المغتربون، وعودة عصافير الخريف للوطن نهائيا .. ؟؟‎

المغتربون، وعودة عصافير الخريف للوطن نهائيا .. ؟؟‎

من خلال تجربة الاعوام التى تقترب من الثلث قرن من الزمان وصلت الامة السودانية الى قناعة تامة ان مسؤلى الانقاذ لا يقرأون .. و ان قراؤا لا يفهمون .. و ان فهموا لا ياخذون العبرة مما يحدث حولهم .. فبينما اتجهت المملكة العربية السعودية الى تطبيق سياستها المعلنة نحو الاستغناء عن العمالة الوافدة بشقيها العربى و الاجنبى و العمل على احلال العمالة الوطنية السعودية يخرج علينا احد مسؤلى الانقاذ قائلا : بان من المتوقع ان تصل تحويلات العمالة السودانية من الخليج هذا العام الى 6 مليارات من العملة الامريكية الخضراء التى يعشقونها .. ؟؟ و يتناسى ذلك المسؤل الانقاذى ان العمالة السودانية فى السعودية تعيش حالة من البهدلة و حالة من القلق و الترقب بعد ان بدات السلطات السعودية فى اتخاذ سلسلة من الاجراءات بهدف تنويع مصادر الدخل كالاستغناء عن العمالة الوافدة و استبدالها بعمالة سعودية ( السعودة ) .. و ايقاف البدلات التى كان المتعاقدون يتقاضونها .. اضافة الى البدء بتطبيق ( برنامج المقابل المالى ) و ذلك باخذ رسوم مالية شهرية من المقيمين و تابعيهم بداية من شهر 7 / 2017 بشكل تدريجى و تصاعدى .. حيث ان الاقتصاد السعودى يتعرض لضغوط متصاعدة نتيجة لانخفاض اسعار النفط و وجود تضخم و عجز بالموازنة خلال السنوات الاخيرة و الذى دفعهم للبحث عن حلول جذرية للتوقف عن الاعتماد على النفط كمصدر رئيسى للدخل الوطنى .. ؟؟

كما هو معلوم فان العمالة السودانية فى السعودية يناهز عددها المليون ( مقيميم شرعيا و عشوائيا ) تمثل اكثر من نصف المغتربين السودانيين فى الخارج .. و معظم هذه العمالة السودانية تتميز بالتاهيل و التدريب العالى و على درجات متقدمة من الجودة و قد ساهمت بكفاءة و امانة فى سير عجلة التنمية فى المملكة .. اضافة لذلك ان للمغتربين السودانيين دورا مهما فى نهضة السودان عمرانيا و تعليميا و صحيا و كذلك تحسين نوعية الحياة لدى كثير من العائلات السودانية التى يقومون باعالتها فحوالات المغتربين السودانيين فى السعودية تشكل رقما يقارب ال 12% من اجمالى الدخل القومى السودانى تقريبا الا و انه و نتيجة للتغيرات الاقتصادية نتيجة للاوضاع السياسية فى المنطقة و انخفاض اسعار البترول عالميا فقد انخفضت قيمة التحويلات خلال الثلاث سنوات الماضية و ما زالت تنخفض و ستواصل الانخفاض بعد شروع الكثيرين فى العودة الى الوطن و مغادرة المملكة .. ؟؟

السودان يعانى من ضائقة مالية وز تدهور اقتصادى كبير و عودة العمالة السودانية من السعودية و دول الخليج باعداد كبيرة للوطن سيلقى بالتاكيد بظلاله السوداء امام الاقتصاد السودانى المترنح اصلا و الذى يرزخ تحت وطاة الدين العام الخارجى و البالغ اكثر من 50 مليار دولار و ارتفاع معدلات البطالة بين الخريجين و القوى العاملة المؤهلة و لا ننسى العشوائية التى يتم بها استضافة اللاجئين من دول الجوار مثل اثيوبيا و ارتريا و سوريا و فتح الباب باسم الحريات الاربعة للمصريين .. ؟؟

