مقالات سياسية

(الفجر الجديد) .. بؤر كثيفة الظلام هل تؤخر وصوله ؟

فايز الشيخ السليك

لا أود أن أفسد على المتفائلين فرحتهم بتوقيع قوى الإجماع الوطني وتحالف الجبهة الثورية السودانية، ومنظمات المجتمع المدني والناشطين على وثيقة ” الفجر الجديد ” بقدرما أود أن أقرع جرس إنذار قبل أن ينفض سامر المجتمعين وينتهي الفرح بانتهاء التوقيع على الوثيقة , وبالطبع ليس ثمة شك في أن ما حققته قوى المعارضة السودانية، المسلحة والسلمية في وثيقة ” الفجر الجديد، يُعد انجازٌ كبير يجب أن يلقى التهنئة من كل سوداني ، ديمقراطي ، وطني، مهموم بمسألة التغيير، لأن الوثيقة أجابت على كثير من الأسئلة (التيئيسة) التي تتردد يومياً صدىً وسط السودانيين، ومع صدق كثير ممن يطرح مثل هذه التساؤلات؛ إلا أن النظام ظل يعزف على ” ثنائية البديل والفوضي” ويجتهد في ضخ ” شحنات يأس واحباط داخل النفوس” حتى يتوقف الناس عن المضي قدمأ في طريق التغيير، إلا أن الوثيقة أجابت على أسئلة محورية ، متعلقة بالبديل، وكذلك ؛ مرتبطة بالمخاوف من الإنزلاق في فوضى بعد اسقاط النظام الارهابي الشمولي، وترك فراغات دستورية وأمنية ، في ظل مناخات سياسية متباينة جداً ، وربما تقود هذه التباينات السودانيين نحو هاوية التشظي بأسرع مما نتصور ، وهي تباينات سياسية، ومفاهيمية ، وخلافات عرقية ودينية تتسم بها الساحة السودانية، وزادها هذا النظام اتساعاً .

لقد حددت وثيقة ” الفجر الجديد” الفترة الإنتقالية، ومدتها، وشددت على ضرورة إعادة هيكلة الدولة السودانية، في عملية تفكيك القديم وهدم كل مؤسساته الأمنية والسياسية والإدارية والإقتصادية الخربة، وتركيب (الجديد) على أسس جديدة، ومغايرة، من تلك التي ظلت ملازمة للسياسات العامة، وحددت الوثيقة كذلك علاقة الدين بالدولة، وأجابت على سؤال الهوية، وهو من أكثر الأسئلة تعقيداً على بساطة الأجابة، لوجود كثير من المستعربين، والمستعلويين، والإسلامويين، والذين اختفطوا مشروع الدولة السودانية، ثم استخدموا كل الوسائل والميكانيزمات من أجل فرض هيمنة ثقافية أحادية ، وتمثلت في ” الإقصاء، العنف، الترميز التضليلي، إعادة الإنتاج، النفي والألغاء، الإحلال والإبدال. وقابل ذلك ميكانيزمات عدة تستخدمها الجماعات المقهورة، مثل الانسحاب والإنكفاء على الذات والإنغلاق، والتماهي، والعنف، وقد تتقاطع هذه الميكانيزمات أحياناً أو قد تستخدم هذه الجماعات ميكانيزماً واحداً وفقاً للظروف والمرحلة ، وهو واقع خلق مناخاً ملائماً للحروب المستمرة، وشلالات الدماء المنهمرة، وانتشار العنصرية والكراهية، واللامبالاة، وحب الذات، والبحث عن الخلاص الفردي والحلول السهلة، وتفضيل الفرد على الجماعة، والعشيرة على القبيلة والقبيلة على الدولة.

وبالطبع فإن أي تغيير يجب أن يستصحب هذا الواقع، وأن يكون معبراً عن أمال وطموحات كل السودانيين، وهنا لا أقصد السودانيين بالأرقام ، أو بالإجمال، وإنما أقصد ألوان الطيف المكونة للسودان، والثقافات المكونة لشعوبه .

