البروتين في البول… مشكلة جدية؟

دار النقاش سابقاً حول وجود الدم في البول. لا مشكلة لدي في هذا المجال. لكن خلال فحوصاتي السنوية الأخيرة، رصد طبيبي وجود بروتين في البول. هل المشكلة جدّية؟ وما هو العلاج؟

للكلى وظائف متعددة تتراوح بين المساهمة في تنظيم ضغط الدم، التحفيز على إنتاج خلايا الدم الحمراء، وتنشيط مفعول الفيتامين D. لكنها معروفة بشكل أساسي بدورها في تخليص الجسم من فائض السوائل ومخلّفات عملية الأيض. للقيام بذلك، يمر الدم الذي يتدفق داخل كل كلية بمليون مصفاة رفيعة للأوعية الدموية اسمها «كبيبات الكلى».
تسمح كبيبات الكلى السليمة بمرور الماء إلى البول، لكنها تحتفظ بجزيئات كبيرة مثل بروتين الدم «الألبومين». لكن حين تتضرر كبيبات الكلى، تسمح لبروتين الألبومين بالتسرب إلى البول. تحمل ظاهرة وجود الألبومين في البول اسم «البيلة البروتينية».
يمكن رصد كميات كبيرة من الألبومين عبر اختبار بسيط، لكن لا بد من إجراء تحليل كيماوي خاص لرصد كميات صغيرة منها. حتى الفترة الأخيرة، كان الأطباء يتكلون على جمع البول على مدار الساعة لتقييم وضع «البيلة البروتينية». اليوم، يمكنهم استعمال عيّنة بول بسيطة لقياس كميات الألبومين والكرياتينين (مادة كيماوية أخرى تتم تصفيتها من الدم إلى البول). يكون معدل الألبومين مقابل الكرياتينين غير طبيعي إذا تجاوز عتبة الثلاثين. عند تسجيل نتيجتين غير طبيعيتين أو أكثر خلال فترة ثلاثة أشهر، يعني ذلك وجود مرض كلوي ما يستلزم تقييماً إضافياً للحالة.
وجود البروتين في البول مؤشر مهم إلى الإصابة بمرض كلوي: غالباً ما يكون ظهور زلال الألبومين الدقيق في البول مثلاً أول مؤشر على وجود خلل الكلى السكري. تشير الأدلة الجديدة إلى أن البروتين في البول، حتى لو كان يقتصر في البداية على ظهور زلال الألبومين الدقيق في البول، هو مؤشر مهم على الإصابة بمرض قلبيّ مستقبلاً. كلما زاد منسوب البروتينات في البول، يرتفع خطر الإصابة. عند ظهور زلال الألبومين الدقيق في البول، يصبح الأشخاص عرضة أيضاً لارتفاع ضغط الدم وتخثر الدم في الأوردة.
تقييم شامل

عندما يكشف التقرير الطبي عن نتائج مخبرية غير طبيعية أو غير متوقعة، أول ما يجب فعله هو تكرار الفحص. إذا كنت مصاباً بالبيلة البروتينية، فيجب إجراء تقييم شامل لوظيفة الكلى. ويجب أن تفحص أيضاً مستويات ضغط الدم وسكر الدم والكولسترول ومعالجة المشاكل إذا وُجدت.
قياس ضغط الدم طريقة مهمة لحماية الكلى. حتى لو كان ضغط الدم طبيعياً، يمكن أن يساهم بعض الأدوية الخافضة للضغط (مثبط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين، وبعض حاصرات قنوات الكالسيوم) في الحفاظ على سلامة وظيفة الكلى لدى المصابين بالبيلة البروتينية.
قد لا تكون «البيلة البروتينية» مشكلة خطيرة، لكنها تدعو إلى إجراء تقييم إضافي وتطبيق بعض الخطوات على الأرجح.

الدكتور هارفي ب. سيمون
الجريدة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..