محمود محمد طه .. قتلته السياسة ولم يقتله الدين..!!

غسان علي عثمان

حوكم الرجل بتهمة (الردة) عن الدين في العام 1968م، وليس في العام 1985م وقت محاكمته وإعدامه، ولم يقتل بسبب فكره.. بل قتلته السياسة..!

الدين حياة للتعبد، والمصير فيها أننا نظل في مشروع مدروس ومجزي للصبر والجلد على إقامة شعائر الله، وتحقيق الخير في الدنيا، والإنسان يظل مسئولاً عن أفعاله، ومالكاً لحرية الإرادة (مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ {44} سورة الروم، هكذا خلق الإنسان يحمل مشروعاً للخير وللشر إن هو أخطأ الطريق وضل المسيرة، وكل أفعاله موزونة بميزان العقل، محكومة بتوجهه الحر، يقول تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ {46}‏ سورة فصلت، فالإنسان مجبول بالفطرة على الحرية، ولا مجال للقول إن الدين حالة من الغياب والغموض والدسيسة ذلك لأن الإنسان عقل. هذا جانب لا نود الخوض فيه، ولكن ما يجدر الإشارة إليه، أن مقالتينا المعنونتان بـ(محمود محمد طه العرفانية في الدين .. الانتهازية في السياسة) لا تنشدان اغتيال الشخصية، أو هي محاولة لكشف العيوب، فالنقد في نظرنا ليس أداة كاشفة مُعِّيبة هدفها التعرية، نحن سعينا فيما كتبنا إلى ممارسة نقد نفهمه أنه محاولة لإثبات التهافت حول بعض ما يروج عن الرجل ومشروعه، فمحمود مهما كان محزونوه وبائعو الدموع للآخرين تصدية ومكاء ليس ملكاً لخاصته أو مريديه، فالرجل خرج للناس؛ كل الناس، ولو كان شيخاً يتلو تراتيله وأوراد طريقته، لكنا تركناه يقيم الليل مثل ساري في مهازيعه، وما كُلفنا به شيئاً، لكنه طالما عرض بضاعته في سوق القيم العامة، فهذا يجعل ما قال به ملكاً لمن اشترى أو حتى دخل عابراً متلصصاً في هذا السوق، ولذا فإن من (غاظهم) وتشنعوا بالقول أننا (محرشين ومتحرشين) بإيراد ما كتبه أبو بكر القاضي الجمهوري السابق فذلك مما لا يستحق الرد (فناقل الكفر ليس بكافر). ومحمود محمد طه ومشروعه فيه ما يستوجب النقد والمخاشنة أحياناً، لأن إخوتنا الجمهوريين يعملون في الساحة العامة، وينشطون في أسواق الفكر والنقد والمثاقفة، ويقيمون الندوات والمحاضرات على الملأ، ويكتبون في الصحف السيارة ما يشاؤون، هم يعيشون بيننا وليسوا ساكني كهوف تأنف الشمس أن تزورها، ولأمر غريب أن يُطلب منا نقرأ ونشاهد ونستمع ونظل في حال من الصمت، مريب هذا الشيء وغير ديموقراطي!، فعليهم الخروج من معبد الليل وترك التعامل مع محمود سجداً مشتعلاً يطوفون حوله، ويرفضون دفنه خشية انفضاض هذه (الكربلائية) التي تبجل الحزن وتقيم على ذلك مأتماً وعويلا. ففي كل عام يفرشون عليه ويقيمون السرادقات ليتقبلوا مراسم العزاء، وهذه حالة من الخوف المدجن شديدة الخطورة.
محمود رحل ولكن الأفكار لا تموت، مات الرجل ولكن المشكلات التي أثارها لم تزل بعد حاضرة وبقوة، لقد ظلت الأحزان المُكبلة للجمهوريين قيد أدمى معصمهم ولا يزال، إنهم مندبون للبكاء عليه حتى يومنا هذا، لعلها حالة من تعذيب الروح تلك التي تتنكب طريق الإخوة الجمهوريين، وهذا ما كان، ولكنهم ما أنفقوا في التحرر من تبعية (البكاء) شيء، هو قيد حجري يستلزم النكوص باستمرار، إنه فكر يتغذى على المحنة!.