وليس ثمة شك في أن التغيير يتطلب تشكيل “جبهة عريضة” تضم أصحاب المصلحة الحقيقيين في التغيير، وتبني أجندة واضحة، ومن ثم العمل على وضع هيكلة مرنة، تبعد شبح الخلافات، والتنافس غير المشروع بين الحلفاء، وهنا يمكننا الإشارة إلى تجربة مثل تجربة ” التجمع الوطني الديمقراطي” وهي كانت كفيلة بجمع السودانيين المعارضين لأول مرة تحت مظلة واحدة، إلا أنها سرعان ما تكشفت نقاط ضعفها، وخضعت للصراعات، والموازانات ، ومع أن ” التجمع الوطني الديمقراطي” حقق عدداً من الانجازات مثل ” اتفاق أسمرا للقضايا المصيرية في عام 1995، بعد أن عقد أهم المؤتمرات السياسية في تاريخنا المعاصر، و تبنى مقررات أسمرا، وهي مقررات شكلت نقلة نوعية ، باتفاق القوى السياسية على تحديد علاقة الدين بالدولة، وشكل الحكم اللامركزي، وفترة الحكم الانتقالي، كما شكلت التجربة نقلة أخرى حيث ضمت “الحركة الشعبية” و”مؤتمر البجا” و”التحالف الفدرالي” كتنظيمات ترفع شعارات السودان الجديد، وتعبر عن قضايا ” جهوية، وعرقية وقومية ” في ذات الوقت؛ مع القوى الأخرى يمينها ويسارها. ولذلك ، فإن الحديث عن أي تغيير يجب أن يصطحب معه تجارب مثل تجربة “التجمع الوطني الديمقراطي” من حيث الشكل والمضمون، والوسائل، والأهداف والغايات. وبالطبع فلكل منهم غايته، ولا تزال، فرئيس التجمع نفسه، أصبح مشاركاً في الحكومة التي كان يدعو إلى اقتلاعها من جذورها، وبرر مشاركته “بمصلحة الوطن”! وهو ذات التبرير الذي برر به انضمامه للمعارضة قبل حقبتين من الزمان. وفي العمل “الجبهوي” برز كذلك ” تحالف قوى الأجماع الوطني” وضم كل القوى التي تعلن مواقف معارضة، إلا أن التحالف المعارض يعيد ذات السيناريوهات، ويجرب ما كان أصلاً مجرباً، وكان ضعف المعارضة يكمن في تنظيمها وفي خطابها السياسي والذي يعبر عن جوهر الأزمة، فهي لا تستطيع إنتاج خطاب يغري الناس بالالتفاف حوله ، ولا تبتكر وسائل جديدة لمخاطبة حتى “قواعدها” ناهيك عن الجماهير العريضة، إلا أن ” الفجر الجديد ” مثل اختراقاً غير شك في طرح رؤية البديل، فأجندة الإنقاذ الحربية بديلها هو السلام، والفساد بديله الشفافية، والإقصاء بديله المشاركة، والقمع بديله الحرية، وترهل أجهزة الدولة بديله هيكلة مرنة، ونحمد للوثيقة أنها قلصت عدد ولايات السودان ، والتي كان أهل الإنقاذ يقولون أنها ” لتقليل الظل الإداري” إلا انه كان عبئاً ثقيلاً على خزانة الدولة ، وكان أحد أسباب العنصرية والتخندق وراء القبيلة ، وما أحداث الفولة الحالية ببعيدة، حيث يقتتل أبناء القبيلة الواحدة ، حسب عشائرهم للمطالبة باحتضان العاصة الجديدة ” غرب كردفان” في منطقتهم!. قد فعلت الوثيقة خيراً بتقليص الولايات التي تقترب من عشرين إلا قليلا إلى تسع محافظات، مع الوضع في الأعتبار ضرورة تطبيق فدرالية حقيقية ، لا مجرد شعارات تطلق للاستهلاك السياسي ، كما فتحت أملاً في ايقاف الانهيار الاقتصادي ، وذلك باتباع سياسة تقشفية، وتشكيل حكومة صغيرة، ووقف نهب المال العام والثروات، وخلق علاقة متينة مع دولة السودان الجنوبي، عبر ” اتحاد بين دولتين مستقلتين” يقوم على المصالح المشتركة والعلاقات التاريخية، والحدود المرنة، والجنسية المزدوجة، والتكامل الإقتصادي، والتعاون العسكري والتنسيق الأمني، وبسط السلام، وبالتالي تخفيض الانفاق على الأمن والدفاع، وهو بند يأخذ حوالى (70%) من الموازنة العامة .

إن عملية إسقاط النظام أضحت هي مسألة وقت لا أكثر، لا سيما لو كان نظاماً ” مات سريرياً” ، و هو لا يعدو أن يكون سوى ” خيال مآتة” يخيف بغاث الطير، بعد أن صار يتآكل من داخله، وتتمظهر أعراض ذلك في بروز مراكز القوى والاختلافات، والأحاديث عن انقلابات، ومحاكمات، والانهيار الإقتصادي الكبير، وتشكل كل هذه التمظهرات صديد الجسد المتقيح بسبب كثرة الجراثيم وتعفن الجرح، وما تبقى سوى ” رصاصة الرحمة”، والتي لا يمكن أن توجه دون مشاركة الجماهير، لأن القوى السياسية المنظمة لا تستطيع إنجاز التغيير وحدها، ، و الجماهير هي السيل العرمرم فرغم محاولات تغييب وتزييف الوعي، المتعمدة ، والممنهجة من قبل النظم الشمولية لتحويل “الجماهير” إلى “حالة سلبية”، أو متماهية في النظام، أو منكفئة على ذواتها، مستخدمةً في ذلك كل وسائل الترهيب والترغيب، و آليات العنف، والإعلام، والتعليم، والخداع، والكذب إلا أن مارد الجماهير سوف يخرج من قمقمه عندما يشتد الضغط عليه، وسوف ينفجر ثورةً في وجه من أراد وضعه داخل ” علبة سحرية” يخرجها متى يريد، ويحتفظ بها حسب مزاجه!.

