بمناسبة ذكرى حركة 19 يوليو 1971.. أخطاء فادحة للحزب الشيوعي ..دفع ثمنها مرارا

بمناسبة ذكرى حركة 19 يوليو 1971.. أخطاء فادحة للحزب الشيوعي ..دفع ثمنها مرارا
—-
بمناسبة ذكرى 19 يوليو 1971 أليس غريبا أن يؤيد الحزب الشيوعي انقلاب مايو بعد تحفظ قصير، ثم ينشط بالتنسيق مع الاتحاد العام للعمال بقيادة الشفيع أحمد الشيخ في إخراج موكب 2 يونيو، أي بعد أسبوع واحد ليثبت انقلاب مايو لمجرد أنها رفعت شعارات الحزب، دون أن ينعكس ذلك في ميزان القوى داخل مجلس قيادة الثورة حيث كان للحزب عضوين فقط في ذلك المجلس هما المقدم بابكر النور و الرائد هاشم محمد العطا و كلاهما لم يشارك في الانقلاب ،بعد أن منع الحزب ضباطه من المشاركة رفضا للانقلابات ،وهو موقف صحيح، و شارك العقيد عثمان حاج حسين ابوشيبة مدعيا أن قرار الحزب بعدم المشاركة لم يصله..لم يؤكد الحزب رفضه للانقلابات و اعتماده طريق النضال السلمي و إقناع الجماهير بالتهديد بكشف الانقلاب للسلطة بالرغم من موقفه منها ،لكن كان يتوجب عليه ذلك ليؤكد وقوفه مع النظام التعددي ،مع أن دعاة الديمقراطية هم أول من تنكر لها بحل الحزب الشيوعي و طرد نوابه المنتخبين في انقلاب مدني واضح المعالم لا يختلف عن أي انقلاب عسكري في إجراءاته نفذه إسماعيل الأزهري(رئيس مجلس السيادة و زعيم الحزب الاتحادي الديمقرطي) بقبول الصادق المهدي(رئيس مجلس الوزراء و زعيم حزب الأمة بقيادة الهادي المهدي زعيم الانصار)و بتحريض من حسن الترابي( رئيس جبهة الميثاق الاسلامي..واجهة الإخوان المسلمين ) لم يكشف الحزب الشيوعي علمه بعزم بعض الضباط التحرك بانقلاب و اكتفى بتحذير جعفر نميري..و ايد الحزب الانقلاب بعد تحفظ قصير كما ذكرت ،دون أن يشترط زيادة حصته في مجلس قيادة الثورة لتعديل ميزان القوى في مجلس قيادة الثورة ليست مع دوره و وإنه و لي تحمل التبعات.. و اكتفى بعضوين فقط مقابل ست (6) اعضاءقوميين عرب بما فيهم السيد بابكر عوض الله الذي عين نائب لرئيس مجلس قيادة الثورة وضابط واحد اشتراكي عربي هو الرائد فاروق عثمان حمدالله المخطط الفعلي للانقلاب. .و جعفر نميري الذي لا اتجاه له يومها ..إذن ايد الحزب مايو ولا يد له فيها و دعمها و ثبتها، بدون أي مقابل
و رفض الحزب تأييد حركة 19 يوليو و جميع منفذيها أعضاء في الحزب و جميع أعضاء مجلس الثورة أعضاء كذلك ماعدا فاروق حمدالله..جفل الحزب عن تأييد الحركة التصحيحية و رفض تقديم أي مساعدة لها ..بل رفض حتى أن يساعد هاشم العطا في كتابة البيان الأول و ظل هاشم المغوار يركض في كل اتجاه بحثا عن أي من قادة الحزب و يرسل الوسطاء مثل المحامي غازي سليمان و تأخر إذاعة البيان الأول ست ساعات و عندما أذيع كان هاشم العطا في منتهى الإرهاق و العطش