قلنا إن أفكار محمود تلتقي من حيث البنى المعرفية مع غيره من المتصوفة والعٌباد والزهاد، وأصحاب الطريق إلى الله عبر الروح، ونريد التأكيد على أن القول بأنه شهيد للفكر (بالمطلق) خفة ليربؤا بأنفسها عنها، لأن من يعي درس التاريخ يفهم أن (الحلاج، السهروردي، وبن حنبل، وبن رشد وغيرهم) قتلوا وحوكموا ليس بسبب آرائهم الدينية بل لانخراطهم في عمل سياسي يهدد أركان الدولة ويقوض دعائمها، فأبو عبد الله حسين بن منصور الحلاج (858 – 922م) لم يقتله وزير الخليفة العباسي المقتدر بالله، بسبباً من أفكاره الدينية، بل لأن الرجل هدد كيان الدولة بأن خالف مرجعيتها وأذاع رؤيته الخاصة للناس فعمل بذلك على مخالفة السلطان السياسي، وذلك لأن الدولة العباسية كانت في صراع شديد مع المانوية والمزدكية وهي الأيدولوجيا المعارضة للدولة؛ فالدولة العباسية بعد مقتل قائدها الفارسي (أبو مسلم الخراساني) الرجل الذي فدى الدعوة وقدم لها كل ما عنده، قتلته، ما ألب عليها الفرس وقد انتهى الأمر إلى معارضة قوية للدولة العباسية والتي كانت من تجلياتها تأسيس أيديولوجيا (العرفان المانوي) ونشاط الحركات التي أحيَّت الدين الفارسي القديم(دين زرادشت وماني ومزدك)، ولذا فإن وصية الخليفة المهدي بقتل كل من تثبت عليه تهمة الزندقة، وهي كلمة فارسية تعني (زنده كَرْد) والتي تعني إبطان الكفر والإلحاد، كان الغرض منها تصفية جيوب المعارضة، لأنك ببساطة لو طرحت رؤية دينية/سياسية معارضة للدولة وقمت بالترويج لها وكسبت أنصاراً – وهذا عمل سياسي بامتياز – فإنك تهدد الاستقرار السياسي، وهنا فالحلاج لم تقتله أفكاره، لأنه كان يبشر بها لفترات طويلة الرجل عاصر 3 خلفاء عباسيون ولم يفتشوا عقيدته الدينية أو يقيموا عليه الحد، ، لكن الأمر اختلف عند مجيء المقتدر بالله للخلافة في عهده مضطرب، ولصغر سنه وكانت لوالدته (شغب) دور كبير في تسيير شئون البلاد، وفي هذا الاضطراب قوى المعارضة الفارسية للدولة، ووقع الحلاج ضحية دور سياسي لم يجهز نفسه له، ولذلك قتل، فالتفكير الديني الحر هو السمة الغالبة للحضارة الإسلامية، لم يقتل أحداً عضو في جماعة إخوان الصفا، أو حتى الإسماعليون الحشاشون، إلا أنهم هم من بدأ، ولم يصادر فكر أحد ولم يمنع من الكتابة بدعوى الخروج عن الدين، إلا من جعل لنفسه وأتباعه مشروعاً سياسياً صفته تقليص الوعي العام ورهنه لطاعة رجل، رجل واحد هو من يملك السر في الدين والدنيا! يقول عباس محمود العقاد في كتابه (التفكير فريضة إسلامية): “وربما كمنت السياسة وراء دعوات المتفلسفين كما كانت وراء المصادرة من جانب الدولة وحكامها، لأن الزندقة كانت تتستر بستار الفلسفة إنما كانت في ناحية من نواحيها ثورة مجوسية ترمي إلى هدم الدولة الإسلامية من أساسها وإقامة دولة فارسية..” ص 49 ، وينطبق الأمر ذاته على السهروردي والذي قتله صلاح الدين بحلب في العام 586م، فالرجل ذاع أمره ووصلت دعاويه حتى إلى داخل بيت الخلافة فقيل إن ابنه فتن بأفكار السهروردي فتنة جعلته يرفض الانصياع لآراء أبيه حول الحرب ضد الصليبيين ص 125. ويواصل العقاد قائلاً: “وعلى كثرة الضحايا من المتصوفة في العالم العربي لم يذهب منهم أحد قط ضحية لمذهبه قط بغير استثناء القضيتين المشهورتين اللتين قضي فيهما بالموت على الحلاج والسهروردي .. (وهما في الواقع ضحية الفتنة وضحية السياسة).. وأنّ الحلاّج والسهروردي قد اختلطا بمعارك السياسة من قريب، واتخذا فيها الأحزاب والأعداء، واقتحما مواقعَ الشبهةِ و مواضعَ الريبة..). الكتاب ص 120.