إن المطلوب بعد وثيقة “لفجر الجديد” – وهي مجهود نظري كبير ، قد يحتاج إلى تعديل أو اضافات في مرحلة لاحقة، وضم أطراف أخرى- تركيز قوى التغيير على آليات اسقاط النظام، وهي تبدأ بوقف الهرولة نحو التفاوض، و الكف عن تخذيل الحركات الشبابية أوقات الذروة، وتفريغ شحنات غضبها ضد النظام إلى ” احباط وإيذاء للنفس، بتحويل المشاعر السلبية تجاه النظام إلى عدو آخر، وقد يكون هو الذات، أو الصديق مثلما تحصل المناوشات وأحداث العنف القبلية، أو حتى الرياضية، وعلى المعارضة الآن التفكير في كيفية تقديم خطاب سياسي ملهم، وتنظيم قطاعات واسعة من الجماهير، وتعبئتها وحشدها، وتحريكها لأن التغيير لن يتم من غير خلق كتل جماهيرية كبيرة، معارضة تريد تنظيم صفوفها لابد من الاتفاق على ” خطاب مؤسس علمياً لمخاطبة الجماهير” ، و أن يبعد الخطاب عن تلك الخطب الرنانة ، وحسب المفكر غوستاف لوبان فأن ” المحرضات القادرة على تهييج الجماهير متنوعة ومتعددة، وبما أن الجماهير تنقاد لها دائماً، فإننا نجدها حيوية ومتحركة إلى أبعد حد، فنحن نجدها تنتقل في لحظة واحدة من مرحلة الضراوة الأكثر دموية إلى مرحلة البطولة المطلقة، إن الجمهور يمكنه بسهولة أن يصبح جلاداً، ولكن يمكنه في نفس السهولة، أن يصبح ضحيةً وشهيداً فمن أعماقه سالت جداول الدم الغزيرة الضروية لانتصار أي عقيدة أو إيمان جديد” ، ولكل ذلك، فمن السهولة أن تجد شباباً يرسمون أروع لوحات البطولة في لحظات الهياج هذه، فهناك من يتلقى القنابل المسيلة للغاز قبل سقوطها وارسالها نحو قوات الشرطة والأمن، وهناك من يتقدم نحوهم صدوره مكشوفةٌ ، وعيونه مفتوحة، لا يهتم بالرصاص من حوله، ولا توقفه ذبذبات العصي الكهربائية، وهناك من ينزف الدم مدراراً لكنه يسعف رفيقاً في معركته، ويفضله على نفسه، وهي كلها خصائص الجماهير حين تتعرض للتحريض ، وللتعبئة، وحين تؤمن بما تقاتل من أجله، فهي مقدامة، وجسورة، وعنيفة. إلا أن القوى السياسية في السودان، ظلت ، ولأمدٍ طويل ، تنأى بنفسها عن الجماهير، وتشكل منابر صفوية لممارسة ديمقراطية رجع الصدى عبر دور الأحزاب، والقاعات الصغيرة والمغلقة، لذلك هي تتحدث لتسمع صدى حديثها، فهي متعالية على الجماهير، والجماهير في حاجة إلى خطاب مباشر، يغذيها بالأمل في حياة كريمة، وظيفة مناسبة، حياة آمنة، لقمة عيش هنية، كما تتحرك الجماهير كذلك حال حصول زلازل سياسية كبرى، وهزات تنسف القناعات الصلبة، وهو زلزال، أو تسونامي يغير من وضعية المقهورين التابعة، أو الموالية إلى وضعية المتمردة، والمهاجمة، والباحثة عن التغيير، ولا تزال قوى التغيير ضعيفة في خطابها، إن لم يكن الخطاب مأزوماً، فما من خطاب تغيير ، إلا وبني على ثنائيتين هما، الترهيب، والتخويف من استمرار الأوضاع، والترغيب بفتح أبواب الأمل مشرعةً نحو مستقبل أفضل في حال تجاوز الحاضر البئيس ، وهو يحمل بالطبع قضايا الفساد، والفشل ،والقمع، والأمن، وهو ما كانت تفعله ” الجبهة الإسلامية القومية” تفعله خلال تجربة الديمقراطية الثالثة بالتركيز على قصص مرعبة مثل اختطاف ” أميرة الحكيم” ، وكثرة اللصوص، والنهب في الخرطوم، فيزهد المواطن في الوضع الديمقراطي، ويقدم أمنه على حريته، إلا أن المعارضة لا تمتلك الوسائل الإعلامية التي تطرق على مثل هذه القضايا الحساسة في ظل انعدام الأمن، وتزايد حالات اغتصاب الأطفال، واتساع دائرة الجريمة في مناطق مثل دارفور.

إن الإعلام هو أحد وسائل المقاومة والتغيير، ولا تزال المعارضة تفتقد الفضائية، والمحطة الإذاعية، والصحيفة، وتعتمد على “اجتهادات فردية ” عبر القنوات الأخرى، أو مواقع التفاعل الأجتماعي والصحف الالكترونية، وهي في ذاتها ليست مملوكة للمعارضة، وإنما يقف على رأسها صحافيون وكتاب، يتحركون بدوافع وطنية، لكنها لا تستند على مؤسسة، وهو ما أمر يكشف ضعف وهشاشة القوى السياسية المعارضة! . لأنها ستظل ” بكماء” .

ومع أمنياتي القلبية بنجاح قوى التغيير في مسعاها،وتأكيدي على أهمية وثيقة” الفجر الجديد” وما وضعته من أسس نظرية متينة، ورسخت لمشروع وطني حقيقي ، إلا أنني وفي ذات الوقت ، أخشى من “نسخ” تجربة ” التجمع الوطني الديمقراطي” التي كانت قد حملت معها بذور الفشل الموروثة من أساليب العمل والتنظيم القديم، مما كان له دوراً في تشويه التجربة، والتي كان يمكن أن تكون تجربة عظيمة ” نظرياً ” و ” عملياً” ونتيجةً تتمثل في اسقاط النظام، ومن ثم بناء الدولة السودانية على أسس جديدة، وكان يمكن أن تجنبنا ” الأنفصال ” و” شبح التشظي” الماثل أمامنا ، ويجب أن لا تغفل قوى التغيير امكانية تعرض قادة بعض الأحزاب للابتزاز، ترهيباً وترغيباً، أو وجود تيارات داخل بعض تلك الكيانات تقاوم التغيير، وتقع فريسة لإعلام النظام حول ” الدين وعلاقته بالسياسة والدولة، أو حتى وجود اختراقات داخل هياكل القوى المعارضة ستثير الأزمات، وتعرض الوحدة للخطر، وننوه في ذات الوقت إلى غياب ممثلين لمنطقة مهمة، مثل شرق السودان!. والسودانيين في المنافي والمهاجر ودول الاغتراب من غير المنظمين سياسياً.

