مصطفى سند أعذب شعراء السودان

مصطفى سند
أعذب شعراء السودان

مصطفى سند من شعراء الستينات واكبت رحلته الادبية رحلة صديقه الشاعر الكبير صلاح احمد ابراهيم.. وفي الفترة ذاتها تقريباً كتب سند ديوانه الاول والذي فجر فيه كل طاقته الشعرية وقتذاك وكان الديوان بعنوان «البحر القديم »كما كتب صلاح ديوانه «غابة الابنوس». فكان هذا البعث الشعري إرهاصاً لمدرسة شعرية جديدة كان روادها يؤسسون لها ركائزها الفنية والفكرية.. وحينما أطلت مدرسة «
الغابة والصحراء» كانت تهدي في كل خطوط استراتيجيتها بهذا الشعر الذي توهج يومذاك. مصطفى سند صاحب قصيدة تمتاز بالايقاع الموسيقي الصاخب ومن هنا كان ملمحها الافريقي كما يمتاز قاموسها بالتفرد في الصورة «انظر» «البحر القديم» «ابرتان وخيط ماء». كما يمتاز ذات القاموس بالجزالة والقدرة على الإبانة والإفصاح. أما موضوعاته فقد كانت تأملات في الوجود تطورت في أيامه الاخيرة إلى التأمل الوجداني الصوفي حينما نزع سند في أيامه الاخيرة الى التصوف ونبذ هذه الدنيا الفانية. من أهم دواوين شاعرنا «البحر القديم»
وأوراق من زمن المحنة وعودة البطريق البحري. وكنت قد قدمت لديوانه «أوراق من زمن المحنة» إذ وجدت وقتذاك ان سنداً كان يستخدم اللغة لذاتها ولا يستخدمها لتخدم موضوعا يريد توصيله للآخرين، ولكنه في ايامه الاخيرة اصبح يستخدم اللغة من اجل توصيل مضامين محددة للاصلاح الاجتماعي والاخلاقي بناء على المرحلة الجديدة
التي استجدت على فن مصطفى سند. لم يكن سند فناناً يفصل بين الفن والحياة، ولهذا خاض معترك الحياة العامة وأصبح عضواً في المجلس الوطني نائباً برلمانياً وإلى جانب هذا كان يشارك في الكتابة الصحفية بشكل منتظم. بدأ مصطفى سند الكتابة بوصفه كاتباً للقصة القصيرة حيث نشر بعض القصص في مجلة القصة السودانية التي كان يرأس تحريرها القاص الراحل عثمان على نور. كان شاعرنا الراحل محمد عبد الحي يعتبر القصيدة عند سند هي الأقوى موسيقى وجرساً
وأنها مليئة بالايقاعات. أما شاعرنا الكبير محمد المكي ابراهيم فهو كما قال في إحدى مقالاته إنهم عند البدايات كان سند هو الشاعر الذي يبهرهم.

ومن الأقوال الجديرة بالتصحيح هي قول البعض ان صديق سند الشاعر الراحل «
محي الدين فارس» كان متأثراً بسند والصحيح ان محي الدين هو نسيج ينتمي الى مرحلة قبل مجيء سند وأن سند يعبر عن مرحلة جديدة للقصيدة ربما هو اقرب الى جيل صلاح احمد ابراهيم في النزوع الى العروبية حينما قال صلاح قولته الشهيرة (نحن عرب العرب). سند شاعر سوداني ضخم قلَّ ان يجود الزمان بمثله وما قدمه سند هو تعبيد لطريق قصيدة سودانية جديدة ربما يفلح في إكمالها الشعراء الجدد.

عيسي الحلو
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الا رحم الله شاعرنا الجميل سند …واسكنه فسيح جنات ….وكل الرائعين الذين رحلوا عنا…..اذكر انه يحكي عن تجربته الاولى وعلاقته بصلاح احمدابراهيم
    “جئت لصلاح ولم اجده فوضعت بعض القصائد ليقراها حين يعود واخذ رايه؟؟؟ حضر صلاح وقرا القصائد…. ثم قام بتمزيقها…. قابلت صلاح والحديث لسند وذكرته بمجموعة القصائد…. صلاح مزقتها ورميتها؟؟؟ لم ولماذا؟ سند؟؟ صلاح يقول له: يمكنك ان تكتب اجمل من هذا .. وسند المتواضع يحكي بكل صدق وتواضع وصلاح من جيله؟؟؟ يا لعظمة صلاح وسند ويا لهذا التواضع ؟؟ من منا يستطيع ان تكون له النظرة الفاحصة والعميقة ويتحفنا بها ونقبلها بكل سرور وتواضع؟؟؟؟

