مقالات سياسية

صراعٌ مذهبىٌ …وتبقَى قضيةُ الشعبِ شاخصةً !

خارج السياق

صراعٌ مذهبىٌ …وتبقَى قضيةُ الشعبِ شاخصةً !

نُذر صراع مذهبى بين السلفيين والصوفية اخذ يعبر عن نفسه فى الفترة الاخيرة بشكل سافر ، حيث تخطى الملانسات التقليدية بين الطرفين ابان الاحتفال بالمولد النبوى ،واخذت بعض الطرق الصوفية تعبر عن شعورها بالاضطهاد عقب منع السلطات اقامة ندوة لهم بالخرطوم !!واتهموا السلطة بانها تفسح المجال للسلفيين حتى توغَّلو فى (عصب) الاجهزة الحاكمة ، وباتوا يؤثرون فى التعليم والتنشئة الاجتماعية ، السلفيون فى المقابل كالوا لهم الاتهامات بنشر البدع والابتعاد عن الدين الصحيح!!

حكمة والله وحكاية ، يقوم الطرفان باثارة الغبار والجدل لتعميق الانقسام فى المجتمع خدمة لاغراض لم تعد خافية على شعب السودان الذى يواجه الموت بسبب الحرب والامراض والجوع ، المحرك الاكبر للصراع المذهبى لم يفعل سوى ان بعث بالتطمينات للصوفية حيث اصدر المؤتمر الوطنى بياناً نفى فيه اى استهداف لها .!! لن نعيش فى الضلال والتغييب بعد تجربة ثلاثين عاما مظلمة كانت كفيلة لبث النور والوعى فى قلوب وافئدة المواطنين المكتوين بنار الاسلام السياسى .

قطعا ما يحدث ليس معزولا عن الصراع الاقليمى والدولى ،ويتدثر فى المنطقة العربية بدثار الدين ، بينما الصراع الحقيقى يدور حول الموارد والنفوذ ، نظام الانقاذ فى سبيل تعزيز وجوده فى السلطة لايهمه فداحة ثمن تحالفاته الخليجية على السودان وشعبه، مشكلة بعض الطرق الصوفية والسلفيين ، انهم ساندو نظام دكتاتورى دموى وفاسد ، (نسوا كلمة الله) وتذكروا نعمة السلطة والثروة ولم يفتح(الله) عليهم بكلمة ضد قتل المدنيين وسلب الحقوق جهارا نهارا …

الحذر ثم الحذر من الغفلة ،وترك الامور تمضى حتى يصبح الصراع المذهبى قضية المجتمع ، ويتراجع الوعى بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية ،والذى بات ينتظم كل انحاء السودان ويعبر عن نفسه فى المناطق التى تصادر فيها الحكومة الأراضى ومناطق النزاعات و السدود والتنقيب عن المعادن والمشاريع الزراعية ووسط القطاعات المهنية. يجب حماية العافية التى اخذت تدب فى جسد المجتمع ،وذلك بكشف ابعاد الصراع المذهبى، واطرافه واهدافهم (الدنيوية) ووضع الصراع فى سياقه الصحيح (اجتماعى طبقى) قاوموا .. حتى لا نظل ندفع ثمن رفاهيتم وتمتعمهم (بنعيم الدنيا)!

مديحة عبدالله
الميدان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..