عريان ولابس كرافتة

عريان ولابس كرافتة

لاشك ان الكثير قد سمع او قرأ تصريحات سعادة وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم الدكتور فرح بان مقام وزارته سوف تقوم باستبدال الكتب الدراسية بجهاز الحاسب الالي ( التاب ) في مدارس ولاية الخرطوم اي يعني سيقوم الطلاب والطالبات باستخدام هذا الجهاز بدلا عن كتب المقررات والمنهج الدراسي . في الحقيقة لقد اصبت بالذهول والحيرة عند سماعي وقراءتي لهذا الخبر او التصريح ( العينة ) وقد قلت في نفسي هل انا امام حلم ام علم ? امام حقيقة ام خيال هل انا في السودان ام في اليابان ؟؟؟ أم هل يا ترى قد أصبح أخونا في الله الدكتور فرح وزيرا للتربية والتعليم باليابان ضمن اتفاقية شراكة استراتيجية موقعة بين حكومة السودان وحكومة اليابان للاستفادة من خبرات الوزراء والمسؤولين السودانيين المميزة في مجال التعليم ؟؟؟. وقمت بحك عيني مثنى وثلاث فقد يكون قد ألم بهما غبش أو ضبابية في الرؤية ولكني عدت لأرى التصريح والخبر ذاته وحينها تأكدت بان عينيي سليمتان فجلست ارضا لأرتاح فلعل دوارا قد انتابني وبعد بضع دقائق كررت قراءة الخبر فوجدته ذاته كما هو وعندها تأكدت من عبقرية هذا الوزير الهمام وحكومته الرشيدة وتأكدت أن المعارضة ( حاقدة ) و (حاسدة ) و (عميلة ) وانها لا تستطيع الاتيان بمثل هذا الانجاز ( الانقاذي ) الفريد . نعم ان حكومتنا الرشيدة وبعينها البصيرة وبصيرتها النافذة وحيث انها ترى ما لا نراه وتعلم ما يضرنا وما ينفعنا ( استفغر الله ) وانها تدرك ما يتحمله ابناؤنا الطلاب من معاناة ( بالغة ) نتيجة لحملهم الحقائب المدرسية المليئة بالكتب والكراسات وما لها من تأثير سلبي علي العمود الففري وان الانقاذ اصلا جاءت من أجل ( رفع المعاناة ) عن الناس وانهم يريدون تطوير العملية التعليمية ويتخطون اليابان والدول المتقدمة الاخرى بهذه القفزة الفريدة في المجال التعليمي لتخريج علماء لا يشق لهم غبار!!!! .
والله حقا ان شر البلية ما يضحك . ان هذا ينطبق عليه مقولة ( عريان ولابس كرافتة ) . ارحمونا ياناس ارحمونا يا أهل الانقاذ . احترموا عقولنا يا سادة . اذا كنتم جادين حقا وفروا اولا وجبة الافطار لهؤلاء الطلاب فهم جوعى ويعانون من سوء التغذية ففي اليابان اذا كنتم تودون اقتفاء أثرها وجعلها أنموذجا تقتدون بها فاعلموا أنه هنالك يتم توفير الغذاء الصحي للطلاب ويقوم مديرو المدارس بفحص وتذوق الطعام المقدم للطلاب فبل نصف ساعة من وقت تقديم الوجبة لضمان سلامة الطعام وصحة الطلاب حتي ان حدث تلوث في الطعام يصاب المديرون بالتسمم بدلا عن الطلاب لأنهم هم أمل البلاد ومستقبلها . وان كنتم جادين حقا وتعملون من اجل مصلحة الطلاب , وفروا لهم حمامات ودورات مياه في المدارس حتى يتمكن الطلاب من قضاء حاجتهم . كفى عبثا وضحكا على الذقون يا هؤلاء لماذا لا تقولنها صراحة و ( كاش ) أن وراء ذلك ما وراءه وان الامر كله لا يعدو ان يكون عبارة عن صفقة كبرى لصالح شخصية او جهة معينة والتي سوف تقوم بالتعاقد مع وزارة التربية والتعليم لتوفير هذه الاجهزة وبمبالغ ضخمة ويتم دفع مستحقاتها بالعملة الصعبة !!! لماذا لا تقولوها صراحة وتريحونا ( رحمكم الله ) انها ليست من أجل سواد عيون او مصلحة الطلاب او تطوير العملية التعليمية بل انها ( صفقة العصر ) .
وحتى لو اننا افترضنا جدلا حسن النية في هذا التوجه ( ربنا يكضب الشينة ) واننا مخطئون فيما ذهبنا اليه من تأويل أو تفسير, فهنالك اسئلة واستفسارات نود ان نتوجه بها الى صاحب السعادة الوزير الهمام وحكومته الرشيدة واهمها من سيقوم بدفع ثمن هذه الاجهزة ؟؟هل الحكومة أم الطلاب ؟؟؟ فاذا كانت الحكومة هي من يقوم بذلك , فاننا نقول ما شاء الله تبارك الله ( عيننا باردة ) فان حكومتنا الرشيدة ( غنية ) وتمتلك ميزانية ضخمة حيث ان هذا المشروع سيكلفها مبالغ طائلة اذا ما نظرنا للعدد الكبير للطلاب والطالبات . أما اذا كان الطلاب هم من يتحملون ثمن وتكلفة هذه الأجهزة فلاشك أنها ستكون المصيبة الكبرى لان أباء وأولياء امور الطلاب لن يكون في مقدورهم تحمل هذه التكاليف لأن جيوبهم أصلا ( مقدودة ) ولم يبق لديهم شيء يدفعونه فالمرتبات أصلا لا تكفي حتى لمقابلة الاحتياجات الحياتية اليومية الضرورية هذا اذا افترضنا أن الاب او ولي الامر لم تطاله يد الفصل أو الاحالة الى المعاش من اجل المصلحة العامة أو اذا لم يكن اخوان واخوات الطالب أو الطالبة عطالى من دون عمل حتى لو كانوا أطباء او مهندسين. كما نستفسر عن كيفية ونظام تشغيل هذه الاجهزة هل ستحتاج بطارياتها في عملية الشحن الى كهرباء ام لا ؟؟ هل هنالك ضمان لاستمرارية توصيل التيار الكهربائي ؟؟ والناس في معاناة دائمة من انقطاع الكهرباء ؟؟ أم ان هذه الاجهزة فريدة من نوعها وانها لا تحتاج الى شحن وأنها صلاحيتها مدى الحياة تماما كحكومة الانقاذ؟