ان ترك شريحة واسعة من السودانيين لاعمالهم فى السعودية و عودتهم لارض الوطن يشكل اضافة و تحديا مع الوضع الاقتصادى الراهن فى السودان ان عمدت الحكومة الى استثمار المغتربين و امكانياتهم و تسهيل الاجراءات و تقديم الحوافز للاستثمار فى الولايات و نشر الوعى حول الفرص الاستثمارية المتاحة هناك .. عودتهم قد تسهم فى تحقيق نوع من الطفرة و النمو الاقتصادى المتسارع و النمو فى الناتج المحلى الاجمالى .. نعم سيكون هنالك ضغط اكبر على الخدمات و البنية التحتية و من المتوقع ارتفاع الاسعار خاصة فى قطاع العقارات فى الفترة الاولى .. ؟؟ و سوق العمل فى الوطن لن يكون قادرا على استيعاب تلك الاعداد الكبيرة من العائدين و ذلك بسبب البطالة التى يعانى منها الوطن اصلا .. هذا من جانب و من جانب اخر قد يشكل ذلك قنبلة موقوته و كارثة حقيقية اذا لم تقم الحكومة باتخاذ التدابير اللازمة من قبل كل الاطراف المعنية بذلك من جهاز شئون المغتربين و الخارجية السودانية من ناحية .. و من ناحية اخرى السفارة السودانية و القنصلية بالسعودية و التى نجزم انه لا يوجد اصلا اى تواصل بينها و بين مواطنيها السودانيين سوى الجباية و بعض الاجراءات المعتادة من تجديد جوازات او تصديق اوراق .. ؟؟ و لكن اذا ما تم الاستعداد لهذه العودة و ذلك باتباع سياسة حصيفة للتعامل مع اولئك المغتربين العائدين و من الممكن ان يكون فى عودتهم نعمة ايضا على الوطن و ذلك بعودة العقول المهاجرة حيث ستزيد المعرفة الانتاجية للمجتمع السودانى كما سيعود بعض المغتربين برؤوس اموال يمكن استثمارها لرفعة و تطور الاقتصاد السودانى و بالتالى يتحول التحدى الى فرصة و ذلك ان قامت الحكومة بالاستعداد لعودتهم و وضع الخطط لذلك بتشجيع استثمار المغتربين السودانيين تشمل تسهيل الاجراءات فى المجالات الزراعية و الصناعية و التجارية لهم و معاملتهم معاملة المستثمرين الاجانب من حيث الاعفاء من الضرائب و السماح لهم بادخال سياراتهم و شاحناتهم و معداتهم الصناعية باعفاء كامل باعتبارها عودة نهائية ( و هى كذلك ) و تشجيع الاستثمار فى الاقاليم مع تقديم حوافز كبيرة و اغراءات للاستثمار فى الاقاليم من اجل العمل على تنمينها ايضا كما ذكرنا سابقا .. ؟؟ و الا ستكون تجربة العائدين من العراق و ما الم بهم الحال .. و تجربة العائدين من ليبيا و الوضع الماساوى الذى يعيشونه هم و عائلاتهم و ممتلكاتهم .. ستكون و ستتكرر الماساة و نكون امام وضع كارثى هذه المرة ان لم تحسن الحكومة التعامل .. ؟؟ او من جهة اخرى ستكون عودتهم نعمة لهم و للوطن ان احسنت الحكومة التعامل مع عودتهم بعقلية غير عقلية الجباية و البقرة الحلوبة .. و ان تعتبر هذه العودة ايذانا ببداية النهاية لما يسمى بجهاز شئون العاملين بالخارج و تحويله الى جهاز لشؤن الغير عاملين بالداخل .. و تغيير اسم جامعة المغتربين الى اسم غير هذا الاسم البفيض و الكريه الذى يبعث على الاشمئزاز ( فالغربة شئ مؤقت و اضطرارى ) .. ؟؟

