جواسيس الإنقاذ..اا

بشفافية

جواسيس الإنقاذ!!

حيدر المكاشفي

لا أدري مدى صحة حكاية الجاسوس السوفيتي الذي زرعه الامريكان في قلب النظام الروسي، واستطاع بمكر ودهاء وصبر وأناة أن يتغلغل في جميع مفاصل الدولة بطريقة ناعمة وسلسة، ويحكم سيطرته عليها ليعبث بها ويعيث فيها وينخرها من داخلها كالسوس إلى أن هوى الاتحاد السوفيتي الذي كان «عظيماً»، فتفككت أوصاله وتفرّق أيدي سبأ في العام (1991م)، ولكنها على كل حال تبقى حكاية يُعتد بها لاصرار بعض المحللين والكتّاب المخضرمين عليها، والذين ظلوا يحرصون على ذكرها وايرادها ضمن الأسباب التي أدت إلى سقوط الاتحاد السوفيتي كلما جاءت سيرة هذا الحدث العالمي المزلزل، فما يذكرون بروسترويكا قورباتشوف وجلاسنوست موسكو كأسباب لهذا الزلزال إلا ويوردون معها حكاية هذا الجاسوس الروسي الذي فعل بهذا البلد الكبير ما عجزت عنه أعتى أجهزة المخابرات والترسانات العسكرية الغربية، فمن براعة هذا الجاسوس المزروع وغرابة مهمته كما تقول الحكاية، إنه لم يكن معنياً بأي فعل معروف عن الجواسيس كجمع المعلومات العسكرية والاقتصادية والسياسية وغيرها، ولم يكن ينشط في مؤامرات تخريبية تستهدف المنشآت الحيوية، ولا يعمد إلى نشر الشائعات لاثارة الفتن والقلاقل، ولا يحيك الدسائس لإضعاف الجبهة الداخلية، كما لم يكن له أدنى اهتمام بتجنيد عملاء إضافيين، بل كان هذا الجاسوس مهموماً فقط بمهمة وحيدة تتلخص في أن يبذل أقصى جهده لتمكين أقل الأشخاص كفاءة وأدناهم ذمة للسيطرة على مفاصل الدولة بشغل المناصب العليا في الأجهزة المختلفة، سياسية، تنفيذية، قضائية، اقتصادية، علمية، إعلامية …الخ، وقد أصاب هذا الجاسوس قدراً كبيراً من النجاح في أداء هذه المهمة لدرجة جعلت أهل الحل والعقد لا يرون الضعف البائن في هذه الكوادر، بل بالعكس كانوا يرون أنهم رجال المرحلة وأصلب العناصر لأصعب المواقف والأكثر ولاءاً وإخلاصاً، أو كما شبهها لهم هذا الجاسوس الحويط، ولهذا كان طبيعياً بعد أن توسد الأمر غير أهله من ذوي الكفاءة والدربة والدراية والخبرة والتأهيل أن يضعف كل شئ ويتضعضع ويفسد ليؤدي ذلك في محصلته النهائية إلى سقوط النظام كما تسقط شجرة لبخ ضخمة من جذعها بعد أن تتهالك بفعل السوس والديدان، وتتناثر فروعها إلى أشلاء وكذا كان انهيار الاتحاد السوفيتي الذي تشظى إلى أقاليم ودويلات….
بدا لي مع الحالة التي عليها نظام حكم الانقاذ اليوم بما يقترب كثيراً من الوضع الذي جرّ إليه الاتحاد السوفيتي ذاك الجاسوس الحريف فأدى إلى سقوطه، أن ثمة جاسوس مماثل كامن في أحشاء النظام هو من يجرجره الآن إلى ذات المصير، أوتحرياً للدقة فلنقل ثمة جواسيس من حيث يدرون أو لا يدرون، وليس هذا هو المهم، فالأهم أنهم يفعلون الآن بنظامهم ما فعله ذلك الجاسوس السوفيتي بأهله وبلده، فهم اذن يؤدون نفس الدور، وحتى لا أعيد تكرار الشريط لمضاهاة ما فعله الجاسوس السوفيتي بما يفعله جواسيس الانقاذ بالسودان أرضاً وشعباً، يمكنكم ببساطة الحصول على هذه المقاربة المذهلة بإعادة قراءة ما جاء في منتصف هذا المقال، وستجدون بإذن الله أن عدم الفرق يلفت النظر….

الصحافة

تعليق واحد

  1. وتقولوا لى البديل منو؟ يا اخى فى الاف السودانيين لا يقلوا وطنية و فهم سياسى متقدم مثل الاستاذ حيدر المكاشفى صح قلمك يا استاذ والله اكان فى جواسيس تبقى مصيبة و اكان الهرجلة البتسوى فيها الانقاذ دى بدون علمهم تبقى مصيبة اكبر!!!!! والله السوهو فى السودان لو جبت ابليس ذاته ما كانقدر يعمل العملوه!!! قال جائزة نوبل للسلام يدوها لاحد مسؤولى الانقاذ!!!عليكم الله هو السلام ده ذاتو وينه غايتو انحنا ما شايفنه على الارض بنقراه فى الجرايد ساكت!!!!