هاشم علي السنجك
جامعة الامام عبد الرحمن بن فيصل . المملكة العربية السعودية[email protected]

تعليق واحد

  1. يا أستاذ هاشم السنجك ( أنا ايضا سنجك من مروى ) – الفكرة ممتازة و هائلة و قابلة للتطبيق – و نتائجها مبهرة – و تكلفتها رخيصة و اقل كتيرا من تكلفة طباعة الكتب – و يمكن بواسطتها من تطبيق نظريات تعليمية متطورة – والفائدة تشمل جميع الطلاب دون استثناء – أقول هذا عن تجربة بسيطة لى – حيث اعمل فى احدى الشركات السعودية هنا فى الرياض – و تحصلت شركتنا على عطاء لتوريد اجهزة كمبيوتر ( لابتوب ) لطالبات جامعة الاميرة نورة بالرياض – و قمنا بالتعاقد مع احدى الشركات الكوريةالمصنعة لهذه الاجهزة و التى تقوم بتجميع هذه اللابتوبات فى مصنعها فى امارة ابوظبى بالامارات العربية – و ثم التعاقد على مليون ( اكرر مليون ) جهاز لابتوب بمواصفات عالية – و ثم استلام الدفعة الاولى (300 الف جهاز)- و لا تصدق قيمة التكلفة للجهاز الواحد – يا عزيزى قيمته 66 دولار فقط ( حوالى 250 ريال ) – فما قولك – اذا طبقنا هذا فى سوداننا الحبيب ؟؟؟؟؟؟؟

  2. يا أستاذ هاشم السنجك ( أنا ايضا سنجك من مروى ) – الفكرة ممتازة و هائلة و قابلة للتطبيق – و نتائجها مبهرة – و تكلفتها رخيصة و اقل كتيرا من تكلفة طباعة الكتب – و يمكن بواسطتها من تطبيق نظريات تعليمية متطورة – والفائدة تشمل جميع الطلاب دون استثناء – أقول هذا عن تجربة بسيطة لى – حيث اعمل فى احدى الشركات السعودية هنا فى الرياض – و تحصلت شركتنا على عطاء لتوريد اجهزة كمبيوتر ( لابتوب ) لطالبات جامعة الاميرة نورة بالرياض – و قمنا بالتعاقد مع احدى الشركات الكوريةالمصنعة لهذه الاجهزة و التى تقوم بتجميع هذه اللابتوبات فى مصنعها فى امارة ابوظبى بالامارات العربية – و ثم التعاقد على مليون ( اكرر مليون ) جهاز لابتوب بمواصفات عالية – و ثم استلام الدفعة الاولى (300 الف جهاز)- و لا تصدق قيمة التكلفة للجهاز الواحد – يا عزيزى قيمته 66 دولار فقط ( حوالى 250 ريال ) – فما قولك – اذا طبقنا هذا فى سوداننا الحبيب ؟؟؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..