التحرش الجنسى ?.هل تحد القوانين من تنامى الظاهرة ؟ (2/2)

قانون العمل لايوفر الحماية الكاملة للعاملات ?.اما القانون الجنائي فلا يتضمن اى تعريف للفعل المخل بالحياء !

فى الجزء الاول من هذا المقال تعرض الكاتب لاشكال التحرش الجنسى الذى تتعرض له النساء فى المركبات العامة ومواقع العمل وتعرض للموقف من المرأة فى مجتمع تقليدى اذا تقع عليه مسئولية انها غير محتشمة الخ وفى الجزء الثانى يعرض لموقف القوانين من الظاهرة

بقلم : لؤى عبد الغفور تاج الختم

نظرة لقانون العمل :

هل يفرض قانون العمل لسنة 1997م الحماية القانونية اللازمة لمنع حدوث ذلك؟ في رأيي الإجابة بالنفي فبإستقراء نصوص المواد ذات الصلة نجد المادة 54 نصت علي أنه يجوز للعامل إنهاء عقد عمله دون إنذار صاحب العمل إذا ما قام صاحب العمل أو من ينوب عنه بالإعتداء عليه إعتداءاً يعاقب عليه القانون ومع أنه يجوز لنا إدراج التحرش الجنسي في إطار ذلك إلا أن المُلفت للإنتباه هو أن المادة 53 والتي عنت بالحالات التي يجوز فيها لصاحب العمل إنهاء عقد عمل العامل دون إنذاره توسعت في ذلك فرغم نصها علي حالة الإعتداء من قِبَل العامل إلا أنها أيضاً تضمنت حالة إرتكاب العامل عملاً مخلاً بالأداب فكأن إرتكاب العمل المُخِل بالأداب -وهو غير مُعرف- مرتبط فقط بالعامل دون صاحب العمل!.

. رغم أن المادة 55 نصت علي عدم جواز إنهاء عقد عمل العامل في الحالات التي نصت عليها المادة 53 و54 قبل عرض النزاع علي السلطة المختصة وموافقتها عليه إلا أنها لم تتطرق في حالة ثبوت أي من الحالات التي نصت عليه المادة 54 والتي من ضمنها حالة الإعتداء علي العامل رغم أن العامل هنا لا يفقد أياً من حقوقه التي نص عليها قانون العمل وبالتأكيد الباب مُشرع إذا ما رغب في مُقاضاة صاحب العمل جنائياً إلا أن واقعة الإعتداء في ذاتها والتي كانت سبباً في ترك العامل لعمله تستدعي في تقديري تعويضاً إضافياً وعادلاً خلافاً للحقوق المذكورة كما أن تضمن القانون لفقرة تنص علي ?إذا ترك العامل العمل قبل عرض النزاع على السلطة المختصة أو قبل قرار السلطة المختصة لا يدفع له أجره عن الأيام التي يكون قد ترك العمل خلالها ?المادة 55/4″ فيه تحامل علي العامل وإنحياز لصاحب العمل خاصةً إذا ما كان ترك العمل يعود مردُه إلي واقعة الإعتداء علي العامل فهل يُعقل أن يستمر العامل في عمله ليضمن ذلك الحق وهناك إعتداء وقع عليه؟!

قصور القانون الجنائى :

القانون الجنائي لسنة 1991م رغم أنه لا يتضمن نص خاص بالتحرش الجنسي إلا أنه بإستقراء نص المادة 151 والتي تنص علي? يعد مرتكباً جريمة الأفعال الفاحشة من يأتي فعلاً مخلاً بالحياء لدي شخص أخر أو يأتي ممارسة جنسية مع شخص أخر لا تبلغ درجة الزنا أو اللواط?? نجده يندرج في إطار ذلك علي رغم من أن المُشرع لم يُعرف ماهو الفعل المُخل بالحياء أو الفعل الفاحش بل ترك الأمر لتقديرات المحكمة وبالتالي قد تختلف من محكمة لأخري فما يُعد فعلاً مُخلاً بالحياء لدي شخص قد لا يُعد كذلك لدي شخصٍ أخر وهذا ما يتطلب تعريفاً واضحاً ودقيقاً.

