أخبار السودان

ئيس راوندا .. الإنجاز مقابل الديمومة ..!

بالأمس إصطفت جموع الشعب الراوندي ..لا لتحصل على أسطوانة غاز ولا كيس من الخبز الهزيل ولا طمعا في حفنة دواء .. وإنما لتبدي رأيها كحق ٍ دستوري اصيل فيما طرحه الرئيس الحالي بول كيغامي والذي حكم البلاد لولايتين بدأتا منذ عام 2003 وتجددتا في 2010 ..أي أن الرجل قال لشعبه قولوا رايكم في مسالة التمديد قبل حلول نهاية العام 2017 بمعنى أنه لو عاش والأعمار بيد الله فيحق له وقتها الترشح لولاية ثالثة ورابعة لتكون آخر فرصة في العام 2034 هذا إن هو وافق شعبه على ذلك الحق .
الذين صوتوا من جملة المسجلين كانوا سبعين بالمائة وكانت النتيجة فوق الثمانية وتسعين بالمائة .. قالوا له خذ ما شئت من زمنك الرئاسي طالما أنك كنت بطلاً لإنهاء الحرب الأهلية التي حصدت ثمانماية الف شخص .. وحققت نمواً خلال ولايتين فقط شهدت له دول العالم التي اقام معها من جسور المودة والتواصل ما جعل بلاده قبلة للمستثمرين الذين يُقابلون بإجراءات لم تعرف عمولات ولا فساد ولا تعدد نوافذ .. وجعل من خدمات التعليم المجانية الأعلى نصيبا في الميزانية العامة وكذلك الصحة.. كما أنه وطد من حكم المؤسسات لاسيما القضائية والتشريعية .. وجعل من العاصمة كيجالي الأجمل من حيث النظافة وإنتطام المباني وسعة الشوارع بالقدر الذي ميزها كوجهة سياحية جاذبة من بين مدن القارة !
الرجل حقق كل ذلك رغم أن بلاده الصغيرة المساحة ليست لها سواحل أو مؤاني ..!
لم ينتظر الزعيم حتى نهاية ولايته بعد عامين ويعدل الدستور بواسطة حفنة ترزية يمكن إستجلابهم من بقايا الدكتاتوريات السابقة ويقول لشعبه ساعتها من لم يعجبه الأمر فليشرب من مياه الصرف الصحي !
الولايات المتحدة الأمريكية ذات نفسها اشادت بالطريقة الحضارية لشفافية الإستفتاء و أمنت على صدق النتيجة دون تزوير التسعة وتسعين وتسعة أعشار المائة إياها في عالمنا العربي !
ولكنها تحفظت على مبدأ ديمومة شخص بعينه إستغلالا أوركوباً على أمجاده وإنجازاته خوفاً من أن تجرفه نشوة السلطة في الإتجاه المغاير فيغوص في لجة النكوص والإنحدارالذي قد يصل اليه كل ُحاكم تأله وتجبر و أدمن السلطة ويرى أنه خاتمة المطاف ومن بعده الطوفان !
صحيح ان هناك أمثلة حية تعتبر نموذجا ً مثاليا في عصرنا الحالي على الأقل من الذين خافوا على أنفسهم من أن تأمرهم بالسوء فتقع في ذلك الفخ .. ولعل تنحي الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا وهو في قمة ألقه و شعبيته على مستوى القارة هو أقر ب مثال على ذلك و عالميا هنالك الرئيس البرازيلي الذي نهض ببلاده في دورتين فقط الى مصاف الدول الست عشرة المتسيدة على إقتصاد العالم .. السيد لولا دي سيلفا .. فبكى متمنعا حينما قال له شعبه سنعدل لك الدستور لتحكم لولاية ثالثة .. وتابى الرجل أن يتغول على فرصة من يمكن أن يأتي من بعده وقد يكون أحسن منه في الأهلية والإنجاز وقد صدق حدسه فكانت الرئيسة الحالية كما توقع !
ماذا سيقول شعبنا لو جاءنا من يعطينا إنجازات بقدر التي حققها الرئيس الراوندي ..ثم أستفتانا في ديمومة رئاسته حتى يأخذ المولى أمانته .. فنقيم له بعد رحيله نصباً تذكارياً يخلده إضافة الى شواهد إنجازاته التي تحكي عنه شجراً ونموا بشرياً بالعلم والمعرفة ووفرة الكرامة الإنسانية وعودة طوعية من أرض الشتات لبناء الوطن معه دون قهر ولا استبداد أو إقصاء !
ومبانِ شاهقة وشوارع فسيحة وعافية وصحة وغذاء ونماء في كل مناحي الحياة وديمقراطية ليس من الضروري ان تكون من خلال إقتراع الصناديق الشكلي فقط وإنما في المشاركة الحقة للمواطن في كل شيء !
مارايكم دام فضلكم ..؟
الا يمهد هذا المنحى لكمال دورة الديمقراطية الحقة في مجتمعنا وتجدد صياغتها فهما ووعياً بكل تفرعات حريتها واستحقاقاتها و شفافية مؤسساتها في كامل إستقلالها وفصلها عن بعضها .. طالما أن العقل قد تعافى لإستيعابها والجسد قد قوي لممارستها لتصبح غاية لبناء الحس الوطني وليست وسيلة فقط للوصول الى كراسي النيابة والحكم ومن ثم نسيان الناخب بعد ذلك !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا عزيزي برقاوي
    والله انا شايف انو الواحد فيكم بيسلي في نفسو
    بهذا الكلام الجيد جدا ومنطقي جدا وعملي جدا
    ليه
    لانو الكلام البيتقال دا لو اتقال لي زول عندو شوية احساس ووطنية واهم من هذا وذاك انو عندو مخ يستوعب الذي هو منطقي من غيره
    كنا نقول معليش
    لكن انتو بتنفحو في قربة مقدودة
    والله علي ما اقول شهيد
    لا لا لا العلاج مع بشر زي ديل هو غير كدا خالص