ولذلك ففي المدى ثمة ظلال كثيفة ، وعلينا أن نخترق هذه الظلال ، لكي نعبر تلك البؤر المظلمة ، ليطل فجرنا باسماً ، دون أن يتأخر وسط أسواق المزايدات، والموازانات، والابتزازات ، والتراجع عند المنعطفات الحرجة.

[email protected]

تعليق واحد

  1. الصادق ابوكلام ومحمد عثمان الميرغني بالمرصاد ليجعلوا من الفجر الجديد حبر على ورق ،، لن ينصلح حال السودان في ظل وجود ثنائي الهم

    متى يموت هذا الثائي لنغني له (وداعاً يا ثنائي الهم)

  2. حديث منطقى وعقلانى وعلمى ارجو من القادة الجدد الاهتمام بهذه الملاحظات الهامة والعمل من الان لتفعيل القناة الفضائية للمعارضة وكذا الازاعة لان استنهاض الجماهير يتطلب مزيدا من التنوير لفضح زيف نظام المؤتمر الوثنى ويجب عمل الف حساب لما يسمون الغواصات وما فعلة الهادى بشرى بالتجمع الوطنى ليس ببعيد

  3. اطمئن خالص من نجاح الفجر الجديد فقط لعدم وجود رئيسها الصادق المهدي ولا ود المرغني سوف تسقط النظام وسوف تحقق بنودها وليس هناك صوملة انشاء الله مبروك للشعب السوداني

  4. كلام يجب ضمه كملحق للوثيقه للتفاكر!! فنحن في حاجه لمن يفكر في الحلول برؤية حتي نتجنب المزالق وتكرار دوامة الفشل المزمن bless you

  5. أعوذ بالله من أمثالك ياشبيه صلاح قوش .. دائماً أمثالكم ما يشوفوا في القدح إلا الزيت الطافي الممكن يشرق الأكال أو يسبب ليهو الكرسترول .. أعوذ بالله منك ..

  6. .
    كلام جميل وعقلاني واعتقد بانه اضافة هامه للوثيقة الاصل
    احب ان اضيف نقطه
    اليوم قررت ان اقوم بجولة فى بعض المناطق فى الخرطوم اسواق وتجمعات طلابية وسائقى مواصلات عامة
    وبعض المعارف والاصدقاء
    كنت ابداء الموضوع بالحديث عن الحالة الصعبه البمربيها المواطن والظروف الاقتصادية واختم سؤالى بالحل شنو لاجعله مدخل
    لسؤال الشخص عن رايه فى تجمع كافة قوي المعارضة للتخلص من النظام وانهم عملو وثيقة
    اسموها الفجر الجديد
    عينتى العشوائية شملت حوالى ٣٠ شخص … فقط وجدت حوالى ٨ اشخاص قد سمعو بها ورايهم تفاوت بين متفائل ومتشائم اما البقية فلم يسمعو بها ولا يعتقدون بان المعارضه تستطيع ان تلتقى على قلب رجل واحد للاتفاق ناهيك عن الفعل الجدى

