بدر الدين يوسف السيمت ينهي اقامته فى البحرين

إنه حقيقة بدر، بل إنه بدر البدور…

صاحب يحسن الصحبة، ويحفظ الود، وجليس لا يمل…

كالورد يَنْفَحُ بالشذى حتى أنوف السارقيه…

من بلدة أُبي حراز العامرة بحلقات الذكر والتهليل…مقر الشيخ دفع الله المصوبن الذى قال فيه مادحهم:

ساقيه دفع الله حُرَّاثها أهل الله

تتلمذ على يد الأستاذ محمود محمد طه زماناً ليس بالقصير، وكان معه فى جميع حالاته. سجن معه ونام معه فى سجن كوبر على برْشٍ واحد، وفى بيته تزوج وكان لدى الأستاذ من المقربين. أسَرَّ إليهِ أستاذه ببعضِ مكنوناتهِ وهيأهُ لحملِ رسالته من بعده.

ولم يُخَيِّبْ بدر الدين رأي أستاذه فيه، فكتب ونشر، وطَوَّر وأصبحت له مدرسة خاصة به. مدرسة لها أتباع ومريدين ومحبين.

ولقد استفاد من وسائل البث الحديث، فأصبحَ يُذيع أهم ما كتب وهو ما أسماه بتنزيل التأويل في حلقات يومية ابتدأها مع بداية شهر رمضان ولا تزال مستمرة.

ساحَ بدر الدين داخل وخارج السودان وتعرف على الكثير من أحوال البلاد والعباد. وحقق في الثوابت وخرج بآراء ربما خالفت الكثير مما تواطأ عليه الجمهور.

إخْتَلِفْ مع بدر الدين ما شاء لك الاختلاف، وأغْضَبْ وأرْفَعْ صوتك وتشنج وارمه بالثبور وعظائم الأمور… فسوف يُلْقِي عليك بَرْدَ حلمه وهدوئه ما يطفئ أوار غضبك.

ولحسن خُلقه وحِلمه وعِلمه التف حوله الكثير من الاخوان، بل والمريدين في الكثير من البلدان.

وبدر الدين في المجلس صامت لا يتكلم وفى بعض الأحيان يهمس مع من يجاوره في المجلس دون أن يسمع ثالث ما يقول.

وهو مواصل لأرحامه ومساعد لأصدقائه، كثير الأسفار من أجل ذلك.

صاحبته في البحرين طيلة اقامتي فيها والتي امتدت منذ عام 2003 وحتى الآن. فكان لي نعم الصديق الذى يكفيك مؤونة التكلف. لم تضعف هذه الصحبة الاختلاف في الرأي والجدل الحاد، ولم يسبق لأحدنا أن اعتذر للآخر عن قول ما قاله أو رأي أبداه.

وما كنت أنكر على بدر الدين ما يقول ولكني كنت أنكر عليه بعض شطحاته.

ومع ذلك ورغم كل ذلك أهداني جميع كتبه.

سوف يترك بدر الدين فراغاً في حياتي.. إذ من لي بصديق مثله تمد رجلك في مجلسه وتقول ما تقول وانت آمن.

شكراً بدر الدين على تلك السويعات التي قضيناها معاً ودارت بيننا كؤوس حديث عذبة لا تكلف فيها ولا رياء.

أنت ذاهب الى بلاد وطنَّت نفسها على الشفافية واحترام القانون لدرجة التقديس. أما أنا فلا ملاذ لي سوى ذلك الوطن المسمى

السودان.. فيه ترعرعت ونَمَوْت ولي فيه ذكريات طفولة وشباب وكهولة وشيخوخة. وفيه دفنت الأحباب، وأرجو أن أرقد بجانبهم عندما يحين الأجل المكتوب.

وان كان في العمر متسع فسوف نلتقي هنا أو هناك في أرض الله الواسعة. وأرجو أن يكون اللقاء دائماً في السودان.

بشير محمد صالح

تعليق واحد

  1. ((السودان.. فيه ترعرعت ونَمَوْت ولي فيه ذكريات طفولة وشباب وكهولة وشيخوخة. وفيه دفنت الأحباب، وأرجو أن أرقد بجانبهم عندما يحين الأجل المكتوب.))

    والله لقد امتلأت عيناي بالدموع من هذا الحب الكبير،،

    ربنا يحفظ مولانا بشير صالح والاستاذ بدر الدين ويبارك في عمرهما ويحفظ كل السودان وكل مغترب ومهاجر ،، والله غالب،،

  2. ((السودان.. فيه ترعرعت ونَمَوْت ولي فيه ذكريات طفولة وشباب وكهولة وشيخوخة. وفيه دفنت الأحباب، وأرجو أن أرقد بجانبهم عندما يحين الأجل المكتوب.))

    والله لقد امتلأت عيناي بالدموع من هذا الحب الكبير،،

    ربنا يحفظ مولانا بشير صالح والاستاذ بدر الدين ويبارك في عمرهما ويحفظ كل السودان وكل مغترب ومهاجر ،، والله غالب،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..