سرطان الرئة… ضرورة المسح بالأشعة المقطعية

عشرون ثانية من المسح بالأشعة المقطعية تخفض وفيات سرطان الرئة، لكن هل هذه الطريقة مناسبة لك؟ قد يستفيد منها المدخنون الحاليون والسابقون المعرضون لخطر كبير، لكن قبل الخضوع للمسح، يجب أخذ إيجابياته وسلبياته في الاعتبار.

يشكَّل سرطان الرئة سبب الوفاة الرئيس في الولايات المتحدة، وبلغ عدد ضحاياه أكثر من 160 ألف شخص في العام الجاري، أي أكثر من الوفيات الناجمة عن سرطان القولون والبروستات وسرطان الثدي.
أظهرت تجربة سريرية أخيرة أنه، بالنسبة إلى المدخنين الحاليين أو السابقين، قد يقلل الخضوع للمسح بالأشعة المقطعية الوفيات الناتجة من سرطان الرئة القاتل.
الدكتور مايكل جاكليتش أستاذ في قسم الجراحة في جامعة هارفرد التابعة لمستشفى بريغهام للنساء، يقول في هذا المجال: «يمكن الآن الكشف عن سرطان الرئة في وقت مبكر، ما يعزز إمكان علاجه بالجراحة»، لكن قد يترافق الكشف المبكر مع بعض المخاطر أيضًا، فهل هو مناسب لك؟

الفحص

استشر طبيبك في شأن الفحص واطلب منه أن يدلك على أفضل مستشفى في منطقتك، ثم اخضع لمسح صدرك بالأشعة. يتمثل فحص سرطان الرئة المتقدم في مسح مقطعي حلزوني، سيُطلب منك حبس أنفاسك فيما يمسح الجهاز صدرك لنحو 20 ثانية.
يراجع طبيب الأشعة صور المسح بحثاً عن مؤشرات قد تدلّ إلى سرطان الرئة في وقت مبكر. في حال كانت النتائج مثيرة للقلق سيطلب الطبيب خزعة، لكن إذا كانت نتيجة المسح غير واضحة، فستحتاج إلى تكرار المسح للمتابعة. يتوقف تاريخ معاودة المسح على حجم المؤشر وشكله ومظهره في المسح المقطعي الأول.
كشف المسح بالأشعة المقطعية لصدر مدخن في السبعين من العمر عقيدات مشبوهة في إحدى الرئتين، وتبين الخزعة العقيدات نفسها بتفصيل أكبر. وقد أظهر مسح المتابعة الذي أجري بعد عام أن العقيدات نمت إلى حد كبير، وأكدت الخزعة وجود سرطان الرئة المبكر.

تخفيض نسبة الوفيات

في عام 2011، أجريت دراسة، هي الأكبر حتى الآن، شملت أكثر من 53 ألف مدخن حالي وسابق يواجهون خطر الإصابة بسرطان الرئة، خضعوا لجرعة منخفضة من الأشعة المقطعية للصدر ثلاث مرات على الأقل على مدى ثلاث سنوات، وتبيّن أنهم يواجهون «مخاطر عالية» في حال:
? دخنوا علبة سجائر يوميًا لمدة 30 عامًا، أو علبتين في اليوم لمدة 15 عامًا.
? إذا أقلعوا عن التدخين، وفعلوا ذلك في السنوات الـ15 السابقة.

بعد خمس إلى ست سنوات من المتابعة، لاحظت الدراسة أنه تم تجنب وفاة 33 حالة من سرطان الرئة لكل 10 آلاف شخص خضعوا للفحص (بين 55 و74 من العمر). مع أن هذا المكسب صغير إلا أنه قد يترجم بانخفاض آلاف الوفيات كل عام.

مبادئ توجيهية

في يوليو 2012، أصدرت «الجمعية الأميركية لجراحة الصدر» توصيات استنادًا إلى الدراسة الواسعة النطاق التي أجريت من بينها:
? على الأشخاص بين 55 و79 عامًا الذين دخنوا 30 سنة/ علبة إجراء مسح بالأشعة المقطعية سنوياً.
? على الناجين من سرطان الرئة الخضوع للمسح السنوي بالأشعة المقطعية حتى سنّ 79 عامًا.
? على الأشخاص الذين دخنوا 20 سنة/ علبة وظهر أنهم معرضون لخطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 5 في المئة أو أعلى في السنوات الخمس المقبلة، أن يخضعوا لمسح بالأشعة المقطعية منذ سن الخمسين عاماً.
? يجب أن يجري فريق من الاختصاصيين الفحص.