    محتاجين شغل شديد وجاد للوصول الى الاهداف والغايات ..والا .. ستبقى حبر على ورق

  7. لأن الشعب السوداني أحمق وساذج لا يفقه (ألف باء) السياسة، فإنه سيخرج غداً إلى شوارع الخرطوم وجميع المدن، والفرقان، مرحباً ومستبشراً بميثاق تحالف (معارضة الداخل) مع (الجبهة الثورية) العنصرية بقيادة الفريق “مالك عقار اير”!!
    { ولأننا (أراجوزات) ومخابيل، فإننا سننتظر السلام والأمن والاستقرار يعم بلاد السودان فور سقوط (نظام البشير)، وحل القوات المسلحة السودانية وجهاز الأمن والمخابرات والدفاع الشعبي – حسب الميثاق – لتحل محلها قوات (الجبهة الثورية) العنصرية!!
    { إن السادة “نصر الدين الهادي المهدي”، “التو مهجو”، “طارق محجوب”، “صديق يوسف”، “أبو الحسن فرح” و”هالة عبد الحليم”، كانوا – وآخرين من أنصاف ساسة (معارضة الداخل) – مجرد (كومبارس) في حفل توقيعات ميثاق ما يسمى بـ (الفجر الجديد)، الذي ينضح كل فصل وكل حرف فيه، عنصرية مقيتة، ستقضي على ما تبقى من أخضر السودان ويابسه!!
    { الميثاق الذي أقر العمل العسكري والكفاح الثوري المسلح لإسقاط النظام الحاكم في البلاد، اعتمد فترة انتقالية مدتها (أربع سنوات) تجري بنهايتها الانتخابات العامة.
    { السادة (الكومبارس) وافقوا و(بصموا بالعشرة) على (حل) القوات المسلحة السودانية وتشكيل جيش (قومي) أساسه قوات الجبهة الثورية (الجيش الشعبي بقيادة “عقار” و”الحلو” زائداً قوات حركات التمرد في دارفور)!!!
    { والسادة (الكومبارس) وافقوا و(بصموا بالعشرة) على جمع ولايات (شرق السودان) الثلاث في إقليم (واحد) يسمى الإقليم الشرقي!! وإضافة (الشمالية)، التي كان مرشحاً فيها لمنصب (الوالي) السيد “أبو الحسن فرح”، إضافتها إلى ولاية نهر النيل باسم (الإقليم الشمالي)، كما كان الحال قبل نحو (ثلاثين عاماً)!!
    { أما ولاية (الجزيرة)، مركز الثقل السكاني، وحاضنة أكبر مشروع زراعي في العالم، فقد جعلوها جزءاً من (الإقليم الأوسط)، الذي يضم ولاية النيل الأبيض وولاية (سنار) التي ترشح لمنصب (الوالي) بها السيد “التوم هجو”، أبرز الموقعين على وثيقة التخريب الكبرى!!
    { لكنهم جعلوا (جبال النوبة) إقليماً قائماً بذاته!! و(كردفان) إقليماً، و(دارفور) إقليماً، و(النيل الأزرق)، التي كانت في الماضي جزءاً من (الاقليم الأوسط)، جعلوها إقليماً منفصلاً مميزاً!!
    { وحسب الوثيقة فإن حكام الأقاليم سيصبحون (نواباً) لرئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء!!
    { لكن ساسة (الكومبارس) لا يفهمون هذه الحسابات، فهم فرحون بأنهم مناضلون.. ثوريون، سيسجل التاريخ توقيعاتهم على وثيقة الدمار بأحرف من نور!!
    { وغباء ثوريي زمن الغفلة، يدفعهم إلى إقرار (فصل الدين عن الدولة) في وثيقة دولتهم (السودانية) المرتقبة، في وقت تتجه فيه (كل) شوارع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باتجاه (الإسلام) والإسلاميين، من (تركيا أردوغان) إلى (مغرب بنكيران)!!
    { لكن أمثال “عبد الواحد” و”مناوي” و”مالك اير” آخر من يفهمون هذه الشفرة!!
    { و”الكومبارس” سيصلون “الخرطوم” وعقولهم تتوهم أن (الثورة انطلقت).. وأن (الشارع ثار… وغضب الأمة اتمدد نار).
    { أنا مؤمن تماماً بأنه لن يكون هناك (سودان) – أصلاً – إذا – لا سمح الله – تحقق بند (واحد) من بنود هذا (الكابوس) المسمى (الفجر الجديد)!!
    { قاتلكم الله.. وشتت شملكم.. وخسف بكم سبع أرضين.
    { آآمين.

    صحيفة المجهر السياسي

  8. الان الجماعه الطيبين السيد الصادق والترابى وابو عيسى ومبارك الفاضل وعقار وغيرهم الذين جاؤا ووقعوا مع الجبهة العسكريه نقول انهم جاؤا ووجدوا الطعام جاهز وغسلوا ايدهم ليأكلوا او بالاحرى الجبهة بنت القصر واثثته وجاءوا هم داخلين فيه ضيوف … وهم متعلمين للجاهز بدون تعب ومغامره اين موقعهم من الاعراب فى هذه الجبهة التى بذلت الغالى والنفيبس وقدمت من ارواح ودماء وهى جاءت بسلامتها فى اخر لحظه ؟ يعنى بعد ان تأكدوا تماما من فشلهم جاؤا ليضحكوا على الجبهة الثوريه ليجدوا نصيب من الكعكه ؟ يجب على الجبهة الثوريه ان تجعلهم فى اخر القائمه كما جاؤا فى اخر اللحظات وقد ثبت بذلك فشلهم فى الانتخابات ولذلك تهربوا منها ويريدوا اسقاط النظاملانهم لم يجدوا السلطه عبر الانتخابات .اذا ارادت الجبهة الثوريه النجاح وتأييد الشعب السودانى عليها بايعاد هؤلاء النفر من الجبهة أخرجوا السوس من بينكم .

  9. مشكور السليك على هذا الايضاح لكن بصراحة الشعب السوداني مغيب عن كل هذا العمل فالفضائية اصبحت ضرورية في المرحلة دي

  10. أهمية وثيقة الفجر تالجديد أنها أزالت الشكوك والشائعات التي كانت تحوم حول زعماء الحركات المسلحة في أنهم لايريدون وحدة السودان وأنهم يريدون فصل مناطقهم والأمر الآخر أوجت التوافق قبل سقوط النظام على المنهج وطريقة الحكم إن صراخ بعض ما يسمون بالإسلاميين لعدم وجود ما يؤكد الإسلام في الدولة السودانية ومنذ عام 1989م هل يوجد ما يؤكد أن الإسلام هو الدين الرئيسي وأن الشريعة هي مطبقة منذ 1989م ويمكن أن نوجه سؤال للإسلاميين ما هو دستور السودان منذ قيام إنقلاب الإنقاذ وحتى الآن أين الدستور الإسلامي وبماذا تحكمون اليوم ومنذ عام 1989م إن تطبيق الشريعة الإسلامية على المسلمين لا يرفضه أحد وخاصة القوانين الشخصية كما هو الحاصل الآن والمحاكم الشرعية موجودة الآن وتطبق قوانين الطلاق والميراث والأحوال الشخصية وللمسيحيين قوانينهم الشخصية التي تحكم بينهم ومنظمات الدعوة الإسلامية والمنظمات الكنسية لها حريتها في الميثاق ومنظمات المجتمع الديني والصوفية وخلافها لا إعتراض عليها بل أن الدعوة سوف تجد مجال أوسع وأرحب وحرية أكثر من الحاصل الآن .