بداية الاغتراب كانت بالسعودية و نهايته بدات منها .. و ستتبعها باقى دول الخليج العربى .. فقد بدات لعنة النفط على اصحابه .. ؟؟ و بلادك حلوة ارجع ليها .. دار الغربة ما بترحم .. ؟؟

حمد مدني
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ياسلام عليك وبلادنا اولي بنا رغم المنقصات واولاد الحرام ومن تولي السلطة من صغير كان اوكبير ولا يعرف عن الوطنية والشهامة السودانية وحب الوطن الا جنسية تقول انه سوداني وهو عديم الضمير والدين فأهلكوا بلادنا اهلكهم الله تعالي ونحن معاك الله يعيد كل سوداني مخلص لبلدنا عزنا وفخرنا اللهم احفظ بلادنا وشعبنا آمين

  2. أولا السودان لا يعاني من أزمة مالية بل يعاني من أزمة إدارية
    أولها متوقفة فيما يطلق على نفسه برئيس فهو عقيم راي

    ثانيا رجوع الشهماء او أهل الشهامة بالعكس فهي عودة بردا وسلامة على السودان
    هؤلاء العلماء او الخبراء لقد ثقلوا بالمعرفة والاحتكاك والالمام بمرور السنين في الخبرة سوف يكون لهم مردود حسن في السودان
    نغم اوافق الراي في باديء الامر ستكون هناك عدم إستقرار لهم لهم ولكن بمرور الزمن سوف يشاركوا البناء في وطن المليون مورد

  3. انتهت حملة وطن بلا مخالف في المملكة وبدأت الحملة الكبيرة جدا وهي وطن بلا وافد (اجنبي) بصورة فعلية عندما بدء تحصيل رسوم المرافقين وفي بداية 2018 سيتم تحصيل رسوم على كل المقيمين علاوة على المرافقين بواقع 400 ريال شهريا ثم 600 ريال و 800 ريال بعد عامين – يعنى سوف يتم سد البلف التاني بعد أن قام عوض الجاز بسد بلف بترول الجنوب –

  4. ياسلام عليك وبلادنا اولي بنا رغم المنقصات واولاد الحرام ومن تولي السلطة من صغير كان اوكبير ولا يعرف عن الوطنية والشهامة السودانية وحب الوطن الا جنسية تقول انه سوداني وهو عديم الضمير والدين فأهلكوا بلادنا اهلكهم الله تعالي ونحن معاك الله يعيد كل سوداني مخلص لبلدنا عزنا وفخرنا اللهم احفظ بلادنا وشعبنا آمين

  5. أولا السودان لا يعاني من أزمة مالية بل يعاني من أزمة إدارية
    أولها متوقفة فيما يطلق على نفسه برئيس فهو عقيم راي

    ثانيا رجوع الشهماء او أهل الشهامة بالعكس فهي عودة بردا وسلامة على السودان
    هؤلاء العلماء او الخبراء لقد ثقلوا بالمعرفة والاحتكاك والالمام بمرور السنين في الخبرة سوف يكون لهم مردود حسن في السودان
    نغم اوافق الراي في باديء الامر ستكون هناك عدم إستقرار لهم لهم ولكن بمرور الزمن سوف يشاركوا البناء في وطن المليون مورد

  6. انتهت حملة وطن بلا مخالف في المملكة وبدأت الحملة الكبيرة جدا وهي وطن بلا وافد (اجنبي) بصورة فعلية عندما بدء تحصيل رسوم المرافقين وفي بداية 2018 سيتم تحصيل رسوم على كل المقيمين علاوة على المرافقين بواقع 400 ريال شهريا ثم 600 ريال و 800 ريال بعد عامين – يعنى سوف يتم سد البلف التاني بعد أن قام عوض الجاز بسد بلف بترول الجنوب –

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..