برلمان الرئيس و تيلي ماتش

فرحت برغم ان ملامح وجهي قد نسيت كيف يكون الفرح ، في وطن ومواطن كل يوم يصحو على حزن جديد حتى اصبح شعاره (ما نوم ولا شنو )؟.
ضحكت حتى كادت ان تقع من سجارتي .
فرحت وانا اطالع الصحف وهي تبرز رفض البرلمان لزيادة اسعار الغاز وقلت يا سعدنا بهذا البرلمان، ولكن ضحكي وفرحي لم يستمرا طويلاً فقد نقض سيادة الرئيس فرحتي بحجة التسلل.
ان اصرار السيد الرئيس على زيادة اسعار الغاز واستخدامه (الجوكر ) في ظل التصريحات البرلمانية بالرفض لهذه الزيادة هل يعتبر بمثابة شهادة اعلان وفاة للبرلمان الذي ولدا مشوها من لحظته الاولى؟ ، اما السيد الرئيس يعلم كل العلم ان البرلمان هو مجرد نمر من ورق لا اقل ولا اكثر ، منزوع الصلاحيات ، لا بهش ولا بنش ، كل ما عليه ان ينام تحت قبة البرلمان ، ولا يصحى من نوم العوافي الا حينما يتطلب الامر ان يستلم مخصصاته من رواتب وسيارات له ولام العيال ، او حينما يرفع يده للدلالة على عبارة موافقون موافقون .
كثير من السياسيين وكتاب الاعمدة من طالبوا بان تكون رئاسة البرلمان من كتلة احزاب المعارضة وليس من الحزب الحاكم ، حتى يكون البرلمان هو عين الشعب الرقيبة على مصالحه وخط دفاعه الاول لكل ما يخص الوطن وانسانه بالإضافة الى رسم السياسات المستقبلية .
ولكن ماذا ينتظر شعب من برلمان لم ينتخبه بعد الاعراض الجماهيري عن الانتخابات التي قاطعتها كل الاحزاب ، ليسفر عن هذه المقاطعة برلمان هو في الحقيقة الظل الرسمي للحزب الحاكم داخل قبة البرلمان .
مجرد سؤال هل يوجد نص في الدستور يمنح الرئيس استخدام الجوكر في لعبة القرارات ضد البرلمان كما في مباريات تيلي ماتش الشهيرة ؟
ام سيادة الرئيس هو كل في الكل ، او انه ابا ذر الحكومة يراس وحده ويقرر وحده وينفذ وحده .
صدق امين حسن عمر حينما قال ان اجهزة الحزب والحكومة في نوم عميق وكل المبادرات تأتي من الرئيس وحده ، ولكن امين لم يقل لنا ان البشير هو من يقرر ايضا وان حالة النوم هذه تشمل البرلمان الموقر ايضاً .
على لجان الحوار بدلاً من السعي لإيجاد حكومة انتقالية ترضي المشاركين في الحوار ،وتزيد من عدد الوزراء وتزيد الصرف الحكومي عليها ان تعمل على ايجاد برلمان انتقالي يضم كافة الطوائف والاحزاب بنسب تمثيل معلومة حسب حجم الحزب ، حتى يكون هنالك برلمان قوي ومسؤول قادر على سن القوانين والتشريعات ومراقبة الاداء الحكومي الى حين قيام انتخابات جديدة .
شترة
مع الوطني و البرلمان الوطن ليس في امان] [email][email protected][/email]