  11. صدق زملائك عندما وصفوك بالانتهازي … يا ربيب المؤتمر الوطنى … ده كلام تكتبوا وتقول انك صحفى …

  12. النص به فجوات وعيوب قابلة للردم .. وينبغي الترحيب المبدئي به والتعويل على الروح الوفاقي والتوحدي الذي أتى به:

    (الوثيقة توفيقية في طبيعتها لأنها اتفاق حد أدنى ولا تستطيع أن تكون غير ذلك)

    + ينبغي الترحيب المبدئي بالوثيقة والعمل الدؤوب على معالجة الخلل والفجوات والنواقص.

    + الاتفاق أصلا لا يعبر الا عن الحد الأدنى للبرامج الحزبية للموقعين عليه.. وهكذا الحال في أي اتفاق بين أطراف سياسية مختلفة (مثلا قررات أسمرا)!!

    + معظم بنود الاتفاق جيدة ومنبنية على الأدبيات الكثيرة التى تراكمت من قبل.

    + هناك بعض الأمور تحتاج اعادة صياغة:

    1. مسألة (اقرار الوحدة الطوعية لكل أقاليم السودان) منفتحة على عدة تفسيرات خاصة مع تجرتنا المرة في نيفاشا حيث كان الروح العام للاتفاق (وحدويا) ولكن قابل للقراءة الانفصالية والأخيرة هي التى انتصرت في النهاية !!

    2. موضوع العلاقة بين الدين والدولة من الأمور الشائكة جداً ويجب النص فقط على أن هذا يترك للمؤتمر القومي الدستوري ( الوثيقة وقعت في تناقض حيث قالت أن المؤنمر الدستوري يفتى في علاقة الدين بالدولة وفي الوقت ذاته نصت على الفصل المؤسسي بينهما وعدم استغلال الدين في السياسة) !!

    + اعادة هيكلة الجيش والشرطة ليس معروفا ان كان المقصود به مثلما حدث العراق بعد الغزو واتضح خطله لاحقاً.. ينبغى النص على تحويل هذه المؤسسات من (حزبية) الى قومية فقط حتى لايفهم منه البداية من الصفر !!

    + الاشارة الى الغاء التعيينات التى تمت على أساس (حزبي) ربما يوحي أيضا بتطهير يشبه تطهير الانقاذ نفسها أوائل التسعينات كما أنه لا يضمن تحييد نسبة كبيرة من الكيزان المتململين داخل السلطة والذين ربما يرعبهم هذا النص فيجفلون ثانية الى الحكومة رغم كرهم لها حفاظا على وظائفهم(كما أنه ينغي الاستفادة من التجارب السابقة مثل تجربة التطهير بعد اكتوبر وتطهير مايو وتطهير الانقاذ القبيح) !!

    + منظمات المجتمع المدني كالمراكز الثقافية والمغتربين واتحاد الكتاب والطلاب .. كان يجب تمثيلها.. يبغي العمل على ذلك !!

    + كل هذه الفجوات والنواقص والتناقضات قابلة للمعالجة وينغي التركيز على روح الوثيقة التى أدت الى رعب النظام وهضربته وزرعت من جديد الأمل في قلوب الناس , بعد موات !!!

    + عنوان الوثيقة مستوحى من أفكار ولغة المهدي (الفجر الجديد).. وهذا ينبغي أن يكون جيدا بالنسبة لحزب الأمة !!

    + مع التسليم بوجود فجوات حقيقية في نص الوثيقة, فان بيان الأمة وبيان طلاب الشعبي يقبل التفسير أيضا في اطار تكتيكي حتى لا تضيق الحكومة أكثر فتقوم بقفل دور الأحزاب مثلا أو تلجأ للاعتقالات الكبيرة !!

  13. رؤية حزب الامة عقلانية وبعيدة المدى.. افرض وافق الحزب على ازالة النظام بالسلاح هل سيتحقق السلام بذهاب النظام؟ المؤكد هو فى نفس يوم دخول المعارضة القصر واعلان الدول اعترافها الشرعى بها سيكون نفس يوم اعلان الكيزان مناهضة الحكومة الجديدة وبالسلاح باعتبار اعتراف الكل ان للكيزان الوية دفاع شعبى والجيش هو مليشيات المرتمر فى ادبيات المعارضة الان.. فما الذى يمنع ان تنتقل للمعارضة المسلحة واستمرار ذات الازمة الحاضرة الان ومثلما لم تستطيع الحكومة حسم المسلحين الان غدا لن يستطيعوا حسم الكيزان المسلحين وسيكون مواجهتهم بذات عبارات الحكومة اليوم بانهم متفلتين وارهابين ..وهل الدول التى بها متفلتين من لدن برطانيا والحزب الجمهورى الايرلندى مرورا بالعراق وافغانستان وانتهاءا بافريقيا الوسطى استطاعت حسم متفلتين او جهادين او متمردين او خارجين عن الدولة بقوة السلاح تحت اى مسمى ؟ الحقيقة هى ما ينادى به حزب الامة وموقفه هو الموقف الوطنى وبقية الاطراف فى الحكومة والمعارضة المسلحة يمثلوا سفراء التطرف على السواء والضائع هو المواطن غير المنتمى