رغم أن نص المادة ميزت في فقراتها بين الفعل الذي يرتكب في مكان عام وبين ذلك الذي يرتكب في غيره من الأمكنة وأيضاً إذا كان الفعل نتج برضا من المجني عليه أو بغير رضاه وشددت العقوبة في فقرتها الثانية في حالة إرتكاب الفعل في مكان عام أو بغير رضي المجني عليه -وهذا ما يعنينا فالفعل إن تم إرتكابه برضا المجني عليه لايُعد تحرشاً جنسياً- إلا أن النص مرن في رأيي فيما يتعلق بالعقوبة فالمادة نصت في فقرتها الثانية علي معاقبة الجاني بالجلد بما لا يجاوز ثمانين جلدة كما تجوز معاقبته بالسجن مدة لا تجاوز سنتين أو بالغرامة وبالتالي فإضافة عقوبة السجن أو الغرامة لعقوبة الجلد هي سلطة تقديرية للمحكمة ما يعني أنه يجوز للمحكمة أن تكتفي بعقوبة الجلد وحدها هذا بالإضافة إلي أن المُشرع حدد السقف الأعلي لعقوبة السجن دون الأدني منها بالتالي العقوبة غير رادعة في نظري. كل هذا بالإضافة إلي أن طول الإجراءات القانونية وسلحفائيتها قد تلعب أيضاً دور في ذلك فقد تمضي أشهر وربما عام كامل بدءاً من مرحلة التحريات حتي الفصل في الدعوي من قبل المحكمة هذا غير أن واقعة التحرش الجنسي قد يصعُب إثباتها أحياناً حال عدم توفر البينات بنأي الجميع بأنفسهم وذهابهم إلي حال سبيلهم أو في ظل تخوف البعض من فقدانهم لوظائفهم أو لمراكزهم في حال شهادتهم ضد صاحب العمل.

أما فيما يتعلق بالتحرش الجنسي بالأطفال فقانون الطفل لسنة 2010م كان أكثر تطوراً وأفرد لذلك نصاً ?يعد مرتكباً جريمة كل من يتحرش أو يسئ جنسياً لأي طفل المادة 45/ج? كما كفل حقه في التعويض عن الضرر الذي أصابه ?المادة 83/2″ أما عقوبة ذلك فقد إرتفع بسقفها المشرع لتصل السجن مدة لا تجاوز خمسة عشر سنة مع الغرامة ?المادة 86/ز?.

في الختام فوجود قوانين تكفل الحقوق وتضمن إحترام كرامة الإنسان لاشك تُساهم في النهوض بالتقدم الإجتماعي لذا لابد من مراجعة القوانين ذات الصلة وضرورة أن يُعنَي قانون العمل بحالات التحرش الجنسي في أماكن العمل بإتخاذ التدابير اللازمة بما يضمن خلق جو عمل مُعافي وتأمين الممارسة الكاملة ضماناً لحق الفرد في العمل-خاصةً المرأة .

