعم والخير يخص . وانت تعلم ذلك جيدا .
    كل قبائل شرق السودان والسودان عموم يجدون كل الود و التقدير من الرشايده ولولا إرادة الله ومجهوداتهم وسوالفهم لحلت كثير من النغم بهذه البلاد .
    الرشايده جزء من النسيج الاجتماعي في السودان وهي قبيلة واعده قوية بناءة وذات مقدرات وكلها ستصب في مسيرة بناء سودان واحد موحد ذو مستقبل مشرق وشرق آمن نامي سعيد .

    وتقبل تحيتي

  2. بسم اله الرحمن الرحيم

    اولا معرف عند قبائل الشرق ان مثل هذه الجرائم التي تمارسها اقلية ضد اخرى تعتبر جرائم شرف وتمس كيان القبيلة ولهذا يجب ان توقف مثل هذه الممارسات وويتدخل ذعماء القبائل لحلها وتقديم المجرمين حتى لايحدث انفلات يهد د استقرار المنطقة ومثل هذه الجرائم ماهي الافتنة يراد بها باطلا وحتى لايكون الشرق دارفور
    اخر ى ومعاقبةالمجرمين الذين ليس بالضرورة ان يمثلوا القبيلة كلها .
    مع تحياتي ،،،،،،،،،،،

  3. الموضوع حساس جدا ، و زعماء الرشايدة يجب أن يستنفروا لاحضار هؤلاء المجرمين السفلة … البني عامر قبيلة مسالمة ، بس للصبر حدود و ردة الفعل دايما تكون مؤلمة … فخلونا من موضوع الرشايدة يدفعوا جبايات و ناس طيبين وعاشوا بيننا…والطبطبات اللي ما بتنفع دي ، فقط طالبوا زعمائهم باحضار من ارتكب هذا الجرم لينالوا عقابهم … و إلا ستكون الأحقاد متراكمة و مصيرها الإنفجار .

    وبعدين الفعل الشين دايما مدان سواء كان من الرشايدة أو غيرهم و كل أمام القانون سواء .

  4. بصراحه الذي يجري في كسلا والحدود المتاخمه لكسلا يجب عدم السكوت عليه والشي المؤسف انو كل سكان كسلا يعرفون جيدا الذي يجري من حولهم وما يفعلونه ابناء الذبيديه ياخي حرام عليكم هذا الصمت والله فعلا كسلا ماعندها وجيع حليلك ياود نورين الله يرحمك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..