ولأن المقال لا يسمح بمزيد من الاستشهادات ولكن بقي مثالان في غاية الأهمية يثبتان أن الدين لا يقتل أحداً ولكنها السياسة، والمثالان هما الإمام أحمد بن حنبل (780م – 855م) والفيلسوف الأكبر الوليد بن رشد (1126م- 1198م)، أما بن حنبل فهي مسألة فرعية في الدين بموجبها عوقب الرجل وسجن وجلد وعذب، فعلها الخليفة المأمون (170? 218 هجري) حينما احتكم في خصومته إلى قضية فرعية ليست من أصول الدين ويجوز فيها الاجتهاد وهي مسألة (خلق القرآن)، وامتحن فيها أحمد بن حنبل وضيق عليه وأذله، ذلك لأن المأمون شعر بخطر المطّوعة (فرق نظمها أهل بغداد بعد استباحتها في إثر هزيمة الأمين أخو المأمون وقاموا بتنظيم حملات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وهؤلاء المطوعة شكلوا تهديداً لسلطة المأمون وذلك بسبب اجتماع الناس عليهم، هم يملكون قوة جماهيرية كبيرة يستطيعون بها تهديد الدولة، وللوليد بن رشد قصة أكبر لا نجد المكان الملائم لعرضها، وإن كانت خلاصتها أن بن رشد اتهم بتدبير انقلاب سياسي على الأمير، ولذا فلنكتفي بهذا العرض الذي يعضد وجهة نظرنا القائلة بأن لا أحد قتل في الإسلام بسبب أفكاره، إلا إذا دخل غمار السياسة وهدد الدولة.

ومحمود محمد طه لم يقتله الدين أبداً، وإنما قتله دوره السياسي الذي لعبه، لم تقتله أفكاره الدينية، فكتبه وأراؤه في الصلاة والعبادات والتشريعات وفي الأحوال الخاصة لم تنشر في وقت إعدامه، بل هي مبثوثة ومعروفة وموجودة في كتبه (قل هذا سبيلي 1952م، والرسالة الثانية للإسلام 1967، رسالة الصلاة 1966م وغيرها) وهذه الكتب حوت أفكاره الموصوفة بـ(الشاذة) والغريبة عن العقل الإسلامي السني المحافظ. وقد جرت محاكمة للرجل في الستينيات، وعندما جاءت (ثورة) مايو 1969م أيدها! وقالت جماعته أن نبؤة زعيمهم قد تحققت، أليس هذا دور سياسي كامل الدسم؟ والصفقة مع النظام الجديد كانت بأن يسمح لهم بالعمل (الدعوي)، والسؤال؛ ترى من سمح لهم بالانتشار ألم يكن قد وقف على أثارهم الفكرية؟ وتعرف إلى دعوتهم (التجديدية) الدين؟ وهم ألم يكونوا يبشرون بذات أفكار شيخهم والتي بموجبها عقدت لهم محاكمة انتهت بتوجيه تهمة (الردة) في العام 1968م؟ ولم يعترضهم أحد حينها؟ وكذلك ألم يكتب محمود محمد طه (تعلموا كيف تصلون 1972، الماركسية في الميزان 1972م، خطوة نحو الزواج فى الإسلام 1971م، وسلسلة أسئلة وأجوبة، وغيرها) كل هذا النشاط من التأليف والتبشير لم يعترضه أحد، ولم يتهمون بأنهم (كفار)، إن الذي جرى أن السياسة حينما كانت في صالح الجمهوريين وذلك بتحالفهم مع نظام مايو عاشوا فترة من الازدهار، وحينما جرت المصالحة (1977م) ودخلت قوى حديثة للجماعة السياسية في السودان، ومثلهما الإمام الصادق المهدي والدكتور الترابي، فهذا بدوره خصم من رصيد محمود وجماعته لدى مايو، لأن مايو وجدت سنداً جماهيراً آخر أقوى وأكثر عدداً، وبالتالي لم تعد في حاجة للجمهوريين الذين لا يملكون قاعدة جماهيرية مثل الأنصار والجبهة الإسلامية، علاوة على ذلك فإن هذه القوى المتصالحة مع مايو تملك مشروعاً فكرياً، الإمام الصادق يقدم اجتهاداته الدينية المطوافة بكعبة العقل السني، وكذلك اجتهادات الدكتور الترابي ذات الطابع التجديدي التحديثي والتي تملك نصراء لها محلياً ودولياً، وجماعته نشطة ومؤهلة وتملك حساً سياسياً واقعياً في التعامل مع النميري، وهنا يفقد الجمهورين السند السياسي لهم، ويتوفر للنظام قوى أخرى لينسحب البساط من تحت أقدام محمود وجماعته، ويصبحوا كاليتامى على موائد اللئام، ورغم انكشافهم أمام جماعة الترابي التي يتهمونها بأنها شاركت في قتل الرجل، لم ينطق الترابي أو المهدي بكلمة واحدة محرضة ضد هم، وإن كانوا يملكون من الأسباب ما يكفي لفعل ذلك، وهذا ما نؤكد عليه بأن الفكرة لم تكن لتقتل إنساناً في الإسلام، وإنما هي تدابير السياسة التي تحسب بالقوة وامتلاك العنف والتصرف فيه.