مخاطر محتملة

يترافق الفحص مع جوانب سلبية محتملة أيضًا.

التكلفة: تكاليف الفحص مرتفعة، طبعاً تختلف من بلد إلى آخر.

إنذارات كاذبة: في المتوسط، يحدد الفحص بالمسح المقطعي مؤشرات مشبوهة بنسبة 20 في المئة، ويتبين بناء على دراسة أخرى أن حوالى 90 في المئة منها غير ضارة وتعرف بـ «إيجابيات كاذبة»، وهي عبارة عن عقد صغيرة من نسيج خلفته إصابات ماضية. تقول الدكتورة جو آن شيبرد، مديرة التصوير الصدري في مستشفى ماساشوستس العام: «المشكلة أن هذه العقيدات الصغيرة كلها مشابهة».

التأثير العاطفي: يتطلب تشخيص عقيدة بأنها غير ضارة تكرار المسح بالأشعة لمعرفة ما إذا تغير شكلها أو حجمها، ما قد يؤدي إلى خوف وقلق. تقول الدكتورة شيبرد: «يصاب بعض المرضى بالقلق لعدم وضوح ما يعانونه، ويمكن لآخرين تقبل أن 90 في المئة من هذه النتائج حميدة وأن عليهم الانتظار».

إجراءات باضعة/ واخزة: قد يكون من الضروري أحياناً إجراء خزعة بواسطة الإبرة أو إجراء باضع/ وخز آخر للتأكد من العقدة المشبوهة التي ظهرت في المسح. المضاعفات الخطيرة ممكنة خلال هذه الإجراءات، لكنها غير شائعة نسبيًا. في الدراسة التي أجريت، ظهرت مضاعفات لدى مريض أو اثنين لكل عشرة آلاف شخص.

التعرض للإشعاع: استخدام أحدث الماسحات الضوئية، وجرعة الإشعاع (الأشعة السينية) التي تتلقاها في فحص المسح ضئيلة وتبلغ نصف ما تتعرض له كل عام من مصادر الحياة اليومية، لكن قد يسهم فحص المسح الأولي أو أي مسح قطري للصدر أو تشخيصات أخرى خطر الإصابة بالسرطان في وقت لاحق.
هل يجب الخضوع للفحص؟

ما من مبادئ توجيهية مقبولة عالميًا لغاية الآن تحدد الأشخاص الذين يجب أن يجروا مسحًا بالأشعة المقطعية لفحص سرطان الرئة المخفي. لكن تشير نتائج الدراسة إلى أن الفحص قد يساعد المدخنين الحاليين أو السابقين الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و74 عاماً مع ما مجموعه 30 سنة/علبة من التدخين وأقلعوا عن التدخين في السنوات الـ15 الماضية.
في الدراسة أيضًا، خضع المشاركون لثلاث جولات من الفحص السنوي وتمت متابعتهم من خمس إلى ست سنوات. لا نعرف على وجه اليقين ما إذا كان الفحص المستمرّ يقلل من وفيات سرطان الرئة، أو أن الفائدة ستستمر في التفوق على المخاطر مع مرور الوقت.
أخيراً، من المهم أن نلاحظ أن المشاركين في الدراسة تم فحصهم في مراكز طبية أكاديمية على يد فرق من المتخصصين، ذلك باستخدام تكنولوجيا المسح المقطعي المتقدمة.
في هذه الأثناء، إذا كنت ما زلت تدخن، أفضل حماية لك في مواجهة الإصابة بسرطان الرئة هي الإقلاع عن التدخين، فينخفض خطر الوفاة المبكرة ​​على الفور، وسينخفض خطر سرطان الرئة مع مرور الوقت. في المقابل، قد يترافق الاستمرار في التدخين مع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين التي قد تتجاوز أي فائدة تتوافر لك بعد الكشف عن سرطان الرئة.
للمدخنين السابقين، تحدثوا إلى الطبيب وقرروا، بمساعدته، إذا كنتم على استعداد لقبول الشكوك والمخاطر المحتملة من الكشف عن سرطان الرئة.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..