الميدان

تعليق واحد

  1. ظاهرة الإغتصاب ؟؟؟
    هذه الجريمة الخطرة ومشينة قديمة والكل يعرف ذلك فهي منتشرة في الأوساط الرياضية وغيرها؟؟؟ إنها تحطم شخصية الطفل وتدمغه بعدم الرجولة وسط أقرانه وسيظل طيلة حياته منبوذاً علماً بأنه لا يد له في ذلك وانما هو المغدور به ويجب أن لا يلام وإنما يجب أن يلام مجتمعه الخرب الذي لم يحترم طفولته وضعفة وبرائته و لم يوفر له الحماية اللازمة ؟؟؟ من منا لا يعرف عن بعض الأساتذة وشذوذهم وقصصهم ؟؟؟ وحتي النظار والمفتشين المسؤولين في وزارة التربية يعرفون عن بعض أساتذتهم الشواذ ويتعاملون معهم بسلبية مفرطة وعدم إكتراث ؟؟؟ والمجتمع لا ينبذهم كما يجب ! بل يقال عنهم بكل عدم إكتراث انهم مبتلين أو مريضين وكان الله يحب المحسنين؟؟؟ وتجدهم يتعاملون معهم بصورة عادية ويدعونهم للمناسبات العائلية وغيرها ؟؟؟ هذه الظاهرة والجريمة القذرة تنتشر في كل الدول العربية وبمستويات مختلفة والي الآن لا توجد دولة عربية تناولت أسبابها بكل شفافية وحاربتها بكل جدية علماً بأن الدول التي يصفها علماء ديننا بالكفر والإلحاد تحاربها بكل جدية وتصدر علي مرتكبيها عقوبات رادعة ؟؟؟ أما عن سودان الكيزان فأكاد أن أجزم بأن نظامهم الموغل في الفساد يشجعها ؟؟؟ تخيلوا معي عندما يسمع الشباب عن شخصية شاذة علناً وله منصب كبير في الدولة ويحظي بإحترام الجميع ويؤم المصلين !!! علي سبيل المثال المرحوم حاج نور الذي كان من أساطين الكيزان والمؤتمر الوطني ونعاه رئيس الدولة عندما غيبه الموت وعدد محاسنه ؟؟؟ الاء يشير ذلك له أن الشذوذ ليس بالعمل المنكر ومقبول من مجتمع الكيزان؟؟؟ هذا الشخص الشاذ قال عنه كبيرهم الذي علمهم السحر الترابي قولته الشهيرة (أنه شخص طاهر وجسده فاسد ؟؟؟) هذه الظاهرة الكريهة لها أسباب موضوعية ويجب علي علماء الإجتماع دراستها وإيجاد الحلول لها ؟؟؟ وأعتقد انه من ضمن هذه الأسباب إعطاء المدرس سلطة وهيبة فوق البشر ويعتقد الكثيرين أن له الحق أن يفعل بأبنائهم كيفما يشاء !!! ولا يسائلوا حتي من اي كان ؟ انهم فوق البشر ؟؟؟ وهنالك القول الذي يوضح ذلك ؟؟؟ ( قف للمعلم وأوفه التبجيلا إن المعلم كاد أن يكون رسولا ) ؟؟؟ وهنالك جملة أخري خطرة متداولة ومعمول بها وهي ( يا استاذ انت ليك اللحم ونحن لينا العظم !!! ) وهنالك من يأمر المدرس بأن يضرب إبنه بكل قسوة ليأدبه معتقداً بأن ذلك جزء هام من التربية ولا يستمع لشكوي إبنه ولا يعطيه الفرصة حتي لكشف تحرش الأستاذ به ؟؟؟ ولا يدري بأن بعض الأساتذة الشاذين قد يستقلوا هذا الإرهاب لكسر الطفل وجعله فريسة أو لقمة سائقة لبعض الشواذ ؟؟؟ المعلمين في جميع أنحاء العالم تقريباً أشخاص عاديين بالمجتمع يؤدون وظيفتهم المطلوبة تحت شروط وقوانين تحكمهم ويكافؤا إن أحسنوا ويعاقبوا إن أخطأوا ؟؟؟ وفي مثل هذه الجرائم قد تصل عقوبتهم الي الإعدام كما هو الحال في السعودية ؟؟؟ عدم الشفافية مع الأطفال ليكونوا صريحين مع آبائهم ليخبروهم بكل شجاعة عن ما يتعرضوا له في الشارع أو المدرسة أو من أبناء الجيران الكبار يجعلهم ضعيفين وسهلي الإنسياق ليكونوا ضحايا الذئاب البشرية الشواذ ؟؟؟ ومن المعروف عن تربيتنا السودانية العامة بأن الطفل لا يجب أن يتحدث كثيراً مع الكبار وخاصةً في المواضيع الخاصة بالجنس ؟ والذي لا محال أنه سيتعلمه وغالباً ما يكون بصورة مغلوطة من أولاد الفريق أو ما يسمونهم بالشوارعية ؟؟؟ الطفل يزجر ويبعد عندما يجتمع الكبار وحتي في الأكل فأنه يأكل بعد أن يشبع الكبار ؟؟؟ والملاحظ أن اطفال المصريين أكثر فصاحة وجرأة لأن تربيتهم تختلف عن تربية أبناؤنا لأن أبائهم يستمعون لهم ويجاوبوا علي كل أسئلتهم بكل صدق وإهتمام ولا يزجروهم بالتالي يكونوا أكثر جرأة وشجاعة ولهم شخصية مصادمة وقوية ؟؟؟ يقال أنه من أسباب الحريق الرئيسية في المنازل أن كل شخص يعتقد أن الحريق يمكن أن يشب في بيوت الآخرين ولا يمكن أن يشب في بيته ؟؟؟ وكذلك الآباء الذين يعتقدون أن الأساتذة الشواذ يمكن أن يتعرضوا لكل أطفال الغير الا لأطفالهم ؟؟؟ وهنا تكمن الخطورة فتجد الكل لا يبالي إذا سمع بأن في مدرسة أولاده أستاذ شاذ يتحرش بالأطفال ويجد ضحاياه بكل سهولة وبدون مسائلة حتي يصل عددهم الي 26 طفل ؟؟؟ فيا للهول ؟؟؟ وين يالبشير حكومتك الإسلامية وتطبيق الشريعة التي تدعيها وإنت وحكومتك غارقين في الفساد حتي أذنيكم وتشجعونه وتحموه كذلك وتتخذوا من الشذوذ عقاب لمعارضينكم ( رحم الله المهندس بدرالدين إدريس الذي اغتصب بأمر نافع الما نافع وأمام عينه ؟ ليفقد عقله ويقتل بعض أفراد أسرته وينتحر ) إفتحوا قوقل وأكتبوا الدكتور فاروق محمد إبراهيم لتعرفوا قصة إغتصاب المرحوم؟؟؟ والثورة قادمة لكنس كل الدجالين وتجار الدين السابقين وطوائفهم والكيزان تجار الدين الجدد اللصوص القتلة مغتصبي الرجال والنساء قاتلهم الله ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..