محمود حوكم وجرى قتله (يرحمه الله ويغفر لنا وله) بموجب بيانه الشهير (هذا أو الطوفان) 25 ديسمبر 1984م، وفي العنوان ما يكفي لإخافة السلطان وجعله يضع يده على كتف أقرب طريقة للتخلص من كاتبيه، ثم ألم يقم بمحمود بتكفير الآخرين في بيانه الذي حوكم بسببه (وليس بسبب كتبه في العرفان والتدين) بأن قوانين سبتمبر مخالفة للشريعة!، ومخالفة للدين! يعني من أقرها ليس له من الدين شيء، أو بمعنى آخر هو (مرتد) وخارج عن الإسلام؟ نقول ذلك ولسنا موافقون على ما فعله النميري من محاكم تفتيش جديدة، وأنه استخدم الدين بطريقة انتهازية فجة، وساعده من ساعده وسكت من سكت وعليهم أن يقولوا الآن أنهم وقفوا في الضفة الخاطئة من النهر، أما محمود فقد وضع قدمه في النهر مرتين!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. استاذ غسان

    الحمد لله إنك في المقال دا التزمت جانب الكلام المتوازن

    وابتعدت عن روح الشتيمة المبطنة والظاهرةاللي كانت في مقالك الثاني.

    والواضح ايضا أنك ما “يساري” كما صنفك البعض هنا، بل أنت إسلامي

    واضح الميول السنية (بمعناها السياسي كما في مقالك).

    وبما انك طرحت للنقاش نقاط جدلية وإستنتاجات تاريخية مهمة وجب

    علينا وعلى كل من يطرح نفسه لنقاشك أن يقيم الأدلة المنطقية

    في حجته.

    هي دعوة و”تمرين” لإحترام الرأي الآخر والرد عليه بكل إحترام وشفافية

    أتمنى من كل قلبي أن يتصدى للرد على الأستاذ غسان الإخوة الجمهوريون

    وهم كما عهدناهم دوما يحترمون الرأي الآخر ويقارعون الحجة بالحجة.

  2. لم يحكم عليه قضاة السودان لوحدهم بالكفر بل مجلس القضاء الشرعى بالسعودية والأزهر الشريف بمصر اذ لم تعترفوا بكل هؤلاء فهل أنتم تفهمون الدين أحسن منهم؟اتقوا الله فينا ولا تضيعوا وقتنا فى واحد شبع موت وذهب لربه. نحن نعرف جماعته وأتباعه وأفكارهم وما يقولونه لا نحتاج لفتوى جديدة منكم

  3. أوافقك الرأى فى اغلب ما كتبت، أختلف معك فقط فى قولك بأن الأستاذ محمود أو الجمهوريين قد لجئوا لتكفير أحد فمثل ذلك مخالف لنهجهم المعروف، وحتى الإستدلال بأن قولهم فى بيان (هذا أو الطوفان) الذى ورد فيه بأن قوانين سبتمبر ليس من الإسلام فى شئ غير صحيح ولايفهم منه أبدا بأنه تكفير لمن وضعها أو ساندها.

