مشاكلنا الاجتماعية(3)

٭ الموضوع الذي فجرته محادثة قارئة تعتقد ان المشكلة الأساسية هى مشكلة الزواج.. وعلى مدى الحلقتين الماضيتين جاء الحديث عن مشاكل اجتماعية عديدة متولدة من واقعنا السياسي والاقتصادي.. والمداخلات اثبتت انه موضوع شغل الناس كثيراً فكثرت اتصالات الهاتف وارتفع معدل البريد وكثر عدد الشابات والشبان الذين يأتون بأنفسهم إلى مكاتب الجريدة ليعبروا عن اهتمامهم المتزايد بمشاكل الشباب وعلى رأسها مشاكل الزواج.
٭ أحاول ان اضع خاتمة لمداخلتي لافتح الباب على مصراعيه للمساهمات.. وكما اسلفت لا اريد ان اقلل من شأن الجهود الجارية لدراسة مشاكل الزواج من جوانبها الاقتصادية فهى مشكلة قد تترك ظلالها السلبية على حياة المجتمع ولكن أرى وحسبما نأمل ان يكون سودان الغد.
٭ فالقضية يجب ان تقدم في اطار فهم واقعي ومتقدم لمعنى الثورة الاجتماعية وهى البحث الدؤوب والجاد عن تأسيس مفهوم جديد للاسرة وللزواج.. المفهوم الذي تتحقق فيه المعادلة الصعبة بين أركان الإنسان الثلاثة العقل والقلب والجسد.. المفهوم الذي تتحرر فيه العلاقة بين الرجل والمرأة من عبودية الجنس بالشكل الحيواني.
٭ من الأشياء التي أزعجتني ووقفت عندها كثيراً تعريف للزواج ورد في كتاب المرأة في الإسلام للدكتور وافي والتعريف هو:
( ان الحب والغرام من مقومات العشق وليس من المقومات الاساسية للزواج في شتى أشكاله فالزواج يقوم على دعائم عمرانية اسمى كثيراً من شؤون العواطف والوجدان.. انه وظيفة اجتماعية يؤديها كلا الزوجين لصالح النوع الإنساني وهى بمقتضياتها على كاهل كليهما واجبات حيال الآخر وحيال الاسرة والوطن والإنسانية جمعاء).
٭ وأنا سقت هذا التعريف لا لاناقشه ولكن لاشير للذي يلحق بمفهوم الإسلام للزواج كأن الإسلام يرفض المودة والحب والله في كتابه العزيز يقول ( ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة) صدق الله العظيم.
٭ عموما الواجب المقدم في رأيي هو استهداف الأفكار السائدة في ذهنية الرجل السوداني عن المرأة الأفكار التي تحاول ابقاء المرأة على ما هى عليه (فلان أخد بت فلان.. والمره دقها بأختها) عملية بيع وشراء وتأديب ومكايدة والأفكار التي تغلق وتعمق الواقع التقليدي للمرأة باعتبار أنها أنثى وخلقت هكذا وانها لغز غير قابل للحل.. أشير لأفكار العقاد ومن تتلمذوا عليه والأفكار التي تنادي بتحرير المرأة ويمارس أصحابها عكس ما يقولون وينادون بأن تخرج المرأة وتعمل ويغلقون الأبواب على أخواتهم وزوجاتهم.
٭ هذه رؤوس موضوعات حول مشاكلنا الاجتماعية بين الحقيقة والأمل فتطور الإنسان كان ومايزال عملية مستمرة جسمياً ونفسياً وعقلياً وبالتالي عمليات التغيير الاجتماعي ستظل مطروحة على الدوام إلى ان تصل الإنسانية إلى حل المعادلة الصعبة.. ايجاد التوازن الذي يحول الإنسان إلى كائن قادر على تلقي جميع لذات الحياة.. لذة الرأس والجسد ولذة القلب داخل تلك المؤسسة الاجتماعية المقدسة (الزواج).
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..