في حُمى السباق الدبلوماسي الخليجي ..من الخاسر ..!

في حُمى السباق الدبلوماسي الخليجي ..من الخاسر ..!

قبل أن يتهمنا أحد بأننا نمالي طرف على حساب الآخر في أزمة الخليج الحالية التي طرفاها معسكر السعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر ..وتقف في الطرف الآخر دولة قطر وحيدة كالسيف بينما آثرت دولتا الكويت و سلطنةعمان قيادة دفة الوساطة بأشرعة النفس الطويل بغرض تقريب ضفتي الصراع الى منطقة وسطى تجنبهما استمرار حرب السجال الدبلوماسي والإعلامي أو إطالة مدة القطيعة ..فلا بد أن نقول ان كل الأطراف في هذه الأزمة قدابتلعت طعم سنارة الإستهداف الخارجي الذي يثبت تسلميهم اللحى له لأنهم كيانات هشة البنية الإجتماعية و ضعاف من حيث العريكة السياسية ومفككين في لحمتهم الأمنية و لم يستفيدوا من قوتهم إمكاناتهم الإقتصادية لتسخيرها في اكتساب مقدرتهم على التأثير بدلا من جعلها لقمة سائغة وسهلة يطعموها لكل من وعدهم بالحماية فانساقوا وراءه بخطوات الخوف الواجفة من عدو يصوره لهم كبعبع سيلتهم أنظمتهم التى يشدون ربط أحزمتها على بطونهم كحكام أقحموا أنفسهم بلا وعي في اشعال الفتن في شتى نواحي العالم العربي كل يمد الطرف الموالي له بالمال والسلاح ..حتى انزلقوا في مستنقع ووحل حرب اليمن التي ظنوا عند تشكيل تحالف عاصفة الحزم وكما صور لهم المحرضون المستفيدون من تجارة الحروب .. بأنها ستكون مجرد نزهة سياحية قصيرة لن تعدو الشهر أو الشهرين ومن ثم يعود اليمن الذي جعله الحوثيون وصالح تعيسا ..الى سعادته وبالتالي يكونوا قد أمنوا ظهروهم الى الأبد من طعنات ايران الخلفية بسكين أطماعها الصفوية الأزلية في منطقتهم التى تنضح بسواد الذهب السائل وغيره من ميزاتها الروحية والمادية ودفء مياهها الإقليمية !
الان وكما يقول المثل فإن الفلقتين تؤذيان الراس لا شك في ذلك .. فقد تفجرت عليهم نوافير الجحيم من داخل حديقة مجلس التعاون ..بعد أن جاءهم سيد العالم الجديد التاجر المتمرس في جمع المال .. فدلق الزيت على تلك النوافير وقبض ثمن هلعهم نقداً ..وتركهم ممسكين في خناقات بعضهم !
قطر لا تخلو دواخلها كالسعودية والإمارات من احلام الهيمنة و الطموح وكلا الطرفين يلعب بكرات النار في عدة مناطق من الإقليم ..ولكن حينما شعر كل طرف بأن يد الأخر بدأت تمتد الى حزامه الرابط لستر عورة نظامه السياسي إنتفض مذعوراً..!
تعجل معسكر السعودية بحصاره على قطر الذي تجاوز حدود الضغط السياسي والدبلوماسي ليطعن في لحم الشعب طردا من دول ذلك الطرف و خنقا للمعيشته وهو خطأ استراتيجي استثمرته قطر بذكاء هادي في التصعيد ضد غريمها باثارةة النعرات الإنسانية التي أكسبتها تعاطفا من الدول الكبرى وقد تسابق عليها الطرفان لخطب ودها .. كالمانيا وفرنسا و بريطانيا و أمريكا التي اختلف رئيسها مع وزير خارجيته في التفاصيل وليس في المبدأ..بينما لم يحقق الجانب السعودي إلا تجاوبا في دول صغيرة في أفريقيا على سبيل المثال إنحنت لإلتقاط مردود موقفها المتعجل بقطع علاقاتها مع قطرالتي وقفت معها أيضا تركيا و ايران في مقابل موقف مصر مع المعسكر الآخر !
ملخص القول أن أنظمة الإقليم بحاله لاسيما منطقة الجزيرة العربية والخليج يمكن وصفها بعدم بلوغ الرشد القيادي سياسيا وعسكريا وتدبيراً إقتصادياً بالقدر الذي لن تصل اليه إلا بعقد إتفاق الصلح داخليا مع شعوبها واشراكها في قيادة مراكب الحكم في عبورها الى ضفة تملك السيادة الكاملة التي تجعلها من الشجاعة بان ترفع أصبعها في وجه كل من يريد التغول على حياضها تعديا مباشراً أو إحتيالا بالتخويف و الوعد بالجماية على طريقة عصابات الأحياء في الأفلام المصرية القديمة !
الآن تتقطع أنفاس كلا المعسكرين لهثا وراء تسول العطف وشراء المساندة ..والغائب الأكبر هو شعوب تلك البلدان التي يعتقد حكامها بأن إطعام الفم وحده كفيل باسكاته الى مالا نهايه عن المطالبة بالمشاركة الحقيقية في تصريف الشئون العامة في تلك البلدان التي باتت جُل ثرواتها ملكا لأسر بعينها و بيوتات وعشائر تتقاسم مع من يحميها مطايب كتوف الذبيحة بينما ترمي لمواطنيها بفتات الطاولة ..وحينما ضاقت بها السبل في تمويل ورطة حروبها الخارجية ودفع أتاوات الحماية المفروضة عليها ..لجأت ملتفتة الى جيوب الوافدين المقيمين والذين ساهموا في بناء نهضتها .. لإفراغ تلك الجيوب حتى من غبار الفقر الذي يعلق بثقوبها ..فجعلتهم بين خياري البقاء في رمضاء ما فرضته عليهم أوالعودة الى جحيم بلدانهم الطاردة ..!

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..