    أما فى غير ذلك فقولك فى رأيي صحيح حول أن تأييد الجمهوريين لمايو كان إنهازية محضة وقد دفعوا ثمنها غاليا وحتى خلافهم مع نميرى قد جاء نتيجة لتقارب نميرى مع منافسيهم من جماعة الترابى أى أن الأعدام كان سياسيا محض وهذه حقيقية يجب ان يعيها الجمهوريين والذين أحترم العديدين منهم رغم ما فى الدعوة من خطل مثل النبوءات وبصورة عامة هى دعوة فكرية وتجديدية مطلوبة فقاعدتنا هى أنه (ما لا يؤخذ جله لا يترك كله).

  4. جاء المكاشفي طه الكباشي قاضي المحكمة الموصوفة بالعدالة الناجزة الى منزل النيل أبوقرون ليلاً حاملاً نص الحكم جاهزاً قبل ثلاثة أو أربعة أيام من محكمة المرحوم محمود محمد طه إن لم تسعفني الذاكرة تحديدا، ويعطيانه للشاب حديث العهد بالقضاء لتلاوته كالببغاء في المحكمة للقضاء على حرية الفكر وإفساح المجال للفكر التضليلي الجاثم على صدر الأمة الآن. أليس كذلك يا أنتم ؟ ما رأي هذا الثالوث إضافة إلى قاضٍ آخر من أقرباء القاضي الشاب لم يكن راضياً عن هذا المسلك إضافة إلى رأي إبنة القتيل زميلة الأخير في الجامعة والتي أخذ منها ميثاقاً بعدم إفشاء السر ومحاولة إثناء أبيها عن موقفه الثابت – مّتَحفظ على إسميهما٠هكذا العدالة في السودان بعد سرقة الميزان٠ لن أميط اللثام عما مررت به شخصياً من تجارب في هذا الآسن. وكفى …..

  5. يا اخي انت تخلط الامور خلطا مبرما..

    فهل تعتبر ان اي رجل دين لا يجب ان يدخل في السياسة؟ ماذا تريد ان تقول في هذه النقطة.. وما هو رأيك ف الإسلام السياسي أو الذين يستخدمون الدين لأغراضهم السياسية؟ قل لنا رأيك في هذه النقطة أولا..

    ثانيا: ألا يحق لأي متدين أو رجل دين أن يتدخل فيس السياسة؟
    فما الفرق بين ان تقتل في السياسة أو يقتلك الدين؟
    ومن الذي قتل الإمام الحسين وآل البيت؟ ألم يثورا؟
    ألا يمكن أن يكون الحلاج ومن إستشهدت بهم رجال دين ثاروا ضد الظلم؟ وكيف تريد ان تفصل الدولة إا حكم أي ظالم لا يجب أن نثور ضده ولا ماذا تقصد؟

    والأستاذ لم يكفر أحد كما اوحيت في آخر المقال وغنما قال قوانين سبتمبر مخالفة، أي كما يراها هو ليست هي الشريعة وهذا ما ثبت لاحقا..

    ** ومحمود قد مضى إلى ربه، تلك أمة قد خلت، خلينا منه وورينا رأيك في الذين يستخدمون الدين بطريق إنتهازية فجة وعيني عينك وهم حاكمننا 24 عام.. رأيك فيهم شنو؟ وأرجوك خلينا من الكلام الكتير…

  6. الدين هو من قتل الشيخ محمود , بعدين الفترة التي كتب فيها هذه الكتب لم يوجد فيها حكم شريعة , اي ان النميري لم يستخدم الدين لخداع الناس الا عند انضمام الكيزان والانصار لحكمه , فمن الطبيعي ان يكون الشيخ محمود اول عدو للاسلاميين الذين كانوا يكيدون لاعدامه منذ الستينيات حينما كان هناك دستورا ومادتين خمسة واحد وخمسة اتنين. مقالك فيه محاولة لتجميل وجه الكيزان , وهي بطبيعة الحال محاولة فاشلة .

