تعزيزات مصر على حدودنا الشمالية

ثمة معلومات متداولة عبر الوسائط الاعلامية خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعى تتحدث عن تعزيزات عسكرية اجراها الجيش المصرى فى المثلث الحدودى الذى يربط بين السودان ومصر وليبيا ، وتكشف ذات المعلومات عن نية الحكومة المصرية فى شن هجمة عسكرية ضد مواقع تصفها بالارهابية داخل الاراضى السودانية بعدما نجحت فى السابق فى توجيه ضربة استباقية ضد اهداف محتملة للارهابين داخل المدن الليبية .. ولخطورة الموضوع واهميته بالنسبة للشعب المصرى عامة ولحكومة عبدالفتاح السيسي على وجه الخصوص ، فان الواجب الاخلاقى يملى على المرء ان يبين للجميع بان التاريخ كائن حي يمشى بين الناس وان السنين والايام التى تعطى طاقة الموت والحياة هما ابناء وبنات التاريخ ومن صلب حقائقه المجرده التى نكره مقابلتها اكراهاً يعزز قيم نواقصنا الانسانية التى لايمكن ابدا ان تكتمل ، فالتاريخ ليس كائناً خاملاً يتوسد مخادع الراحة ويركن لفروض الحوادث ويتقيد بحدود الذكريات الرتيبة .. التاريخ هو ابن اليوم ، وهو صديق للشعوب التى تحترم كبرياءه وتوقر تقلباته وتجارى دورانه .. والامة السودانية امة ذكية متصالحة مع التاريخ ، امة تجيد ممارسة الواقعية بالصورة التى جعلت التاريخ يسمح لها طوعا ان تتخطى مسيره وتسبقه للوصول الى ماهى عليه من نهوض شامل جعلها الدولة الاقوى عسكريا وسياسيا وامنيا فى افريقيا وفى الشرق الاوسط .. نعم السودان الان الدولة الاقوى فى المنطقة اقوى من دولة الاستيطان اليهودى التى تستمد قوتها الفعلية من منظومة الاعلام والاعلام العربى بالتحديد ، صحيح القوة لله من قبل ومن بعد ، لكن الحق يقال من يجرو على مس ذرة من ذرات تراب السودان ، فان نهايته ستكون نهاية ماسوية يؤرخها التاريخ بالصورة التى تجعل الاجيال تقارن مابينها وبين هزيمة هروشيما ونجازاكى فى نهاية الحرب العالمية الثانية .. وفى ظنى الشخصى ان الحكومة المصرية التى تكابر عن جبروت مصطنع وتدافع عن كبرياء مجروح ، لا تستطيع ادارة حرب حقيقية ولا حتى حرباً استخباراتية مع اياً كان من الدول حتى ولو ضد قطاع الطرق فى الصومال لانها – اى مصر – تشتكى من معضلات سياسية وامنية غائرة ، قواتها المسلحة تخترقها التنظيمات الارهابية منذ حقبة السبعينات والدليل على ذلك حادثة اغتيال الرئيس السادات الذى اغتيل على يد ضابط من ضباط القوات الخاصة المصرية ، وكذلك اجهزتها الشرطية والامنية تعانى ذات الاشكالية لكن بنسب متفاوته ، وبنظرة فاحصة فى شكل الثورة الشعبية الاخيرة التى اطاحت بحسنى مبارك نتوصل بما لايدع مجالا للشك بان الموساد والارهابين يتحكمون فى مفاصل القوات الامنية المصرية ويقررون مصيرها وفق مشيئة القوى الاستخباراتية العالمية التى تغذى الارهاب من باب ( سهر العالم ولا نومه ) ، هذا بايجاز على صعيد قوة مصر العسكرية ، اما من النواحى الاخرى الاقتصادية مثلا فان الاقتصاد المصرى ليس بافضل حالاً من اقتصاديات المنظومات الارهابية التى تتبدى فى شكل دول ، الشعب يموت جوعا بسبب رعونة السياسات الخارجية التى ينتهجها النظام المصرى ، مما ادخل مصر فى حالة عداء مضمر مع دول الخليج العربى التى كانت تتصدق عليها بالاموال والمعينات الغذائية التى تسد رمق شعبها الجائع .
ان مصر التى تسلك مسالك المجازفة السياسية لتبرهن للعالم عن مدى خطورتها التى تجاوزها التاريخ ، انما هى تفرفر للاعلان عن ميلاد حتفها الوشيك .

عبدالرحيم محمد سليمان
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. المصريون ماذا يريدون اذا يوميا يزحفوا كليلومترا في حدودنا الشمالية ليس حلايب وشلاتين فحسب بل في جميع النقاط الحدودية وما اظنهم يدخلوا معنا في حرب اذا هم مستفيدين بالطريق البارد

  2. كلام أيه يا جناب عبدالرحيم .. أظن كلامك ده من حالة نصف نومة ونصف يقظة .. وكأن تحكي منظر قوس قزح المناظر الجميلة التي تبهج الناس في أفلام الكرتون!!

    كلامك هذا لا يناسب الموقف أن كان الموقف حاصل فعلاً .. وعلى كل حال في إعتقادي أنه من الغفلة إستبعاد أن يقدم المصريين على عمل عسكري في السودان بصرف النظر عن من يستهدفون .. وأعتقد أن الحل يكمن في أن نبحث عن الأسباب ونعمل على إزالتها .. وإزالة الأسباب صعب وجسيم بالطبع، وإرساء ما يعزز حسن الجوار مع مصر وغيرها من الجيران ..

    أما البدء بالكلام الشبيه بكلام “ود عدلان” فأخشى أن ينتهي بنا إلى نفس نهاية دولة سنار..

  3. المصريون ماذا يريدون اذا يوميا يزحفوا كليلومترا في حدودنا الشمالية ليس حلايب وشلاتين فحسب بل في جميع النقاط الحدودية وما اظنهم يدخلوا معنا في حرب اذا هم مستفيدين بالطريق البارد

  4. كلام أيه يا جناب عبدالرحيم .. أظن كلامك ده من حالة نصف نومة ونصف يقظة .. وكأن تحكي منظر قوس قزح المناظر الجميلة التي تبهج الناس في أفلام الكرتون!!

    كلامك هذا لا يناسب الموقف أن كان الموقف حاصل فعلاً .. وعلى كل حال في إعتقادي أنه من الغفلة إستبعاد أن يقدم المصريين على عمل عسكري في السودان بصرف النظر عن من يستهدفون .. وأعتقد أن الحل يكمن في أن نبحث عن الأسباب ونعمل على إزالتها .. وإزالة الأسباب صعب وجسيم بالطبع، وإرساء ما يعزز حسن الجوار مع مصر وغيرها من الجيران ..

    أما البدء بالكلام الشبيه بكلام “ود عدلان” فأخشى أن ينتهي بنا إلى نفس نهاية دولة سنار..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..