الصادق المهدي و الهروب إلي الأمام

الصادق المهدي و الهروب إلي الأمام

زين العابدين صالح عبد الرحمن
[email protected]

سخر السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي من دعوة القوي السياسية المعارضة المطالبة بإسقاط النظام دون أن تتخذ أية خطوات علي أرض الواقع في الوقت الذي قطع فيه بعدم استطاعت تلك القوي إلزام حزبه بتبني مواقفها أو تلزمه بكيفية التعامل مع المؤتمر الوطني وفق تكتيك محدد .

” للسيد الصادق المهدي الحق في اتخاذ الموقف الذي يعتقد يلبي رغباته و طموحات حزبه في التعامل مع المؤتمر الوطني باعتبار أن حزب الأمة هو وحده الذي يقرر كيف يتعامل مع المؤتمر الوطني كما للأحزاب الأخرى أيضا الحق في اتخاذ الموقف الذي يحقق أهدافها و رغبات جماهيرها و لكن السياسية ليست هي جزر معزولة أنما هي حراك مفتوح يتعرض للنقد من قبل الكل و خاصة المهتمين بالشأن السوداني.

قال السيد الصادق المهدي ” أن حوار حزبه مع المؤتمر الوطني وصل نهايته و سيتم حسم القضايا العالقة بإجماع أخير في غضون الفترة المقبلة ” و في ذات الوقت يقول السيد الصادق ” أن حزبه يدير حوارا منهجيا مع المؤتمر الوطني بشأن أجندة وطنية ” و هذه المقولة الأخيرة توضح إن الخلاف بين حزب الأمة و المؤتمر الوطني خلافا في الفكر و المنهج في الوقت الذي يطالب فيه حزب الأمة بأجندة وطنية يؤكد المؤتمر الوطني أن الحوار مع القوي السياسية فقط حول المشاركة في السلطة التنفيذية و أخر تصريح للدكتور نافع مع الإعلاميين يوم الثلاثاء الماضي قال ” أن حزبه علي استعداد لان يتقاسم السلطة التنفيذية للدولة مع القوي السياسية” و كان الرئيس البشير قال أن حوار حزبه مع القوي السياسية سوف ينحصر فقط في المشاركة في حكومة ذات قاعدة عريضة لتنفيذ برنامج المؤتمر الوطني الذي فاز في الانتخابات التي جرت في إبريل الماضي هنا يكمن الخلاف بين الحزبين السياسيين في الرؤية و الفكر.

أعتقد أن كل القضايا التي يمكن التوافق عليها تتطلب الوصول إلي اتفاق حول القضية الفكرية و المنهجية لأنها هي تمثل القاعدة التي يتم بموجبها الاتفاق السياسي فإذا لم يتم اتفاق علي الرؤية الفكرة و المنهجية كيف تم الاتفاق علي ما يفوق 70% من القضايا ؟ و من هو الحزب الذي تنازل عن رؤيته الفكرية و المنهجية ؟ في الوقت الذي تكرر فيه قيادات الإنقاذ القول أن المشاركة تتم فقط في السلطة التنفيذية لتنفيذ برنامج المؤتمر الوطني و هي النقطة التي لم يتحدث عنها السيد الإمام.

هل يحدثنا السيد الإمام عن ما هي الضمانات التي قدمها المؤتمر الوطني لحزب الأمة بأنه سوف يلتزم بتنفيذ الاتفاقية دون أية مشاكسات كما حدث مع الحركة الشعبية ؟ و السيد الإمام نفسه كان قد وقع اتفاقيتين مع حزب المؤتمر الوطني ” اتفاقية جيبوتي ? و اتفاقية التراضي ” و لم تجد طريقيهما للتنفيذ و كم من الاتفاقيات محتاج أن يجريها حزب الأمة مع المؤتمر الوطني لكي يقتنع السيد الإمام إن المؤتمر الوطني لا يلتزم باتفاقيات و غير جاد في تنفيذها؟

أن التراشق الذي بدأ يحدث بين بعض قيادات من المعارضة هو الذي يريده المؤتمر الوطني ” اللهم اشغل أعدائي بأنفسهم” أن قوي المعارضة تحتاج هي نفسها أن تجري حوارا مع بعضها البعض و الوصول إلي منهج عمل متفق عليه إن كان بهدف إجراء حوار مع المؤتمر الوطني أو العمل المباشر مع الجماهير لإسقاط النظام ولكن الدخول في تراشقات هي غير مفيدة في هذا الوقت الذي تعاني فيه الجماهير من غلاء طاحن و زيادة في الأسعار مبالغ فيها و تقليص في الحريات و تجاوز للقوانين من قبل مؤسسات النظام و فساد ازكم الأنوف و أخطر القضايا أن البلاد تواجه التمزق و التفتت كل هذه القضايا تتطلب توافقا حول الأجندة الوطنية وترتيب الأولويات بين قوي المعارضة ثم مواجهة المؤتمر الوطني.

أن التغبيش الذي يحدث في مواقف بعض القوي السياسية هو السبب في أن يستهتر حزب المؤتمر الوطني بقوي المعارض و يعلن تحديه لها باستمرار ثم يتحدي حتى شباب السودان عندما يقلل من شأنهم و ينعتهم بأنهم شباب “الفيس بوك ” و هؤلاء لا يستطيعون الخروج و إسقاط النظام هذا التحدي الذي درج عليه المؤتمر الوطني يبين حالة الضعف التي تعاني منها المعارضة دون استثناء بما فيها حزب الأمة و لا تعتقد قيادات المعارضة و قيادات المؤتمر الوطني علي السواء أن الحركة الجماهيرية سوف تنتظرهم خاصة أن العوامل التي تؤدي للثورة متوفرة في السودان و الله الموفق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..