  7. لم يفهم السودانيين بعد ما كان يفكر فيه الاستاذ محمود محمد طه فقد ضحى بعمره من اجل الوطن وليس من اجل فكره وحيكت ضده موامره مدروسه للتخلص منه من قبل الاخوان المسلمين لان الرجل كان صريحا ومنطقيا في تعرية ألاعيبهم بالدين وكان خطرا عليهم فتخلصوا منه
    http://www.youtube.com/watch?v=unRVaWv32nM

  8. الأخ/ غسان من مقالك هذا أتضحت الرؤية بأنك من جماعة الشيخ الترابى وهذا واضح من دفوعك عنه التهمة وهى أنه من قتل المفكر الجمهورى لفكره وليس للسياسة وذلك لتحريض الشيخ الكذوب الخارج عن الدين (الترابى) وذ1لك لعدم مقدرة الترابى وأنصاره بمقارعة المرحوم المفكر/محمود محمد طه. أليس الترابى من وضع قوانين سبتمبر سيئة الذكر وذلك لأن نميرى لا يعرف عن الشرع وحتى الحكم الذى صدر ضد محمود وجماعته أختط بيد المجرم/الترابى وللشعوب ذاكرة لا تنسى ياغسان.

  9. كفيت ووفيت أستاذ ( غسان ) قلت كل مانفكر فيه بخصوص ( محمود) وأفكاره الغير مستساغة لنا نحن السودانيين الذين جبلنا على معرفة الله ورسوله (ص) وأغلبنا مر ب( الخلوة ) والمسيد وماكان شيخ أو ( فكى ) أن يتجرأ ويفلسف لنا ماهية ( الصلاة ) .. المشكلة ليس ( محمود ) ولكن فى هؤلاء الذين إتبعوه دون وعى لما يجرهم إليه وبعضهم يكابر حتى الآن .. !
    كان لابد أن يقام على محمود ( الحد ) بكل صرامة وإلا فتحت أبواب (الفتن ) بكل أشكالها وحماية السودانيين من تلكم أفكار غريبة ..!
    تقبل السودانيين ( الشيوعية ) بتوجس ولكنهم ألفوها لأنها لم تتدخل فى ( الصلاة) و( الصوم ) والزكاة ..!

  10. لم افهم!انت ككوز تدين السياسة وتسيس الدين, فكيف تر ى ان ان الدين لايقتل احدا؟هل هى علمانية جديدة داخل السياق بتاع الاسلاميين تعيد استخدام الدين بهذه الحرفنة بحيث نقتل من يخالف مشروعه مشروعنا , ثم نقول لابأس هذا المرتد مجرد خارج على القانون , لنقتل هذا الكافر ونترحم عليه؟

    محمود ايد مايو لانه قدر ان هناك خطر على البلاد يتمثل فى الكيزان بما يحملون من مشروع عرف بانه عبارة عن هوس دينى فى ادبيات الجمهوريين فالخطر كان هو الطائفية والهوس الدينى, وان ديمقراطية تسمح بطرد النواب من البرلمان وتتجسس على الحريات المدنية للناس هى عبارة عن ديكاتورية مدنية , ولذلك كان يرى تأييد مايو والاخذ بيدها نلفاء ديمقراطية خقيقية تقوم على ابعاد الطائفية والكيزان او الهوس الدينى
    سيطر الهوس الدينى على مايو وجاءت قوانين سبتمبر فانقلب الحمهوريون الى المعارضة

    فالحديث عن ان الراحل محمود طه قتل لانه شكل معارضة سياسية قوية لنطام نميرى صحيح
    لكن محمود محمد طه ماكان ليشكل خطرا على النظام لولا قوه تأثيره كمفكر , معروف ان مشروع قوانين سبتمبر تحول من مشروع سياسى يحاول ان يملأ فراغ مايو مابعد اليسار الى مشروع فكرى عملت الجبهة الاسلامية على الاستفادة منه عبر التكويش عليه ورعايته حتى توصلنا الى ماهو حاصل الآن

    محمود قتل لانه طرح مشروعا فى مقابل مشروع, مشروعه الفكرى الصوفى العرفاني المتسق مع المزاج الصوفى السودانى فى مقابل مشروع نميرى الحاكم الفرد المحتاج حقيقة الى مشروع يبرر استمراره فى ظل الصعود الاقتصادى لحركة الترابي, ولعبة القط والفأر مع النظام التى كان يقودها الصادق ومازال

    عموما هذا سياق سوداني, ولا اعرف لماذا نحن بحاجة دائما لاقحام تاريخ العرب والاسلام المأزوم بالغبائن وصراعات الممالك التى افلت وخطب وفتاوى مساجد الخلافة العثمانية وعصور الانحطاط !