  2. نعم أستاذي حيدر المقارنة في محلها مائة بالمائة
    ولكن قورباتشون أخذ الثمن من الأمريكان

    الحيوانات ديل أخذوا الثمن من منـــو … وقام بخراب السودان لحساب منو …
    والله إلا يكون ما عندهم صلة بالسودان ولا أهل السوداتن كما قال الراحل المقيم الطيب صالح (( من هم هؤلاء ومن أين أتى هؤلاء)) ………….

  3. الروسي عرفنا شغال لمصلحة منو لكن جواسيس الانقاذ شغالين لمصلحة مين
    ياربي يكون للمصريين

  4. اخونا المكاشفي
    انت جادي؟

    جاسوس او جواسيس الإنقاذ مجموعة استراتيجيات وادبيات الدجل مثل التمكين و الولاء قبل الكفاءة ……الخ

    السيطرة علي مفاصل الدولة تمت بمثل هذه الأدوات وليس هنالك مخرب كما تريد ان تقول او هكذا بدأ لي.

    من ادبيات الدجل كذلك…
    فتح السودان
    مسلمي ما قبل الفتح و ما بعد الفتح
    الغنيمة
    المؤلفة قلوبهن
    البدريين

    كما ان استلهام النظرية الإستالينية التي أذابت الدولة في الحزب كان لها حجر الزاوية في نظرية)التمكين)

    إذن النظرية هي الجاسوس الحقيقي الذي يبدو انك تريد ان تتعامي عنه؟

    لو عايز تناقش 00966551007785
    ملازم شرطة معاش;)

  5. اخونا المكاشفي
    انت جادي؟

    جاسوس او جواسيس الإنقاذ مجموعة استراتيجيات وادبيات الدجل مثل التمكين و الولاء قبل الكفاءة ……الخ

    السيطرة علي مفاصل الدولة تمت بمثل هذه الأدوات وليس هنالك مخرب كما تريد ان تقول او هكذا بدأ لي.

    من ادبيات الدجل كذلك…
    فتح السودان
    مسلمي ما قبل الفتح و ما بعد الفتح
    الغنيمة
    المؤلفة قلوبهن
    البدريين

    كما ان استلهام النظرية الإستالينية التي أذابت الدولة في الحزب كان لها حجر الزاوية في نظرية)التمكين)

    إذن النظرية هي الجاسوس الحقيقي الذي يبدو انك تريد ان تتعامي عنه؟

  6. أستاذنا أنا لا أميل لتصديق هذه المقولة التى تجعل سبب إنهيار الإتحاد السوفيتى من فعل جاسوس واحد. الإتحاد السوفيتى لم ينهار بسبب من عمل جاسوس فقد حقق الإتحاد السوفيتى كثير من التقدم فى عدد من المجالات. الإتحاد السوفيتى إنهار ببساطه وهو أحد القطبين لأنه كمم الأفواه، و كتم الحريات، و جرد البشر من إنسانيتها وجعل القول الفصل فى كل شى للكى جى بى جهاز أمنها و إستخباراتها الرهيب حتىاصبحت الدول كلها خادم لهذا الجهاز الفظيع، ذلك ببساطة سبب إنهيار روسيا و هو ما تقدم عليه الإنقاذ حذو النعل بالنعل!!!!

  7. الرجا مراجعة قائمة الولاة وكم كان ترتيبهم من قبل اهل ولاياتهم حتى اسهل عليكم ابدوا ب كاشا ووالي النيل الابيض

  8. يامكاشفي في جاسوس ولا مافي دا ما موضوعنا موضوعنا فعلا انو اقل وابلد واضعف ناس هم المسيطرين علي مفاصل الدولة عشان كدة كنس كنس كنس

  9. مقال في الصميم استاذ حيدر,,,
    الانقاذ فعلا كل قادتها هم اشبه بالجاسوس السوفيتي المشهور ,,,
    وهم كما ذكر الرائع المبدع الفاتح جبر في احدي سيناريوهاته حسن طحنية,,,,
    حسن طحنية الترزي العنقالي بقي والي كبير ,,,,,
    وفعلا معظم قادة الانقاذ ومسؤليها هم شبه بالكربون لحسن طحنية,,,,

  10. البشير _____ عبد الرحيم ___ بكرى ___ نافع_____ قوش_____ الي اخر العقد ليسوا جواسيس لكنهم نتيجه عمل الجاسوس الكبير الترابي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..