حزب صناعة الازمات ؟؟!!

الإنسان لطالما سعى للاتصال مع الشعوب الأخرى في بلدان العالم المختلفة، او اجبرته المنظومة العالمية ان يتساير مع دول تحمل أعرافاً، وتقاليد، وأفكاراً مختلفة، يصبح ملزما بإيفاء عهودها ومواثيقها، طواعية او مكره وهذا التواصل المفروض بطبيعة العالم اليوم يتيح له التطور في شتى النواحي ولقد شهد العصر الحديث تطوراً هائلاً على كافة المستويات والاصعدة المختلفة، تطور رافقه ظهور العديد من المصطلحات، والتعبيرات الهامة،التي لاقت رواجاً كبيراً على السن الجميع ومن بين أبرز هذه المقولات، مقولة( العالم قرية صغيرة)هذه المقولة التي تعطي وصفاً دقيقاً وواضحاً لشكل العالم في يومنا هذا حيث تسوده أجواء من التفاعل المشترك من قبل مختلف السكان، وفي مختلف القضايا والانشطة التي تحدث اليوم، والتي تمتلك القدرة على أن تشغل الرأي العام العالمي بكل سهولة ويسر، وما سهل من حدوث هذا التفاعل المميز الذي لم يسبق له مثيل على مرِّ الإنسانية، هو وسائل الاتصالات الحديثة،التي عملت على تسهيل تناقل الأخبار، والمعلومات بين الناس، حيث تضاعفت أهميتها يوم بعد يوم ،ولما كنا نحن جزء من هذه المنظومات العالمية نتعامل معها نؤثر عليها ونتأثر بها،كان من الطبيعي ان تتداعى علينا متى ما كنا في منطقة ضغط منخفض؟؟
وهذا التداعي بفضل المنظومة الاممية التي اصبح مطلق بلا حدود بل احيانا يتحتم علينا التماشي والتساير معها، بطريقة مباشرة كما كنا نستغيث من الجوع ابان عملية شريان الحياة السودانية والتي كانت تهدف لغوث ضحايا الحرب في جنوب السودان، اوكما تداعت علينا منظوماته الاخرى كاليونسيف حينما احتجنا للتعليم وملحقاته، او برنامج الغذاء العالمي في حالات المجاعة،وايضا كانت الصحة العالمية في سد الفجوة الدوائية،واخيرا العدالة التي هجمت علينا عندما ساد الظلم في البلاد، ولما كان لنا من سجل طويل في التعامل مع هذه المنظومات والازمات كان لزاما علينا ان كانت لنا دولة محترمة ان تجنبنا ما وقعنا فيه الايام الماضية ،فيما عرف بالتدخل السافر من الدولة في شأن الرياضة ، من الغباء ان تصل الازمة لما وصلت اليه،وهي ازمة مستحقة لطالما من يدير البلاد لا يملك حزبه رؤية للالعاب الرياضية غير التكسب والمنفعة،و طول ما ان الحزب معروف بصناعته للازمات وحلها بأزمات غيرها لتتواصل الازمة،إستغربت جدا وانا استمع للامين السياسي للحزب الحاكم في حوار تلفزيوني عندما سئل عن ازمة الاتحاد العام وموقفهم منها كحزب، الرجل بكل بساطة قال لا صلة لنا بالازمة ونحن لا توجد لدينا امانة في الحزب تختص بالرياضة؟؟
إذا علمنا اليوم لماذا هذا التخبط في سياسة البلد!! لان العقل السليم في الجسم السليم ،وهؤلاء عقولهم في اجسام معتلة مترهلة لا تعرف للرياضة والعابها طريق،مهما وقع علينا من قررات الاتحاد الدولي لكرة القدم بتجميد النشاط الكروي في السودان، على خلفية التدخل الحكومي في شؤون اللعبة، فهو محق لانه لا يوجد عقل سليم يحكم بتسليم مقر اتحاد كرة القدم، الذي تسيطر عليه مجموعة نفعية، تديرها عصابة من صبية بما يعرف بأمانة الشباب الاتحاد الدولي لكرة القدم يعترف بأحقية مجموعة معتصم جعفر في إدارة النشاط الكروي بالبلاد، وهو ما أحدث أزمة مع مجموعة عبد الرحمن سر الختم وسيطرتها فيما بعد على مبنى الاتحاد السوداني عن طريق قوات الأمن بحكم قضائي لتعتبر فيفا ما حدث تدخلا حكوميا وتوقف بسببه النشاط وتم بناء على ذلك استبعاد الأندية السودانية من بطولتي دوري أبطال أفريقيا، والكونفدرالية، قبل تتدخل الدولةووحزبها الحاكم لانهاء الازمة بأزمة، ان يكون الحل نفسه بوابة لمشكلة اخرى وهي مخالفة للوائح والاسس غياب الرؤية وضعف الحكومة التي صرح رئيس وزرائها بان الاتحادين المتصارعين يتبعان لهم وهم قادرين على الڨيڨا، يناقض حديثه المخالف لتصريح الامين السياسي الذي نفى صلتهم بالصراع بين المجموعتين وانهم لا يملكون امانة رياضة في الحزب، يناقض حديث احد المرشحين الذي تقدم بإستقالته لأمانة الشباب،المسألة بوضوح تام متوقفة على إتخاذ قرار سياسي شجاع يضع معتصم حيث كان ويسكن سر الختم سكناته لحين توافق النظام الاساسي للاتحاد السوداني لمطلوبات الفيفا ،وهذا ما عجزت عنه الدولة،الفشل تجلى في أزمة الكرة بوضوح ،مضافة لازمات دمرت الحياة في السودان وجعلته جثة هامدة تنتظر التحلل، أزمة الكرة تلاشت معها أشواق جماهير الرياضة في بلادي وجماهير المريخ وهلال التبلدي على وجه الخصوص،فمهما تعشمت في حل الازمة،لن يسلموا من أشواك الحكومة وبني جلدتها من الفاسدين والمتصارعين لملئ جيوبهم من خزانة المال السايب ان تكتمل الفرحة ولو بعد حين.
الوان

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..