    الغريب ان اهتمام الكاتب بمشروع الجابرى المهموم بالعموميات الفكرية لم تمنعه من دراسة اشخاص كطه وتفاصيل بعض مواقفهم ,ما يجعله اقرب الى مشروع هادى العلوى العراقى رحمه الله
    مشروع الجابرى كان هو محاولة لنقد التراث على اساس انه وحدة واحدة تتحرك وفقا لمنطق رفض وقبول الاصيل والدخيل ارسطو والغزالي, الذات مع الآخر ووالخ
    بينما بحث هادى العلوى عن تجربة رموز ك محمود فى تأسيسهم لما اسماه (مشاعية لقاحية )وهو اشتقاق جمعه من فكرة الشيخ والقطب الصوفية، بعد أن دمجهما في وحدة العقلانية والنزعة الإنسانية المعاصرة. وجعل من هذه الوحدة معيارا ومرجعية للمثقف القادر على تحريك الجماهير تلقاء مصالحها ضد الدولة
    محمود محمد طه اقرب الى فكرة المثقف الكونى فكرة القطب الصوفى او رجل فلسفة التاو الصينية , جميعهم تعيد الفلسفة انتاجه ليقدم هو هذا النفع للعالم ,محاربة الدولة القمعية وسلطان الراسمالية والقدرة على قيادة وتحريك الجماهير
    تكفير محمود ومحاكته لا يختلف عن تكفير و مقتل ومحاكمة الحلاج وابن رشد والسهرودى وحتى ابن حنبل, لكن هذا لايعنى ابدا ان كل منهم يمكن ان يكون امتدادا لمن سبقه فى تيار السنة او التصوف او الهرطقة او اى تيار , تاريخ الفكر لايتحرك هكذا دائما

  11. http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=63&msg=1307906911

    مرة اخري انت غير مؤهل لاستيعاب طرح الشهيد محمود، او ده بناءا علي تجربتي، او كيف كنت زيك عاجز عن استيعاب رسالة اخر رسل امون بحق.

    بل عدم استيعابنا لطرح الشهيد عامة، هو الاصل او هو القاعدة، وكتحصيل حاصل بي بساطة شنقناه حتي الموت، والرجل اكتفي بالابتسامة حينها، علي طيشنا هذا، ربما كناية عن السخرية، من واقع جحر ضب، تيهنا، المحشورين فيهو الان، كشعب، يكتل في بعضو بالملايين، بلا ادني مسوغ، بخلاف مسوغ الجنون الذي يعترينا، كنتيجة لفقدانا، لحافظة نقود ذاكرتنا الثقافية.

    او لانو، كيف ما كنتم، يولي عليكم، اولياء امرنا، بدل ما يكونو من طراز الشهيد محمود، القالو كان بخلي السكة للنملة لو جات قادلة، عشان ما يفجغ النملة بي مركوبو، اهو ربنا سلط علينا اجرم خلق الله علي الاطلاق، منذ عصر الدفتردار، باسم الله، وافسد وافسق من مشي علي قدمين منذ عصر التركية الكنا فاكرنها مقبورة، باسم شرع الله!

    اذن تراشك الفوق اعلاه، هي مجرد ورجغة، من واحد بسمع ايات استلاب ثقافة عربية، شابكنا تاني الحلاج والعرفان المانوي وما شابه.

    بالنسبة لي محمود، قوم محمود، او ارثهم الحضاري، تاريخيا، كان كلو دين عندهم او مافي شئ خارج الدين من نواحي حياتم، اطلاقا!

    نعم، حتي شراب المريسة والدكاي كان دين، والغنا والرقيص والمزيكة، اصلا ولد في معابدم، كشعائر تعبد، كما الصلاة تماما، منذ عشرات الالاف من السنيين ياهذا!

    تقول لي محمود السياسة كتلتو وليس الدين؟

    ده فهم وهابية، او كيزان للدين ياهذا او مافهم محمود او قوم محمود، الذي جعل منهم، او حتي في حالة جنونم الحالي، او حتي في عيون غلاة استعلائئي العرب، مثال يحتذي من حيث السلوك، والنفس المترعة روحانية بالفطرة، فيما مضي، مقارنة بي نموذج الانسان الانجبتو الوهابية في ديارم!

    اذن في مرجعية محمود اصلا مافي حاجة اسمها، ده دين، او داك سياسة!

    ده فهم ثقافة ارية، قوقاذية، مادية للاعتقاد ياهذا، بما فيهم العرب!