    توفي سند بالرياض… ودفن بأبها حسب وصيته….ان كنت صحيحا….سند عشقته جدا ولي مع قصائده وقفات ووقفات… سند…. شاعر متواضع وجميل .. السمة الغالبة على الشخصية السودانية بجمالها …..
    اسمع لقوله: هذا انا بحر بغير سواحل
    بحر هلامي عنيف لا بدء لي لا قاع لا عمق لي لا عمر لي
    لكنني في الجوف ينبض قلبي النزق اللهيف…
    =====
    وايضا: يقول :
    بيني وبينك قصة السفر الطويل من الربيع الى الخريف
    هم دعوك تاج العز … فخر العز … شمس العز
    صبوا في دماك عصارة الكذب المخيف…
    لكم بيننا وطنييون لكنهم كذبوا في مبادئهم ومواقفهم تجاه الوطن..ودمتم

  2. سند واسطة العقد النضيديد
    الذي زين عقد شعراء
    الستينات من القرن الفائت
    إلتقيته عدة مرات
    فترك في نفسي أثراً طيباً
    لا يُنسى و كانت المرة الأولى
    عقب عودتي من ليبيا
    في أروقة صحيفة الأيام
    التي كان الروائي المختلف
    عيسى الحلو يصدر منها
    الأيام الثقافي التي سبقت
    أخبار الأدب القاهرية
    ثم إلتقيته في صنعاء
    و أهديته
    روايتي الثانية
    (حكيم و عطا و روضة
    يعبرون النيل)
    و كم أسعدني أنه كتب
    عنها و وصفها بأنها
    (رواية إستثنائية)

  3. الا رحم الله شاعرنا الجميل سند …واسكنه فسيح جنات ….وكل الرائعين الذين رحلوا عنا…..اذكر انه يحكي عن تجربته الاولى وعلاقته بصلاح احمدابراهيم
    “جئت لصلاح ولم اجده فوضعت بعض القصائد ليقراها حين يعود واخذ رايه؟؟؟ حضر صلاح وقرا القصائد…. ثم قام بتمزيقها…. قابلت صلاح والحديث لسند وذكرته بمجموعة القصائد…. صلاح مزقتها ورميتها؟؟؟ لم ولماذا؟ سند؟؟ صلاح يقول له: يمكنك ان تكتب اجمل من هذا .. وسند المتواضع يحكي بكل صدق وتواضع وصلاح من جيله؟؟؟ يا لعظمة صلاح وسند ويا لهذا التواضع ؟؟ من منا يستطيع ان تكون له النظرة الفاحصة والعميقة ويتحفنا بها ونقبلها بكل سرور وتواضع؟؟؟؟

    توفي سند بالرياض… ودفن بأبها حسب وصيته….ان كنت صحيحا….سند عشقته جدا ولي مع قصائده وقفات ووقفات… سند…. شاعر متواضع وجميل .. السمة الغالبة على الشخصية السودانية بجمالها …..
    اسمع لقوله: هذا انا بحر بغير سواحل
    بحر هلامي عنيف لا بدء لي لا قاع لا عمق لي لا عمر لي
    لكنني في الجوف ينبض قلبي النزق اللهيف…
    =====
    وايضا: يقول :
    بيني وبينك قصة السفر الطويل من الربيع الى الخريف
    هم دعوك تاج العز … فخر العز … شمس العز
    صبوا في دماك عصارة الكذب المخيف…
    لكم بيننا وطنييون لكنهم كذبوا في مبادئهم ومواقفهم تجاه الوطن..ودمتم

  4. سند واسطة العقد النضيديد
    الذي زين عقد شعراء
    الستينات من القرن الفائت
    إلتقيته عدة مرات
    فترك في نفسي أثراً طيباً
    لا يُنسى و كانت المرة الأولى
    عقب عودتي من ليبيا
    في أروقة صحيفة الأيام
    التي كان الروائي المختلف
    عيسى الحلو يصدر منها
    الأيام الثقافي التي سبقت
    أخبار الأدب القاهرية
    ثم إلتقيته في صنعاء
    و أهديته
    روايتي الثانية
    (حكيم و عطا و روضة
    يعبرون النيل)
    و كم أسعدني أنه كتب
    عنها و وصفها بأنها
    (رواية إستثنائية)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..