  2. انا شخصيا لااعتقد ان هذا سيحدث في السودان ..بمعني….امسك اي بيت او عائلة تجد من فو متسلط علي المجموعة برأيه والجميع لا رأي لهم. بحجة انه كبير البيت او جمل الشيل او عشا البايتات هذه تربية متجذرة فينا, فلا امل.

  3. اما نحن اخي برقاوي اطال عمرك
    فان الشلة المتمسكة بكراسي السلطة محتاجة استيراد عدد مهول من اناث الفيلة لتكون رفقه لأفيال المشروع الحضاري النهضوي حتي يستكمل المشروع نهضته وانت من الجزيرة يابرقاوي بختك عما قريب تركب القطار المنكدش والأمور حلاوه في حلاوه قطار مكندش ومهرجانات تسوق وما تقول إسطوانات غاز … الناس بتأكل الهوت دووق وحتي الكنتاكي جابوه ليكم

  4. حلم الشعب حرية كاملة لاتضام أتمنى من السيد/عمر البشير ان يقرأ عن تجارب الاخرين حيث ان ثرواتبلادهم لاتساوى 5% من ثروات السودان الكبيرة ورغم ذلك نهضوا ببلدهم تعرف لماذا لانهم حكموا بمؤسسية وعدل وترشيد لم يقتلوا او يقطعوا ارزاق الناس وخير مثال لذلك سنغافورة وماليزيا ورواندا وغانا لاحول ولاقوة الا بالله

  5. تسلم استاذ محمد حقيقة مقالك هذا لو خيورني اين يوضع لاشرت ان يوضع في كل زاية وكل نافذة خدمية كمرجعية لمن لا اخلاق لهم
    تسلم مرة تانية
    ويسلم يراعك البارع.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..