    ماعشان كده عادي تشوف غرة الصلاة في وجه ابرز مجرمي نظام شيطان الجرة الحالي، لانو زي ما قال واحد منهم ايام نميري، لما ظبطو “مصبن” المواد التموينية او ببيعا في السوق “التحتي” مش الاسود، بي تمويل من بنك فيصل، فقال:

    الاسلام براهو والتجارة براها!

    نعم مفهوم النصوص لوحدها، والممارسة لوحدها، خطين سكة حديد، متوازين، لايلتقان، ولايوم القيامة زاتو، هو سر الانحطاط الماثل امامنا! واضح تماما اني ما احتجت اكثر من الخمسة كلمات الوردت في عنوان مقالك، عشان اثبت ليك، انك زول عنقل ساهي، تفرق بين الدين والسياسة زي جرذان الاسلام الوافد، الاغتال رمزيا، افضل مافينا، بشنق الشهيد محمود!

    قوم لز!

  12. نقطة نظام بخصوص الرقي والنقاش الهادي وماشابه من ترهات فياقة الجلابة:

    بالنسبة لي دي ساحة حرب عديل كده او مش حوار او نقاش وماشابه والسبب بسيط جدا:

    ماعندي ارضية مشتركة معاكم نقيم عليها قعدة حوار وماشابه، وكنتيجة حنشتبك حديد يلاقي حديد، لما ينبرش طرور طرحكم الولع البلد يا جلابة، او يثبت صنديد طرحنا المنحوت من صخر التراكم التاريخي لي ثقافتنا، مش ثقافة الاستلاب الوافدة.

    والله اتعجب من الشابكننا نقاش او حوار او راقي وما شابه، والدم فات الركب بي غادي في بلدنا!

    لو الواحد حاسي بما ماسي المشردين في بطون الجبال الان واللحظة، فكيف كمان “يناقش” بي نفس بارد، بدل ما يداوس ياهؤلاء؟

    اذن لكم معاييركم او دنياواتكم ولنا معاييرنا او دنياواتنا بذات القدر.

    معذرة، من جانبي، حيث الوعي الجلابي ما حيلقي غير مدفع بشاشا اب ثكلي، ولذا لزم التوضيح.

    البينا او بينم ارضية مشتركة، مافي مانع نتحاور معاهم بي مزاج!

    لومافي ارضية مشتركة اذن مافي حوار!

  13. طبعا استاذنا القراي ، ممكن اتواضع ويقوم بالرد على غسان ، معدين السوداني القال اسمو سوداني طافش ، وذكر انو محمود مابشبهنا ، فعلا دا ماشبهنا لانو دا فكر بخاطب العقل واصبحنا خاوين غقل ومنطق ، الفكر الجمهوري اخلاقي بالدرجة الاولى ، له تاثير واضح في سلوك الانسان من حيث الادب واستماع الراي الاخر ، والزول الطافش دا اكيد راسوفاضي وماعندو استعداد اقراء واتثقف كبقية جيل الانقاذ الحالي ، طبعا الفكر دا بعيد كل البعد على انسان السودان الحالي البقى ماعندو اي فكرة في راسو ، محمود محمد طه جاء السودان بالخطاء المفروض يكون في الدول الاسكندنافية ، لانو هناك في انسان كامل ، لكن ذي ناسنا الطافشين ديل الواحد بشك انو مكتمل الخلق لو في تحليل جيني اكيد بكون في حاجة مامكتملة، والانقاذ دي الميزة الوحيدة الفيها عرت الشعب السوداني من وهم كبير انحنا شعب سياسي وشعب واعي، ياخي والله مرات بنحتك ببعض الشعوب بنشوف الوهم الكبير البيعشو الشعب السودان ، ياخي ربنا معطينا نيل طويل واراضي شاسعة ومعادن ، واخره،،،،لكن المشكلة الثروة الحيوانية (بشقيها الحيواني والانسان الحيوان(دا المشكلة)، وسبحانة الله الشعوب الحولنا العارفة قدر نفسها ولاتتحدث كثيرا باننا شعب عظيم وشعب معلم وشعب فاهم فاتتنا بمراحل كثيرة ولذلك يجب ان نتواضع ونعترف بفشلنا وجهلنا بالحياه لنتعلم ونبدا من جديد ، والله المستعان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..