  14. اهم حاجة انو الدولة تكون مدنية دمقراطية تستوعب كافة اشكال الطيف السوداني وتكون فرص العمل بالكفاة وليس بالقبلية والحزبية واهم شي تنظيف الخدمة المدنية من الرشوة وامشي وتعال والمدير في اجتماع وتفكيك الشرطة والامن من ضباط وجنود والابقاء علي القوات المسلحة بعد كنس المندسين وانا اشدد علي الشرطة لانها ام الفساد لانو ممكن ببساطة بواسطة الرقعة او الرشوة يطلع الظالم ويسجن المظلوم وما ننسي القضاء يجلد اي قاضي فيهو مائة جلدة حق البنات المساكين التم جلدهم ويمشوا الشارع وناس الافتاء ديل نتف دقون بس واولهم الكاروري

  15. للهم ن كان ما يعرف بالفجر الجديد فيه حل لمشاكل السودان يسره لنا وان كان فيه الشر فابعده عنا واجعله وبالا على مخططيه ومنظريه فلا للعنف ولا لاراقة الدماء اللهم من اراد بنا خيرا فوفقه ومن اراد بنا شرا فاجعل كيده في نجره

  16. قوى الإجماع الوطني وتحالف الجبهة الثورية السودانية، ومنظمات المجتمع المدني والناشطين .. هـي الترياق الـطـبيـعـي الـذي أفـرزته عـبـقـرية الشـعـب الســوداني ، ملـهـم ومـعـلـم الـشـعـوب أن تثور وتنتصــر .
    ســقط الـقـناع عــن الـوجــوه الـغـادره .. وحــقيقة الـشـيطـان باتت ســافـره .
    تـفـنن الـمـخـذلـون فـي تثبيط الـهـمم .. وردد ببـغـاوات الأســافـير ، وأذناب كــلاب الأمــن .. شــيطـنة الـقـوي الـوطـنيه .. كـانت حـمـلـة ممنهجـــه .. لـيرســخـوا فــي أذهــان الـرجــرجـه والـغـوغـاء ، الـنطـيحـه والـمـترديه ، ومـا أكــل الــكـلـب ..يرســـخـوا فــي أذهــانهـم .. أنـه لابــديل لـهـم .. إلا الـفـوضي الـهـدامـه !!!.
    وفـي خـضـم هــذا الـمنـعـطف الـتاريخــي الـخـطـير .. الـمـفـصـلـي ، يبزغ فــجـر الخــلاص .. ينبلــج فــجـر وضــاء مشـــرق .. يتلألأ آمــالا عــراض .. مؤذنا بمــــــيلاد إعـــادة بناء .. وطـــن شـــامــخ ، وطــن عــاتي ، وطــن خــير ديمـقـراطـي .
    أثـبتت الـقـوة الـوطــنيه الـحــية أنهـا حــاضــره .. هــذا التنادي الــتلـقـائي ، الـفـريد فـي عــصـره ، هــو إصــطـفاف وإنحـياذ للــوقـوف فـي الـجـانب الـصــحيح مــن الـتاريــخ .. والأخــذ بيد الـوطــن .. وللأوطــان فـي دم كــل حــر يــد ســلــفــت ودين مـســتحـق .
    كــان الأبالســــه يخـطـطـون لـــدق آخــر مـســمار فـي نـعـش وطـن كـان إســمـه الـسـودان .. لينســفوا خــطوط الـرجــعـه .. لينســفـوا مــا تبقـي مــن وطــن .. مــزقــوه .. ووطــنوا الفســاد والإســتبداد والـظـلـم ، ودنســوه ، وقــتلـوا مـواطـنه ، جــوعــوه وشـــردوه ونـكـلـوا به .
    كـان آخــر ســحـرهـم تزوير إرادة مـن بقـي ..بســلـق دســتور يكــرس الفســاد والإسـتبداد .. ويشــرعـن الإســتعـلاء الـعـرقـي ، والـقـبلـي ، والجــهوي .. تحــت عــباءة الــدين ، والـدين منهـم براء .. وهــذا مــرفـوض إلــي الآخــر ، مــرفوض بلارجـعـه .. مـرفـوض تمــامـا . بحــق دمـــاء شــهـدائنا ، الـذين ذبحــوا ظـلــما وعــدوان وبـغـي وكــفـر .
    نحــن أبناء الـشـعـوب الـغـير عــربيه .. البجــا بشـــــــرق الســودان .. النوبيون بشــمـال الســودان ، دناقـلـه ، محــس ، حــلـفـاويون ، ســكــوت ، …..الـخ ، الفــور ، الـبرتـي ، الـمســاليت ، الـزغـاوة ، …..الــخ بـغـرب الـســودان .
    الـنوبه ، الأنقســنا ، وطاويط …. الـخ بالجــنوب الجــديد .
    لــن يمــر الـدســتور الـمـذمــع تزويره .. الـدســتور الـعـنصــري .. إلا عــلي أجســادنا .. ســندوس بأقــدامنا ، ونبـصـق ، ونتبول عـلي دســتور يجــعـل منا مـواطــنين درجــه عــاشـرة .. فــوق أرضــنا .. أرض آباءنا ، وأجــدادنا ، الـتي خــلقنا اللـه فــوقـهـا ، وتحــت شـمـسـهـا .
    إذا كـنا مـجـمـعـين عــلي وجــودنا المشــترك فـي الســودان ، وإنتماؤنا لــه هــو الـرابط الـذي يجـمـعـنا ، فـهـذا هـو الشــعـور الـحـقيقي للإنتمـاء الـوطـني .
    نحــن ســودانيون ، ننتمـي للســودان .. حــتي وإن كـان كــل منا ينتمـي لــدين آخــر ، أوثقـافـه اخــري تخـتلـف كــثيرا أوقــليلا عـن ثقافـة الآخــر .. يجــب أن تحــترم ولاتتقاطـع أو تتناقض .. وينبـغـي أن تكــون كـلـهـا فـي إطــار دولــة الســودان الـواحـد .
    إلا عــند اولئك الـقـلـه الـذين يفـاضــلون بين إنتمائهـم الـعـرقـي ( المزعـوم ) والــوطـني ، الـوطـن للجمــيـع ، وفــوق الــجمــيـع ، ونحــن نريد الإنتماء للـوطـن ، فـلا شــيئ فـوق الـوطـن .. نريد بناء دولـه مــدنيه تـعـدديه ، دولــة مـؤسسـاة وقــانون ، دولــة عــدل ومســاواة ،وأخــاء .. عــربا ( مــزعــومين ) كنا ، او زنـوج أفـارقـه أقـحـاح .. لانـريد الـخـلـط بين الـدولـه أو الـمـلـه ، ننتمـي للســودان .. نحــن نولــد لــنكـون مـلـكـا للـوطـن ، وإنتماؤنا للــوطـن يســبق انتماءنا الـعـرقـي .
    نحــن عشــنا مـعـا تاريـخ كـلـه طـغـيان ، وإســتبداد ، وإســتـعـلاء عــرقـي بـغـيض متواصـل .. غـرس فـينا ، وجــزر فـي أعـمـاقنا كــل هــذه الأحــقاد ، والـفـتن .. جـعـلنا غــرباء فـي وطـننا الـواحــد ، حــرمــنا مــن أبســط حــقوقنا .. أن أكــون مواطـن فـي وطـني .
    لانـريد الـخـلـط بين االـشـريـعـة والـدســتور ، هــذا الـخـلـط الـكـاذب أدخــلنا فـي مـتاهـه ، مــزق البلاد وأفـني الـعـباد ، وينزر بمــزيد مـن الـشـر الـمسـتطير .. الـوطـن حــياتنا عــلي الأرض ، والـدين حــياتنا فـي الـسـماء .. لانـريد حــكـومـه دينيه ، ولاحـاكـمـا يمــثل الســماء ، نأتـمـر بأمــره وننتهـي بنهـيه .. وإلا فـالمـعـارض يبقـي زنـديقـا ، كافـر ، عـمـيل لـكـل مخـابرات الـكـفار وإبليس .. لانريد إقـحـام الـعـقيدة فـي الـتشـريـع ، لانريد الـخـلـط بين المســجد والـبرلـمـان أو الـقـرآن والـدســتور .. الـبرلـمـان لـيس دار إفـتاء .. لانـريد مـن يمـثل الـخـلـيفـة أو الـسـلـطـان .. نـريد نـوابا أحــرار يمــثلـون الـشـعـب فـي الـدنيا ، الـديمـقـراطـيه ليســت التصــويت ، بل هـي ثـقـافـة وطـنيه ، والـدسـتور لـيس مـجـرد نصـوص مـكـتوبه إنمـا ثمـرة خـبرات وتجــارب وتضـحـيات ، لـيس نصـوصـا لايـمـكـن الـمسـاس بهـا .. لانريد دســتورا نلبســه ثـوب الـقـداسـة .. نريد دســتورا نـعـدلـه وفق حـياتنا ومـا نربد نحــن ، ولـيس مـايريد الـدسـتور .. نريد أن نـؤكـد دائمـا عـلـي أننا مــع الـمـبدأ الـدســتوري الـذي يجــعـل الأمــه مصــدر لـكـل الـسـلـطـات .. نريد دســتور الـجمـاعـه الـوطـنيه ، لــكـي ننظـم حــايتنا الـدنيويه
    ————————-
    نعم، لقد بدأ مشوار نهاية النظام ، وبدأ معه مشوارنا نحو بذوغ فجرالحرية وتحقيق الأمل في حياة كريمة بعد كل هذا الليل المظلم والطويل .

