أخبار السودان

الكويتيون خرقوا حاجز الصوت… والخوف

توقعت مصادر كويتية مطلعة أن تزيد نسبة الاقبال على صناديق الاقتراع في الانتخابات التي جرت السبت على ثلاثين في المئة.

وتعتبر هذه النسبة اكثر من معقولة اذا اخذنا في الاعتبار نسبة الاقبال في الانتخابات الاخيرة قبل ستة اشهر والتي بلغت ثماني وخمسين في المئة من جهة ودعوات المعارضة الى المقاطعة من جهة اخرى.

وهذا يعني أن هناك اكثرية بين الكويتيين الذين يدلون باصواتهم عادة مستعدة للوقوف في وجه المعارضة التي تضم بين ما تضم جماعة الاخوان المسلمين التي تمتلك اجندة خاصة بها…

وفي ضوء نسبة الاقبال على التصويت، يكون الكويتيون خرقوا حاجز الخوف الذي فرضته بعض تيارات المعارضة، على رأسها الاخوان، واقبلوا على الاقتراع في الانتخابات وان بنسب متفاوتة في الدوائر الخمس، في استفتاء ليس على البرلمان الجديد وانما على تطوير النظام الديموقراطي وفق رؤية الامير القاضية باعتماد الصوت الواحد بدل الاصوات الاربعة. فكان أن وصف احد المعلقين الظرفاء ما شهدته الكويت يوم الانتخابات بأنّه “اختراق للصوت والخوف”

وتحت رقابة كبيرة من لجان عربية ودولية مختصة بضمان النزاهة والشفافية وبوجود حشد اعلامي كبير، تمت الانتخابات البرلمانية وسط دعوات عنيفة للمقاطعة استخدمت فيها المعارضة كل وسائل التهويل مثل القول ان مجاميع شبابية ستقف امام المقار الانتخابية لاحراج المقترعين، وان الديوانيات ستقاطع المشاركين ولن تستقبلهم. وذهب المعارضون الى وصف المجلس المقبل بـ”المسخ”، ووصف الذين سينتخبون بـ”الاراجوزات” (كراكوزات). لكن الكويتيين اثبتوا انهم مسيسون حتى النخاع وانهم يميزون بين معارضة المصالح ومعارضة المبادىء، وانهم لا يريدون تكرار تجارب المجالس الماضية التي انتجت اسوأ مشاهد الغرائز والعصبيات والتطرف.

وفيما كانت نسبة المشاركين عادية جدا صباحا، عادت وشهدت اقبالا وزخما في فترة ما بعد الظهر خصوصا في المناطق التي كانت مهمشة قبلا ولا يمكنها فرز ممثليها بسبب ما يعرف ب”المحادل” اللائحية حين يتجمع الرموز في لائحة واحدة ويتم الاتفاق على تبادل الاصوات. وكان لافتا امس في الدائرتين الاولى والثانية مثلا تصويت ناخبين شيعة لمرشحين سنة ابرزهم علي الراشد ونبيل الفضل وكامل العوضي. هنا اتجه الصوت الى من يراه الناخب مفيدا للمنطقة وللدائرة لا الى الطائفة، على رغم ان اصواتا كثيرة سارت في المسار الطائفي والقبلي، لكن القيادة الكويتية تبني على الايجابيات وضرورة اتساعها ولا تبني على السلبيات التي تعرف انها لن تنتهي بين ليلة وضحاها.

وكان وزير الاعلام الكويتي الشيخ محمد عبدالله المبارك امس خلية عمل بحد ذاته متنقلا بين كل المراكز الانتخابية في كل المناطق الكويتية. مشيدا بالمشاركة ومحترما حق الداعين الى المقاطعة.

واكد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ احمد الحمود الصباح ان “سمو أمير البلاد اتخذ قراره بشأن مرسوم تحديد الاصوات الانتخابية بصوت واحد بعد ان وجد ان هناك بعض الامور التي لا تصب في مصلحة البلاد”.

وقال الشيخ احمد الحمود في تصريحات صحافية “ان سمو امير البلاد هو المسؤول عن البلد وهو خير من يعلم بشؤون استقرارها ونحن نعيش تحت مظلة سموه ونأمل بان يوفقه الله من اجل هذه البلد ومن يعيش على ارضها”.

ورأى الشيخ احمد الحمود ان الكويت كانت ولازالت سباقة وستبقى “الشعلة في الوطن العربي” في ما يتعلق في شفافية الانتخابات ونزاهتها.

و قال وزير العدل والشؤون القانونية جمال الشهاب ” من واجب كل مواطن ان يشارك بصوته في هذا اليوم الديموقراطي لمن يراه مناسبا لخدمة المجتمع”.

واضاف الشهاب في تصريح له خلال تفقده سير العملية الانتخابية “في ما يخص من لايريد المشاركة فهذا الامر عائد الى ضميره ولكن لابد ان يعرف ان المشاركة او عدمها حريه كفلها الدستور له”.

واوضح الشهاب ان نظام الصوت الواحد وآليته “جاءا لاعطاء قرار التصويت الحرية والاستقلالية على العكس مما كان متبعا في الانتخابات الماضية” مبينا ان الاختيار الآن يكون من خلال التمحيص والتدقيق في مدى استحقاق المرشح لمسؤولية خدمة البلد من هذا الموقع.

ميدل ايست أونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..