عدم تأييد الحزب للحركة و السلطة بين يدي أبناءه و أعضاءه حرمها مما كانت تحتاجه و بالتالي وقعت في مجموعة اخطاء،أهمها ذكر و إذاعة اسم من عين رئيسا لمجلس الثورة (المقدم بابكر النور) و رفيقيه العقيد محمد محجوب عثمان و الرائد فاروق حمدالله و هم جميعا في الخارج في لندن مما أتاح للمتربصين بالحركة دوليآ و إقليميآة و داخليآ خطف رئيس مجلس الثورة و رفيقه..لم يقولوا مجلس قيادة الثورة بما يؤكد عزمهم على ترك القيادة للحزب ،سموه مجلس الثورة.. هذا الاختطاف الذي كان سبب في هزيمة الحركة سببه الرئيس الوقوع في أخطاء ما كان ممكن يقعوا فيها لولا أحجام حزبهم عن مساعدتهم..لو شكل الحزب غرفة عمليات إلى جانب هاشم العطا لتم تفادي تلك الأخطاء القاتلة..ترددوا و احجموا و تقاعسوا و السلطة في يد أبنائهم ..و لم يفعلوها في حين قدموا كل دعم ممكن و السلطة حينها لم تكن لهم ..في المرتين،في الحالتين اتخذوا الموقف الخطأ.. الخطأ الأول في دعمهم مايو التي قبل أن تتم السنة اعتقلت عبدالخالق مرتين نفته إلى مصر مرة و وضعته في معتقل سلاح الذخيرة في الشجرة ثم أصدرت قرار أبعاد عضوي الحزب في المجلس و ثالثهم من عضوية المجلس بتهمة كشف أسرار المجلس للحزب ثم خطاب نميري العدائي في ميدان سباق الخيل..و الخطأ الثاني و هو الخطأ القاتل الذي مازال الحزب يدفع ثمنه هو الأحجام عن تأييد و قبول سلطة وضعت بين يديه رفضوها و كأنهم لا يعلمون أن ذلك الرفض يضعفها و يقودها إلى الفشل و يقود قيادة الحزب إلى المقصلة…
الحزب لم يتعامل مع مايو بحكمة حتى يتمكن من تحويلها إلى ثورة حقيقية خاصة وهي استقطبت قبول شعبي جارف و دخل في صراع مكشوف دون تبصر ..مما أتاح الفرصة للمنقسمين عنه توجيه مايو لعداء الحزب و استفادة سلطة مايو منهم في إضعاف الحزب
و كذلك لم يتعامل الحزب مع قرار الضباط الشيوعيين الاستيلاء على السلطة بدون موافقة الحزب وفقا لتقديراتهم حينها نسبة للوضع في الجيش و احتمال أبعاد كل الضباط الأحرار لمصلحة أحرار مايو..الحكمة كانت تقتضي تأييدهم و دعمهم وتثبيت أركان السلطة و تعزيزها ويمكن لاحقا توجيه صوت لؤم للضباط و توضيح الملابسات للجماهير لاحقا و وضع الثورة في المسار الصحيح
قد يقول قائل أن هذه الكتابة حكمة متأخرة ماكان يمكن لهم ، أي لقيادة الحزب إدراكها حينها..و انا اقول,كان ممكن لما عرف في قيادة الحزب أيامها من قدرات عالية
عبدالرحمن أحمد بركات
أبو ساندرا

تعليق واحد

  1. Excellent analysis . I entirely agree with you, if the communist party had supported the 19th of July movement, Hashim and his group could have had succeeded in ruling the country for much longer periods. It seems to me that some members of the central committee of the communist party were in favor of Numairy and did NOT want Hashim and AbdelKhalig to control the country!!!

  2. Excellent analysis . I entirely agree with you, if the communist party had supported the 19th of July movement, Hashim and his group could have had succeeded in ruling the country for much longer periods. It seems to me that some members of the central committee of the communist party were in favor of Numairy and did NOT want Hashim and AbdelKhalig to control the country!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..