    سيف الدولة حمدناالله
    —————————————————–
    حنبنيهو..
    البنحلم بيهو يوماتى
    وطن شامخ
    وطن عاتى
    وطن خيّر ديمقراطى

    وطن مالك زمام أمرو
    ومتوسد لهب جمرو
    وطن غالى
    نجومو تلالى فى العالى
    إراده
    سياده
    حريّه
    مكان الفرد تتقدم..
    قيادتنا الجماعيّه
    مكان السجنِ مستشفى
    مكان المنفى كليّه
    مكان الأسري..
    ورديّه
    مكان الحسره أغنيّه
    مكان الطلقه
    عصفوره
    تحلق حول نافوره
    تمازح شُفّع الروضه
    حنبنيهو
    البنحلم بيهو يوماتى

    وطن للسلم أجنحتو
    ضدّ الحرب أسلحتو
    عدد مافوق ما تحتو
    مدد للأرض محتله
    سند للإيدو ملويّه
    حنبنيهو..
    البنحلم بيهو يوماتى
    وطن حدّادى مدّادى
    ما بنبنيهو فرّادى
    ولا بالضجه فى الرادى
    ولا الخطب الحماسيّه
    وطن بالفيهو نتساوى
    نحلم..
    نقرا
    نتداوى
    مساكن
    كهربا ومويه..
    تحتنا الظلمه تتهاوى
    نختّ الفجرِ طاقيّه
    وتطلع شمس مقهوره
    بخط الشعب ممهوره
    تخلي الدنيا مبهوره
    إراده
    وحده شعبيّه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..